إلى المفتاح ( أدخلي ضروري)

إلى المفتاح ( أدخلي ضروري)

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت أحد مواضيعك التي تطلبي فيها معلومات عن الرهاب الأجتماعي وجمعت لكي بعض المعلومات حاولت إضافتها للموضوع ما نفع ففتحت هذا الموضوع وهذه هي المعلومات عن الرهاب الإجتماعي

الـرهـــاب الاجتـــماعي


يعتبر الرهاب الاجتماعي حالة نفسية مرضية يتساهل بها كثير من
الناس ويظنون أنها لاتستجيب للعلاج أو ليست مرضاً وإنما هي
مشكلة اجتماعية يمكن للفرد أن يتخلص منها بنفسه. ولكن الحقيقة
أن هذه الحالات مرض نفسي يظهر بصورة اجتماعية حيث تظهر
أعراضه حينما يكون الفرد في مناسبات اجتماعية تجعله تحت
مراقبة الناس وأنظارهم مثل إلقاء محاضرة أو خطبة الجمعة أو
إلقاء كلمة أمام الجمهور أو حديث في المناسبات العامة أو حضور حفلات الزواج أو الحفلات الكبيرة أو الكتابة أمام الناس أوتناول الطعام في المناسبات الكبيرة أو الحديث مع غريب في التلفون أو مقابلة مسئول أو شخص كبير في المجتمع أو إمامة الناس في الصلاة الجهرية أو تقديم القهوة للناس الضيوف وهكذا. وكان الباحثون يظنون أن هذه الحالات نادرة ولكن الدراسات الحديثة ثبت أنها تحدث في حوالي 10% من المجتمع وتدل المشاهات الطبية أنها شائعة في المجتمع العربي وخاصة في الشباب.

الأعـراض:تظهر حينما يدخل الفرد المناسبة الإجتماعية فيظهر عليه الخوف والإرتباك والتوتر والرهبة وتظهر أعراض جسدية كالخجل وإحمرار الوجه والتعرق والرعشة في اليدين وخفقان في القلب وزغللة في النظر والدوخة والتلعثم في الكلام والإسهال والحاجة إلى التبول في الحالات الشديدة. يؤدي كل هذا إلى تجنب الفرد جميع المناسبات أوبعضها وعدم الذهاب لها وبالتالي تؤدي هذه الحالة إلى العزلة والبعد عن النشاط الإجتماعي ورفض الأعمال التي يصحبها مثل هذه المناسبات كالإجتماعات الإدارية والترقية حيث الادارة وغيرها مما يعرقل حياة الفرد ويؤثر عليه سلبياً كثيراً.

الأسبــاب:
للرهاب أسباب كثيرة ترجع أساسها إلى الإستعداد التكويني للفرد في دماغه وعوامل الوراثة لديه ممايجعله مهيئاً إذا توفر الجو المحيط المعين أن يظهر لديه المرض النفسي الرهاب الإجتماعي. فهؤلاء الذين لديهم الإستعداد وإذا تعرضوا إلى تربية نفسية أثناء الطفولة أو المراهقة تتسم بالقوة والشدة والتوبيخ والنقد المستمر والإحباط الدائم وإشعارهم دائماً بالفشل والخيبة والضعف والإستهزاء بهم فإن هؤلاء يظهر لديهم هذا الرهاب الإجتماعي نتيجة الشعور بالعدم الأمان والضعف وفقدان التقة بالنفس مايجعلهم غير قادرين على مواجهة هذه المناسبات الإجتماعية وظهور الأعراض المذكورة أثناء مواجهتهم لهذه المناسبات. وقد يتعرض هؤلاء إلى تربية مناقضة ولكنها تزيد في إتجاه الدلال والدلع والحماية المفرطة من الوالد والوالدة مما يعيق عملية النضوج فينشاً هذا الفرد على قلة الخبرة وضعف الإتصال بالواقع الخارجي وبالتالي فقدان التفة في مواجهة الناس والحياة وظهور أعراض الخوف والرهاب الإجتماعي. وقد يتعرض هؤلاء أيضاً إلى طريقة تربية أخرى مختلفة وهي تربيتهم على المثالية والمعايير الدقيقة العالية والصارمة مما يدفعهم إلى تصور الحياة البشرية بصورة الكمال المتناهي والبعيد عن الواقع الحياتي البشري الذي يعتريه القصور والنقص والضعف وبالتالي يرى هؤلاء أنفسم دائماً مقصرين مهما عملوا وناقصين مهما بذلوا ويحكموا على أنفسم دائماً بالتقصير ويشعروا بالإحباط لما يعملون وبالتالي لايملكون التتفة أمام الناس لهذا فتظهر عليهم أعراض الرهاب الإجتماعي بينما يرى الناس هؤلاء بأنهم مجيدون مبدعون في أعمالهم وإنتباههم وهؤلاء عادة يكونوا قد اتصفوا بالسمات الشخصية الوسواسية ويكون هذا سبب رهابهم الإجتماعي.


العـــلاج: يقوم العلاج على إستعداد الفرد للإعتراف بمشكلته وأنها مرض نفسي قابل للشفاء بإذن الله ويمكن علاج هذه الحالات بمايلي:
1- العلاج النفسي السلوكي والمعرفي حيث يمكن في كثير من الحالات أن تشفى بإذن الله من خلال جلسات نفسية سلوكية أو معرفية.
2- العلاج الدوائي وقد ظهرت لكثير من مضادات الإكتئاب وغيرها آثار جيدة حيث يستجيب المرضى في أكثر من 85% من الحالات لهذه الأدوية والتي ليس لها آثار جانبية ولله الحمد ولاتؤدي إلى الإدمان أو التعود.
وقد يستعمل بعض الأطباء المهدئات كالفاليوم والزاناكس في هذه الحالات لمدة قصيرة كأدوية مصاحبة للعلاج السابق لفترة لا تزيد عن 2-4 أسابيع وهذا لا بأس به شرط أن يتأكد الطبيب أنه سيقوم بنفسه بالإشراف على إيقاف المهدئات في الوقت المحدد ولا يتساهل في ذلك بأي شكل من الأشكال فيتحول المريض إلى مدمن أو متعود على المهدئات وهذه جريمة أخلاقية مهنية كبيرة.
والطريقة الناجحة هي الجمع بين الدواء والعلاج النفسي حتى يتمكن الفرد من إيقاف الدواء بعد الفترة المقررة والتي تصل 9-12 شهراً ولا تحدث الانتكاسة حيث يساعد العلاج السلوكي والمعرفي على استمرار التسحن بإذن الله.
وهنا لفتة تربوية لكل الآباء والأمهات أن يحذروا كل الحذر من التطرف في التربية سواء في الحزم فينقلب إلى الإحباط والكبت أو في الدلال والحماية أو في المثالية وغيرها وإنما عليهم اتباع التربية المتوازنة التي تقوم على المحبة والإحترام والحزم في نفس الوقت والواقعية البشرية وأن يمنحوا أو لادهم فرصة التعبير عن رأيهم والجرأة والتعلم من الخطاً كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الديث الصحيح أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياخ الصحابة ومعه ابنه عبدالله وهو لايتجاوز الخامسة عشر من فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما شجرة تشبه المؤمن فلم يجب أحد حتى أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنها النخلة. فلما تفرق المجلس قال عبدالله لأبيه عمر لقد قال والله عرفتها ولكنني إستحييت إن أقول شيئاً في حضرة صحابة رسول الله فقال والله لو قلتها لكان أحب الي من الدنيا وما فيها. وهكذا عليناً أن نربي أولادنا على الجرأة والشجاعة والحوار دون فظاظة ولاغلطة ولاسفاهة ولكن بإحترام ومراعاة لحقوق الأخرين ومعرفة الحدود الشرعية المرعية.


أتمنى أن تستفيدي لأنني أود مساعدتك وأحتاج أخت مثلك..

أختي الكريمة يمنع وضع الإيميلات الشخصية

المصدر: نفساني