ماذا يجري من حولي ...؟

ماذا يجري من حولي ...؟

( 1 )

ذات يوم صحوت باكرا ولم أكن كعادتي نشيطا ، إذ لم أنم سوى بضع ساعات قليلة لا تبلغ أصابع اليد الواحدة ، ولم يكن هذا الأمر - وإن كان مرهقا - بذي أهمية لدي ، إذ إن القضية أعم وأكبر وأشمل ، أراها في حياتي اليومية التي أعيشها .

خرجت من بيتي وركبت سيارتي مستعينا بالله ، متوكلا عليه ، وفي الطريق فاجئني من يتجاوزني بصورة جنونية مزعجة ، فما لبثت أن طاف بعقلي أنه من الممكن أن يكون شابا فرح بسيارته يباهي بها أصدقاءه ، ويظهر قدراته أمامهم ، فتركته وشأنه ، وحمدت الله أن أبعدني عنه وأبعده عني وكلانا بخير وأمان . وفيما عقلي يفكر بذلك حتى وجدتني أقف كباقي السيارات عند أحد الإشارات ، فالتفت يسرة فوجدت صاحب السيارة السابقة فإذا به رجل بالغ السن ، كامل الخلقة ، ولم يكن كما كنت أتصوره ، ولم يكن الأمر كذلك فحسب ، بل كان ينظر إلي بامتعاض وكأنني عار على الطريق ، أو شيء زائد لا داعي له .

حاولت بعدها أن أظهر له عدم مبالاتي ، فإذا به يفتح نافذة سيارته ، كما يفتح فمه لسيل من الكلمات البذيئة ، التي لا تدل إلى على أمور كثيرة كان يعيش عليها ، وقبل أن أعي ما يقول وجدت الطريق أمامي خاليا من السيارات ، إذ أضاءت الإشارة علامتها مؤذنة بالمسير ، فسرت بحمد الله وأمانه .

وبعد وصولي لمدرستي حيث أعمل مدرسا ، وجدت مدير المدرسة مقطب الوجه ، عابس المحيا ، يصرخ ويزمجر ، وبالفعل فقد كنت متأخرا دقيقتين ، وكان هناك اثنين من المعلمين يتخاصمان حول الموعد الذي وصلا فيه ، فأحدهما يقول بأن ساعته مؤقتة بتوقيت غرينتش وأنه سجل الوقت في دفتر الحضور بناء عليها ، والآخر يتهمه بأن ساعته غير دقيقة ، فدخلت من بينهما وسجلت اسمي وتوقيعي ، وتركت الوقت إلى وقت آخر ، ومضيت إلى طابور الصباح ، حيث الشمس الحارقة ، والغبار الكثيف ، والتمارين المملة ، ووقفت كبقية المعلمين امام صفي ، وغالبية الطلاب إن لم يكن كلهم ينظرون إلينا نحن المعلمين وكأنهم يقولون أما آن لكم أن تقتنعوا بأثر ظروفنا المناخية على أمزجتنا فتطالبوا بمنعها ...!

صعدت إلى الفصل مع فصلي وكان 3 / 1 ودخلت مع الطلاب إلى الصف ، ودخل كل واحد إلى الصف وكأنه يعرف دوره ، فطلاب يغلقون النوافذ ، وطالب يشغل أجهزة التكييف ، وطالب يسأل زميله عن كتابه بالأمس ، وخمسة طلاب يتحدثون عن مباراة الأمس التي امتلأت بالإثارة والندية ، وطالبان يترنحان حتى يصلا إلى مقعديهما من غلبة النوم ، وطالب سارح بذهنه مع مشكلة والده مع والدته ، وهكذا هو الحال حتى بدأت بشرح درسي الجديد ..........

المهم أن كل درس من دروسي وهو حال دروس زملائي المعلمين على هذا المنوال ، وما خفي كان اعظم ، من ردود طلابية غير مهذبة ، أو غير مناسبة ، أو اعتداءات مختلفة بين بعضهم البعض ، أو عدم حفظ المقرر ، أو كتابة الواجبات ، أو إحضار الكتاب ، أو إشغال أحد الطلاب لاثنين من الطلاب حيث أحضر جوالا معه ... وغيرها الكثير والكثير

وبعد 5 حصص من الجهد المضني ، والعطاء المغني ، يطلق جرس الصف في ساعته الواحدة ظهرا موعد انتهاء اليوم الدراسي ، منهيا علاقة يومية مع 200 من الطلاب ، باحثا عن راحة جديدة ، يتبعه نشاط آخر ....


ركبت السيارة وكانت تنتظرني بحرارة الأشواق ، مترجمة ذلك بحرارة أحشائها المفعمة بلهيبها الحار ، وكالعادة وكصباح كل يوم بل هو أشد وأنكى - لحرارة الجو - تجد كل من يقود سيارته وهو في حالة من الهيجان والتوتر والإنزعاج وسوء المزاج ... حتى وصلت إلى البيت ، ولما دخلت البيت وجدت الأطفال وهم في شجار ، والسبب أن أحدهم أخذ ألوان الآخر ، وأنه يحتفظ بها لنفسه ، فلم أكترث لذلك ، ومضيت إلى غرفتي ، وعندما دخلتها وجدتها كما تركتها ، ورائحة أشياء وأشياء لست أدري عن كنهها تنبث منها ، وفرميت بنفسي على السرير ، وأخذت أسبح في عالم من الأحلام التي تجعلني في تواصل مستمر ، إذ مر في أحلامي كل ما كان في يومي ، ولم يكن نومي راحة لي ، بل كان تواصلا مستمرا لحالات من التكرار لعملي الشاااااق ....

المصدر: نفساني

كان الله في عونك

انها سنة الحياة ياصديقي

سنوات وأشهر وايام تمر مر السحاب

وفي خضم هذه الدوامة

لاتنس ان تقتنص كل لحظة يمكنك فيها التزود بالطاعات

ذكر الله هلى كل حال

صلاة الضحى

الإحسان إلى الناس

الصدقة

الصلاة على الجنازة

اماطة الأذى عن الطريق

وغيرها الكثير

واليسير على من يسره الله عليه

وهكذا ...

حتى نلقى الله

ونحن نرجو رحمته ونخاف عذابه

أولا :
سرد قصصي رائع أخي ..
جرب أن تكتب القصة القصيرة ، أعتقد أنك قادر على ذلك ..

ثانيا :
هكذا هي الحياة ، يضل الإنسان يكابدها حتى آخر رمق ، ولكن حاول أن تكون مالكا حكيما لوقتك ، ولا تبذله إلا لما ينفعك أولا ويسعدك ثانيا ..

أتمنى لك أخي كل الرضى ..

كلنا كذلك .. في هذه الحياة

فطبيعتها المشقة والكدر ..

كان الله في عونك ..

ودمت في سعادة ..

ن س ي م ا ل ج ن و ب

اخي امضى في الحياة ..

جميعنا نجري ونحاول ان نسبقها

ولكن..

ننظر الى انفسنا ونرى اننا لازلنا في الخلف


واحذر اخي ان تصتدم مع الواقع.. وتتكلم

لا تقل حينها هذا غير صحيح

اصبح كل شئ طبيعي ..

تحياتي لك

اعانك الله.....
بالفعل دورة تتكرر كل عام........
وفقنا الله واياك......
اسلوبك في القصة القصيرة راااائع ......