بحاجة الى رد المتخصصين.. هل زوجي مريض؟

بحاجة الى رد المتخصصين.. هل زوجي مريض؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

المستشارين الأفاضل..

انا زوجة وام منذ 7 سنوات وفي اواخر العشرينات وزوجي عمره 34 سنة جامعي ومثقف.. والزواج غير مستقر منذ البداية .. اغلب المشاكل متعلقة بتسلطه بشكل ملحوظ للكل وشكوك لأسباب لا منطقية (مثال وجود علبة عطر في حقيبتي عند زيارتي لأهلي) وفي بعض المواقف شكوكه تصل لحد الاتهامات البشعة لكن يتراجع عنها بعد ذلك.. .. يفتش جوالي وهاتف البيت يوميا ويراقب فاتورتي مع العلم بأني مستقيمة وما لي اي سوابق.. اكتشفت مصادفة انه يسجل مكالماتي الهاتفية.. قسوته مستمرة تصل في بعض الأحيان للعنف لا يراعي اي ظروف .. جفاف شديد جدا ومستمر ناحيتي حتى في العلاقة الحميمة..يكره أهلي ويعتقد انهم يكرهوه مع انهم ما يتدخلوا ابدا في حياتنا .. يفسر كثير من الامور على انها ضده واجد نفسي مضطرة كثيرا لتبرير امور عادية جدا تصدر مني او من الاخرين.. كثيرا يلجأ لأسلوب العقاب القاسي على اقل غلطة او مو شرط غلطة حتى لو شيء هو غير مقتنع به مثل استخدام اسلوب التهديد بالطلاق لو جيت افتح معاه اي موضوع هو يرفض النقاش فيه وهي أمور كثيرة معلقة.. يهددني بالحرمان من الاطفال بطرق مؤلمة لازالت محفورة بداخلي حتى الان تدمع عيني لما اتذكرها و يحرمني من زيارة أهلي والعلاقات الاجتماعية (كل الصديقات بلا استثناء بسبب عدم ثقته في احد) واذا حاولت اتناقش معه بالمنطق لا يرغب في الاصغاء ويسعى الى تحطيم معنوياتي بكلام قاسي ولو اسأله عن سبب منعي من شيء مثلا يقول لي كذة مزاج فيه مانع ..يصر يعرف تفاصيل الأمور حتى وان كانت لا تعنيه..

هناك عيوب ايضا من طرفي: شخصيتي سلبية(هادئة بزيادة) وحساسة -بدل الدفاع عن نفسي عندما يجرحني متعمدا ابكي - وضعيفة في لحظةالمواجهة.. مترددة في حسم القرارات واستخدم عاطفتي بدلا من عقلي لحظة القرار.. توقعاتي العاطفية كانت كبيرة من الزواج بحكم عدم الخبرة.. تقديري لذاتي يتأثر كثيرا من المحيطين بي خاصة زوجي وكلامه السلبي لي وعدم رضاه عني.. ايضا لم اكن ناضجةعقليا بالشكل الكافي عندما تزوجت..وكنت اسامحه مهما يخطئ بدون محاسبة ظنا أن الصبر والمعاملة الطيبة ستغيره..

زوجي تربى على دلال مفرط وتعود انه يخطئ ثم تطلب أمه من الطرف المظلوم أن يعتذر منه.. غروره شديد وملحوظ للاخرين واهله يشجعوه.. والده قاسي (حسب النقل لأني رأيت العكس) معه جسديا ونفسيا تصل لحد الضرب والطرد.. وزوجي عليه ضغوط اجتماعية ونفسية كثيرة..ويحتك بناس همهم الكلام في اعراض الناس ونقل الفضائح والاخبار السيئة.. ويتصور المجتمع كله فاسد..وله بعض المشاكل مع الشرطة مع أنه مستقيم بسبب اسلوبه في عدم احترام الاخرين وغروره وخسر عدة من اصدقائه لنفس الأسباب.. عدة مرات يتهم اخواته ويشك فيهم بأسباب تافهة.. وبعد تدخل ابوه يتضح ان الأمر ليس له اساس من الصحة..

في السنوات الاولى كنت مستسلمة له واحاول ارضائه بأي شكل حتى لو اعرف انه مخطئ فقط لتجنب الصدام معه لأن اسلوبه في النقاش غير مهذب .. ثم مؤخرا بدأت ابحث عن حل ودخلت في مشاكل معه ارهقت نفسيتي كثيرا ولم اتوصل لشيء اكيد.. تحدثت مع والده ونصحني بأن اقف في وجهه دائما لكني غير مقتنعة ان هذا سيحل المشكلة.. حاليا هو يوحي بشيء بسيط من التغير لكنه سرعان ما يعود لشخصيته الاساسية.. طلبت منه ان نذهب للاستشارة وهو رفض.. ولم يكن راغب حتى ان اذهب انا بمفردي.. ذهبت مؤخرا للاستشارة دون علمه -كان مسافر- ولو عرف ربما يخلق مشكلة كبيرة مع ان شكواي الرئيسية للطبيبة المختصةكانت هي انكسار شديد اشعر به واحباط داخلي انعكس على عطائي في كافة المجالات ولم اتحدث عن خلافاتنا باسهاب معها لكنها رجحت ان يكون هو مريضا ولكني لا اتوقع هل ممكن ان يكون زوجي مريض وهو اكمل تعليمه بتفوق ويشغل وظيفة تحتاج لتركيز ذهني؟؟؟

بعد ان تم مؤخرا فقط طرح احتمالية كونه مريضاصرت اربط ذلك ببعض تصرفاته الغريبة التي كنت اعتبرها نوع من السطحية وعدم النضج لا اكثر من جانبه.. امثلة وهي للعلم تتكرر بشكل شبه مستمر وليست مرات عابرة:

هو يقول انه المفروض يكون وزير من زمان..
اذا رأى سيارة مثل سيارته في اي مكان حتى لو في بلد اخر يتصور ان السيارة زادت مبيعاتها منذ لحظة شرائه لها لأن الكل يهوى تقليده.. وكذلك بالنسبة للملابس والمركات التي يقتنيها.. ونفس الشي لو رأى امرأة لديها شيء مثلي يقول لي سابقا لم يكن احد يقلدك لكن منذ اصبحتي زوجتي الكل صار يقلدك في كل شيء!
يستخدم مصطلحات غريبة وضخمة في كلامه بشكل متكرر مثال (سامحقك من الوجود وامحيك من خارطة الكون) وعندما يدخل في مشادة مع شخص -كثيرا ما يحصل - ويحولها للضرب فأسأله عن سبب مد يده مع أن الأمر لا يستحق يقول لي ما اعرف ما شفت نفسي الا اضربه وكأن احد دفني عليه وانا ما كنت ابغى.. دائما يتصور الناس تتحدث عنه وعني..مع ان هذا غير صحيح!
يعتقد ان الشخص الي يطيعه يتوفق بحياته.. والعكس صحيح..
يعتقد وبقوة أن عنده دراية بأمور فوق عقل البشر.. وان الي يخالفه لا بد ويأتي يوم يكتشف انه مخطئ.. ويستدل على ذلك بأدلة تافهة .. وينسى ان معظم الاوقات العكس يحصل..دائما يكرر ان سبب معاناته معي ومع الاخرين وفي العمل هو ذكائه الزائد لأن احنا ما نقدر نجاري عقليته.. ولو انه كان اقل ذكاء كان مشاكله كلها انحلت..

ايضا لديه عم تم تشخيصه بالفصام في سن الثلاثينات خارج المملكة ولم يتزوج حتى الان والمرض لازمه من حينها قبل اكثر من خمسين سنة..

كنت احاول التكيف مع شخصية زوجي لأجل حبي له والأطفال لكني كلما نضجت اكثر صرت الاحظ انه يعاملني بطريقة سيئة وحصلت مشاكل ضخمة لولا الاطفال كنت سأطلب الطلاق.. اود اكمال حياتي معه ولكني اشعر بالتعاسة والاحباط وعدم الامان الى جانبه.. وبأن الحب الي كان بقلبي نحوه مات وبداخلي الان شيء مكسور لأنه خذلني في كل موقف كنت احتاج لدعمه..

حاليا انا بحاجة لمساعدتكم النيرة في نقطتين:

اولا: كيف اتعامل مع شخصيته الصعبة واسترجع شخصيتي المفقودة امامه؟

ثانيا: كيف اقنعه بالذهاب للاستشارة الزوجية او النفسية كي يساعد نفسه وكي اتمكن انا من مساعدته..

عذرا على الاطالة لكني رغبت بأن اعطيكم صورة كافية عن الحالة وكلي أمل فيكم بعد الله أن تساعدوني بالنصح والارشاد.. وفقكم الله لنشر علمكم وجزيتم خيرا على هذا الموقع المفيد..

المصدر: نفساني

معقول مافيه اي مختص مر او رد على مشكلتي...

أختي الكريمة قرأت رسالتك أكثر من مرة واسمحي لي أن أهمس في أذنك وقلبك قائلة:اهدئي ولا تسمحي للغضب المتراكم في داخلك أن يفسد عليك زواجك –لا قدر الله- أو أن يبعد عنك شواطئ السعادة التي أتمنى من كل قلبي أن تقيمي بها أنت وأسرتك إلى الأبد..
وأطمئنك بأن زوجك ليس مريضا، وأنت أيضا لست مريضة، وقد أخطأت المستشارة التي توجهت إليها عندما قالت أنه مريض، ومن الطبيعي أن يرفض زيارتها هي أو غيرها فكل ما هنالك أننا جميعا لدينا بعض الأشياء غير المنطقية في تصرفاتنا فجميعنا بشر ولسنا معصومين من الأخطاء أو من العيوب..
وقد احترمت كثيرا قولك بأن زوجك عليه ضغوط اجتماعية ونفسية كثيرة، ويحتك بأناس همهم الكلام في أعراض الناس، لذا فمن الطبيعي أن يشعر بالخوف على أسرته ولذا يقوم (بحماية) أسرته من الفضائح من خلال (التأكد) بنفسه من أن كل شيء يسير على ما يرام وهذا ما يفعله مع أخوته أيضا وليس معك أنت وحدك فقط، فتقبلي ذلك بنفس راضية واعتبريه دليلا على الحب الزائد وليس عدم الثقة أو الشكوك .
وتذكري أن هذا ليس أمرا موجها ضدك شخصيا لأنه سيفعل ذلك مع أي امرأة كان سيتزوجها لأنه يفعله من قبيل الحب والرعاية وليس من باب الشك والإهانة، واتفق معك تماما في رفض النصيحة "القاتلة" التي نصحك بها والده بأن تتشاجري معه عند الشكوك، وارفضي أيضا أسلوبك السابق في البكاء عند مواجهة شكوكه .
والأفضل من ذلك أن تقولي له بهدوء وبثبات وبلا أي تحدي بالطبع: أنا أثق جيدا في أنك تحترمني وتثق في تمام الثقة وأنك تعلم تماما أنني أهل لهذه الثقة وأقدر تأثرك بالمناخ الذي تعمل فيه وأؤكد لك أنك تستطيع الاطمئنان دائما لأنني لست بحاجة لارتكاب أي خطأ ولن أفعل ذلك أبدا..
ثم اتركيه وغادري المكان بهدوء وبدون أي غضب وكرري ذلك ولا تتوقعي أن يتوقف نهائيا بالطبع وافرحي بأي تناقص في شكوكه واستدرجيه باللطف والنعومة والأنوثة في المظهر والسلوكيات وفي كافة تصرفاتك اليومية معه إلى تحسين معاملته الجافة.
وأتمنى ألا تحاولين فتح النقاش معه في أمور لا يحبها لأنك بذلك تفتحين بابا للمشاجرات وتدفعينه أيضا لكي يضايقك حتى تتوقفين عن اجباره على الحديث فيما يرفضه..
وتخلصي من ذكرياتك السيئة معه فلا يوجد زوج لا يخطئ مع زوجته والزوجة الذكية هي التي تحتفظ فقط بالذكريات الحلوة وإن قلت وتطرد السيئة حتى لا تحمل نفسها أعباء نفسية هائلة تؤذيها وتضرها نفسيا وصحيا بل وعاطفيا وتحول دون استمتاعها بمباهج الزواج.
وأتمنى أن تسعي لتحسين زواجك ليس من أجل أطفالك فقط ولكن من أجلك أنت أيضا فمازالت في بدايات الشباب (الجميل) ومن الظلم لنفسك الاسترسال في المعاناة من زوجك بدون السعي لانجاح زواجك..
وأصارحك بأن معظم الرجال لا يرحبون بالمناقشة مع الزوجات لا بالمنطق ولا بغيره والزوجة الذكية هي التي تحصل على ما تريد بصورة غير مباشرة بعيدا عن المحاضرات والخطب الطويلة وبأقل قدر ممكن من الكلام المكثف للغاية وتشعر زوجها بأنه (سيربح) إذا ما حقق لها ما تريد أي أن الأمر سيصب لصالحه في النهاية وهي التي لا تلح على زوجها ولا تحاصره فإن كل ذلك سيأتي بنتائج عكسية للغاية ويدفع بزوجها إلى العناد السخيف..
وأتمنى ألا تسحمي لأي شيء في الكون أن يمس معنوياتك ولو بصورة طفيفة لا أن يحطمها وقولي لنفسك دائما: أنا أهم وأغلى من أي يؤثر أي إنسان في بالسلب، وتقديري لنفسي رائع ولن أحصل عليه من الآخرين فأنا قيمة رائعة في حد ذاتي وبصرف النظر عن رأي الآخرين في، وبالطبع يجب ألا يصل بك الأمر إلى الغرور أو تجاهل العيوب، وتذكري أن زوجك يكون قاسيا أثناء غضبه أو لرده على محاولاتك لفرض حوار في أمر لا يريده، فلا تحاسبينه على كلامه أثناء الغضب فكلنا عندما نغضب نقول كلاما قاسيا لا نعنيه بل أن بعض الأمهات قد يقمن أثناء الغضب بالدعاء القاسي على أبنائهن ثم يكرهن هذا الدعاء بعد زوال الغضب، فاهدئي تماما ولا تحاسبي زوجك على زلاته أثناء الغضب..
أما عن قولك بأنك كنت تسامحين زوجك عندما يخطئ لأنك لم تكوني ناضجة عقليا فهذا من وساوس الشيطان اللعين فقد تسامحت معه لأنك كنت تتعاملين بالفطرة السليمة وأيضا لأنك كنت تحبينه وتنظرين إليه بعين الرضا ولكنك سمحت للغضب منه بالتراكم وأصبحت تنظرين إليه بعين السخط التي تركز على المساوئ فقط، والحل بيدك أن تعودي إلى عين الرضا وإلى الحب ففيه البلسم الشافي لك وله ولأطفالك أيضا، وأتمنى أن تتجنبي الصدام معه ليس لأن أسلوبه غير مهذب قط ولكن لأن الصدام لم يكن أبدا الطريق إلى الحلول..
تقولين أنه أحيانا يوحي بشيء بسيط من التغيير ولكنه سرعان ما يعود إلى شخصيته الأساسية، وأقول لك تشبثي بكل قواك بالفرح بهذا التغيير ولا تتوقعي (انقلابا) في الشخصية فهذا أمر غير واقعي ولكن (حرضيه) بنعومة ومرونة على التحسن التدريجي وتشاغلي عنه أثناء غيابه عن البيت واقضي أوقاتا سعيدة ومرحة مع أولادك ومارسي الرياضة البدنية وعودي إلى هواياتك التي تحبينها واهتمي بمظهرك وبجمالك ولا تفكري فيه إطلاقا أثناء غيابه حتى لا تقومي بشحن نسك ضده، وتذكريه فقط عند عودته إلى البيت وتخلصي من الذكريات السيئة .
وتذكري دائما أنه رجل مخلص ومميز في عمله ومثقف وناجح وأنه يعاني من ضغوط كثيرة سواء بسبب تنشئته الخاطئة أو عمله وتذكري الحديث الشريف (خيركم أعذركم للناس) فما بالنا بالأزواج وهذا لا يعني أنني أطالبك بتحمل مضايقاته فهذا ما أرفضته ولكنني أقصد تغير أسلوب تقبلك لها التوقف عن التعامل معها على أنها أمر (بشع) لا يمكن احتماله وأيضا تغيير رد فعلك فما ثبت شله ليس من الحكمة تكراره..
أخيرا لست في معركة مع زوجك حتى تتحدثي عن شخصيتك المفقودة معه فالزواج ليس جلسة للصراع بل ساحة للمودة والرحمة ولا تحدثينه عن حاجتكما للاستشارة هذا أمر يعني أنك لا تقبلينه كما هو وتودين تغييره مما يدفعه للرفض ولمقاومة التغيير واستدرجيه بلط وبمرونة وبطمأنته بالابتعاد عن كل ما يثير شكوكه إلى أن يكون أفضل وأثق بنجاحك بمشيئة الرحمن وفي انتظارأخبارك الرائعة. فلا تتأخري أبدا . وفقك الله
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
ورئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام