المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

لماذا لا نـرى الله تعالى بأعيننا وكيف نؤمن به ونحـن لـم نــره؟.

لماذا لا نـرى الله تعالى بأعيننا وكيف نؤمن به ونحـن لـم نــره؟. إن النور الإلهي لا يستطيع الإنسان تحمُّله مباشرة إذا لم تكن له سابقة أهلية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-03-2008, 01:39 AM   #1
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
لماذا لا نـرى الله تعالى بأعيننا وكيف نؤمن به ونحـن لـم نــره؟.



لماذا لا نـرى الله تعالى بأعيننا وكيف نؤمن به ونحـن لـم نــره؟.


إن النور الإلهي لا يستطيع الإنسان تحمُّله مباشرة إذا لم تكن له سابقة أهلية واستعداد، ومن رحمة الله تعالى أن يحجب نوره عن الناس الذين لم يؤهِّلوا أنفسهم، ولم يعدُّوها الإعداد اللائق .
الــرؤيـة : أرأيت الكأس من الزجاج ذي البرودة الشديدة، إذا أنت لم تعدَّه الإعداد المناسب بتسخينه


رويداً رويداً، فإنه سرعان ما ينصدع لمجرد صب الماء الساخن فيه،وهنالك يغدو عديم النفع، لا تمكن الاستفادة منه، ولو أنه عُرِّضَ تدريجياً للحرارة، حتى أصبح بحال ملائم، لما ضره الماء الساخن ولما أثـَّر فيه.


أقول: وكذلك الإنسان، إذا هو لم يعد نفسه، الإعداد الكامل والتهيؤ المناسب للتجلي الإلهي فما أسرع أن يصعق ويموت، إذا واجهته بارقة من نور الله، إن لم تكن لديه الأهلية والإعداد السابق،كما صار إليه حال بني إسرائيل الذين ذهبوا بصحبة رسولهم إلى الميقات المعيّن من الله تعالى بناء على طلبهم، وكانوا إذ ذاك سبعين رجلاً نوَّاباً عن قومهم، فلما أضحوا في المكان، وفيما هم ينظرون بنور سراجهم المنير، موسى عليه السلام للحضرة الإلهية، انتابهم الخجل من تقصيرهم وعدم طاعتهم لرسوله، فأخذتهم الرجفة، وماتوا جميعاً، إلاَّ سيدنا موسى عليه السلام، وبسبب ديمومة طاعته لربِّه، وعدم انحرافه قيد أنملة عن أوامره تلك كانت سببَ عصمته وصفائه ونقائه، لذا بقي في الميقات مشرقاً ثابتاً منفرداً لوحده. شاخصاً ببصيرته لجلال جمال ربه، حبّاً وهياماً وثباتاً، فهو لم يتزعزع. ونحن وإن كنَّا نقرِّب لك الحـقـيقـة بـأمـثـلة، غـير أننـا لا نستطيع أن نجعلك تدركها الإدراك المطلوب، لأنَّ هذه الأحوال أبعد من أن تدرك بمثال، أما إذا أنت سلكت طريق الإيمان الذي أرشدك إليه ربك، وإذا أنت تابعت التفكير في فراق هذه الدنيا الذي لا بدَّ مــنــه، وفي الــتــربــيـة والآيــات الكونية ،
ومن صنعها وسيَّرها، حتى وصلتََ إلى التقـوى، التي هي الاستـنـارة الـدائميـة بنـور الله ، بالصحبة النفسية مع رسول الله (ص)، لتبدَّت لك بوارقٌ من العظمة والقدرة الإلهية، ولرأيت من الرأفة والرحمة، والعلم والحكمة، والفضل والإحسان، وغير ذلك من الأسماء الإلهية، بل
لشاهدت من الجمال والجلال الإلهي ،أضعاف أضعاف ما يمكن أن تتصوره، وهناك تقدِّر خالقك بنسبة ما شهدتَ من أسمائه الحسنى، وترى أنك مهما أردت أن تعبِّر عما شاهدته فلست بمستطيع إلى ذلك سبيلاً .. لكنَّها أذواق ومشاهدات، ملأت نفسك، فجعلتها تخرُّ ساجدةً لما شاهدت من عظمة مَن لا تنتهي عظمته، وجمال وجلالَ من لا أوَّل لجماله وجلاله، وسائر أسمائه ولا انتهاء.. والمشاهدة لا تتمُّ إلاَّ مع المشاهدين، فبانضمام نفس المؤمن لنفس رسول الله (ص)السّراج المنير بالصلاة، يسري النور الإلهي لنفسك، عندها ترى ربك بعين البصيرة، بنفسك المستنيرة، لا بالبصر، أي بعين الرأس.


{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ..}

(108) سورة يوسف


وهكذا فمعرفة الله، وشهود حقيقة الرسل الكرام، لا تكون عن طريق الحس والرؤية بعين الرأس ،ولكن بطريق الاستدلال والتفكير الموصل إلى العقل، ومشاهدة طرف من الأسماء الحسنى بعين النفس(عين البصيرة )، بصحبة نفس السراج المنير عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذه هي الشفاعة الحقة:




قلوب العارفين لها عيون ترى ما لايراه الناظرون


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ..}





« نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا ».


(28) سورة الحديد



وقول سيدنا عيسى عليه السلام للحواريين رضي الله عنهم كما ورد في الأثر:

«نأكل ونشرب ونلعب ونطرب ونحن في محادثة قلبية مع الله»..



وكلما ازداد الإنسان في هذا الطريق تقدماً، ازداد إلى خالقه شوقاً وعشقاً. وقد سألوا سيدنا علياً عليه السلام: هل ترى ربك؟. فأجاب: وهل أعبد ما لا أرى؟. وقوله: والله لو انكشف الغطاء ما ازددت يقيناً. وبني الإسلام على خمس،


أسـاسهـا شـهـادة أن لا إلــه إلا الله.. فتمت هـذه الشهـادة يقـيناً


بمشاهدة أن محمداً رسول الله. فالمسألة مسألة شهود لبلوغ


التقوى، والإسلام دين حقائق، وبقدر عشق المؤمن وشوقه لربِّه

يتوسّع في مشاهدة الأسماء الإلهية الحسنى وليس للنفس حدٌّ تقف

عنده ولا وسعة معينة لا تعدوها بل إن نفسك أوسع مما تظن

وتتصور، إنها أوسع من السموات والأرض بما فيها وأكثر تحمُّلاً للنور

الإلهي من الجبال الراسيات جميعها، وإذا كان الجبل العظيم يتصدع

ويندك من خشية الله فالنفس المؤمنة المرافقة لنفس رسول الله (ص)
تحصل لها الخشية من الله وتشعر وتشهد عظمة وجلال الله وتخشع له ولكنها تثبت ولا تفنى بالله بل تبقى بعد الفناء بالبقاء بالله العلي

الأعلى الوهاب .
وما الصلاة إلا صلة العبد بربه، بصلةِ النفس بنور خـالـقـهـا بـارتباطـهـا بـرســولـه الكريم والصلاة معراج المؤمن..

وفي قوله تعالى: {.. لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (2) سورة الرعد.


"ولا يتم اليقين إلا بالشهود. وخير ما وقر في النفوس اليقين، تعلّموا اليقين بمجالسة أهل اليقين ".


وإذا كانت السماء على عظمتها وكبير سعتها لا تتسع للمعرفة التي يمكن أن يصل إليها الإنسان، فالمؤمن أعظم سعة بقلبه وأوعى من السماء


وفي الحديث القدسي الشريف: « ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ».


هذا الإنسان الذي حمل الأمانة التي خشيت من الفشل في حملها الكائنات جميعها وحَمَلْتَها أيها الإنسان.


هذا أنت أيها الإنسان وهذا هو حالك وذلك هو شأنك عند الله، فأنَّى تتحوَّل عنه تعالى وأنَّى تؤفك؟. وكل ما خلا الله إلى زوال.


وهل لك من إله غير الله أم لــك مــن خـالــق ورب رحـيم سـواه يـــرشـــدك إلـى الـطـريق


السوي الذي تشهد فيه طرفاً من الأسماء الإلهية، إن طلبته بصدق وفكرت كما فكر سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى توصل لربه عندها تقول أشهد أن لا إله إلا الله، عن صدق وعن شهود حقيقي يقيني، فتصبح من أسعد الناس وأسماهم بشهادة أن محمداً رسول الله سراجك المنير بصلاتك. فإن أبيت أن تأتيَ البيوت من أبوابها فتتطلب رؤية الله تعالى دون سلوك طريق الحق وصحبة أهله ودون إيمان ولا تقوى ويحلم سبحانه عليك ولو شاء لتجلَّى لك بشيء من نوره فذابت نفسك وذهبت شعاعاً كما يذوب الشمع ولصعقت وفارقت نفسك جسدها. أو لغدوت من المجاذيب الحقيقيين بحب الله ولفقدت وعيك وتفكيرك (وهذا النوع من الجذب الحقيقي بحب الله لم يبقَ له أثر من أوائل القرن العشرين وبزوغ الحضارة والفتن المادية ؛ بل عمليّاً كل جذب في عصرنا إنما هو جذب شيطاني لا أثر لحب الله فيه).


أقول: فهو سبحانه لا يري طرفاً من أسمائه إلا لمؤمنٍ تقيٍ ذي شوق وعشق لتلك المشاهدات، يريه بقدر متناسب مع شوقه وعشقه مما يستطيع له تحملاً، ويكون له مستعداً.
ويتم ذلك بعد الإيمان بواسطة رسوله (ص)، وهو العين التي بها يُرى الحق تعالى واسماؤه العليّة فيعرج به (ص)بلطف إلى الله، وتلك هي التقوى، أي الإستنارة الدائمية بنور الله.


أما النفس المعرضة فلا يريها تعالى من ذلك شيئاً، رحمة بها، وعطفاً عليها لعدم ميلها وشوقها، فيبقى إيمانها صورياً وألفاظاً تقليدية عارية عن الحقيقة، فلا تطمئن النفس المعرضة إلى ما يتلوه رسول الله (ص)
ويبلغها إياه، عن لسان حضرة الله، كحال بني إسرائيل:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (55) سورة البقرة.


إذن: فاطلب بصدق، وسلوك إيماني ذاتي، بحثاً عن الوصول للإله من ثنايا صنعه، تصل للشهود والإستنارة الدائمية اليقينية، لقوله تعالى في الحديث القدسي الشريف:

« ابن آدم اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كلَّ شيء، وإن فتُّك فاتك كلُّ شيء، وأنا أحبُّ إليك من كلِّ شيء »(2).


وفي كتاب(الزبور المقدَّس)المنزَّل على سيدنا داود عليه السلام:

« أنا المطلوب اطلبني تجدني، أنا المحبوب اطلبني تجدني؛ ولا تطلب سواي فلا تجدني ».


ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكل نعيم لا محالة زائل.



والحمدلله رب العالمين
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 19-03-2008, 01:43 AM   #2
أمورة نفساني
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أمورة نفساني
أمورة نفساني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18029
 تاريخ التسجيل :  08 2006
 أخر زيارة : 14-01-2019 (04:21 PM)
 المشاركات : 15,872 [ + ]
 التقييم :  69
لوني المفضل : Cadetblue


موضوع رائع أشكرك علية

لكن لم يعجبني العنوان ...


 

رد مع اقتباس
قديم 19-03-2008, 02:27 AM   #3
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


أخى طالب الاله .......
شكراً جزيلاً لهذا الموضوع الرائع الذى استمتعت بقراءته جدااااااا .....
اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 20-03-2008, 07:18 PM   #4
كيميائية سعودية
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية كيميائية سعودية
كيميائية سعودية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35641
 تاريخ التسجيل :  07 2007
 أخر زيارة : 01-02-2013 (10:13 AM)
 المشاركات : 2,176 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لا تكون عن طريق الحس والرؤية بعين الرأس ،ولكن بطريق الاستدلال والتفكير الموصل إلى العقل،
الحمد يارب اصلحنا وتوب علينا
وامورة لك بالفائدة المدونة وان لم يعجبك العنوان وانني لا ارى فيه مايعيب


 

رد مع اقتباس
قديم 20-03-2008, 08:44 PM   #5
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا