|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
14-11-2008, 04:10 PM | #1 | |||
V I P
|
تلميذة تصرخ بالصف: درس بالأدب بلا أدب..!!
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلميذة تصرخ بالصف: درس بالأدب بلا أدب..!! المكان.. ( فصل ) غرفة معدة للدرس بمدرسة كبيرة بحي مشهور بالتكدس السكاني.. الزمان: الساعة الثامنة صباحاً.. الحصة الثانية.. الشخصيات.. تلميذات بالمرحلة الثانوية ينظرن بدهشة والابتسامة تعلو محياهن.. ومعلمة تقف أمامهن بيدها كتاب الأدب تشرح قصيدة لجميل بثينة.. الحوار: المعلمة تشرح القصيدة بعد قراءتها.. والأنظار تتوجه نحوها بأسئلة بها من الفضول والسخرية أكثر من طلب المعلومة النافعة تقرأ الأبيات وقد تغير لون وجهها: ألا ليت ريعان الشباب يعود ودهراً تولى يا بثين يعود إلى أن تقول: علقت الهوى منها وليداً فلم يزل إلى اليوم ينمي حبها ويزيد طالبة الصف الأول ثانوي ترفع رأسها مبددة خجل معلمتها أمام الخوض بأمور لا تود الخوض بها.. الطالبة: أستاذتي هذا الغزل العذري فكيف بالصريح.. أخرى ترد: جميل يتغزل ببثينة وهي متزوجة بغيره..!! هل يجوز ذلك.. ثالثة تقول: الله بيت جميل..!! ورابعة تقول: قهر مع ذلك لم يتزوجها... تصرخ المعلمة: بس... هذه أبيات غزلية مقررة علينا لدراستها وليس لأخذها قدوة.. الحب برأيي لله ثم لنبيه ثم لما سمحت به الشريعة محبة الأزواج والأخوة والأقارب... وووو...!! ثم تسترسل بالشرح فتقول ووجهها يحمر خجلاً في البيت الثامن: وإذا قلت مابي يابثينة قاتلي من الحب قالت ثابت ويزيد وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت ذاك منك بعيد يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ويحيا إذا فارقتها فيعود قالت إحداهن: الله بصراحة أبيات حلوة..!! يحبها بجنون مع إنها بعيدة عنه متمنعة عن وصله .. يقول لها ردي عليّ بعض عقلي فتتلذذ بتعذيبه..! أخرى يحمر وجهها خجلاً تقول معترضة: هذه الأبيات بها قلة أدب..!! والله حيرتونا معكم!! وأخرى تقول: غريبة كيف ندرس هذه القصيدة.. فيها كلمات لا تقال.. ما معنى عاطفته متوقدة مشتعلة تجاه بثينة..!! تهز المعلمة رأسها وقبل أن تواصل تقاطعها أخرى معترضة .: أووووه كل شيء ممنوع نريد أن نستمتع بكلمات الغزل.. ما أسعد بثينة..!! كل ذلك والمعلمة تحاول احتواء الموضوع وصبه بمجرى آخر مع عدم اقتناعها بجرأة تلك القصيدة التي بها يبث الشاعر شكواه وألمه من فراق المحبوبة منذ دهر.. وما زال جميل يشكو..!!.. فقد تغير الزمن وتغيرت مدلولات الكلمات ،الغزل لم يعد يقرأ لتذوقه بقدر ما يناجي رغبات ويحرك مكنون أنفس هؤلاء المراهقات .. كيف لا وهن يستمتعن بكلمات غزل جميل الذي هام عشقاَ ببثينة ابنة عمه غزلاً يقطع نياط القلب بسبب فراق المحبوبة. فيربطن بينه وبين الفيديو كليب للمطربة فلانة وفلان وليته موجه لأكبر منهن سناً ليتذوقنه ويعرفن أن الغرض الاطلاع على أدب قديم ثري بمفردات اللغة.. فالمعلمة تلقي القصيدة والمراقبة والإدارة تتصيد أخطاءهن تعاقب الطالبة عند كتابة كلمات غزل أو إعجاب وكتابها يتردد به صوت عنترة المتيم بعبلة قائلاً: فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم.. عنترة بعز المعركة ينتشي وتزداد قوته كلما تذكر عبلة فيربط بين شكل ثغرها المتبسم والسيوف اللامعة ويود تقبيلها.. والمعلمة عليها شرح الموقف للتلميذة بإسهاب.. ولو لم تتعمق بذلك لوجدت الشرح مفصلاً بالكتاب. كل ذلك موجه لتلك الطالبة معلمة تشرح معلقة عنترة وعشق جميل المحروم من بثينة وعاطفته المتوقدة الجياشة مكرهة وأخرى تنصح وتحذر من الغزل والعلاقات المحرمة.. تناقض يدعو للحيرة.. وقصائد يجب إعادة النظر بمحتواها والتركيز على القصائد التي تدعو لمكارم الأخلاق والقصائد الغزلية التي لا تتعمق بالعاطفة التي تربط الرجل بالمرأة أيام الصبا بلا قيود في البادية فغزل البادية إذا كان غرضه شريفاً ليس من الضرورة أن تبقى صورته كما هي على مر العصور بزمن الانفتاح الفضائي وضياع الأخلاق والقيم، فتحل تلك الفتاة لنفسها مثل تلك العلاقات وترى الأمر سهلاً كلماته مسطرة بكتابها وتسيل بعذوبة على لسان معلمتها والنت والتلفاز يكمل ماتبقى من الصورة.. بدرية البليطيح المصدر: نفساني
|
|||
|
19-11-2008, 06:05 PM | #5 |
المركز الثالث (عقد من ضياء)
|
إعجبت بالمقال كثيراً ..
وكان إعجابي بمغزاه أكبر .. تسلمي نووور على الموضوع .. تحيـــــــــــــاتي .. :) .. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|