الاحباط سلب مني حياتي

الاحباط سلب مني حياتي

بسم الله الرحمن الرحيم أستاذي الفاضل المستشار الكريم ... السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،،، واسأل الله لكم التوفيق و السداد و اسأل الله ان يجعلكم خير من يرشد و ينصح و يدل و أقدم لكم استشارتي و كلي أمل من بعد الله ان أجد الإجابة الشافية و الوافية لمشكلتي بأذن الله تعالى . ولا اعلم كيف أبدا بكتابة استشارتي فالبعض يجدها عادية و هي من أمور الحياة الدنيوية ، إلا أني أجدها هماً على صدري و شلل بتفكيري الذي أصبح يراودني في كل وقت و في كل حين . الموضوع / مشكلتي تكمن باعتمادي على والدي منذ الصغر فكان هو من يصرف علي وهو من كان يتكفل بكل شي – ولم أوفق في إكمال تعليمي فقط توقفت عن التعليم بالصف الثاني متوسط – المرحلة إعدادية - . و بعد هذا كله أصر علي والدي بالعمل معه بالتجارة فوافقت رغم عدم رغبتي بالعمل معه ، الا أني مع الوقت اعتدت على العمل و أحببته بنسبة 60% ، و عملت معه بما يقارب ( 16 ) سنة متواصلة دون انقطاع ، و أيضا دون تطور واضح او أني اشعر اني أبليت بلاء حسناً ، فكان و الدي جزاه الله خيراً يصرف علي كما يقال " بالقطارة " وكنت اعمل في السنوات الأولى بلا راتب محدد فقد كان يعطيني ما يكفي لمدة أسبوع او كي أكون منصف و صادق ما يكفي ( لشهر ) ولكن هذا العطية لا تمكني من التوفير أبدا . مرت الأيام و قررت الزواج و جزاه الله خيراً والدي تكفل بالزواج و أسكنني في شقة في منزله و هذا لا أنكره ابداً ، ثم حدد لي مرتب شهري مقداره ( 2000 ) ريال و بعد سنوات رفعه لي إلى 3000 ريال ، ولكن كنت اشعر بعدم الرضا بعملي و ذلك بأن المرتب لا يفي بمتطلباتي الشخصية و العائلية و بعد مرور 3 سنوات بدأت اشعر بالإحباط و ذلك جراء الاهانات من والدي تصل في بعض الأحيان إلى الشتم و تفضيل الغير علي و ان فلان أفضل مني و انظر إلى فلان أفضل منك ... الخ ، أيضا الشعور بالإحباط بان أرى أبي يهتم بالآخرين و يحرص على إرضائهم اما انا فلا تغيير واضح بالتعامل ، غير ذلك يقوم والدي بتكليفي بمهمة في العمل و يعدني بمكافأة إلا انه يتراجع بقراره و لا يفي لي بوعد و يتحجج بعدم تذكره بهذا الوعد او يقول أني كنت مقصر بعملي ، و يتضرع الحجج ... الخ . و بعد هذا كله قام بتخفيض مرتبي الشهري من 3000 ألاف إلى 2000 ريال ، رغم أني رجل ابلغ من العمر ألان 37 سنه و متزوج و لدي أبناء و لدي مسؤوليات ، وانتم بلا شك تعلمون جيداً غلاء المعيشة في هذا الوقت و كيف ان 2000 ريال شهرياً لا تؤمن متطلبات شهر واحد فكيف ستؤمن مستقبل واعد و كيف ستؤمن مستقبل الأبناء بالحاضر و المستقبل ؟ . * تراودني أفكار بالبحث عن عمل اخر ، و لكن كلما أتذكر و الدي احزن عليه و أخاف عليه ان يبقى لوحد ، حتى هو اشعر بتأثره و ايضا اشعر بغضبة حينما يعلم اني سوف ابحث عن عمل فهو معتمد علي بكل شي سواء بالعمل او بالمنزل او بما يتعلق بالعائلة ، فانا كما يقولون كل من يعرفنا أني المحور الرئيسي بهذه العائلة ، و يعتقدون اني اجني من وراء عملي هذا الخير الوفير الا ان الواقع غير ذلك ، بل اشعر ان الخير الوفير فيه اني أحسن بأذن الله لوالدي بما استطيع و ابره ، ورغم كل ذلك لا اجني ما يجني إخوتي الآخرين فجميع إخوتي الأولاد وهم اصغر مني و انا الأكبر بوظائف طيبة و اقل مرتب فيهم 5000 ريال شهرياً و غير متزوجين اما انا فا 2000 ريال ، اعلم ان هذا مقدر لي وان الله سبحانه وتعالى قدر الأرزاق على المؤمنين منذ خمسون الف سنة وان لكل إنسان رزقه و قدره و اجله ... الخ ، و الله يشهد علي أني مؤمن بذلك و قابل و راض بما كتب الله لي و لا يكتب الله للإنسان الا كل خير ، و الحمد الله على كل حال . * ولكن الإنسان بطبعه ضعيف و ينحني او يميل في بعض الأحيان إلى أمور الدنيا بحيث ينظر الى الصديق او القريب او جميع من حوله ويقول لماذا لا أكون بمثل صفاتهم ؟ يلبسون أحسن الثياب و يركبون أفضل السيارات و يجلبون لأبنائهم كل ما يرغبون ... الخ ، الا انا فأنا اشعر في بعض اللحظات اني استسلمت للأمر الواقع فليس لدي وظيفة مرموقة وليس لدي شهادة دراسية تؤهلني للعمل بمرتب طيب أعيل به أسرتي على أكمل وجه ولا مال او سيوله ابدأ به مشروع طيب . الخلاصة / الان و قد زاد الأمر سوءً و متطلبات عائلتي زادت و اشعر بأن الدنيا فوق راسي لا أكاد أتحمل وزنها و أصبح الهم رفيقي و القلق و الاكتئاب و الإحباط يتناوبون علي و يتناوبون على زيادة همي ، ومع هذا كله " قررت " ان اعمل بعمل أخر وان ابحث عن عمل يغير واقع هذا الزمان . فاني اشعر بأي لحظة قد افقد زوجتي فهيا دائماً تحثني على العمل و البحث عن العمل و هي موظفة و تجني راتب طيب يعادل مرتبي 3 مرات و تساعدني بأمور المنزل بل تصرف على المنزل أكثر مما اصرف انا فيه ، ولكن لا بد ان يكون للرجل كرماته و عزته بنفسه ، اعلم بان لا مانع من مساعدة الزوجة زوجها بأمور هذه الدنيا ، و الكن الأمر يختلف ان كنت انا من يعيل الأسرة و يلبي حاجاتها ، و بعد فتره من الزمن ذهبت زوجتي الى بيت أسرتها هرباً من فقر زوجها و لعدم رضها بهذا الواقع و اشعر بداخلي أنها على حق وهي كذلك ، وكيف لا تذهب لبيت أسرتها ؟ وهي ترى جميع أخواتها الفتيات متزوجين و يسكنون بمنزل ملك و يركبون أفضل السيارات و يقتنون أفضل الوسائل للراحة و هي لا تملك ذلك . المهم في الاستشارة : كلما أردت او عزمت على البحث عن عمل اشعر بخوف و رهبة من المستقبل و خوف من الإخفاق و عدم التوفيق ، وذلك كما ذكرت سابقاً اني اعتمد منذ السابق على والدي و لم يسبق لي العمل باستقلالية ، بل ان والدي جعلني اعتمد عليه بكل شي و استخدم هذه النقطة و الله اعلم لصالحه ، و الان وجدت مشروع طيب و بعد السؤال عن هذا المشروع و جدت فيه خيراً كثيراً و لله الحمد ، ولكن اشعر برهبة قوية بداخل أعماقي ، وقمت بالاستخارة و استخرت الله سبحانه علام الغيوب بأمري ، وشعرت بالراحة له بنسبة 50% و الباقي أجد الهم و الحيرة و الخوف و الرهبة من الإخفاق . وكي أوضح لكم الصورة هي ان العمل هو : سيارة نقل بأن انقل البضائع او السيارات و كل ما يحمل ،و أوصله إلى المناطق المجاورة او لمناطق بعيده ، فالبعض حتى إخوتي يعايروني بهذا المهنة حتى والدي كان من أوائل قائمة المستهزئين بي لهذا العمل ... و يقولون كيف تعمل بمهنة لا يعمل بها الا العمالة الوافدة ؟ ألا أني أجدها مهنه شريفة اكسب منها رزقي و أعيل بها أسرتي و اسأل الله بها التوفيق و السداد ، فما رأيكم بها كمهنة ؟ س/ وما هو الحل من وجهة نظركم بحالي ووضعي ؟ س/ وماذا افعل و كيف أتصرف ؟ س/ وهل أكون عاق لوالدي إذا عملت بعمل أخر بعيداً عنه ؟ فاني أخاف الله من ذلك بان أكون عاق له ، و اسأل الله ان أكون خير من يبر بوالديه ؟ . ملاحظة هامة : انا استخدم علاج نفسي وهو " البروزاك " بجرعة 20مجم يومياً ، ونصحني احد الأطباء بإضافة علاج أخر وهو السيروكسات بجرعة 10ملج و بعد أسبوعين ترفع الى 20 مجلم ، ما رائيكم بهذه الجرعة ، و أرجو من سعادتكم مستشاري الفاضل توضيح لي الجرعة المناسبة و المثالية لحالتي – و بخصوص الخوف و الرهبة و القدرة على العمل و المثابرة . و أرجو نصحي بما ينفعني من بعد الله بالدنيا و الآخرة ، و كيف هي الطريقة المثالية لاتخاذ القرار المناسبة لحالتي . و اسأل الله جلا وعلا ان يوفقنا على أيديكم و ان يسعدكم بالدنيا و الأخر كما أدخلتم على قلوبنا البهجة و السرور . اللهم آمين .

المصدر: نفساني

اخي خالد
منطقك وطرحك للمشكله لا يثبت أنك ثاني متوسط كما تقول ، ما شاءالله عليك متكلم وتكتب العربية بصورة يعجز عنها طلاب الجامعه ،،،،
أهنئك من كل قلبي على برك لوالدك ، وهذا في ميزان حسناتك ، وسوف يجزيل الله كل الخير على هذا البر ،،،،،،
أولا / لا بأس أن يجتهد الإنسان ويبحث عن الأفضل ، ولكن تأكد يا عزيزي أن الرزق مكتوب ومقدر للإنسان ، فلن تجني أكثر من ما تجنيه الآن ، لأنك تجني الخيرين في آن واحد ، رضى الله ورضى الوالدين ، والقليل من المال ،،،،
بما أنك تعمل مع والدك منذ سنوات طويله ، وتجد أن وضعك المالي غير مقنع ، وأنك تستحق اكثر ، فلا بأس أن تجلس مع والدك وتفتح معه الموضوع ،،، على أن يقوم بعمل زياده شهريه لك على راتبك ، أو أن يعطيك نسبة معينه مقابل مبيعات معينه ،، أو أن تستخدم محل والدك لتجاره أخرى لك ،،،
ثانيا / الرضا والقناعه ياصديقي مهمه جدا في الحياة ، لأنها كنز لا يفنى ، وعليك أن ترتب امورك من اكثر من جهة ،،، الجهة الأولى مع الوالد ، والجهة الثانيه مع زوجتك المصونه ،،، إعرض وضعك على والدك ، واشرح له أنك تشعر بيأس من الوضع المالي ، وأن هناك مشاكل قد تحصل بينك وبين زوجتك بسبب قلة المال في جيبك ،، وأنه لديك طموح أن تتحسن حياتك بصورة افضل ، ولا بأس أن تشارك اخوانك بهذا الطرح قبل أن تطرحه على الوالد ،،،،
أما من ناحية زوجتك ، لا بد أن تشرح لها أن بر الوالد اهم من المال ، وأنك تستطيع ترك الوالد ، ولكن هذا سيجعله يغضب ، وأخاف أن اكون عاقا ، والمال يأتي ، وهو رزق مقدر ومكتوب ،،،،
بالنسبة للمهنة التي قلت عنها ، فلا عيب فيها ، فلقد كان رسول الله راعيا للغنم ، وهذا حال كل الأنبياء ، كل له صنعه يعمل بها ، فلا عيب أن يكون للإنسان مهنة ، طالما أنها حلال ،،، ولكن طالما أنه لديك رزق ، وهو العمل مع الوالد ، فأنصحك أن تحاول مع الوالد ، وبمساعدة اخوانك ، أن تشرحو له من أجل تحسين وضعك المالي ،،،،
انت تعاني يا أخي من ضغوط في الحياة ، وهي السبب بكل ما تشعر به ، ولا اعتقد انك مصاب بإكتئاب ولا بأي شيء ،، انت فقط تعاني من ضغوط الحياة ، فإن وصلت مع الوالد واخوانك لوسيلة أو لطريق يجعلك تكتفي الى شيء ما ماليا ، فتأكد أنك لن تشعر بهذا الشعور ،،، وسيكون وضعك النفسي على خير ما يرام ،،،،
بانتظار تعليقك ، كن بخير يا صيدقي