المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

التمييز الجنسي

التمييز الجنسي هو مفهوم يقوم على اعتقاد أحد الجنسين بتفوّقه على الثاني، بتعبير آخر التمييز بين الرجل والمرأة. ولا يمارس التمييز الجنسي بين الجنسين فحسب بل يمكن لأحد الجنسين أن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-01-2010, 01:29 AM   #1
السيدة نحلة
عضو نشط


الصورة الرمزية السيدة نحلة
السيدة نحلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29233
 تاريخ التسجيل :  12 2009
 أخر زيارة : 28-09-2010 (03:26 AM)
 المشاركات : 114 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
التمييز الجنسي



التمييز الجنسي هو مفهوم يقوم على اعتقاد أحد الجنسين بتفوّقه على الثاني، بتعبير آخر التمييز بين الرجل والمرأة. ولا يمارس التمييز الجنسي بين الجنسين فحسب بل يمكن لأحد الجنسين أن يمارسه على ابناء جنسه. وثمّة نساء يميّزن بينهنّ وبين نساء أخريات (وبالتالي يقلّلن من قيمة أنفسهنّ)، كما هناك رجال يميّزون بينهم وبين رجال آخرين ويرون المرأة أعلى شأناً منهم. لكنّ النسبة الأكبر في التمييز الجنسي كانت منذ الازل ولا تزال تطبّق من قبل الرجال على النساء. ففكرة أنّ الرجال أفضل من النساء باتت معتقداً حضاريّاً عالميّاً يختلف في بعض طيّاته هنا وهناك. فما هي الاسباب التي تؤدي الى التمييز الجنسي؟ وكيف تطوّر هذا المفهوم عبر العصور؟

في الواقع، إنّها أوّلاً وأخيراً فكرة أنّ الرجل أقوى جسديّاً من المرأة. فهو يملك بنية قويّة ويكون في أغلب الأحيان أكثر طولاً وعادة ما تنمو عنده عضلات أكثر. وحتى ولو لم يعد هذا المفهوم يلعب دوراً أساسيّاً في هذه المسألة اليوم، إلاّ أنّه كان أساساً في السابق. فقبل أن تتطوّر المجتمعات والرموز، كان هناك ما يعرف بشريعة الغاب: البقاء للأقوى، أي يتمتّع بالقوذة والسلطة كلّ من يتفوّق على ذويه جسديّاً. ولطالما عرفت المرأة بضعفها الجسدي وسذاجتها وقّلة عدائيّتها، وهذا بُرهن أيضاً بيولوجيّاً، فالمرأة تفرز نسبة قليلة جدّاً من التستوستيرون، وهي الهورمونات المسؤولة عن قوّة الرجل. وللمرأة تكوين جسدي مختلف، فالأجزاء السفليّة لديها تخزّن دهوناً أكثر من الرجل فيما لا تكون الأجزاء العلويّة قاسية وقويّة كما عند الرجل. ويعود السبب هنا بكلّ بساطة الى الهورمونات النسائيّة (الإيستروجين) المسؤولة ايضاً عن تخزين الدهون. وتفرز المرأة 10% فقط من التستوستيرون الذي يفرزه الرجل وهذه الهورمونات هي في الواقع المسؤولة عن نموّ العضل.

أضف إلى ذلك الدورة الشهريّة والحمل اللذين يشكلان عوامل إضافيّة تعزّز ضعف المرأة. فالدم عادة يُنزَف عند الجرح وغالباً ما تنسب الجروح الى الضعف الجسدي، فالإنسان المجروح بطبيعة الحال ضعيف وغير قادر على المقاومة (على الأقلّ كانت هذه الحال في الماضي). إذاً، إنّها لردّة فعل نفسيّة طبيعيّة أن يفكّر المرء أنّ المرأة أضعف لا سيّما وأنّها تمر بتعقيدات كثيرة ونزيف قوي خلال دوراتها الشهريّة. وتعود للظهور مرة أخرى هنا شريعة الغاب.

عندما تحمل المرأة، يصبح جسدها أكثر ضعفاً. لذلك، تصبح في حاجة ماسّة إلى الحماية والعناية خصوصاً في المراحل الأخيرة من حملها حيث يصبح من الصعب عليها الاهتمام بنفسها. وكلّ هذا يترجم بالضعف الاجتماعي الذي يستغلّه الرجل المتعطّش للقوّة والسلطة. وفي حضارات قديمة كثيرة، كان الرجل يحتلّ أعلى الهرم تصنيفاً. إنّه استغلال للفرق البيولوجي بكلّ ما للكلمة من معنى.

لقد توصّلت دراسة نفسيّة حديثة وضعت على أساس المقارنة بين الجنسين، توصّلت إلى اكتشاف أنّ الرجل أقلّ ذكاء من المرأة علماً أنّه يظنّ نفسه أكثر ذكاء. وفي الواقع، تقلّل معظم النساء من قيمة أنفسهنّ والأمر يعود الى الثقة بالنفس. ومرّة أخرى، تلعب الهورمونات هنا دوراً مهمّاً. وفي حين لا يشكّل هذا المفهوم قاعدة عامّة، إلاّ أنّه يطبّق على معظم الرجال والنساء. فالرجال يقدّرون أنفسهم أكثر من اللازم والنساء يقلّلن من قيمتهنّ أيضاً أكثر من اللازم فيلعبن دور الحلقة الأضعف.

ومن المتعارف عليه أنّ دماغ المرأة يختلف عن دماغ الرجل (تبرع النساء في مجالات لا يبرع فيها الرجال والعكس صحيح). وعادة ما تكون النساء عاطفيّات ومنصاعات للتوتّر، متعاطفات مع المظلوم وحتى العدو خلال الحرب، كما قد يلمن أنفسهنّ في بعض الأحيان على أمور لا يسعهنّ السيطرة عليها. ويستغلّ الرجل كلّ هذه الفروقات ليضع نفسه أمام المرأة أكان ذلك عن قصد أو غير قصد. وهكذا، فإنّه يسيء ترجمة الفروقات البيولوجيّة لكنّه ينجح في استغلالها.

والمسألة هنا لا تقوم على الشخص الأقوى إنّما على من تراه قادراً على التعامل مع الفروقات البيولوجيّة بشكل إيجابي وعارفاً كيف يتقبّلها. وليس التمييز الجنسي فكرة تطرأ على بال أحدهم لتقول له إنّ أحد الجنسين أفضل من الآخر، بل هي تراكم أفكار حضاريّة ترسّخت على مدى التاريخ في بال الإنسان، فباتت تؤثّر فيه بشكل او بآخر. وحتّى عندما كانت النساء معزّزات في بعض الحضارات القديمة، فهذا كان من فعل الرجل في ذاك الوقت، علماً أنّها لم تكن تعيش كباقي الناس العاديين، والهند خير مثال على ذلك إذ كانت الفتاة في بعض القبائل الهندية القديمة بمثابة إلهة ولكن ما كانت لتبلغ سن الرشد حتى يتمّ استبدالها. على أيّ حال، علينا أن ندرك أنّ الرجال والنساء، وعلى الرغم من الاختلاف الذي يميّزهم هم متساوون، وعلى كلّ طرف أن يحترم الآخر. وصدق من قال يوماً إنّه بالضعف قوّة وبالقوّة ضعف.


بقلم: بهاء شهاب
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا