|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
06-06-2010, 09:45 PM | #1 | |||
عضو
|
فطوعت له نفسه قتل أخيه ..!!
فطوعت له نفسه قتل أخيه ..!! مقالة اخيلة الطفولة دائما ما اقلب فكري في قصة ابني ادم التي قصها علينا القران الكريم عظة وعبرة ، واحاول انا اقرأ مابين السطور لاعرف شخصية قابيل الابن البكري لابينا ادم ، ولافهم نفسيته ، وكيف كانت علاقته بخيه الاصغر هابيل !!.. كان عدد البشرية وقتها ستة اشخاص فقط ، آدم وحواء عليهما السلام ، وقابيل وتؤمته ، وهابيل وتؤمته ، وسط مملكة من الحيوانات والوحوش ، فلا انيس لهذه العائلة ولاعزوة الا من نفسها لنفسها ..!!. ولاشك بان قابيل قد سمع من ابويه ماحدث لهما مع ابليس ، وكيف خرجا من الجنة بسبب الطمع والغرور وعصيان الاله العظيم ، ولاشك بأنه قد سمع منهما وصف للجنة التي خرجا منها حيث لابرد فيها ولا حر ولاجوع فيها ولاعطش ولاكد فيها ولاتعب .. ولاشك بان قابيل قد عرف بان الله الخالق قد غضب لمعصية ادم ، كماعرف انه سبحانه قد تاب عليه لما ندم واستغفر واناب .. ***** ووسط هذه التعاليم والخبرات كان قابيل لايعرف صاحب ولا صديق يلعب معه ويناجيه ويسراره غير اخيه الاصغر هابيل ، فكان يقاسمه الطعام والخبرات و ذكريات الطفولة وملاعب الصبا ، وكان قابيل يعلم حينها قيمة العائلة الواحدة المتماسكة التي تكدح وتعمل لتوفر لقمة تأكلها وقطعة تلبسها .. ***** صحيح ان قابيل كان الاكبر ولكن هابيل ايضا كان الاقوى والاصلح فكان راعيا للقطعان فيتوفر له بذلك الخلوة والـتأمل وصفاء النفس ، وفي المقابل كان قابيل يزرع الارض ويحصدها ، ولكن قابيل احس في نفسه انه الافضل والاكبر، فاصابه الكبر والعجب بالنفس فأحتقر اخاه ، ثم اصابته الاثرة والانانية وحب الخير للنفس دون الغير، فنافس اخيه على حقه ، فوقع بينهما الخلاف فاحتكما الى ابيهما ، فكان هذا اول نزاع في الارض على الحقوق وكان ادم فيها اول قاضي بين البشر، وكانا هما اول مدعي ومدعا عليه ، وتم الفصل في القضية بأن يقدم كل منهم قربانا الى الله تعالى ، فمن تقبل الله قربانه فهو الاحق بحاجته ، فتقبل الله من هابيل الذي كان كريم النفس فقرب افضل مالديه ، ولكن القضية لم ترق لقابيل لانه يرى نفسه الافضل ويرى بان اخاه اقل منه شأن ، فسيطر عليه غروره وكبره ، ثم نبتت غرسة الحسد في قلبه وكبرت ، والحاسد مشكلته انه من حيث لا يشعر يعترض على قضاء الله وقدره ، لانه يرى بان النعمة قد اعطها الله لمن لا يستحقها ، فوقع قابيل في حبائل الشيطان !!.. ***** المواجهة الكبرى كانت بعد ان قرر هابيل ان يخرج مايكنه صدره من الغضب والحسد والكبر والغرور ، فينظر مباشرة في عين اخيه ويخبره بأنه قرر ان يقتله ( قال : لاقتلنك !، لانه يرى ان البقاء للافضل ، ولانه يرى ان مايحمله في قلبه من طاقات سلبية مليئة بالكره والحسد لا دواء لها ولا متنفس منها الا بافناء سببها عن الوجود ، ولانه يرى بان الافساد والتدمير اسهل بكثير من الاصلاح والعمار والصبر ، فقرر بكبره ان يتولى انهاء حياة اخيه وصديق صباه وسدس البشرية وقتها .. ***** حاول هابيل ان يهدئ من غضب اخيه ، فاخبره ان سر قبول الله منه ليس سوى انه كان واضح النية صافي القلب كريم النفس ( قال: انما يتقبل الله من المتقين )، ولكن قابيل اعماه قرر القتل ، فاراد هابيل الطيب ان يستعطفه بالاخوة وان يشحذ مرؤته وشهامته فاخبره انه لن يستطيع ان يمد يده الى اخيه الاكبر بالسوء ويقطع الرحم ( لئن بسطت يدك الي لتقتلني ما انا ببسط يدي اليك لاقتلك ، اني اخاف الله رب العالمين ) حتى ولو علم ان قلب قابيل يضمر له شرا لانه اخاه وحبيبه ، ولكن قابيل اسدره قرر القتل ، فانتقل هابيل الى اسلوب التقريع والتذكير فذكر اخاه بأن القتل اثم عظيم وان القاتل جزاءه النار ، ولكن قلب قابيل كان اسودا وقد اعماه دخان الحسد والكبر ، فطوع نفسه تطويعا فقصرها على مالاتستطيعه وهو القتل ، كما تطوع الحديد بالنار ، فقتله دون اي مقاومة من هابيل الطيب !!.. ***** العجيب ان قابيل بعد ان ازهق روح اخيه ، فكانت جثته ممدة على الارض لا حراك بها ، لم يفكر في ان يخبر اباه النبي ادم عليه السلام بماصنعته يداه ، لعله يساعده في مصيبته او يستغفر له او يأمره بالدفن ، كل هذا لم يحصل ولم يفكر فيه ، لانه مازال سادرا في غيه ، فكر فلم يهده تفكيره لشيء ، حتى رأى غرابا وفيا يحفر في الارض حفرة يريد ان يدفن اخاه الغراب ، فتعلم منه كيف يواري سوءة اخيه ، فدفنه وهرب هائما على وجهه في الارض لم يستطع ان يواجه احد بجريمته ، ولم يخلو له وجه ابيه ، ولم ينفرد بعطف امه ، ولم يتمتع بصحبة او اخوة اخاه الوحيد ، بل انه ترك امه المسكينة تبكي على ابنيها : ابن مقتول واخر هارب ، فقد سولت له نفسه ان يخفي الجريمة عن ابويه وان يتولى الدفن لوحده ، ثم ماذا بعد ذلك ، ماذا استفاد وماذا حقق ، وماهو الشيء الذي استطاع ان يثبته لنفسه او حتى لغيره ؟ قتل ولكنه لم ينتصر ولم يحقق هدفا ولم يحصل على ما اراد( فقتله ، فاصبح من الخاسرين) ، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل) وما اكثر (قوابيل) هذا الزمان ؟ قابيل ارهابي يزهق النفس باسم الدين ؟ وقابيل مادي يقتل اخاه لاجل حطام من الدنيا ؟ وقابيل تاجر يبيع السموم لجمع حفنة من المال ؟ كلهم قابيل وكلهم قد ملئت قلوبهم بأمراض الطمع والغرور والكبر والحسد ، وحديث الاسبوع القادم يدور حول وقاية الاطفال من هذه الافات القلبية ، وعلى دروب الخير نلتقي .. د. انوار بنت عبدالله ابوخالد المصدر: نفساني
|
|||
|
06-06-2010, 10:08 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
إن الذي أخرج ابليس من الجنه وطرده من رحمة الله هو الغرور والكبر (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
الكبر المفسد الأول لكل عمل ولكل انسان سلك سبيل الكبر والغرور . شكرا لك Arlait abukhalid على هذا الموضوع القيم وبارك الله فيك . تم نقل الموضوع من قسم العيادات لأن هناك لايمكن للأعضاء المشاهده ولا المشاركه . |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|