التبلد ومابعده

التبلد ومابعده

انا فتاة ابلغ من العمر 29 سنة من أسرة تنعدم فيها أواصر المحبة والرحمة
أمي جدااااا قاسية وأبي قاس ايضا لكنه لا يرفع صوته ويهيننا كأمي
ان قسوته تكمن في هدوءه وإهماله وفساده

تعرضت وأنا طفلة في السادسة أو أصغر قليلا لحادث مروري فقد صدمتني سيارة وأنا أقطع الطريق
ونتج عن ذلك كسر في يدي واصابة ليست بالخطيرة في رأسي لكن أثرها واضح للآن حيث أن هناك منطقة
من الرأس لاينمو فيها الشعر بسبب الصدمة لكنها ليست واضحة واستطيع تغطيتها بالشعر
وتعرضت وأنا طفلة لتحرش من عامل بقالة في عمر جدي ولم أخبر أحدا
وكنت وأنا طفلة فتاة هادئة خجولة متفوقة في دراستها لكن تحت ضغط الأم العصبية جدااااااا المنتقدة دائما
دائما تقول لي انت كذا وكذا ,,انت لاتعرفين التصرف,,لاتجيدين عمل أي شيء
في الصف السادس صدمت بأعز صديقة لي ,,تركتني وليتها تركتني فقط بل أهانتتني ومن ذلك الوقت لم أستطيع اقامة علاقة صداقة
عندما كنت في عمر 13 سنة رأيت والدي وهو يري الخادمة عورته وهو يضحك لم اخبر أحدا
لم أبكي اغرورقت عيناي بالدمع فقط للحظات.
درست لثالثة كلية ولم أكمل
أنا باختصار بلا ام بلا أب بلا أخت او أخ(رغم وجودهم)
بلا صديقة بلا زوج بلا اولاد بلا شهادة بلا عمل تحت ضغط أم لا ترحم
كل هذا وأنا أقطع الأيام بتبلد واستغرب تبلدي
أدمنت أحلام اليقظة ونسيت الواقع لم أبكي لفقدان دراستي رغم ان الجميع كان يتوقع لي مستقبل باهرورغم طموحي الذي كان كبيرا جداااا
لم أتألم لحالي المزري
لكن عندما تعرفت على شاب في النت أخذ يشعرني بنفسي بأنني شيء ,,أشعرني بحبه
لأنني آسرته بروحي كما يقول بدأت أستيقظ من تبلدي وافكر بواقعي
عندما أكون معه أشعر بتفاؤل وأشعر بقيمة نفسي لكنه كان يضطر لأن يسافر كل ثلاثة أسابيع
لمدة عشر أيام ,,وفي هذه العشرة أيام أبدأ بتذكر كل شيء سيء حصل لي
وأدخل في نوبة اكنئاب (وهذا شعور طبيعي لأن خسرت كل شيء حلو في حياتي ولانني أعيش في وحدة قاتلة) لكن علاقتي بالشاب هي التي قتلت روح التبلد عندي
قبل معرفته كنت في حالة تبلد,,أشعر الآن بالوحدة رغم أنني وحيدة طول عمري لكن كنت اعيش عالم آخر في أحلام اليقظة,,منذ أن عرفته هجرت أحلام اليقظة وبت أفكر فيه لذا عندما يغيب أشعر بوحدة خانقة جدا جدا
المهم بالأمس فقط قطعت علاقتي مع الشاب التي استمرت 5 اشهر(الشهر الأخير كان شهر قرب حقيقي لنا ببعض)
قطعتها لأني لا اريد أن اتعلق بالاوهام ولأنني أريد أن اشفى من الاكتئاب لم اعد اتحمل هذا الشعور
عندما يذهب لقضاء إجازة ,,أنا لم احبه لكن أحببت الشعور الذي منحني اياه,,لم احبه ليس لانه لايستحق لكني فقدت هذه المشاعر من زمن.
اتمنى أن تفسروا حالتي أن تدلوني على طريق
تعبت
عذرا لأسلوب الكتابة أعرف أنه ليس جيد
لكن كتبت على عجل بسبب التوتر والكرب الذي أشعر به.

المصدر: نفساني

السلام عليكم و رحمة الله تعلاى و بركاته.
تقبل الله صيامكم و رزقكم أجر رمضان كاملا ان شاء الله.
عذرا للأخت الكريمة على تأخر الرد بسبب الغياب الطويل.
بالنسبة لمشكلتك أيتها الأخت الكريمة . هل بقيت معملة الأهل على حالها ،وهل تفكرين في اقامة علاقة مع أناس آخرين وماذا عن الأقارب.
تحت كل تلك الظروف كيف كنت تفرغين مشاعرك ،أو بالاحرى كيف كنت تستثمرين فيها.
في انتظار الرد.

معاملة الأهل بقية على حالها,,
أم الأقارب فعلاقتي بهم علاقة الغرباء
أنا كنت أعيش في عالم أحلام اليقظة لا اشعر بكل المصائب التي تنهال علي
أم التفكير في إقامة علاقة أخرى فلم يعد يخطر ببالي لأنني اشعر أنني لأن أجد مثله
وأحيانا لأنني أفكر أن من الغباء أن أتعلق بشخص في النت مع معرفتي التامة بأنني لن
أرتبط بشخص تعرفت عليه عن طريق النت لذا أفكر أن أعيش بقلب خالي حتى يرزقني الله
بزوج صالح إن شاء الله.

نسيت ان أقول أنني عندما امر بمرحلة اكتئاب وأنا أمر بها الآن
اجد من العسير علي أن أرى وجهى والدي(عندما حدث ماحدث منه وأنا في سن 13 مكثت مدة أغمض عيني لا اردايا عندما آراه),, واذا تحدث معي أرد عليه بضيق
وايضا أستصعب الجلوس مع أمي وسماع حديثها.

على فكرة لقد رأيت في لوحة التحكم أنك رددت على موضوعي لكن من يومين وأنا احاول مشاهدة الرد وأخاف
وفتحت الآن لمشاهدة الرد وأنا مترددة وأنا استغرب لما أخاف وأنا أبحث
عن استشارة.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
من خلال ما ذركتيه لنا من وقائع حالتك و ما تعتريه مشكلتك ،تضمن اجتهادنا بأنك مررت على أربع محطات كبرى كان لها بالغ الأثر في ما آلت تاليه نفسيتك.
المحطة الأولى :تضمنت تلك المعاملة القاسية و الاهمال الناجمة من طرف عائلتك الصغيرة ( وهي بمثابة تجربة فاشلة داخل المحيط العئلي )
أما المحطة الثانية :تتعلق بذلك التحرش الذي تعرضت له من قبل رجل طاعن بالسن مما أدى بك الى فقدان الثقة بخارج المحيط العائلي ( تجربة فاشلة على امتداد الأولى و على نفس خطها )
بالنسبة للمحطة الثالثة: فتتعلق بقطع العلاقة مع احدى زميلاتك اضافة الى توقفك عن الدراسة بعدما كنت تعتبرين من أفضل التلاميذ( و هذا التجربة زادت الطينة بلة خاصة من ناحية المدرسة التي كانت تعتبر المتنفس الوحيد و الآمن لك )
و تضمنت محطتك الرابعة ذلك المنعرج الاجابي في حياتك و تلك العلاقة الفتية و التي أحسست و لأول مرة بأنه هناك من يوليك اهتمام .
ربما السؤال الذي تطرحينه لي حين وصولك الى هذه النقطة الحساسة هو سبب فشل ذلك .
من الراجح أن تلك العلاقة لم تتطور كثيرا كونك لم تستطيعي الخروج من المراحل السابقة أي انه بقيت حبيست أفكارك و تجاربك الماضية و التي تمنعك من تحقيق أي تقدم ايجابي ، أي أنك قمت بتعميم ذلك الفشل الذي عشته مرارا على جميع المناسبات و أنك تقيدين نفسك بنفسك.


في انتظار ردك
حتى نستطيع التقدم للحديث عن حقيقة ذلك الحادث المروري الذي تعرضت له و عن حقيقة تلك أحلام اليقظة ،و ما سبب فقدانك لثقتك بنفسك و ما الداعي لانحباسك و قبوعك داخل متاهات تاك التجارب الفاشلة.

لا أعرف كيف أرد
ماأريد أن أقوله أن ترتيبي بين اخواني الثاني بعد أخ,,ونحن أبناء لأم تجمع بين القسوة والضعف
وإذا اجتمعت هاتان الصفتان تكوننا شيء مدمر للانسان ولمن حوله,,امي جدا عصبية ولسانها حااااااد
قبل يومين أتت خالتي عندنا وهي في نفس عمري ومتزوجة وعلاقتي بها عادية لكنها حكت لي انها تشعر
بالاكتئاب قلت لهابسبب زوجك قالت لا بالعكس حياتي معه جيدة,,لكن امك السبب لسانها السليط
وسوء ظنها بي هو السبب ,,أمي الكل يخاف من لسانها فمابالك وانا ابنتها الكبرى واعيش معها في نفس البيت
أمي باختصار مريضة نفسية وانت تعرف حجم الدمار الذي يقع على اي طفل ترعاه ام مريضة نفسية,,
وابي شخص ضعيف الشخصية لا كلمة له على أمي اضافة انه غير حنون طول عمره منعزل عنا يمكن هربا
من لسان امي ,,لم يكن يصلي وهذا كان شيء يؤلمني وانا طفلة ومراهقة (الآن بدأ يصلي قيل 4سنوات يمكن)
طبعا اكثر من مرة كنت اراه في مواقف مع الخادمات (مرة رأيته يري أحد الخادمات عورته,,واحيانا كثيرة كنت أراه يبتسم لهن ابتسامة حقيرة او ينظر لهن نظرة شهوانية)
أما عن الحادث المروري فتعرضت له وانا في سن السادسة او اقل كنت اقطع الطريق عندما اعترضتني سيارة
ودخلت تحت السيارة واصب في راسي (والآثار مازلت موجودة حيث توجد منطقة بسيطة من الراس بلا شعر
لكنها بيست واضحة ولا تأثر على شكلي) ايضا كسرت ذراعي,,لكن عندما كنت صغيرة كنت اتخيل انني ظللت اتدحرج تحت السيارة مدة طويلة وهذا في الواقع لم يحدث كلما حدث ان الرجل توقف عن قيادة السيارة بعد مااحس ان هناك شيء ما تحت السيارة ليكتشف انه صدم طفلة,,لكن شعوري بعد الحادث انني كنت اتدحرج
واتدحرج حتى وصلت لمكان بعيد قليلا.
أما التحرش الجنسي فلا اعرف هل خلق تأثيرا علي أما انا اتوهم لقد كان تحرشا بسيطا لقد قال لي وهو صاحب بقالة بجانب بيتنا تعالي اركبي على هذا الكرسي واحضري تلك العلبة من الرف,,كنت احاول ان احضر العلبة
عندما بدأ من الخلف بالاتصاق بي بشكل خفيف (الصاق عورته ,,كان شعوري ساعتها انه يفعل شيء عيب) لكن لم اخاف منه
وكنت اشتري منه دائما وبعد هذا اليوم طلب مني انا اركب على الكرسي لأحضر شيئا آخر لكني رفضت لأنني
فهمت انه سيكرر ماحدث وانتهى الامر ولم يمنعني ذلك من الذهاب يوميا لبقالته .
لم يكن هناك متنفس لي سوى دراستي واحلام اليقظة والقراءة التي كنت احبها جدا,,
طبعا حدثت امور أخرى غريبة جداااااا في حياتي تجعلني افكر كيف كنت عايشة في هذا الوضع دون احساس؟!!!!
احيانا اشعر انني مثل السجين اللي جلس مدة طويلة في السجن وبعدين طلع ,,احب اقرأ واسمع الناس الذين قضوا زهرة شبابهم في السجن وبعدين طلعوا للحياة استغرب وجود تماهي حقيقي بين احساسهم واحساسي.
لا أدري هل قلت شيء مفيد أما أنني ثرثرت دون ان اشرح وضعي جيدا؟

أولا آسفة نسيت أرد السلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أم بخصوص علاقتي بالشاب فأنا أرى أن حالي فيها هو مثل
حال سجين في سجن انفرادي من طول سجنه تبلدت عنده الاحاسيس
وألف واقع اشبه بالموت وفجاءة سمح له باستخدام النت وصار يكلم البشر
بعد أن استوحش فترة طويلة,,تعرف على شخص وتحدث معه عن طريق النت فترة طويلة
شخص حر خلاه يستوعب انه في سجن انفرادي وانه خارج الحياة وان الناس عايشين إلا هو
مع انه كان قبل في حالة تبلد,,
سبحان الله لما كان يتكلم عن ذكرياته في الكلية اتذكر اني كنت ادرس في الكلية واتذكر ان ماكملت
لما يتكلم عن اولاده اتذكر اني بهذا العمر بلا زوج او اولاد
لما يتكلم عن ابوه وامه اتذكر اني بلا اب ولا ام الا شكليا

بالرغم من عدم خطورة الحادث و التحرش الجنسي ألا تعتقدين بأن لهما دور فعال في جانب اللاشعوري و الذي يؤدي الى التبلد.

التحرش الجنسي لا أعلم لأنني كنت عندما اتذكره وانا طفلة او مراهقة اوشابة صغيرة لا أشعر انه شيء مؤلم لي
كان تفكيري فقط في انه كيف رجل كبير يعمل هذا الأمر المعيب,لم يكن تفكيري في اني انا من وقع عليها الفعل,حتى لما توفي وانا في سن المراهقة المتأخرة ترحمت عليه ,,لكن الآن مثلا جربت أقول الله يرحمه لم اقدر,, هذه الأيام بدأت أفكر من زاوية أنني أنا من وقع عليه الفعل وأشعر بحزن,يمكن لأنني اشعر باكتئاب فكل شيء يثير حزني وليس لأن الأمر كان محزن لي.
أما الحادث فأكيد أثر,,كنت طفلة صغيرة جدا أعتقد ان الحادث خلق في داخلي نوع من الصدمة والخوف وكنت احتاج
لدعم نفسي لتجاو ز آثاره وهذا مالم يحدث فبالتالي أكيد اثر علي في جانب اللاشعور.

لكن أشعر أن خوفي من أمي بسبب عصبيتها وانتقادها الدائم لي هو أكثر شيء أثر في شخصيتي
ودمرها,,أشعر بالراحة عندما تخرج امي من البيت لزيارة أحد وتزداد سعادتي عندما تسافر ,,اشعر بشيء من الحرية
عندما لاتكون في البيت.

أقدر رأيك بعدم تأثير الحادث و التحرش .
ولكن الراجح أنهما يأثران في أعماقك كونهما مرتبطان بزمان المشاكل و بالمكان.كبتك لذلك التحرش كان سبب انعدام الثقة و الخوف من الأم وبالتالي أدى ب هذا الأمر الى ازدراء الأم التي كانت سبب في عدم اتاحت لك الفرصة لما حدث لك .
أما الحادث عند تذكره يرجع لك كل تلك أحدث تلك الفترة بما فيها السيئة .
وكل هذا يعني أنك تعيشين على أنقاض أمرين هامين ألا وهما الحادث و التحرش

يعني التحرش حتى لو كان بسيط ممكن يأثر على الطفل حتى لما يكبر؟
وكيف شكل التأثير وهل يكون خاضع لظروف الطفل الاجتماعية وللفوارق الفردية في الشخصية
بين طفل وآخر,,أتمنى ترد على هذا التساؤل وآآسفة على الإزعاج.