المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

إحذروا ( أكبر صنم ) يعبده المسلمون والمشركون معا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوعٌ قرأته وأحببت أنقله إليكم لما فيه من الفوائد وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا حسن التوكل عليه ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-09-2010, 08:48 AM   #1
بوح الصمت
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية بوح الصمت
بوح الصمت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24863
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 25-09-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 543 [ + ]
 التقييم :  48
لوني المفضل : Cadetblue
إحذروا ( أكبر صنم ) يعبده المسلمون والمشركون معا



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعٌ قرأته وأحببت أنقله إليكم لما فيه من الفوائد
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا حسن التوكل عليه
ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
اللـــــــــــــــــ ـهم آ مـــــــــــــــــــ ـــــــــين


..............



فى القرن الماضى كان أكبر صنم يعبده المسلون تلك الأضرحة والقبور الموجودة بالمساجد على اختلاف المسلمون فى درجة وكيفية الاعتقاد فى أصحاب هذه الأضرحة ولذلك كان همّ من يتكلم فى التوحيد الحق .. هو محاربة الاعتقادات الباطلة فى أصحاب القبور ولكن اليوم تغير الصنم ولم يعد صنما ساذجا كتلك الأصنام التى عبدها كفار مكة من حجر او عجوة ..



الآن الصنم الجديد له قدرة وتاثير مشاهد و أحيانا يقع فى عبادته المسلم الملتزم بدين ربه وأخطر ما فى الأمر هو عدم الإدراك لحقيقة هذا الصنم والخلط فى التعامل معه .. إنه الصنم الأكبر الذى يشترك لأول مرةالمسلمون مع المشركون من كل الملل فى عبادته إنه (الأسباب) لذلك لنا وقفتين الأولى مع صنمالأسباب فى الشرع والثانية مع الواقع الاليم الذى يبين ويؤكد الوقوع فى عبادته لترى التوحيد العملى عند المسلمين ثم نشرع في تصحيح المسار



الوقفة الأولى ( صنمالاسباب)





أورد شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأسباب قوله ( الالتفات إلى الأسباب شرك .. وترك الأسباب بالكلية نقص فى العقل .. ومنع الاسباب أن تكون أسبابا قدح فى الشرع )




وأضيف قول ابن القيم ( إن الله يأتى بالأشياء بالأسباب .. ويأتى بالأشياء بغير الأسباب .. ويأتى بالأشياء بضد الأسباب) سبحانه إنه على كل شىء قدير ..



وانظر إلى آيات القرآن أولا أمرت بالأسباب قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ثم نهت عن الالتفات والاعتماد عليها فقال تعالى "ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا " ثم بين إنه قد ياتى النصر بغيرها قال تعالى " ولقد نصركم ببدر وأنتم أذلة " هذه تربية عملية مع الأمر بالأسباب لا أريد التوسع فى شرح كلام ابن تيمية فهو موجود للاستزادة (مجموع الفتاوى ج /8) ولكن الواقع العملى يبين الاكتفاء بالالتفات إلى الأسباب والركون إليها والاعتماد عليها حتى أصبحت صنما أعظم ..
تأمل ما يحدث للناس من مكروه أو غيره كيف يرجعونه إلى أسباب أو أشخاص أو أحداث وقد قال تعالى " و إلى الله ترجع الأمور " لهذا عرف السلف التوحيد بقولهم " أن ترى كل شىء من الله رؤية تقطع الالتفات إلى الأسباب .." أنت إذا أردت فعل شىء تنظر الى نفسك وقدرتها عليه فإن استطعت أقبلت .. وإن عجزت أعرضت .. أو تنظر إلى قدره الناس معك .. وتفعل كذلك وكل هذا نظر إلى الأسباب أما النظر إلى رب الأسباب فأنت أحيانا تتوجه إليه عند وجود القدرة والأسباب .. أو عند وجود بعض القدرة وبعض الأسباب .. ولا تتوجه إليه عند استحالة الأسباب .. وهذا نقص فى توحيدك وإيمانك ..




تأمل زكريا عليه السلام " ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إنى وهن العظيم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربى شقيا و إنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا ...... " إنه يتوجه إلى ربه مع استحالة الأسباب ويؤكد الاستحالة بين يدى الدعاء "وهن العظم " وهو أقوى ما فيه ....... اشتعل الرأس شيبا ............ امراتى عاقرا ...... ولكن الإيمان واليقين بقدرة الله وتجربته السابقة مع ربه "ولم أكن بدعائك ربي شقيا " دفعته الى التوجه لربه ولسان حاله يقول ما سالتك وخذلتنى أو طلبت منك وتركتنى فبسابق إجابتك لى أسالك ... هذا توحيد عملى من زكريا عليه السلام فى خصوصيات حياته ...




المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2010, 08:49 AM   #2
بوح الصمت
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية بوح الصمت
بوح الصمت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24863
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 25-09-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 543 [ + ]
 التقييم :  48
لوني المفضل : Cadetblue


إن كثيراً من الناس وقفوا مع صنم الأسباب ولم يتوجهوا إلى الله فى كل حركاتهم وآمالهم أصبح "الله " فى حياتهم هو الذى يصلون له ويزكون ويعتمرون ويحجون ويذهبون الى بيته يوم الجمعة وليس موجوداً فى باقى حياتهم وليس أدل على ذلك من تجارب الشعوب .. والأمثال التى هى إفراز لتجارب الشعوب أصدق دليل ففى مصر تجربة شعب فى مثل جحا المصرى .. قالوا له أين تذهب يا جحا .. قال إلى السوق لأشترى حماراً .. قالوا له قل إن شاء الله .. فقال و أقول إن شاء الله ليه الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق .. فلما عاد خاليا قالوا ماذا فعلت .. قال إن شاء الله الفلوس اتسرقت !!! إنه النظر الى الأسباب واليقين عليها .. الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق .. وغاب عنه السلب بعد العطاء .. وأكثرنا جحا إذا توفرت له الأسباب أقبل على الفعل ملتفتا اليها واذا لم تتوفر له الأسباب أعرض ولم يلتفت الى ربه وأسمائه وصفاته التى أمرنا أن ندعوه بها "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"





سألت الكثيرين و أسالك .. لله كم إسم؟ ...... الكل يجيب تسعة وتسعين إسما مع أن الأسماء فى الحقيقة أكثرمن ذلك كما سنبين فيما بعد ولكن السؤال الأهم دعوت الله بكم إسم من الأسماء التسعة والتسعين .. إجابه الكثيرين لا تتعدى أصابع اليدين أو اليد الواحدة و اسال نفسك .. مع إن كل موقف من مواقف حياتك تحتاج فيها أن تدعو الله بإسم يتناسب مع هذا الموقف .. ولن تموت لن تموت حتى تتعرض لجميع المواقف التى تستلزم الدعاء بجميع الأسماء حتى إذا كنت فى قبرك وسئلت من ربك تكون الإجابة ليس كما يقول الناس ولكن كما جربته فى حياتك .. وكما قال إبراهيم "الذى خلقتى فهو يهدين والذى هو يطعمنى ويسقين و إذا مرضت فهو يشفين و الذى ............."




- ماذا لو وجدت نفسك تثور بها الشهوات ..وتشتعل فيها اقبح الامنيات .. وتعجز عن كبح جماحها ؟ بل ماذا لو ان امراة امتلىء قلبها بحبك .. واشتعل فيها بركان الشغف الى قربك؟ .. إنك إن تملك نفسك عما تجده فى قلبك من امراة .. لن تملك نفسك عما تجده فى قلب امراة منك .. وقد شغفها الحب .. وتأمرت على طلب القرب .. وهى صاحبة سطوه .. وانت صاحب كبوه ...
- ماذا لو رايت نفسك وحيداً طريداً شريداً لا اهل .. ولا مال ولا عمل ولا مأوى ؟
- ماذا لو رايت نفسك صاحب مال .. تستطيع شراء الوديان والجبال .. وتُسخر به جحافل الرجال ؟
- ماذا لو ضرب المرض فى اعضاءك ولم يكن احد على الارض فى مثل بلاءك ؟
- ماذا لو غلبك الناس على امرك واصبح كل من على الارض ضدك ؟
- ماذا لو
- ماذا لو



اعلم اخى ان الايام ستتغير عليك بين هذا وذاك وان لم يكن بنفس التفاصيل والاوصاف, لكنها ايام بين طاعة ومعصية .. بين قوة و ضعف .. بين فقر وغنى .. بين مرض وصحة .. بين عز وذل .. بين فرح وحزن .. بين علم وجهل .. بين ..........



واعلم اخى ان الله تبارك وتعالى يريد بذلك ان يستخرج منك عبودية السراء وعبودية الضراء , وان يسمع نداءك ودعاءك فى كل ذلك , والتوحيد العملى ان نؤمن بذلك وتتوجه اليه فيه فهو القائل "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير " , فالملك ملكه .. والحكم حكمه .. والأمر أمره .. وفى القرآن تطبيق عملى من الانبياء عليهم السلام فى التوجه الى الله فهذا يوسف عليه السلام "رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه و إلا تصرف عنى كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين "
وأنت لابد إن تعرضت لذلك ان تجأر اليه " ان لم تعصمنى هلكت " وسط امواج الشهوات المتلاطمه ليس لك من ينتشل يدك الغارقة غيره فهل مددت يدك ؟ هل ارتفع منك نداء "من يعصمنى غيرك "؟
وهذا موسى عليه السلام يخرج خائفا يترقب لا مال ولا اهل ولا عمل ولا مأوى "فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ(24)فَجَاءَتْ هُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(25)قَا لَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين(26)قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(27)"القصص توجه الى ربه وهو جالس فى الظل وقبل ان يقوم من الظل جاءه الأمان وشقة و عروسة وعقد عمل بثمان سنين .. يا من تريد عملا يامن تريد زوجة كيف حال توجهك الى الله ؟ولو قلت لى دعوت ولم يستجب لى فاعلم ان الاجابه مستفيضة فى اللقاءات القادمه


- تأمل سليمان وقد أُعطى المال .. والجن والرجال .. فتوجه الى ربه " رب أوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت على " بينما قارون قال "إنما أوتيته على علم عندى "


- تأمل ايوب وهو ينادى " و أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين فاستجبنا له " وكان قد ضاع ماله وحشمه و عياله ولم يترك له المرض عضوا ..


- تأمل نوح عليه السلام "ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " ,وقال " فدعا ربة أنى مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء "


- تأمل توجه يونس و ابراهيم و زكريا وعيسى و باقى الانبياء عليهم السلام فى مواقف متغايره انت تتعرض لها وقد قال تعالى " و إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب " لكن قال " أجيب دعوة الداع إذا دعان " ... " إذا دعان "... تأمل " إذا دعان "
لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية "ان الدعاء من اهم الاسباب" , والناس ياخذون بكل الاسباب الا اهمها تامل ابراهيم عليه السلام يخالف نواميس الاسباب فيترك الاسباب او قل هى تركتة كلها مع ان الشرع امر بها ولم يات منها الا بالدعاء "رب أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء فى الأرض ولا فى السماء "


- تامل رجل يترك امراة ورضيع فى جبال وسط صحراء ولا زرع ولا ماء ولا بشر ثم ينصرف .. فتقول "الى من تتركنا با ابراهيم" فيلتف لا يستطيع جوابا ويخفى فى قلبه كل مشاعر أب عاش عمره بلا ولد , ويتمنى الولد فلما جاءه بعد مائة عام يتركه للهلاك (ربنا انك تعلم ما نخفى ) , وتقول له زوجته آالله امرك بهذا ؟ فيقول نعم قالت إذاً لن يُضيعنا ...... هنا سقطت الاسباب أمام امر الله ولم يبقى الا الدعاء , فدعا ابراهيم وايقنت هاجر ان امر الله لا يُضٍيع , واصبحت رحلة اليقين والاستسلام .. ركن من اركان الاسلام ..


- يقال ان هاجر لما اشتد صراخ رضيعها وليس معها ماء ولا غذاء صعدت الصفا لتنظر لعلها تجد طيرا فى السماء .. يدل على الماء .. او سببا من الاسباب ,فلم تجد فنزلت الى المروة وصعدت تنظر فلم تجد كررت ذلك سبع مرات بحثا وطلبا للسبب وصراخ رضيعها يدوى وسط الجبال فلما أعياها البحث وأجهدها التعب وسقطت كل الاسباب نظرت الى السماء وقالت " يارب جف ضرعى " " يارب جف ضرعى " فنزل جبريل فى الحال وضرب الارض بجناحه فانفجر الماء وقال لو دعوتٍنا من اول مرة لأجبناك ..





 

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2010, 04:11 PM   #3
حسن 2010
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية حسن 2010
حسن 2010 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31181
 تاريخ التسجيل :  07 2010
 أخر زيارة : 16-10-2016 (11:31 AM)
 المشاركات : 518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خير علي هاذا الموضوع الذي غفلنا عنه 0


 

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2010, 06:33 PM   #4
فرح ياريت
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية فرح ياريت
فرح ياريت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30619
 تاريخ التسجيل :  06 2010
 أخر زيارة : 23-05-2011 (12:02 AM)
 المشاركات : 2,986 [ + ]
 التقييم :  28
لوني المفضل : Cadetblue


الله الله كلام مؤثر جداا بغايه الروعه . . شكراا اختي جزاك الله كل خير


 

رد مع اقتباس
قديم 22-09-2010, 07:13 AM   #5
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,


جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة بوح الصمت لكن عتقد هناك إختلاف بين الأمرين ووصف المسلم أنه كمن يعبد الأصنام في غير محله والله أعلم ,,


ترك الأخذ بالأسباب بحجة التوكل على الله
بعض الصوفية يقول بترك الأخذ بالأسباب ، بحجة التوكل على الله والتسليم لقضائه وقدره ، فهل هذا الكلام صحيح ، وما هو المذهب الصحيح ؟.




الحمد لله

هذا الأمر مما عمت به البلوى ، واشتدت به المحنة ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة .
فأمة الإسلام مرت بأزمات كثيرة ، وفترات عسيرة ، وكانت تخرج منها بالتفكير المستنير ، والنظرة الثاقبة ، والتصور الصحيح ، فتبحث في الأسباب والمسببات ، وتنظر في العواقب والمقدمات ، ثم بعد ذلك تأخذ بالأسباب ، وتلج البيوت من الأبواب ، فتجتاز - بأمر الله - تلك الأزمات ، وتخرج من تلك النكبات ، فتعود لها عزتها ، ويرجع لها سالف مجدها ، هكذا كانت أمة الإسلام في عصورها الزاهية .
أما في هذه العصور المتأخرة التي غشت فيها غواشي الجهل ، وعصفت فيها أعاصير الإلحاد والتغريب ، وشاعت فيها البدع والضلالات ، فقد اختلط هذا الأمر على كثير من المسلمين ، فجعلوا من الإيمان بالقضاء والقدر تكأة للإخلاد في الأرض ، ومسوغاً لترك الحزم والجد والتفكير في معالي الأمور ، وسبل العزة والفلاح ، فآثروا ركوب السهل الوطيء الوبيء على ركوب الصعب الأشق المريء .
فكان المخرج لهم أن يتكل المرء على القدر ، وأن الله هو الفعال لما يريد ، وأن ما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن ، فلتمض إرادته ، ولتكن مشيئئته ، وليجر قضاءه وقدره ، فلا حول لنا ولا طول ، ولا يد لنا في ذلك كله .
هكذا بكل يسر وسهولة ، استسلام للأقدار دون منازعة لها في فعل الأسباب المشروعة والمباحة .
فلا أمر بالمعروف ، ولا نهي عن المنكر ، ولا جهاد لأعداء الله ، ولا حرص على نشر العلم ورفع الجهل ، ولا محاربة للأفكار الهدامة والمبادئ المضللة ، كل ذلك بحجة أن الله شاء ذلك !
والحقيقة أن هذه مصيبة كبرى ، وضلالة عظمى ، أدت بالأمة إلى هوة سحيقة من التخلف والانحطاط ، وسببت لها تسلط الأعداء ، وجرت عليها ويلات إثر ويلات .
وإلا فالأخذ بالأسباب لا ينافي الإيمان بالقدر ، بل إنه من تمامه ، فالله عز وجل أراد بنا أشياء ، وأراد منا أشياء ، فما أراده بنا طواه عنا ، وما أراده منا أمرنا بالقيام به ، فقد أراد منا حمل الدعوة إلى الكفار وإن كان يعلم أنهم لن يؤمنوا ، وأراد منا قتالهم وإن كان يعلم أننا سُنهزم أمامهم ، وأراد منا أن نكون أمة واحدة وإن كان يعلم أننا سنتفرق ونختلف ، وأراد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا وإن كان يعلم أن بأسنا سيكون بيننا شديداً وهكذا ...
فالخلط بين ما أريد بنا وما أريد منا هو الذي يُلبس الأمر ، ويوقع في المحذور .
صحيح أن الله عز وجل هو الفعال لما يريد ، الخالق لكل شيء ، الذي بيده ملكوت كل شيء ، الذي له مقاليد السموات والأرض ، ولكنه تبارك وتعلى جعل لهذا الكون نواميس يسير عليها ، وقوانين ينتظم بها ، وإن كان هو عز وجل قادراًَ على خرق هذه النواميس وتلك القوانين ، وإن كان أيضاً لا يخرقها لكل أحد .
فالإيمان بأن الله قادر على نصر المؤمنين على الكافرين - لا يعني أنه سينصر المؤمنين وهم قاعدون عن الأخذ بالأسباب ، لأن النصر بدون الأخذ بالأسباب مستحيل ، وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل ولأنه منافٍ لحكمة الله ، وقدرته عز وجل متعلقة بحكمته .
فكون الله قادراً على الشيء لا يعني أن الفرد أو الجماعة أو الأمة قادرة عليه ، فقدرة الله صفة خاصة به ، وقدرة العبد صفة خاصة به ـ فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها وقدرة العبد وقيامه بما أمره الله به هو الذي يحمل على القعود ، وهو الذي يخدر الأمم والشعوب .
وهذا ما لاحظه وألمح إليه أحد المستشرقين الألمان فقال وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم المتأخرة : ( طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله ، والرضا بقضائه وقدره ، والخضوع بكل ما يملك للواحد القهار )
وكان لهذه الطاعة أُثران مختلفان ؛ ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب ، وحققت نصراً متواصلاً ، لأنها دفعت في الجندي روح الفداء .
وفي العصور المتأخرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي ، فقذف به إلى الإنحدار ، وعزله وطواه عن تيار الأحداث العالمية . العلمانية للشيخ سفر الحوالي نقلاً عن باول شمتز في كتابه الإسلام قوة الغد العالمية ص 87



من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 144.


 

رد مع اقتباس
قديم 22-09-2010, 08:27 AM   #6
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


شكرا اختي جزاكِ الله كل خير


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا