المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

السعاده بثلاث

السعادة بثلاث شكر النعمة ، والصبر على البلاء ، والتوبة من الذنب بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . الله سبحانه وتعالى المسؤول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-03-2011, 02:47 PM   #1
المشتاق الى الجنة
عضو مجلس اداره سابق


الصورة الرمزية المشتاق الى الجنة
المشتاق الى الجنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32324
 تاريخ التسجيل :  11 2010
 أخر زيارة : 05-11-2012 (04:00 PM)
 المشاركات : 100 [ + ]
 التقييم :  192
لوني المفضل : Cadetblue
السعاده بثلاث




السعادة بثلاث


شكر النعمة ، والصبر على البلاء ، والتوبة من الذنب
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الإجابة أن يتولاكم في الدنيا والآخرة ، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأن يجعلكم ممن إذا أنعم عليه شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر . فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد ، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ، ولا ينفك عبد عنها أبداً . فإن العبد دائم التقلب بين هذه الثلاث .



الأول : نعم من الله تعالى تترادف عليه ، فقيدها (الشكر) . وهو مبني على ثلاثة أركان : الاعتراف بها باطناً، والتحدث بها ظاهراً، وتصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها . فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها .


الثاني : محن من الله تعالى يبتليه بها، ففرضه فيها (الصبر) والتسلي . والصبر حبس النفس عن التسخط بالمقدور ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه . فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة ، فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة ، واستحالت البلية عطية ، وصار المكروه محبوباً . فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء ، وله عبودية عليه فيما يكره ، كما له عبودية فيما يحب ، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون . والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى ، فالوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية ، ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية ، ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية . هذا والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية ، وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه إليها من غير خوف من الناس عبودية ، ونفقته في الضراء عبودية ، ولكن فرق عظيم بين العبودتين . فمن كان عبداً لله في الحالتين قائماً بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي تناوله قوله تعالى : " أليس الله بكاف عبده " وفي القراءة الأخرى "عبادة" وهما سواء لأن المفر مضاف فينعم عموم الجمع ، فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان ، قال تعالى "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" . ولما علم عدو الله إبليس أن الله تعالى لا يسلم عباده إليه ولا يسلطه عليهم قال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين ". وقال تعالى : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك " . فلم يجعل لعدوه سلطاناً على عباده المؤمنين ، فإنهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه ، وإن اغتال عدوه أحدهم كما يغتال اللص الرجل الغافل فهذا لا بد منه ، لأن العبد قد بلي بالغفلة والشهوة والغضب ، ودخوله على العبد من هذه الأبواب الثلاثة ولو احتزر العبد ما احتزر ، فلا بد له من غفلة ولا بد له من شهوة ولا بد له من غضب .



وقد كان آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم من أحلم الخلق وأرجحهم عقلاً وأثبتهم ، ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى أوقعه فيه ، فما الظن بفراشة الحلم ومن عقله في جنب عقل أبيه كتفلة في بحر ؟ ولكن عدو الله لا يخلص إلى المؤمن إلا غيلة على غرة وغفلة ، فيوقعه ويظن أنه لا يستقبل ربه عز وجل بعدها ، وأن تلك الوقعة قد اجتاحته وأهلكته ، وفضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته وراء ذلك كله .


فإذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب (التوبة) والندم والانكسار والذل والافتقار والاستعانة به وصدق اللجأ إليه ودوام التضرع والدعاء والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات ما تكون تلك السيئة به رحمته ، حتى يقول عدو الله : يا ليتني تركته ولم أوقعه .وهذا معنى قول بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار . قالوا : كيف ؟ قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقاً وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه تعالى ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة .ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت وفعلت ، فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه . فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يكسره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده ، وإن أراد به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه .فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك ، والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك . فمن أراد الله به خيراً فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه ، ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها ، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده . فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين ، لا يمكنه أن يسير إلا بهما ، فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه .قال شيخ الإسلام : العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل . وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " فجمع في قوله صلي الله عليه وسلم أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل .فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان ، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت ، وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً ، وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالاً ولا مقاماً ولا سبباً يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها ، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف ، والافلاس المحض ، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل ، وكمال فاقته وفقره إليه ، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى ، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر ، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته .ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية ، ولا حجاب أغلظ من الدعوى .


والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها : حب كامل ، وذل تام . ومنشأ هذين الأصلين عن دينك الأصلي المتقدمين وهما مشاهدة المنة التي تورث المحبة ، ومطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل التام ، وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين لم يظفر عدوه به إلا على غره وغيلة وما أسرع ما ينعشه الله عز وجل ويجبره ويتداركه برحمته .


الوابل الصيب لإبن القيم
رتبه خاااالد الحبشي

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 27-03-2011, 02:54 PM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


سلمت يمناك أخي الكريم

الله يجعلنا منمن يستمعون القول ويتبعون احسنه

الله لا يحرمنا من جديدك يا طيب


 

رد مع اقتباس
قديم 27-03-2011, 03:10 PM   #3
المشتاق الى الجنة
عضو مجلس اداره سابق


الصورة الرمزية المشتاق الى الجنة
المشتاق الى الجنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32324
 تاريخ التسجيل :  11 2010
 أخر زيارة : 05-11-2012 (04:00 PM)
 المشاركات : 100 [ + ]
 التقييم :  192
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاكر مشاهدة المشاركة
سلمت يمناك أخي الكريم

الله يجعلنا منمن يستمعون القول ويتبعون احسنه

الله لا يحرمنا من جديدك يا طيب
بااااااارك الله فيك عزيزي

لا حرمنااااا من ردودك


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا