الهلع

الهلع

أنا باختصار، عندي نوبات هلع وضيق تنفس واختناق وغصة شديدة في الحلق والزور وتنميل وقشعريرة ولسعة وسخونة بالجسم، أشعر أن قدمي منسابة تماما لا تستطيع أن تحملني، وسواس موت شنيع، أحلام رهيبة


هذه الأعراض التي تنتابك هي بالطبع قلق، وهذا القلق يظهر لديك في شكل أعراض نفسية وجسدية، وهناك نوبات من الهرع والخوف أيضاً، وهي بالطبع مقترنة بالوساوس، وكلها تصب تحت مسمى القلق النفسي.

أولاً ـ أخي أرجو أن تتأكد أن هذه الحالات يمكن أن تعالج تماماً، ويمكن للإنسان أن يشفى منها تماماً، والعلاج الهام والضروري هو العلاج السلوكي، ويدعم هذا العلاج السلوكي بالطبع بالعلاج الدوائي، والعلاج السلوكي هو علاج مبسط جداً، ويقوم على أن الإنسان يجب أن يغير فكره واستقباله لهذه الأعراض بصورة تكون أكثر إيجابية، وأن لا يترك التشاؤم يسيطر عليه، وعليك أن تقيم حياتك، وسوف تجد أن الأشياء الإيجابية كثيرة جداً في حياتك، وهذا التغيير الفكري مطلوب جداً لكي يزول القلق والتوتر .

ثانياً ـ عليك أخي أن تعبر عما بداخلك من أفكار، حاول أن لا تترك هذه الأفكار تتجول في داخل نفسك وتتراكم حتى تؤدي إلى نوع من التحقن النفسي الشديد، وهذا الاحتقان النفسي بالطبع يؤدي إلى القلق والتوتر .

ثالثاً: هذه الأعراض الجسدية أرجو أن تفهم أن تفسيرها هو راجع للحالة النفسية، يحدث لك انشدادات عضلية وهذه الانشدادات العضلية تؤدي إلى الشعور بالاختناق، والغصة، وحتى السخونة التي تحدث في جسدك هي ذات منشأ نفسي، فأرجو أن يكون ذلك مطمئناً لك، وأرجو أن لا تتردد على الأطباء بحثاً للعلاج .

عليك أخي أيضاً بما أنك رجل تعمل في مهنة المحاماة وأنت في هذه السن الصغيرة لا شك أنك قد أنجزت إنجازاً كبيراً، أنت بالطبع لابد أن تكون متفوقاً، حيث أنهيت دراستك الجامعية في سن مبكرة، ومثل هذا الإنجاز الكبير لابد أن يكون رصيداً إيجابياً ويضيف إلى تفكيرك بصورة أكثر إيجابية مما يساعدك إن شاء الله كثيراً .

عليك أخي أن تدير وقتك بصورة جيدة، هذا أيضاً يساعد، عليك أن تمارس الرياضة، وتمارين الاسترخاء، هذه كلها وسائل علاجية في نظرنا مهمة، وهي بجانب أنها تزيل هذه الأعراض فهي إن شاء الله تساعد في استمرارية التحسن، واستمرارية التحسن هي التي تؤدي إلى العلاج النهائي، والذي أنت تنشده كما ذكرت في آخر رسالتك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فهو بالطبع مهم أيضاً وداعم وفعال.

استجابتك للفلوتين وهو البروزاك جيدة وقد دعمته بالموتيفال، فأنا حقيقة أود أن تستمر على هذه الجرعة، يمكن أن ترفع الموتيفال إلى حبتين في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك تخفضه إلى حبة واحدة، أما الفلوتين فيمكن أن تستمر عليه بنفس الجرعة، هذه الأدوية تعتبر من الأدوية الغير مكلفة نسبياً، أما الدواء الآخر والذي هو أيضاً مفيد وفعال فهو فافرين، والفافرين دواء يعتبر وسط من ناحية التكلفة، والجرعة المطلوبة تبدأ بـ50 مليجرام في اليوم، ترفع الجرعة بنفس المعدل أي 50 مليجرام كل أسبوعين، والجرعة العلاجية المطلوبة في مثل حالتك هي 300 مليجرام، أنا أذكر لك هذا الدواء، ولكن كما ذكرت لك أريدك أن تستمر على ما أنت عليه الآن مع رفع جرعة الموتيفال إلى حبتين في اليوم .

المصدر: نفساني

الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ