لِنَــطْرُق مَـعاً ~ { بــابَ العِلْمِ } ..! :)

لِنَــطْرُق مَـعاً ~ { بــابَ العِلْمِ } ..! :)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طَريقُ العِلمِ تحفّهُ المَصاعبُ ..!

الصبر خلق فاضل من أخلاق النفس يمنع صاحبه من فعل ما لا يحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها . وهذه القوة تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب والمشاق والآلام .

والصبر خير عطاء أعطيه العبد وطالب العلم لابد أن يوطن نفسه على هذا الخلق الفاضل حتى يستطيع الاستمرار في رحلته العلميه وكما قال عليه الصلاة والسلام :﴿ومن يتصبر يصبره الله ).صحيح الترمذي .

والصبر قرنه الله بالقيم العليا في الإسلام , ومن هذه القيم ما يأتي:

- قرنه باليقين (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).

- وربطه الله تعالى بالشكر (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) .

- وجمعه مع التوكل ( الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون).

- وقرنه بالصلاة (..استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ).

- وقرنه بالتسبيح والاستغفار (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم).

- وجمعه مع الجهاد (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم).

- وربطه بالتقوى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ).

- وقرنه بالرحمة (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ).

ولقد رتب الله تعالى خيرات الدنيا والآخرة على الصبر و من ذلك :

- معية الله مع الصابرين ( إن الله مع الصابرين ).

- محبة الله للصابرين (والله يحب الصابرين).

- صلوات الله ورحمته على الصابرين (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة و أولئك هم المهتدون).

- ضمان النصر والمدد للصابرين(بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملائكة مسومين ).

- الحفظ من كيد الأعداء (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا).

- استحقاق دخول الجنة (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما).



وهذه الفضائل قليل من كثير ,ولله در القائل :

الصبر مثل اسمه مر مذاقته *** عواقبه أحلى من العسل

كان السلف الصالح يرحلون في طلب العلم الرحلات البعيدة ويتحملون عناء السفر من أجل تلقي العلم من أفواه العلماء حتى أن بعضهم كان ﯾذهب إلى مصر من الأمصار من أجل حديث واحد يسمعه .

فعلى طالب العلم أن يعود نفسه على الصبر وأن طريق العلم كطريق كسب الرزق لابد من وجود المشاق والصعاب .

فال الله تعالى:﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) الزمر.

فأن تعود طالب العلم على الصبر حصد الخير الكثير إن شاء الله تعالى.

قال يحي ابن كثير :لا يستطاع العلم براحة الجسم .

فالصبر ضرورة لازمة لبلوغ الآمال وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.


قال أبا يعلى الموصلي :

إني رأيت في الأيام تجربة ......... للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يحاوله ......... واستصحب الصبر ولا فاز بالظفر.

قال الله تعالى :﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر.


و طالب العلم عليه أن يجاهد نفسه, فالجهاد له أربع مراتب ,جهاد النفس ,وجهاد الشيطان,وجهاد الكفار,وجهاد المنافقين


ولجهاد النفس أربع مراتب أيضا

إحداها:

أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها
ومعادها إلا به ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.


وثانيها:

أن يجاهدها على العمل به بعد علمه وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها .


وثالثها:

أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه و إلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى و البينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله .


ورابعها:

أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله .
فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانين فان السلف مجمعون على أن العلم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه فمن علم وعمل وعلم فذالك يدعى عظيما في ملكوت السماوات .


قال تعالى :﴿ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) آل عمران.

فطالب العلم لابد له من الصبر مع الجهاد فطريق العلم تحفه الصعاب والمشاق فان روض نفسه على أن هناك صعاب لابد أن يتخطاه وجاهد نفسه على ذالك وجد الطريق سهلا ميسرا لمن يسره الله له .

قال تعالى :﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

فعلى طالب العلم بذل الجهد والجد والاجتهاد في تحصيل العلم وأخذ العلم من أفواه العلماء ولا يقتصر علمه على قراءة الكتب فقط فالكتاب خير رفيق لطالب العلم ولكن التعلم على أيدي العلماء هو الأساس في تلقي العلم.

أن الاجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى ، وبذلك يحصل النور والهدى .
فالإنسان قد تضيق أمامه الدروب وتسد في وجهه الأبواب في بعض حاجاته ، فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها ، كما قال عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)وقد جرب سلفنا الصالح وهم الصحابة - رضي الله عنهم - وأتباعهم بإحسان ، كما جرب قبلهم رسل الله - عليهم الصلاة والسلام - الذين بعثهم الله لهداية البشر ، وحصلوا بالتقوى على كل خير ، وفتحوا بها باب السعادة وانتصروا بها على الأعداء ، وفتحوا بها القلوب ، وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم .

ومن الأمور التي تساعد طالب العلم على الصبر والاجتهاد الاستعانة بالله فمن كانت معية الله معه,وعين الله ترعاه,فهو حقيق أن يتحمل الصعاب.

وأيضا

التأمل

في سير السلف الصالح وما مر بهم من مشاق في تلقي العلم من السفر ومن تحمل شدة البرد أو الحر أثناء السفر فنجد أنهم يتحملون المشاق برغبة صادقة في التعلم.


فهنيئا لك أخي طالب العلم سلكت طريق خير فجنيت طيب الثمر


المراجع : -
مقومات الداعية الناجح
- زاد المعاد لابن القيم
- مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز

المصدر: نفساني

جعلنا الله واياكم من الصابرين ,,

شكرا لك ميار جزاك الله خير ..

جزاكِ الله خير الجزاء