المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

رســـائـــل حـــب بـيــن مـــاجــدوليــن و أسـتـيـفــن

من ماجدولين إلى إستيفن سافرت يا إستيفن وأصبحت بعيدا عني , وما أحسب أني أراك في عهد قريب , فما أعظم بؤسي وشقائي , وما أشد ظلمة الوحشة المحيطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-11-2013, 02:10 PM   #1
سعيد سعيد
سعيد سعيد سابقا


الصورة الرمزية سعيد سعيد
سعيد سعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43345
 تاريخ التسجيل :  05 2013
 أخر زيارة : 28-02-2018 (11:01 PM)
 المشاركات : 1,141 [ + ]
 التقييم :  42
لوني المفضل : Blue
رســـائـــل حـــب بـيــن مـــاجــدوليــن و أسـتـيـفــن



من ماجدولين إلى إستيفن

سافرت يا إستيفن وأصبحت بعيدا عني , وما أحسب أني أراك في عهد قريب , فما أعظم بؤسي وشقائي , وما أشد ظلمة الوحشة المحيطة بي .

لقد خدعت نفسي يوم أشرت عليك بالسفر , فقد ظننت أن بين جنبي ذخيرة من الصبر والاحتمال , أقوى بها على تجرع كأس فراقك المريرة , فلما فقدت وجهك علمت أني فتاة ضعيفة بائسة , لا تقوى على احتمال أكثر مما تطيق من الآلام والأحزان , وإنني فيما أدليت به إليك من تلك النصيحة , إنما كنت أحدث عن خواطر عقلي , لا عن شعور نفسي .

لقد كنت أرجو أن يكون آخر عهدي بك يوم رحيلك وقفة أقفها في نافذة غرفتي أحييك فيها تحية الوداع , وألقي عليك فيها آخر نظرة من نظرات الحب , لولا أنني خفت عليك الجزع أن تراني باكية , وعلى نفسي التلف أن أراك جازعا , فافتديتك وافتديت نفسي بهذه اللوعة التي تتأجج اليوم في صدري , فما أصعب الوداع , وما أصعب الفراق بلا وداع ! ...

فمتى تعود يا إستيفن ؟ ومتى تعود بعودتك تلك الأيام ؟

ماجدولين

تحت ظلال الزيزفون ـ ألفونس كار ـ المنفلوطي






من استيفن الى ماجدولين

بالأمس كنا , وكان يجمعنا بيت واحد , لا يكدر صفاءنا فيه مكدر .
واليوم نحن وبيني وبينك خمسون فرسخا , لا تمس يدي يدك ,
ولا تعبث أناملي بشعرك , ولا أستنشق عبير أنفاسك ,
ولا يرن صوتك العذب في جوانب قلبي , ولا تضيء ابتساماتك الجميلة
ظلمات نفسي , ولا تلتقي أنظارنا في مكان واحد , ولا تمتزج أنفاسنا في جو واحد
.. فلا السماء صافية كعهدي بها , ولا الجو باسم طلق كما أعرفه ,
ولا الماء صاف عذب , ولا الهواء رقراق عليل , ولا الروض متفتح عن أزهاره
, ولا الزهر متنفس عن عبيره .. كأنما كنتِ سر الجمال الكامن في الأشياء ,
فلما خلت منك أقفرت واقشعرت ونبت عنها العيون والأنظار ...

قد أحزنني كثيرا ما تكابدينه من الآلام والأحزان من أجلي , ولو كشف
لك من أمر نفسك ما كشف لي منها , لعرفت أنك أسعد مني حظا , وأروح بالا ,
لأنك تعيشين في المواطن التي شهدت سعادتنا وهناءنا , والتي نبتت في تربتها آمالنا
وأحلامنا , فكل ما حولك يذكرك بحبك وأيام سعادتك . أما أنا فكل ماحولي غريب عني ,
أنكره ولا أكاد أعرفه , كأنما هو مؤتمر بي أن ينتزع مني ذكرى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها بجانبك , وهي كل ما أصبحت أملكه من بعدك .

سأكون شجاعا كما أمرت يا مجدولين , وسأبذل جهدي في تذليل كل عقبة تقف
في طريق سعادتي بك , فاكتبي إلي كثيرا , وحدثيني عن كل ما يحيط بك من الأشياء ,
وما يعرض لك من الشؤون , صغيرها وكبيرها , لأجد على البعد عنك لذة القرب منك , واجعلي حبك عونا لي في مقاصدي وآمالي , فحبك هو الذي يحييني , وهو الذي من أجله
أعيش وأبقى .


إستيفن

تحت ظلال الزيزفون ـ ألفونس كار



من ماجدولين إلى إستيفن

لم تكف الأربعون ساعة التي مرت بي لتخفيف شيء من همومي وأحزاني ,
فلقد قضيتها حائرة الذهن مشردة اللب , أقلب عيني في كل مكان فلا أجد في
بارقة من بوارق الحقيقة ولا سانحة من سوانح الخيال عزاء ولا سلوى ..

فصعدت إلى غرفتك المهجورة علني أجد في مقامي بها ساعة علاج ما أكابده
من هموم وأحزان , فلما بلغتها ووضعت يدي على مفتاحها شعرت برعشة
شديدة ملأت ما بين قمة رأسي إلى أخمص قدمي , فلقد خيل إلي أنني لو فتحت
هذا الباب وجدتك وراءه واقفا تبتسم إلي وتفتح ذراعيك لاستقبالي , فلما فعلت
لم أجد غير الوحشة السائدة والسكون المخيم , وغير سريرك المشعث وأوراقك
المبعثرة في كل مكان والغبار المنتشر في أرضها وسمائها , فمهدت ما تشعث
وجمعت ما تبعثر ومسحت الغبار عن المقاعد والنوافذ , وأعدت الغرفة إلى عهدها
الأول أيام كنت تسكنها وتزينها , كأنما أبيت إلا أن تكون غرفتك المعدة لك
المسماة باسمك , حاضرا كنت أو غائبا .

ووجدت على بعض المقاعد بضعة دراهم في كيس صغير , فعلمت
أنها أجرة الغرفة التي يتقاضاها أبي قد تركها له ليأخذها من حيث لا تراه ,
فأخذتها لأحملها إليه ثم أستوهبه إياها لأبتاع بها حلية أو ذخيرة أتقلدها ,
كأنها هدية منك إليّ .

سأحمل نفسي يا إستيفن على الصبر عنك , حتى يطوي القدر مسافة البعد
بيني وبينك , وستكون تعلتي التي أتعلل بها منذ الساعة كلما هاج بي هائج
الشوق إليك , أنك ما بعدت عني إلا لتقترب مني , ولا فارقتني إلا لأنك آثرت
اجتماعا آمنا طويلا على اجتماع مصرد غير مأمون , فامض في سبيلك أيها الصديق المحبوب , وذلل بهمتك جميع العقبات التي تعترض سبيل سعادتنا وهنائنا ,
حتى نلتقي بعد ذلك لقاء تنسينا حلاوته مرارة ذلك الماضي المحزن الوبيل .

ماجدولين

تحت ظلال الزيزفون ـ ألفونس كار

من إستيفن إلى ماجدولين

رأيتك يا ماجدولين بعد افتراقنا عاما كاملا وكانت ساعة من أسعد الساعات
وأهنئها , فغفرت بعدها من أجلها كل سيئاته عندي , بل نسيت عندها أنني
ذقت طعم الشقاء ساعة واحدة في يوم من أيام حياتي , وظللت أقول في نفسي :
هذا شأني , ولم أرها إلا لحظة واحدة على البعد , فكيف إذا أصبحت كل ساعات
حياتي ساعات لقاء واجتماع ؟ ! .. إني أذكر ذلك يا ماجدولين فيخيل إلي أن
قلبي أضعف من أن يحمل هذه السعادة كلها , وأنها يوم توافيني ستذهب إما
بعقلي أو بحياتي ...

غير أني لي عندك أمنية واحدة , وأحب أن تأذني لي بذكرها وأن تنوليني إياها .

رأيتك في الملعب تلبسين ثيابا رقيقة ناعمة تشف عن ذراعيك وكتفيك ونحرك ,
وتكاد تنم عن صدرك وثدييك , ورأيت الأنظار حائمة حولك تكاد تنتهبك انتهابا ,
فاشتد ذلك علي كثيرا وألم بي من الغيظ والألم ما الله عالم به .

وما أحسب أنك كنت راضية عن نفسك في هذا المظهر الذي ظهرت به بين الناس ,
ولكنك خضعت فيه لرأي النساء , ورأيهن في هذا الشأن أخيب الآراء وأطيشها ,
فرجائي عندك أن تنزعي عنك هذه الشفوف المهلهلة , وأن تعودي إلى
ثيابك القروية الأولى , صونا لجسمك من عبث الأنظار وفضولها ,
فليس يكفيني منك أن تهبيني قلبك
وتؤثريني بمحبتك , بل لا بد لك من أن تذودي عنك قلوب الرجال وأفئدتهم
فلا تجعلي لها سبيلا إلى الافتتان بك , أو الاهتمام بشأنك ,
لا بالبشاشة والوداعة ولا بالتزين
والتحلي ,
ولا بالتجمل والتأنق .

واعلمي أن المرأة لا تخلص للرجل الذي تحبه الإخلاص كله حتى تؤثره بجميع
مزاياها وصفاتها , فلا تحفل برأي أحد فيها غير رأيه , ولا تنزل منزلة الرضا في قلب
غير قلبه , ولا تأذن لكائن من كان أن يقول لها في وجهها , أو بينه وبين نفسه ,
أو في رؤياه
وأحلامه , إنها جميلة وفاتنة , أو ما أظرفها وأبدعها ! .. حتى توافيه يوم
توافيه طاهرة نقية
كاللؤلؤة المكنونة التي يلتقطها ملتقطها من صدفتها .

تحيتي إليك وإلى السيدة سوزان , وسأذهب مساء كل أحد إلى الملعب لأراك
وألتمس السبيل إلى لقائك .

إستيفن

تحت ظلال الزيزفون ـ ألفونس كار

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 29-11-2013, 05:40 PM   #2
سكون النفس
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية سكون النفس
سكون النفس متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42260
 تاريخ التسجيل :  02 2013
 أخر زيارة : اليوم (04:54 PM)
 المشاركات : 17,698 [ + ]
 التقييم :  148
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Indianred


ياسلااااااام ايه الرومانسيه دي ياأخي العزيز حسين .... رائعه كلمات الرسائل ولكني حزنت عليهم (: ربي يسعدك ياأخي ياطيب .


 

رد مع اقتباس
قديم 29-11-2013, 10:10 PM   #3
سعيد سعيد
سعيد سعيد سابقا


الصورة الرمزية سعيد سعيد
سعيد سعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43345
 تاريخ التسجيل :  05 2013
 أخر زيارة : 28-02-2018 (11:01 PM)
 المشاركات : 1,141 [ + ]
 التقييم :  42
لوني المفضل : Blue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكون النفس مشاهدة المشاركة
ياسلااااااام ايه الرومانسيه دي ياأخي العزيز حسين .... رائعه كلمات الرسائل ولكني حزنت عليهم (: ربي يسعدك ياأخي ياطيب .
رمنسيت ايه يا ختي انت صدقتي هههههه
اقتبست هذه الرسائل من رواية ماجدولين رواية رائعة للمنفلوطي و لو تقرئينها متاكد انك ستبكين عدت مراة
هذا رابطها
http://www.syrianstory.com/pdf/amis-10-4.pdf


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا