المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى أصحاب الإكتئاب
 

ملتقى أصحاب الإكتئاب أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب .. فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .. و من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة "

ما مرضي النفسي

13 سنة مع الأدوية النفسية السلام عليكم ورحمة الله عمري الان 38 سنة بدات قصتي منذ زمن بعيد حيث اعاني من مرض المعدة والقولون العصبي عندما ينتفخ بطني بسبب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-01-2014, 01:16 AM   #1
محمد الحسن
عضو نشط


الصورة الرمزية محمد الحسن
محمد الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46012
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 03-11-2014 (11:01 PM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ما مرضي النفسي



13 سنة مع الأدوية النفسية
السلام عليكم ورحمة الله
عمري الان 38 سنة
بدات قصتي منذ زمن بعيد حيث اعاني من مرض المعدة والقولون العصبي عندما ينتفخ بطني بسبب الغازات احث بنبضات قلبي بدات تتسارع بشكل رهيب جدا
واكنت احس ببرود في اطرافي فاظن الموت ات لا محالة فتصيبني حالة من الذعر الشديد والكآبة تطورت الامور كثيرا وعرفت ان انتفاخ القولون يضغط على الحجاب الحاجز فتزداد سرعة ضربات القلب ولهذا يتملكني الخوف من الموت صرت اخذ ادوية للقولون والمعدة ( علما ان والدي كان يعاني من نفس المرض ) فقلت انه وراثي احيانا يصيبني وجع راس فاضطر لاخذ بعض الادوية التي كانت تؤثر سلبا على معدتي الى ان تطورت الحالة واصبحت قرحة في معدتي راجعت طبيبا مختصا وعملت تنظير واخذت ادوية لعلاجها اثناء كل هذا الذي استمر سنوات عديدة وانا اعاني من كابة شديدة وحزن مبطن وقلت ثقتي بنفسي وصرت اتحاشى الجلوس مع اشخاص لا اعرفهم جيدا واتوتر وارتبك بسبب ما اعانيه من كابة وتهيج القولون العصبي مرت هذه السنين وانا اعيش بواقع سئ ماديا وكانت الطامة الكبرى حين توفي احد اصدقائي من يومها وتغيرت حياتي 180 درجة اصبحت متوترا خائفا كئيبا قلقا ارى الكوابيس والاحلام المزعجة اخاف من الموت الى ان تطورت الاوهام معي وصرت افكر في الانتحار وهنا كانت الطامة ادرك ان المنتحر جزاؤه جهنم فكنت اصلي واقرا القران ليبعد الله عني وسواس الانتحار كل هذا وانا خائف من ان اراجع طبيب نفسي وعندما وصلت الى مرحلة اليأس قررت مراجعة طبيب نفسي فشرحت له قصتي كاملة اعطاني دواء لمدة شهرين ولكن حالتي لم تتحسن كثيرا غير ان موضوع الانتحار صرت لا ابالي له وعنما يراودني اهرب منه بان اشغل نفسي باي شئ عدت ثانية للطبيب فغير لي الدواء والاوهام لم تفارقني والخوف لم يفارقني وعلى العكس بدا يزداد فصرت كل ثلاثة او اربع ايام اراجع الطبيب وهو يبدل لي الادوية كلما حدثته عن عارض جديد يحدث لي صرت اذوق طعم الموت ولا افكر الا بالموت والموتى صرت افكر ان مت ماذا سيحدث لي وهل ساتعذب وكيف سافارق هذه الدنيا كنت عندما استيقظ صباحا افاجئ انني لم امت علما انني كنت اترقب الموت لحظة بلحظة وكلما توفي شخص يزداد المي وعذابي وكلما اسمع عن مرض خطير احس ان اعراضه تنطبق علي وسوف اصاب به وسيكون هو نهاية حياتي كانت الاثار الجانبية للادوية وخصوصا الاعراض خارج هرمية تجعلني كالمشلول نقص وزني كثيرا وكان وجهي دائما كئيبا وعليه علامات الموت .......... كانت تسيطر علي احيانا افكارا تافهة واعلم انها تافهة ولكن كانت تخيفني منها مثلا انني لا ارى راسي فاحس انه غير موجود فاضطر ان اجلب المراة للتاكد من وجوده احيانا احس ( جسمي يداي ورجلاي ... ) كانهم ليس من جسمي احركهم لاتاكد من ذلك وغيرها الكثير الكثير من المسلمات التي احاول مناقشتها وتفصيلها بدلا من تركها مع العلم بانها مسلمات ولكن لم يكن بمقدوري تركها فدائما اشرد وافكر ........... لاحظ الناس حولي ضعفي واثار الهم على وجهي وخصوصا عندما بدات بالانعزال وعدم القدرة على انجاز اي عمل وكانت تراودني افكار بانني اعيش خارج الواقع او ان هذا العالم غريب عني وانا غريب عنه حتى انني غريب عن نفسي واحيانا احس بفقدان الذاكرة فكنت اذكر نفسي باسمي واسماء من حولي لاطمئن انني لست فاقدا للذاكرة واحيانا احس انني اصبحت انا غير الذي كنت وكاني اصبحت شخصا آخر لااعرفه كل هذا والىلام النفسية لا تفارقني والعذاب لايتركني راجعت عدة اطباء اخرين ونفس الحالة لم يتغيرشئ دخلت المشفى اكثر من مرة وبقيت لايام عديدة ونفس الشئ كانت كل التشخيصات لمرضي حسب الاطباء والمشفى تتغير اذكر منها ( اكتئاب حاد ومزمن - عسر مزاج - تبدد شخصية - عصاب قلق همودي - اضطراب قلق معمم -.........) اخبرني احدهم عن طبيب ( استاذ دكتور في الطب النفسي ) راجعته فاعطاني أدوية اجنبية لا اتذكر اسمائها احسست بعدها يوما بعد يوم بانني اتحسن قليلا راجعته عدة مرات وكان اخر دواء وصفه لي هو فلوزاك وازبان 10 احسست بانني ارتحت لهذا الدواء تحسن مزاجي قليلا صرت قادرا على ان ابتسم واضحك بعدما حرمت منه لسنوات بقيت لهذه الحالة لاربع سنوات احسست بقارق كبير بين ما كنت عليه وبما وصلت له .......... ومن فترة شهرين توفي احد الاصدقاء بمرض معين فعادت الهموم والافكار القديمة ذاتها والافكار التافهة وخاصة عدم الاحساس بوجود راسي والتفكير بالموت والموتى بشكل كبير جدا ومتواصل وحتى كتابة هذه الكلمات وانا خائف قلق متوتر متوهم وكانني ميت وانا حي لاهدف لدي ولا احساس بمباهج الدنيا ولا بالاولاد او الزوجة او العمل عندما اشغل فكري لوقت قليل احس بالراحة ولكن ليس بمقدوري اشغاله دائما علما ان المعدة والقولون العصبي مازالا يزعجاني واحيانا احسن ان هدئا احس بقليل من الراحة واحيانا اتوقع المرض واتوقع المصائب واخاف من الاختلاط بالناس اخاف ان ابدو ضعيفا او امريضا اخاف ان اجن واصبح مجنونا اكره الجنون واخافه

فهل لديكم حل لمشكلتي
ولكم التحية

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 29-01-2014, 08:40 PM   #2
ساكت عجيب
عضو نشط


الصورة الرمزية ساكت عجيب
ساكت عجيب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41827
 تاريخ التسجيل :  12 2012
 أخر زيارة : 21-04-2017 (01:46 AM)
 المشاركات : 154 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم

نشرت في مجلة نهج الإسلام، عدد (32)
الإيمان بالقضاء والقدر، من العقائد التي يجب أن تعلم بالضرورة.
أشار إلى هذا صاحب الجوهرة :
وواجب إيماننا بالقدر و بالقضا كما أتى في الخبر
لقوله صلى الله عليه وسلم :

(( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ))

(رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي)
والقضاء تعلق علم الله وإرادته بإيجاد الأشياء على وجه مخصوص والقدر إيجادها فعلاً على هذا النحو.
تعلق القضاء بالعلم، وتعلقت الإرادة بالقدرة والفعل
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك علاقة بين توحيد الألوهية وبين القضاء والقدر، فقال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الديلمي بمسند الفردوس :
" الإيمان بالقدر نظام التوحيد "
النتائج النفسية التي يحققها الإيمان بالقضاء والقدر فيما رواه الحاكم في تاريخه : " الإيمان بالقدر يُذهب الهم والحزن ".
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الخوض في موضوع القضاء والقدر، والبحث في مكنون أسرارهما، لأن المخلوق الحادث لا يستطيع أن يدرك علم الخالق القديم، فقال صلى الله عليه وسلم :

(( إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وغذا ذُكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكر القدر فأمسكوا ))

[رواه الطبراني وابن عدي بسند حسن]
والمؤمن يجب أن يعتقد أن جميع أفعال العباد، وكل حادث في الكون إنا هو بقضاء الله وقدره، ولكنَّ مشيئة الله شاءت أن يكون للإنسان مشيئة حرة، هي أساس التكليف، والابتلاء، ومناط الثواب والعقاب، وبسببها يكسب الإنسان الخير، أو الشر، فيُثاب على الخير، ويُعاقب على الشر قال تعالى :

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾

[سورة البقرة الآية 286]
والقضاء والقدر نوعان : نوع لا كسب فيه للإنسان ؛ لأنه لا إرادة له فيه ولا يؤاخذ عليه، كحركة الأفلاك والأنواء، ونزول المطر، ونمو النبات، واختلاف أحوال الناس من صحة ومرض، وقوة وضعف وغنى وفقر، وحياة وموت، وبما أن من لوازم الحكيم، أن تكون أفعاله حكيمة، والقضاء والقدر من أفعاله، فالقضاء والقدر الذي لا كسب للإنسان فيه متعلق بالحكمة، والحكمة متعلقة بالخير المحض، قال تعالى مشيراً إلى هذا النوع من القضاء والقدر :

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾

[سورة آل عمران الآية 26]
والنوع الثاني من القضاء والقدر متصل بأفعال العباد، فالإنسان مُنح إرادة حرة هي أساس التكليف، والابتلاء، وقد منحه الله أيضاً مقومات التكليف، والابتلاء، فسخر له ما في السماوات والأرض تسخير تعريف وتكريم، ليؤمن به ويشكره، ومنحه العقل قوةً إداركية يتعرف به إلى الله خلال الكون المسخر، قال تعالى :

﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) ﴾

[سورة الرحمن]
وبعث الأنبياء والرسل، وأنزل معهم الكتاب بالحق، ليكون منهجاً للإنسان يهتدي به.. قال تعالى :

﴿ فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

[سورة طه الآية 123]
وأودع الله في الإنسان الشهوات، ليرقى بها صابراً أو شاكراً إلى رب الأرض والسماوات، قال تعالى :

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾

[سورة النازعات]
لقد منح الإنسان إرادة حرة، لتكون أساس التكليف والابتلاء، وليكون النجاح بها ثمن العطاء، ومادام الإنسان قد مُنح هذه الإرادة الحرة ليكسب بها أعماله الاختيارية، وليكون مسؤولاً في حدود ما منحه الله إمكانات، فلن تُسلب منه هذه الإرادة الحرة ؛ لأنه يستحيل أن تتناقض إرادات الله، ومتى توجهت إرادة الإنسان إلى فعل شيء، في الدائرة التي هي مناط اختياره، تعلقت إرادة الله فأمدته بالقدرة على تحقيقها وسيَّرت الفعل الاختياري الكسبي للإنسان إلى الجهة التي تستحق الخير أو الشر، وهكذا تُوظَّف مشيئة الإنسان الحرة الخيِّرة، أو الشريرة للخير المطلق. قال تعالى:

﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)﴾

[سورة الأنعام الآية 129]
وهنا محل الإشارة إلى مقولة : " إن الله خالق لفعل الإنسان " فهذا لا يعني أنه أجبره عليه، ولا يعني أيضاً أنه رضيه منه، ومقولة : " إن الله علم ما كان وما سيكون " لا يعني أن علم الله هو إلغاء لاختيار الإنسان، إنه علم كشف وليس جبراً، فالجبر يتناقض مع التكليف.
(ويضيف بعض العلماء على مقومات التكليف، القدرة الظاهرة على تنفيذ مشيئة الإنسان، وهي في حقيقتها قدرة الله التي تتحقق بها مشيئة الإنسان)
والابتلاء والمسؤولية والجزاء والثواب والعقاب.. لقول الله عز وجل :

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)﴾

[سورة الأنعام الآية 148-149]
وهذه آية محكمة هي أصل في نفي الجبرية، وتُحمل الآيات المتشابهة كما هو رأي علماء الأصول على الآيات المحكمة.
ولعل في قول سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما

((الحسن بن علي رضي الله عنهما : هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه، ولد في سنة 3هـ. كان يحبه صلى الله عليه وسلم، وكان أكثر دهره صامتاً، فلا يدخل في مراء، ولا يُدلي بحجة حتى يرى قاضياً، توفي بعد وفاة والده بستة أشهر. وصالح معاوية سنة 41هـ وسُمي ذلك العام عام الصلح، ورُفع مقامه فهو وأخوه سيدا شباب أهل الجنة.(سير الأعلام 3/245)(البداية والنهاية 8/42))
تلخيصاً لعقيدة القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة : من لم يؤمن بقضاء الله فقد كفر، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر، وإن الله تعالى لا يُطاع استكراهاً، ولا يُعصى بغلبة، لأنه تعالى مالكٌ لما ملَّكهم، وقادرٌ على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما عملوا وإن عملوا بالمعصية فليس هو الذي أجبرهم على ذلك، ولو أجبر الخلق على الطاعة لأسقط الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب، ولو أهملهم كان ذلك عجزاً في القدرة، فإن عملوا بالطاعة فله المنَّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم ".
انظر (المرقاة 1/52) نقلاً عن تائية القضاء والقدر وشرحها
وللحسن البصري رضي الله عنه أجوبة شافية في القضاء والقدر، فعندما قيل له : إن الله أجبر عباده ؟ قال : الله أعدل من ذلك، فلمَّا قيل له : أفوض إليهم ؟ قال : هو أعزُّ من ذلك، ثم قال : لو أجبرهم لما عذبهم، ولو فوَّض إليهم لما كان للأمر معنى.
وهناك من يعتذر بالقضاء والقدر ليتنصل من المسؤولية، وهذا عذرٌ واهٍ وحجة باطلة.
فتجاهل الإرادة الحرة التي منحها الله للإنسان، وكذلك الفكر الذي يميز به الخير من الشر، والشرع الذي فيه تبيان لكل شيء، فإن هذا التجاهل لا يُعفي صاحبه من المسؤولية.

(( أتي برجل سارق إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال له عمر : ما حملك على السرقة ؟ فقال : قضاء الله وقدره يا أمير المؤمنين فأمر عمر بقطع يده ثم حسمت، ثم جلده ثمانين جلدة، وقال له : إنما قطعت يدك لسرقتك، وإنما جلدتك لكذبك على الله واحتجاجك بالقضاء والقدر، فقضاء الله تعالى لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ))

(من كتاب شرح الطريقة المحمدية للشيخ عبد الغني النابلسي)
* * *
وعند أهل السنة والجماعة هناك فرق بين القضاء والمقضي، فالقضاء فعل الله تعالى وإرادته ومشيئته، وقضاء الله تعالى كلّه حق، وكله للعباد، وكله حسن، والمقضي هو كسب العبد وفعله ظاهراً، وفيه العدل والجور، والخير والشر، والحسن والقبح، ويجب على المسلم بناء على هذا ـ أن يقاوم المقضي إذا كان جوراً، أو شراً، أو قبحاً لا أن يستسلم له ؛ لأن الرضا بالكفر كفر، والرضا بالظلم ظلم، وهكذا قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)﴾

[سورة الشورى]
فإن عجز المسلم عن إزالة المقضي، أو مقاومته، فعليه أن يضرع إلى الله أن ينجيه منه، قال تعالى :

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)﴾

[سورة الأنعام الآية 42-43]
وللدعاء أثر في رد القضاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم :

(( الدعاء يردُّ القضاء )).

[رواه الحاكم في صحيحه عن ثوبان]
وقال أيضاً :

(( لا يردُّ القدر إلا الدعاء ))

[رواه الترمذي والحاكم عن سلمان بسند صحيح]

(( فالدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن ))

[انظر الطب النبوي لابن قيم الجوزية]
وقد أشار العلامة البيجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد عند قول الناظم :
وعندنا أن الدعاء ينفع كما من القرآن وعداً يُسمع
لقد أشار إلى أن الدعاء ينفع في القضاء المبرم، فيكون اللطف، وفي القضاء المعلق فيكون الدفع.
لذلك لا يُجدي الذكاء، والحيطة، والحذر، في ردِّ القضاء، ولكن الدعاء المخلص، عقب التوبة الصادقة، ينفع في ردِّ القضاء، أو اللطف به.. قال صلى الله عليه وسلم :

(( لا يُغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ))

[رواه الحاكم في صحيحه عن عائشة]
والإيمان بالقضاء والقدر لا يتناقض مع الأخذ بالأسباب، فلا تتم مصالح العباد في معاشهم إلا بدفع الأقدار بعضها ببعض، فكيف بمعادهم، فإن الله أمرنا أن ندفع السيئة وهي من قضائه وقدره، بالحسنة وهي من قضائه وقدره، فقد روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب وعن الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، أنهم لما قصدوا الشام وانتهوا إلى الجابية، بلغهم أن بها موتاً عظيماً، ووباءً ذريعاً، فافترق الناس فرقتين، فقال بعضهم : لا ندخل على الوباء، فنلقي بأيدينا إلى التهلكة، وقالت طائفة أخرى : بل ندخل ونتوكل، ولا نهرب من قدر الله، ولا نفر من الموت، فرجعوا إلى عمر فسألوه عن رأيه فقال : نرجع ولا ندخل على الوباء، فقال له المخالفون لرأيه : أنفرُّ من قدر الله ؟ فقال عمر : نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله !، أرأيتم لو كان لأحدكم غنم فهبط وادياً له شعبتان، إحداهما مخصبة، والأخرى مجدبة، أليس إن رعى المخصبة رعاها بقدر الله تعالى، وإن رعى المجدبة رعاها بقدر الله ؟ ".
* * *
ومن ثمرات الإيمان الصحيح المتوازن بالقضاء والقدر ؛ الاستقامةُ على أمر الله، والعمل بما يرضيه لأنه ؛

(( إليه يُرجعُ الأمرُ كُلُهُ ))

[سورة هود الآية 123]

﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾

[سورة فاطر]
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : الشجاعة، والإقدام، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفون جبناً، ولا إحجاماً، ففي آذانهم دويُّ التوجيه الإلهي، قوله تعالى :

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)﴾

[سورة التوبة]
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : التحلي بالصبر الجميل، والرضا والتسليم، فعندما تنزل المصائب، يذكر المؤمن عند الصدمة الأولى قوله تعالى :

﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)﴾

[سورة البقرة]
وهكذا نجد أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن خطير من أركان الإيمان وهو من العقائد الأساسية التي يجب أن تُعلم بالضرورة.
والحمد لله رب العالمين


 

رد مع اقتباس
قديم 29-01-2014, 11:19 PM   #3
محمد الحسن
عضو نشط


الصورة الرمزية محمد الحسن
محمد الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46012
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 03-11-2014 (11:01 PM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا لمرورك
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)﴾


 

رد مع اقتباس
قديم 31-01-2014, 11:27 PM   #4
محمد الحسن
عضو نشط


الصورة الرمزية محمد الحسن
محمد الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46012
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 03-11-2014 (11:01 PM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


فهل لديكم حل لمشكلتي
ولكم التحية


 

رد مع اقتباس
قديم 31-01-2014, 11:32 PM   #5
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood


مساء الخير اخي الكريم ..
بامكانك وضع مشكلتك في عيادة مشاكل الكبار
ليقوم بالرد عليك احد الاخصائيين ..
اهلا بك معنا ..


 

رد مع اقتباس
قديم 31-01-2014, 11:36 PM   #6
محمد الحسن
عضو نشط


الصورة الرمزية محمد الحسن
محمد الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46012
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 03-11-2014 (11:01 PM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



هل هناك دواء
اعشاب
اي
شئ
للتخلص من التوتر والقلق والاكتئاب


 

رد مع اقتباس
قديم 31-01-2014, 11:44 PM   #7
محمد الحسن
عضو نشط


الصورة الرمزية محمد الحسن
محمد الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46012
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 03-11-2014 (11:01 PM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الغد مشاهدة المشاركة
مساء الخير اخي الكريم ..
بامكانك وضع مشكلتك في عيادة مشاكل الكبار
ليقوم بالرد عليك احد الاخصائيين ..
اهلا بك معنا ..

شكرا للرد
وضعتها من عدة ايام في عيادة مشاكل الكبار
وحتى الان لم يتم الرد


 

رد مع اقتباس
قديم 31-01-2014, 11:55 PM   #8
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحسن مشاهدة المشاركة

شكرا للرد
وضعتها من عدة ايام في عيادة مشاكل الكبار
وحتى الان لم يتم الرد



ان شاء الله في حال تواجد احد الاخصائين سيقوم بالرد ..
فدخولهم حسب تفرغهم ..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا