ارجوك اصْفَعْنِي وخُذ دِيْنَاراً.....

ارجوك اصْفَعْنِي وخُذ دِيْنَاراً.....

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم


اصْفَعْنِي وخُذ دِيْنَاراً.....


زعموا أن رجلٌا مسناً فاقد لبصره يتجول في الطرقات وبيده كيساً من النقود ويصرخ بأعلى صوته اصفعني وخذ ديناراً وكان كل من يمر به يصفعه ويأخذ ديناراً وفي أحد الأيام مر به رجل تعتليه علامات التعجب والاستفهام من تصرف هذا الرجل المسن فاقترب منه وسأله لماذا تفعل هذا ؟
فأجابه الرجل قائلاً كنت متزوجا من فتاة جميلة و لي منها طفل وكنّا سعداء بالرغم من أننا كنّا فقراء وفي إحدى الأيام سمعت بأن هناك كنز عظيم في مكان بعيد جداً ومخاطره كثيرة تستلزم انسانا عنده قوة بدنيه عالية حتى يستطيع الوصول للكنز ولأن صحتى كانت تساعدني فلقد كنت شاباً أتمتع بالقوة والحيوية ...
لمعت في ذهني فكرة وهى ذهابي لذلك المكان وأزمعت الرحيل رغم اعتراض زوجتي إلا أنني تركتها وطفلنا وحيدة تبكى وبدأت رحلتي التي استغرقت سنيناً واجهت فيها الكثير من المخاطر والصعاب تكللت نهايتها بالنجاح وحصلت على الكنز العظيم ووجدت بجانب الكنز منظارا يلمع وبجانبه ورقة قديمة تقول للحصول على كنز اخر انظر بعين واحدة وسترى كنزا اخر فى مكان بعيد واذا نظرت بعينين سترى كنزين متجاورين ولكن احذر ان ترى بعينين ربما تصاب بالعمى وفعلا اخذت بالنصيحة واصبحت انظر بعين واحدة وكلما تحصلت على كنز وجدت نفسى طامعا فى كنز اخر واخر ومرت الايام والشهور والسنون وانا اجمع الكنوز والكنوز وفى يوم من الايام خطرت لى فكرة قلت لماذا لا اجرب ان انظر بعينين اثنتين حتى احصل على كنزين دفعة واحدة توفيرا للوقت والجهد ونسيت التحذير ونظرت بعينين وكانت الطامة الكبرى وفجاة فقدت بصرى بالحال وعدت الى بيتى بعد طول تنقل وتعب وترحال رجعت الى بيتى بعد ان أصبحت عجوزاً ضريرا وحين رجعت لمدينتي وجدت زوجتي قد ماتت وابني مشردا في مكان غير معروف .
فها أنا قد حصلت على الكنوز التى سعيت للحصول عليها ولكنني دفعت ثمناً غالياً خسرت صحتى وزوجتى وضيعت ابنى اه اشعر بالندم والحسرة تقتل قلبى وكيانى كله عندها انهمرت دموع الرجل حزنا على العجوز ثم ولى ماضياً في طريقه
والعجوز يناديه قائلا اين تذهب لماذا لم تصفعنى ارجوك :
اصفعني وخذ ديناراً ..اصفعني وخذ ديناراً


رحم الله الامام الشافعي حين قال :
إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
والحمد لله رب العالمين

المصدر: نفساني

والقناعة هي الكنز الذي لا يفنى

قصة رائعة ومشوقة اخي المسلاتي

بارك الله فيك يا طيب :)