تعالوا نبحث عن المفتاح....

تعالوا نبحث عن المفتاح....

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى لكم دوام الصحة و العافية

إن كل إنسان خلقه الله في هذه الدنيا له حاجة ... ومادام في هذه الحياة فهو بين ابتلاء و عطاء و أيام سعيدة و أخرى متعبة و حزينة ..و قد يصل في بعض الأحيان أن يشعر وكأن الأرض قد ضاقت عليه بما رحبت
فيبحث عن الحل و يبحث عن السبيل
يشعر وكأنه في غرفة مغلقة يبحث عن المنفذ و المخرج

يقول سبحانه وتعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"

سبحان الله كل ما أشكل عليك أمر تجد حله في القرآن
كيف لا وهو دستور الأمة وهذا من فضل الله علينا وهذا من نعم الله علينا
فالحمد لله على نعمة الإسلام ..والحمد لله على نعمة القرآن
نعم... الله قد عرف حالك لذلك طمأن قلبك أن هناك مخرج...
ولكن ماهو هذا المخرج ؟؟؟
تعالوا نتدبر الآية معا...
"ومن يتق الله....."

نعم هذا هو الحل
التقوى هو حل لكل مشاكلنا وهمومنا
التقوى مفتاح الكروب
وجلاء الأحزان
"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
الله لن يريك المخرج فقط بل سيرزقك و يعطيك و يغنيك أكثر مما تتوقع لأنه الكريم العظيم

"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
وهذا سبيل آخر و مخرج أخر
إنه التوكل ....
والتوكل هو أن تسلم أمرك لله ...وتقول بلسان حالك
يارب دبر أمري فأنا لا أحسن التدبير
هذا باختصار هو التوكل..

الله وعدك بفتح أبوابك المغلقة
ولكنه أعطاك المفتاح...فإن أردت الراحة و السعادة فالمفتاح بين يديك
إما أن تأخذه فتجد الحل ...أو تعرض عنه فتبقى في الشقاء

يقول سبحانه وتعالى: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
نعم رغم أن العقل قد لا يستوعب هذه الفكرة..
أكيد عندما تكون لنا حاجة ...من المنطقي أن نلجأ لله هذا شيء مفروغ منه
ولكن الحقيقة أن هناك أناس يوجد على قلبه قفل
فتكون عنده حاجة ...وبدل أن يجعله ذلك يعود لله تراه يعرض ويبتعد أكثر و أكثر
و العجيب أنه يبرر لنفسه بغير علم ولا هدى

فيقول أنا مهموم و مضطر أن أرتكب المعاصي فالله يعلم حالي
عجيب أمرك ...الله يقول لك إن الحل و الدواء في التقوى و التوكل
و أنت تريد المفتاح و الحل و الدواء في معصيته سبحانه....
نعم هذا ما يحصل فما بال هذا العبد؟؟؟؟

"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"

القرآن فيه دواء وشفاء لنا ولكن إذا قرأناه بالطريقة الصحيحة

"الذين يتلونه حق تلاوته"

المطلوب منك أن تفتح أقفال قلبك ليرزقك الله طريق الفرج
"أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ "

فإن كنت تحتاج لنور تبصر به طريقك...فالقرآن هو النور
وإن كنت تبحث عن المفتاح ...فتدبرك للقرآن هو المفتاح
وإن كنت تبحث عن المخرج ...فهو تقوى الله و التوكل عليه سبحانه
فماذا ستكون النتيجة برأيك؟؟؟

يقول تعالى:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"

النتيجة أن يرزقك الله الحياة الطيبة..ويعطيك الأجر العظيم
فكن على يقين...
"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى"

لن تتوه في الطريق و ستجد السبيل الصحيح...ولن تشقى نفسك ..فماذا تتخيل أن تجد بعد هذا ...غير السعادة
هذا هو طريق الله ....يهديك و يرشدك للسعادة
ليس فقط في الآخرة...لا
بل ستجدها في الدنيا هنا
لأن هذا وعد الله ووعد الله حق
وعلى العكس..
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"

هذا الضيق ..هذا الهم ..هذا الضنك
هو بسبب الإعراض...
فهل ترضى لنفسك أن تكون معرضا؟؟؟؟

ارجع هداك الله إلى ربك ...ادعه بصدق وقبل ذلك اتبع ما أمرك و اجتنب ما نهاك عنه
وكن على يقين...وإياك أن يكون عندك شك أو ريب في وعد الله
أن الله سيرزقك السعادة ويرشدك للطريق
وعليك بالقرآن .....افتحه و اقرأه بتدبر ..اتله حق تلاوته
ففي كل حرف فيه حسنة و الحسنة بعشر أمثالها
اجعل له وقتا من حياتك تفتح لك أبواب الدنيا و الآخرة


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم ذكرنا منه ما نَسيناه، وعلمنا منه ما جهلناه، ووفقنا لتلاوته والعمل به آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه. اللهم اجعلنا ممن يرتل حروفه ويقيم حدوده، ولا تجعلنا ممن يرتل حروفه ويضيع حدوده.
اللهم اجعل القرآن لنا هدى ونوراً ورحمة، ولا تجعله علينا وبالاً وحُجَّة ونقمة.
اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً. اللهم اجعله لأبصارنا ضياءً، ولأسقامنا دواءً، ولقلوبنا شفاءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النار مخلِّصاً، وفي القبر مؤنساً، وعند الصراط نوراً، وإلى الجنة رفيقاً، وبيننا وبين النار حجاباً وستراً، واجعله شاهداً لنا لا علينا.
اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى. اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وبتلاوته مأجورين، وعند الجزاء حائزين، وبثوابه فائزين، وإلى الجنة داخلين، وإلى وجهك ناظرين، وعن النار مبعَدين.
اللهم انقلنا بالقرآن العظيم من الذل إلى العز، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الشر إلى الخير، ومن الشقاء إلى السعادة. اللهم انقلنا به من الإهانة إلى الكرامة.
اللهم ارفعنا وانفعنا بالقرآن العظيم، الذي أعليت مكانه، وأيدت سلطانه، وقلت يا أعز من قائل سبحانه: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة:18-19] ، أحسن كتبك نظاماً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً، محكم البيان، ظاهر البرهان، محروس من الزيادة والنقصان، فيه وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42] .
آميييييييييييييييين والحمد لله رب العالمين

المصدر: نفساني

اللهم آمين

موضوع قمة في الجمال و نفحات ايمانية تشعر النفس بالطمأنينة ،،

جزيت خيرا اختي الكريمة ،،

شكرًا علي الموضوع

شكرا على الموضوع الجميل والطرح المميز

بارك الله فيك

العفو...
و شكرا على الردود الطيبة