|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
19-03-2016, 08:13 PM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
فصل الربيع وتاثيره على النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم قال تعالى انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ... بمشيئة الله تعالى يبدا غدا فصل الربيع وهذا موضوع بالخصوص الإنسان يتأثر بإدراكه للبيئة المحيطة به، فمع بداية الربيع تسطع الشمس بإشراقها فتغلف الدنيا بالضياء وتبعث الدفء في جنبات الأرض بعد برودة الشتاء، فتنشط الحياة من رقادها وتنبت الأوراق وتتفتح الزهور فيتأثر الإنسان بكل ذلك؛ فتغيرات الإضاءة للشمس الساطعة تنقلها حاسة البصر إلى المخ، حيث مراكز الإبصار وتلك الروائح المنبعثة من الزهور ينقلها عصب الشم أيضا إلى المخ، وكذلك أصوات الربيع سواء المنبعثة من النباتات أو من الطيور تنتقل عبر العصب السمعي إلى المخ. وهكذا تنتقل كل تغيرات البيئة من ضوئية وصوتية وروائح إلى قشرة المخ فيدركها ويتفاعل معها؛ فزيادة الضوء يترتب عليها زيادة استجابة المخ وزيادة نشاطه، وكذلك بالنسبة لزيادة أصوات الطبيعة وزيادة الروائح الجميلة. نشاط المخ يتم عن طريق إفرازات كيماوية تسمى بالناقلات العصبية، وهي مواد تتكون داخل الخلايا العصبية وتنقل النشاط من خلية إلى أخرى، وما نشاط المخ إلا وظائف نفس التي هي العقل والوجدان. ومن ثم فإن الربيع يؤثر في حالتنا النفسية عن طريق زيادة نشاط المخ، فتقل ساعات النوم والكسل التي كانت زائدة في فترة الشتاء حيث البرودة وقلة الضوء، وتزداد اليقظة ويزداد تبعا لها الانتباه للمثيرات كالضوء والأصوات والروائح التي تزيد بدورها من نشاط المخ الذي يزيد من حدة إدراك هذا المثيرات فتبدو شديدة، وهكذا يعمل المخ في صورة دائرية. ثم تنعكس حدة الإدراك على الوظائف الأخرى للمخ، وهي الوظائف المعرفية: الذاكرة والتفكير، فتنشط الذاكرة في تسجيل الأحداث واستدعائها، وينشط التفكير في الربط بين الأحداث والمعلومات وتوليد الأفكار المختلفة والمتنوعة، وينعكس كل ذلك على الناحية الوجدانية المرتبطة بالمشاعر الداخلية وبطريقة التعبير عنها، فتصبح المشاعر مرهفة، ويزيد التعبير عنها سواء في اتجاه السرور أو الحزن أو القلق أو الخوف. وتبعًا لزيادة التفكير والطاقة الوجدانية المتولدة من المشاعر يزداد التعبير عنها بالسلوك في صورة الحركة والكلام، وهكذا تنشط سلوكيات الإنسان وتزداد طاقته الذهنية والبدنية في فصل الربيع كنوع من التفاعل والتوحد مع الطبيعة التي ينتمي إليها. إيقاع الحياة الحيوي المتفجر والمرتبط بفصل الربيع بصفة خاصة يحدث زيادة في النشاط بوجه عام لدى الإنسان كجزء من تجاوبه وتفاعله مع الطبيعة المحيطة به وخاصة مشاعر الحب، وذلك لكي يتناغم الإنسان مع كل مكونات الطبيعية الأخرى من نباتات وحشرات وحيوانات؛ حيث إنه موسم التكاثر وزيادة الخصوبة لكل تلك الكائنات. وقد تنعكس الاستجابة العقلية للواقع الخارجي فتوجه تلك الطاقة للداخل وتتلون بمشاعر الإحباط والعدوان تجاه النفس، فتأخذ صورة الاكتئاب بما يتضمنه من الشعور بالذنب ولوم النفس وكراهيتها وكراهية الحياة والإحباط منها لدرجة قد توصل إلى الانتحار، وقد يتوقف الأمر عند مجرد زيادة النشاط العقلي التي توفر مزيدا من الطاقة الذهنية والجسدية والتي لا يحسن الشخص إخراجها فينتابه التوتر والقلق أو الخوف بأعراضه النفسية التي يشعر معها الشخص مثلا بأنه مقبل على الموت، أو يأخذ شكل الأعراض الجسدية التي لا يوجد لها سبب عضوي. وهكذا نلاحظ أن الربيع يزيد من النشاط العقلي الذي قد يأخذ طريقا للتصريف الطبيعي فيزيد من قدرات الشخص الذهنية والجسمانية والجنسية، أو يأخذ طريقًا للتصريف غير الطبيعي فيلقي بالشخص في دائرة المرض، لا يوجد شخص مثل الآخر، فلكل شخص أشياء داخلية خاصة، وخبرات خاصة يتأثر بها بشكل مختلف حتى عن أخيه الذي يعيش معه نفس الظروف والأحداث. أن الربيع في حد ذاته لا يسبب المرض النفسي؛ وذلك لأن أسباب المرض النفسي متعددة ومتنوعة تختلف من شخص لآخر. إلا أن هناك نظريات تربط بين التغيرات المناخية والاضطرابات النفسية سواء من ناحية حدوث المرض أو وقوع انتكاسة في مسار علاجه، وهذه العلاقة مبنية على دراسات إحصائية للمرضى المصابين بتلك الاضطرابات فعلا، وتتراوح هذه الاضطرابات من تأثرهم على مستوى بسيط إلى أن يكون تغير المناخ عاملا مساعدا في وقوع المرض بصورته الكاملة. كيف نفرح إنه الربيع.. ولكنْ هناك أحداث مؤسفة نمر بها على المستوى الشخصي أو المستوى العام ومشكلات وهموم وضغوط وإحباطات، لكن الحياة مستمرة ويجب أن تستمر، فهل من طريقة نستطيع بها الخروج من دائرة هذا الشعور المحبط ولو لبعض الوقت؟ يقول احد المختصين بالعلاج النفسى : الاكتئاب فعل وليس إحساسا، إذن فيمكننا فعله أو عدم فعله، فهو غضب موجه ناحية النفس أو محاولة لإخفاء إحساس. فإذا كنت مثلا غاضبًا من مديرك في العمل فإنك: 1. تكتم غضبك لأنك لا تستطيع البوح به. 2. تلوم نفسك على ذلك. هذا المجهود في كبت مشاعرك، بالإضافة إلى لوم نفسك يجعلانك بلا طاقة، ويقللان من ضغط الدم، فتشعر بالإرهاق حتى فور استيقاظك من النوم، ولهذا فقد تعتقد بأن الاكتئاب هو إحساس فقط، ولكن الحقيقة أنه فعل. وللتخلص من الاكتئاب لا بد من إجراء فعل مقابل. فكر بموضوعية في أسباب غضبك من مديرك، وحاول التعبير عنها بشكل مناسب في محاولة صادقة وفاعلة للخروج من هذه الأزمة، وعندها سيذهب عنك الاكتئاب، وستشعر براحة أكبر حتى لو لم تتمكن من حل المشكلة، وذلك لأنك واجهت نفسك وأخذت موقفا وتصرفت بإيجابية. وأخيرًا، في الأيام التي تشعر فيها باكتئاب تذكر أي شيء مفرح مرَّ في حياتك، بالتأكيد هناك أشياء مفرحة مهما كانت بسيطة ستشاهدها بألوان زاهية، تذكر هذا الشيء المفرح كثيرًا، وانظر إلى الأشياء التي يمكن أن تفرحك من حولك، انظر إلى نصف الكوب المملوء بدلا من النظر إلى نصف الكوب الفارغ، خطط لحياتك وابدأ العمل، أنت وحدك من تستطيع القيام بذلك، فابدأ الآن مع نسمات الربيع الأولى. منفول بتصرف المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة المسلاتى ; 19-03-2016 الساعة 08:24 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|