المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

ذكريات من والدي ج1

ذكريات من والدي ج1 حيدر محمد الوائلي لما اصاب والدي مرض هذه الأيام (الكورونا) كانت قد سائت حالته جداً أُضطر على اثرها أن يسكن المستشفى لثلاث اسابيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-10-2020, 04:34 PM   #1
حيدر عراق
عضو نشط


الصورة الرمزية حيدر عراق
حيدر عراق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40803
 تاريخ التسجيل :  10 2012
 أخر زيارة : 17-06-2022 (11:59 AM)
 المشاركات : 51 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ذكريات من والدي ج1



ذكريات من والدي ج1

حيدر محمد الوائلي

لما اصاب والدي مرض هذه الأيام (الكورونا) كانت قد سائت حالته جداً أُضطر على اثرها أن يسكن المستشفى لثلاث اسابيع وسط عناية مشددة حتى تحسن وخرج منها سالماً.
لاح في خيالي مراسيم الذكريات وطقوس الرحيل وكراهة النهايات.
كتبت في ملاحظات (الموبايل) مسودات مما لاح في الذهن من ذكريات وخواطر فإذا بها تتكاثر عليّ كبيرة المحتوى فيها حنين لماضٍ وغرابة ما ال اليه الحاضر وخوفٌ من مستقبل معتم غير واضح الدلالة.
صرت اقسمها كعادتي أن لا تتجاوز مقالة اكتبها اكثر من صفحتين، فصار مجوع هذه السلسلة من المقالات الذكريات خمس أجزاء.

ما استمتع به دوما هو الكتابة (عموماً) والقراءة (خصوصاً كتب السيرة الذاتية) ومشاهدة الأفلام المصرية والبريطانية والأمريكية (خصوصاً افلام الغموض والدراما والكوميديا) ولعب كرة القدم (احياناً) ومتابعة الدوري الانكليزي الممتاز (دائماً).

أراني اطير بها مستمتعاً عندما اكتب وأقرأ واشاهد واحلق عالياً في متعة جميلة.
استخدم وصف الطيران رغم خوفي ورعبي من الأماكن العالية حيث تتنمل رجليّ لدى نظري للأسفل من مكان عالي. ولما غامرت واقنعني صديقي (ليث) أن اركب بجهاز العاب في مدينة العاب فيه مخاطرة الأرتفاع والهبوط الفجائي ركبته عن جهل وغباوة ولما اشتغل يرتفع ويهبط بصورة فجائية اغمضت عينيّ طوال خمس دقائق (هي مدة اللعبة) وانا (اغلط) على صديقي الجالس على يميني بما لم (اغلط) به على غيره في خمس سنوات خصوصاً عندما قال يطمنني وهو يضحك انني سوف لن اموت فهي مجرد لعبة. كان (سيد مهدي) صديقنا المرافق الثالث جالس على يساري يضحك عليّ مستمتعاً برعبي. (هاي الصداقة والا بلاش).

ربما هذا هو جمال الكتابة والقراءة والمشاهدة ان تعطيك خيالاً تطير به عالياً وانت مستلقياً مسترخياً تحت جهاز التبريد عند عودة التيار الكهربائي والحقيقة أني عندما سافرت بطائرة كنت قد ختمت جزئا من القرآن ليسكن القلب طمأنينة سرعان ما بددها ارتجاج الطائرة في مطبٍ هوائي حيث امسكت مسند المقعد امامي بشدة كدت أن اخلعه وزامنتها بحركة بهلوانية أن رفعت رجلي عالياً غباوة مني اني بذلك احمي نفسي.

ازعم أني مثل والدي، كلانا بسيطان بساطة الأرض، وفقيران جداً.
صفة (الفقير) بلهجة العراقيين هي وصفاً مرتبط بالبساطة والطيبة وليس المقصد منه مادياً الا اذا كان وصف الفقير مرتبط بصدقة او بطلب جمع أموالاً للمساعدة، وإلا فالحمد لله من الناحية المادية فالراتب يغطي نفقات الشهر والحمد لله على هذا القليل ولعنة الله على من فرط بخيرات البلد الكثيرة.

رجل جنوبي بسيط. يعشق المشي كثيراً ولا يهوى وسائل المواصلات الا عند الحاجة حيث إعتاد أن يمشي او بالأحرى يتمشى لمحل وظيفته في الأسواق المركزية موظفاً بوزارة التجارة، واستمر على حبه لمشيه في محله لتصليح الأواني المعدنية (صفّار) حيث كان يهوى صوت المطرقة وترى عينيه فرحتين عند تصليحه قدراً نحاسيا أو (فافون) او ابريقا تراثياً من اباريق الشاي.
ورثت حبي للمشي منه واحببته لدرجة ان امشي كيلو مترات طويلة للكلية ايام الدراسة واقنعت (خلدون) صديقي بجمال المشي فصرنا (نكحف) مشياً طويلاً لا زلت استمتع باسترجاع ذكرياته. طبعاً مع توفير بعض الفلوس لتجنب ركوب باصات النقل للجامعة ولكن لم يدم الوضع على ذلك كثيراً.

انقرضت هذه المهنة (الصفار) مثلما انقرض سوق (الصفافير) لدى تحسن دخل الناس التي منطقاً تفضل شراء الجديد على تفريط الاموال بتصليح العاطل القديم.
كان أبي مسروراً لتصليح ما كان يأتيه من عَطَلات اكثر من سروره ان يقبض ثمن جهده ليجلب لعائلته وسط جحيم الحصار الاقتصادي في التسعينات لقمة تسكت الجوع وتسر البطون وتزرع الأبتسامة.

البطولة أن تكون مفيداً وبقدر ما بك من فائدة أن تكون لطيفاً وبقدر لطافتك تجلب السعادة للأخرين.
البطولة ان تمنح السعادة وتخفي ما بقلبك من هم وألم وصعوبة الحياة اليومية وعنائها.

يكره والدي (طه الجزراوي) عضو القيادة القطرية لحزب البعث كثيراً فبسبب جيشه الشعبي الإجباري عند مغامرة الحرب مع ايران تلقى رصاصة المته ولازال اثرها مزعجاً بصليل البرد في الشتاء والماً عند الجلوس والرقود.
ما نحن والحرب والدماء والرعب. مغامرات الكراهية التي صار الناس حطبها وحطيمها زارعة الأحقاد في النفوس اشواك.

وسط كل هذا لازلت اتذكر والدي يدخل علينا وبيديه ما يسر الخاطر من (علاليك) مملؤة بخيرات الله الكثيرة ايام الحرب الطويلة مبتسماً أن عاد حياً هذه المرة ليرى عائلته.

إن مجرد بقائك على قيد الحياة نعمة من نعم الله الكثيرة.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 20-10-2020, 10:45 PM   #2
مستكفّة
مراقبة إداريه
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيْكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىْ)


الصورة الرمزية مستكفّة
مستكفّة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42377
 تاريخ التسجيل :  02 2013
 أخر زيارة : 27-05-2024 (08:55 AM)
 المشاركات : 8,646 [ + ]
 التقييم :  177
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black


أهلا بك حيدر و حمدا لله على سلامة والدك
لا يضيع وقتي حينما أقرأ لك إذ حباك الله بقلم جميل
بداية ممتعة أنتظر ال ج2
لا تطل علينا أخي الكريم .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-10-2020, 11:51 AM   #3
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 29-05-2024 (08:16 PM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


احسنت .
خيالك وسردك للأولويات رائع
جدا .
حمدا لله على سلامة والدك .
ادامه الله لكم وادامكم له .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا