|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
17-03-2002, 12:45 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
ثقافة .... نت ولابد !!!
جرت سنة الفن والأدب على التحرر من كل قيد في إصدار نبرة التوجع الخاصة بكل أديب وفنان ، وصار الإبداع بشتى صوره مجازي المولد والنشأة والمصير!
يفز الأديب بإحساس مرهف وشعور متوتر تجاه القضايا الإنسانية الكبرى والصغرى ، الظاهرة والخفية ، يقشعر بألم حقيقي ، ويشعر بقطرات من المر تتساقط في حلقه فيتجرعها ولايكاد يسيغها ، ويحمل الهم الإنساني كرها ويضعه كرها ، في احتفالية للحمى تهزه بعنف فيرتجف وينتفض ، ثم يصحو كما يصحو الصريع ليجد المولود يبتسم له ، فيحمل وليده ويجيء به قومه ، ليتساءلوا عن السر ، فيشير إليه وينذر للأدب صوما فلا يكلّم بشأنه إنسيا ! ولهذا قال المتنبي - لما سئل عن بعض مواليده - : أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم ! استخدم عينا واحدة للنظر في هذا الموضوع ، كن كالرامي الذي يستعد لإطلاق الرصاص نحو الهدف ! ولتكن عينك التي ترى بها عينا موضوعية ومنصفة ، فأحيانا يكون استخدام العينين أسوأ من العمى لأن الذي يستخدم عين الرضا وعين السخط يستخدم عينين لكنهما بحاجة لقطرة تجلي النظر وترفع آثار الضعف والعقد البشرية عن مصير الألم البشري ! * في الفقرة الأولى : تحدثنا عن ظروف ولادة العمل الفني ، ونلخص ذلك بأن الكاريكاتير يضحكنا كثيرا لكنه يرصد ألما ويصوّر جريمة ما ! وعليه فالمأساة والملهاة أختان (توأم غيرمتشابه ) ! كلاهما تمران بمراحل التكون وآلامه وتخرجان وقد تمزق من أجل ذلك وجدان من أبدعهما ! والذي أنجبهما غير مسؤول عن شعور الآخرين تجاههما ، لكنه مسؤول - بشكل ما عن تغذيتهما خلال الحمل والحفاظ على صحتهما لحين خروجهما للعالم الخارجي منفردتين تواجهان عيون الرضا والسخط ببراءة وجمال ، في حين لايمكنك كمتفرج تجاوز نظرات أدعياء الثقافة وتعليقات منحرفي الغايات على هؤلاء الأطفال الأبرياء ! واستثنائيا - إذا مامس هؤلاء الجانب الذي يخص الأديب ( تغذية أجنته ) تصدى للدفاع عن مسؤوليته ، أما مايشعر به العالم إزاء أطفاله فهو - كمبدع - يعرف مسبقا وبداهة أنه لن يستطيع - ولو حرص - أن يقنع كل العالم الذي ينظر لطفلته أنها أجمل ما خلق ، ولهذا فمسألة الجمال نسبية نتفاوت في الحكم عليها ! الأدب هو الأب الشرعي للابن ( المتطرف ) النقد ! ربما كان لذنب الأدب - الذي جرّع والده المر- ليولد كما يشاء ويخرج كما يشتهي ويسهر مع من يريد ، علاقة بما يتجرعه من ألم القيد والحدود التي يحاول النقد بعيونه العديدة ( عين الموضوعية وعين الجمال وعين الرضا وعين السخط ) تقييده فيها ! فماهي حقيقة العلاقة بين الأدب والنقد ؟! مدخل : كان وجود الأدب على الأرض كهبوط سيدنا وأبينا آدم - عليه السلام - من الجنة ، ولله المثل الأعلى ، فالأدب عندما كان مشاعر تعتمل في ضمير الأديب ووجدانه كان منعما وعندما هبط على الأرض أنجب الكثير فكثرت المشكلات وأقدم بعض أبنائه على قتل بعضهم - أسوة بأبيهم قابيل ! وإن أعجبك النظر للأمور بعين واحدة لكنها فاحصة ومنصفة ، وكنت ممن يبحث عن الحق والحقيقة فعليك تقصي البعد النفسي والثقافي لأطراف العلاقة .. الأديب والناقد ! لتجد أنك إزاء اثنين من البشر يصح على أحدهما مايصح على أخيه ! فإن كنت من القائلين إن ثمة أدباء معقدين من النقد ، فعليك فورا الاعتراف بأن ثمة نقادا معقدين من الأدب ! وإن كنت من القائلين بأن الأديب يتطور بتقبل النقد فعليك فورا أن تعترف لفضل الأدب على النقد فلولاه ماوجد أصلا ! وإن كنت من المنادين بأهمية تثقيف الأدباء فعليك فورا الاعتراف بأن النقاد بحاجة للثقافة نفسها ، بل ربما أكثر لأن الناقد سيناقش أدوات الأديب ويتفحصها ويحكم عليها ، فهل فاقد الشيء قادر على بذله ؟! وإن كنت ممن ذكر أعلاه ولاتود الاعتراف ، فاعلم أنك تنتمي للأدب كانتماء المغتصب للأرض المحتلة ! المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|