أخي أختي,, حتى تكونو من أسباب النصر,,

أخي أختي,, حتى تكونو من أسباب النصر,,

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
:
:
:
:
لا تندهشوا إذا قيل لكم أنكم أحد أسباب هزيمة الأمة أو نصرتها برغم أنكم لا تملكون سلطة ولا قوة، ولا تلقوا اللوم على حاكم أو أمير أو وزير فيما وصل إليه حال الأمة رغم اشتراكهم في المسؤولية، لكن اجلسوا مع أنفسكم وتفكروا في ذنوبكم ومعاصيكم، واسألوا أنفسكم وقد أحببتم الله ورسوله والإسلام وأهله: هل تحافظون على الصلوات المكتوبة لا سيما صلاة الفجر؟ هل تحافظون على السنن؟ هل تداومون على ورد القرآن وأذكار الصباح والمساء؟ هل تبرون والديكم؟ هل تصلون رحمكم؟ هل تغضون بصركم؟ هل تصدقون في قولكم؟ هل تحسنون إلى جاراتكم وجيرانكم؟ هل تساعدون المحتاج والفقير؟ هل تعودون المريض؟ هل تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر؟ .. هل.. هل ..؟

إذا كانت الإجابة (أحياناً) فلا تدعوا قدرتكم على الجهاد ضد العدوّ، وقد فشلنا في جهاد أنفسنا أولاً، في أمر لا يكلفكم دماً ولا مالاً، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلونها في الصلاة!! كيف تطلبون الجهاد، وأنتم تتخبّطون في أداء الصلوات المفروضة، وتضيّعون السنن الراتبة، ولا تحافظون على الورد القرآني، وتنسون أذكار الصباح والمساء، ولم تتحصّنوا بغض البصر، ولا تبرون والديكم، ولا تصلون رحمكم!!

كيف تطلبون العزة للمسلمين وأنتم تحتقرون الفقير والمسكين ولا تمدون لهم يد العون!! كيف تطلبون القوة للإسلام وأنت لا تعرفون جيرانكم ولا تشاركونه أفراحهن وأحزانهن، ولا تبذلون النصح لأصدقائكم ؟ كيف تطلبون تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنتم لم تحكِّموها في أنفسكم وبين أهل بيتكم، فلم تتقوا الله فيهم، ولم تدعوهم إلى الهدى، ولم تأمروا بمعروف أو تنهوا عن منكر، وكذبتم وغششتم وأخلفتم الوعد فاستحققتم الوعيد!!

لا تقولوا أنكم واحد في المليار من أبناء هذه الأمة، فهناك الملايين من أمثالكم -إلا من رحم الله- ينتهجون نهجكم فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية، وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأنه في الأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء.. فما بالكم بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها.. ألا ترون ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها!!

اعلموا أن أسلافنا كانوا إذا هُزِموا من قبل الأعداء أو حل بهم البلاء.. يتفكرون ويفتشون في أنفسهم أولاً، فإذا وجدوا مخالفة للقرآن أو السنة في أي شأن من شؤونهم سارعوا بالاستغفار والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ومع أنهم كانوا أقل من أعدائهم عدداً وعدة إلا أنهم بعد تنفيذ هذه الخطوة كانوا ينتصرون بفضل الله تعالى، وتحقيقا لقوله سبحانه { إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } .

تدبروا قول الله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } وهذه خطوات عملية تساعد في أن تكونوا سبباً في نصر الأمة إن شاء الله:

- أقلعوا فوراً عن المعاصي التي ترتكبونها، واسألوا الله عز وجل أن يعينكم في ذلك، وأكثروا من الدعاء أن يثبتكم الله على الطريق المستقيم، وتضرعوا إليه عز وجل.

- حافظوا على أداء الصلوات في أوقاتها، و خاصة صلاة الفجر.. { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً } ، وتقربوا إلى الله بالسنن.

- احرصي أختي على الاحتشام والحجاب الكامل من الآن.. ولا تقولي سوف أفعل ذلك غداً.

- احرصوا على طاعة والديكم وصلة الرحم، وكونوا قدوات صالحة قولاً وعملاً وساعدوا في نشر الخير بأي وسيلة مباحة.

- تصدَّقوا على الفقراء والمساكين ولو بشيء بسيط فإن « صدقة السر تطفئ غضب الرب » .

- أخلصوا في عملكم سواء كان دراسة أو صناعة وتفقهوا في دينكم فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

- ثقوا في نصر الله عز وجل لعباده المؤمنين الصادقين، ولا تيأسوا ولا تقنطوا من طول الطريق ومشقته، فإن الفساد قد عم الأمة منذ سنين طويلة ويحتاج تغييره لوقت.

- احرصوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أهلكم وأصدقائكم بطريقة حسنة جميلة، وذكروهم بحاجة الأمة إليهم ولا تنسوا أن تبدؤوا بأنفسكم.

- لا تتركوا فرصة تقربك إلى الله -ولو كانت صغيرة- إلا وفعلتموها، وتذكروا « تبسّمك في وجه أخيك صدقة » .

- لا تدعوا إلى شيء وتأتون بخلافه، فلا تطالبوا بتطبيق الشريعة إلا إذا كنتم أمثلةً حياً على تطبيقها في أنفسكم وبيتكم وعملكم، ولا تطالبوا برفع راية الجهاد وقد فشلتم في جهاد أنفسكم، ولا تلقواِ اللوم على الآخرين تهرّباً من المسؤولية، وإذا كنتم تمضونن وقتكم بنقد عيوب الناس، فتوقّفوا واعلموا أن كلكم عيوب وللناس ألسن، وابدؤوا بإصلاح أنفسكم، وسيصلح حال غيركم بإذن الله تعالى.

- اعلموا أن كل معصية تعصون الله بها، وكل طاعة تفرطون فيها، هي دليل إدانة ضدكم فيما وصل إليه حال الأمة.

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
للفائــــــــــــــــــــــــــــــــدة
جزأ الله كاتبها وناشرها خير الجزاء


-جزى الله من أعان على نشرها-

المصدر: نفساني