|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
27-01-2008, 05:19 PM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
هذا الرجل لا يعرف أين تقع غزة!!
علي محمد الغريب
في مأساة غزة؛ قصائد الشعر لا تطعم جائعا، والعواطف الملتهبة لا تدفئ بردانا، والغضب الصاخب لا يجلب الدواء إلى المحتاجين، ولا يعيد الطاقة إلى أجهزة المرضى المعلقة أرواحهم بها داخل المستشفيات، ولا يرفع الألم النفسي عن الأطفال الصغار الذين يصدمهم ما يدور حولهم وينتظرون من يمد لهم يد العون فلا يجدونه!.. كل هذا صحيح.. لكن اشتداد الحصار على غزة لم يكن مفاجأة أو مباغتة وقد سبقته أحداث وستتبعه أحداث، فالنهاية لم تأت بعد، وكلما ازداد الحصار ازداد توهج الروح العامة بحثا عن حلول قاطعة تريحنا وتريح أهلنا في غزة، وكان من هذه المحاولات أن اندفعت الأقلام تسطر الأفكار التي تدعم أهلنا وتخفف عنهم حصارهم، ونسينا أننا جميعا محاصرون، بل ربما كنا في حصار لا يقل خطورة عن حصار أهلنا في غزة، فحصارهم يمكن قياسه ومعرفة حدوده، أما حصار هذه الأمة التي غرقت في أفكارها وتشعر بعقدة الذنب وبالعجز الكامل, وليس لديها من أسباب عملية تنهي هذا الحصار الجائر، الذي أورثها ندما وآلاما نفسية تعقونا وتؤثر على حياتنا بشكل عام! والأفكار التي تم تداولها لمساعدة أهلنا في غزة كلها تنم عن إرادة صادقة في عمل شيء.. أي شيء، فأتت بعض الأفكار جيدة وأتى بعضها مشوشا، بل ومضحكا أحيانا، فقوبلت هذه الأفكار بكثير الغضب والسخرية والرفض، لكن الغاضبين الرافضين وقعوا فيما أنكروه على غيرهم، حيث شجبوا واستنكروا الوسائل التي لا تقدم ولا تؤخر فيما ألهبونا بعواصف من النفثات الغاضبة التي ألهبت عواطفنا، لكننا حين بحثنا تحت هذه الثورة وهذا الغضب عن فعل ملموس نقدمه لم نجد؛ فأشفقنا عليهم وعلى أنفسنا جميعا! وكان من هذه المقترحات: الاتصال العشوائي على أرقام في غزة لا نعرف أصحابها لنقول لهم نحن معكم بقلوبنا، البعض استحسن الفكرة والبعض ضحك واعتبرها فكرة استفزازية وقال لو كنت على الطرف الآخر في غزة لأسمعت المتصل ما يجعله يندم طيلة حياته أنه أقدم على هذا الاتصال! ومن هذه المقترحات إثارة قضية فلسطين مع الجيران والأهل والأصدقاء وتفعيلها في الأحاديث العامة، وهذه الفكرة وما شابهها قوبلت باستهجان كبير. كنت في غمرة متابعتي أحاول كغيري الاهتداء إلى حل؛ تذكرت قصة طريفة تعلمت منها أن كل الأفكار التي طرحت تصب في صالح القضية الفلسطينية وفي تبصير العقل المسلم بحقوقه، حتى وإن كانت أفكارا ساذجة؛ فالفكرة الساذجة اليوم ستتبعها فكرة ناضجة غدا.. أما الاكتفاء بالرفض والغضب فهو الوقوع في عقدة الشعور بالذنب المدمرة! هذه القصة حدثت قبل عشر سنوات حينما كانت المقاومة الفلسطينية تؤلم العدو في أرض فلسطين، وكنا في عملنا نتابع الأحداث بلهفة وإشفاق كبيرين على أهلنا هناك، ونفرح لكل نصر أحرزوه ضد عدوهم، لكن رجلا واحدا كان مستاء مما يحدث ومستاء أكثر من فرحنا بما ينجزه رجال المقاومة، وفي مرة سألني بأسى ظاهر: لماذا تمتلئ نفوسكم بكل هذا الحقد والغيظ على عباد الله؟ فتفاجأت من قوله وسألته مستفسرا مستنكرا: هل تقصدني؟ قال بغضب: ليس معنا أحد ثالث.. نعم أقصدك. قلت له مستوضحا خشية أن يكون بدر مني ما يسيئه: لماذا تقول هذا ولم أسئ إليك. قال ياليتك أسأت إليّ.. أنت تسيء إلى الإنسانية حين تفرح في الصراع اليومي الذي يقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين! وبعد نقاش طويل عرفت أن زميلي يفهم أن هناك دولة اسمها فلسطين ودولة أخرى اسمها إسرائيل وكل ما هنالك نزاعات حدودية، ولا خلفية لديه عن كيفية نشأة هذا الكيان ولا كيف غرس في قلب أمتنا غرسا همجيا. وحين سألته عن عمره عرفت أنه ولد بعد اتفاقية السلام التي أبرمت مع الصهاينة بعامين وأنه تفتحت عيناه، على كلمات مثل: (السلام، واستقرار المنطقة، وفض النزاعات الفلسطينية الإسرائيلية، وأبناء إسماعيل أشقاء أبناء يعقوب) والكثير من هذه العبارات التي صدرتها أكثر وسائل الإعلام وقتها، فغيبت العقل العربي. رحت أوضح له الصورة كاملة، فنظر إلي نظرة خالية من أي معنى وتركني وانصرف دون كلام. بعدها كان يبادرني بالسؤال عن الجديد وماذا صنع أبطال المقاومة مع اللصوص ومزيفي الحقائق! ذكرتني هذه القصة بأهمية كل الأفكار التي طرحت لنصرة أهلنا في غزة، سواء الحصيفة منها أو الساذجة! وتأكدت حين تبرمت منها للوهلة الأولى أنها مهمة لشريحة من الناس لا يعرفون حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي، وأننا في حاجة ماسة لكل فكرة مهما كانت ساذجة لبناء الوعي، فهو مفتاحنا نحو التغير ولن نحرز أي تقدم ولن نصيب حقا خسرناه، ما دامت قضايانا محصورة في فئة نخبوية، وما دمنا لا نحقق الحد الأدنى من الاتفاق على وحدة الهدف. فإلى أصحاب الأفكار الحصيفة، وإلى أصحاب الأفكار الساذجة! تقبل الله نياتكم البيضاء وحفظ أهلنا في فلسطين وفي كل بقاع الأرض. انا ارى انه باتت عندنا في كل منحى واتجاه عربي عقد نفسية وصرنا لاتهمنا القضايا بأي شكل من لاشكال وكاننا يئسنا من ماضينا وحاضرنا واصبحت قضايانا بعيدة عنا لانذكرها الا في النكبات المصدر: نفساني
|
|||
|
03-02-2008, 01:27 AM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
شكراً لكاتب المقال ؛ وجزاه الله عنا خيراًًً .....................
شكراً لناقلة المقال ولتعليقها الذى ذيلت به المُشاركه ...... نسأل الله الخير والرشد للجميع ............ اسامه |
|
06-02-2008, 11:31 AM | #3 |
مراقبه إداريه سابقة
|
الحمد لله على نعمه التي اعطانا إياها .
والحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به هذا الإنسان . وشكراً لك كيميائية ، وتقبلي مروري . نحياتي لك |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|