رائحة السور الممطور !!

رائحة السور الممطور !!

أخيلة الطفولة
د. أنوار عبدالله أبو خالد
كثير من الامهات حين يصطحبن اطفالهن الى عيادتي يعتريهن الكثير من الخجل ويضطررن الى مقدمة طويلة هربا من الافضاء بمشكلة اطفالهن المتعلقة بأكل مالايسوغ اكله كالاظافر اوالطين او التراب او حتى قشور الطلاء القديم !!

@ ومنهن (أم رجاء) والتي ترددت كثيرا حتى قررت ان تتكلم بأن ابنتها ذات السنوات الأربع لا تألو جهداً في تقشير الجدران بأظافرها الصغيرة ومن ثم التهام ما يعلق بها من قشور الطلاء، خصوصا الاسوار الخارجية عندما يصيبها المطر فيكون لها رائحة مميزة !! .

@ ورغم أن الطفلة ( رجاء ) دائماً ما تتعرض للعقاب وللتأنيب جراء عملها هذا، الا انها لا تكف عن هذه العادة الغريبة، حتى ولو اضطرت للصعود الى سطح المنزل حيث لا رقيب عليها وتبدأ في تقشير الجدران والتهام قشور الطلاء !!

@ ولهذه المشكلة نظرتان اثنتان: الاولى من جهة نفسية حيث نستطيع تعليل ذلك بأن اشتهاء الأطفال لأكل أمثال هذه الأشياء الغريبة (كالتراب أو الورق أو الطبشور أو حتى لحس الأحجار وغير ذلك) فإنما هي نتاج مرحلة عمرية معينة وربما استمرت هذه التصرفات الغريبة حتى تكون عادة يدمن عليها الطفل و لا يستطيع الانفكاك عنها.
وعلماء النفس يرجعون هذه التصرفات الى ان الطفل يقوم بإعلان حاجته الماسة الى الحب والحنان بطريقة لفت نظر الوالدين إليه حتى تزيد عنايتهما به من خلال حمله، وتنظيف فمه، وإطعامه ما يغير طعم فمه، وغير ذلك من عناية حسية يشبع الطفل حاجاته النفسية بها.

@ أما النظرة الاخرى فهي من وجهة نظر الأطباء الباطنيين: حيث يعللون هذه التصرفات بأنها دوافع فطرية تدفع الطفل إلى أخذ ما يحتاج جسمه إليه من مواد ضرورية كنقص الكالسيوم مثلاً ويكون ذلك عن طريق حاستي الشم والذوق.

@ ولذا أرى لكل أم تلاحظ مثل هذه العادة الغريبة انه يستحسن أن يكون هناك فحص شامل لحالة ابنها الصحية ومدى حاجة جسمه من مواد غذائية وفيتامينات.ومتى ما تأكد لنا مدى سلامته بدنياً، فإن الدور على اشباع النواحي النفسية لدى الطفل ومراعاة عدم توبيخه وعقابه على هذه التصرفات حتى نتلافى عدم ممارسته لها سراً وبالتالي يفرط في ممارستها وتسوء حالته الصحية بسبب التسمم.

@ اذكر ان احدى الصديقات كانت تحب اللعب بالتراب في صغرها وربما أصاب عينيها وفمها واتسخت ملابسها، وقد قررت والدتها ان تعطيها درساً لا تنساه، فقامت بأخذها الى حديقة المنزل، ثم أرتها جحراً للنمل وقالت لها انظري الى هذا النمل كيف يعمل بجد على إخراج التراب من بيته فيرميه بعيداً !!.بينما انت تلعبين به وتوسخين يديك وفمك وثيابك وتنقلين هذا التراب الى داخل المنزل !!..
تقول لي صاحبتي: بأنها منذ ذلك الحين، وهي لاتحب التراب ولا تريده ان يلامس يدها ..!!

المصدر: نفساني

دائماً ما أسمع الأمهات يشتكين من أكل أطفالهن للتراب والطين ويعزون ذلك إلى أن السبب نقص فيتامينات في الجسم !


شكراً لك أستاذة أنوار على الموضوع ,,