|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
04-01-2009, 08:25 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
العقد الذي لم ينعقد بعدُ .
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى نكونَ على بيّنةِ من الأمر ، لابدّ أن نضع نصب أعيننا مقولة : " انظر إلى ما قيل ، و لا تنظر إلى من قال " عند قراءتنا لبعض المقالات . Le Gouverneur représentant de la Communauté Selon leur volonté, et ils ont le droit à l'isolement quand il voulait. و ترجمة ذلك ( الحاكم ممثل عن الجماعة ـ الرعية ـ وفقًا لإرادتها ، و لها حق عزله متى أرادت ذلك).. هذا الكلام الذي يمكن وصفه بالواقعية في الغرب و بالمثالية عند العرب ، فهو جزء من نظرية " العقد الاجتماعي contrat social" التي جاء بها (جان جاك روسو Jean-Jacques Rousseau). فالإنسان كان ذئبًا على أخيه الإنسان ، و حربًا لا هوادة فيها بين إفراد النوع الإنساني . لأجل ذلك احتاج الناس إلى عقد يتنازل بواسطته بعضهم لبعضٍ عن شيء من الحقوق في سبيل أمن و سلامة الجميع ... و هكذا يفقد الفرد في ظل هذا العقد حريته الوهمية اللامحدودة من أجل الحصول على حريةٍ منتظمة ٍ و أكيدةٍ . و رغم أنّ العقد الذي يتحدث عنه " جان جاك روسو " افتراضي و خيالي بعض الشيء و لم يبرم قط ، إلاّ أن كثيرًا من الدساتير الغربية خصوصًا دستورَي الثورتين الفرنسية و الأمريكية اللتين أخذتا به ، بأن جعلت ـ كما أراد "روسو"ـ السيادة للوطن و شرعية السلطة وليدة الإرادة العامة . و لمن لا يعرف… فإن فكرة العقد الاجتماعي اعتنقها ثلاثة فقهاء مفكرين هم : " طوماس هوبز Thomas Hobbes و جون لوك John Locke و جان جاك روسو …Jean-Jacques Rousseau و أن " هوبز " من دعاة الحكم الملكي المطلق ، حيث يرى أن الحاكم َ أعلى من العقد و لا يجب أن يكون َطرفاً فيه . بل الإفراد هم من يتنازلون له عن جميع حقوقهم ، و عليهم الخضوع التام له و لسلطته المطلقة . فالقوة ـ عند هوبز ـ أحق و أعلى من الحق . لكن " لوك " اختلف معه في كون الحاكم رغم سلطته المطلقة ، لابد من أن يكون طرفاً في العقد . فإذا أخلّ الحاكم بشروطِ هذا العقد جاز للجماعة (الرعية) عزله في نظرِ " لوك " ... و لكن لمّا جاء "روسو" فإن اتجاهه قَلـــّب الطاولة فوق رؤوس دعاة الحكم الاستبدادي ، و الملكية المطلقة ، و قال : " إن السلطة َ مقيّدة ٌ بقبول الإفراد لها ، و لذلك يمكن سحب الثقة منها " .. لأجل هذا غدت نظرية "روسو" بمثابة إنجيل الثورة الفرنسية ، و أساس الحكم المعاصر ... و لو جاز لي التعبير ـ فكريّا و ليس تاريخيّا ـ لقلتُ ، إن "هوبز " بأفكاره المؤيدة ِ للحكم المطلق يمثل العصر القديم في الفكر السياسي ، و " لوك " يمثل العصور الوسطى ، بينما "روسو" يمثل العصر الحديث. و على ضوء هذ... يتبادر إلى دهن كل عربيّ هذا السؤال ، أين نضع النظام السياسي العربي الحاضر ؟.. ... يتبع المصدر: نفساني
|
|||
|
04-01-2009, 09:22 PM | #4 |
عضـو مُـبـدع
|
.../... فمن جهتي ، أنني لا أرى مكانًا للأنظمة العربية خارج العصر القديم ... أي عصر الحكم المطلق . و لو حاولتُ تهذيب نظرية " روسو" ضمن التصور السياسي الشرقي و مفرداته ، لقلت : أن نظامَ الحكم في الوطن العربي ينظم العلاقة َ بين الحاكم و المحكوم على أساس وجوب طاعة المحكومين للحاكم مقابل التزام هذا الأخير بـ "درء المفاسد و جلب المصالح العامة و المنافع " . و إذا خرجت مؤسسة الحكم عن موجبات هذا العقد القائم على" التراضي" بين الطرفين وجب فسخ العقد فورًا لانتفاء الصالح العام . أكيد هذا الكلام الشرقي جميلٌ لو وُجد له سبيلاً للتطبيق ... لكن نظام الحكم العربي نفسه يعرف أن " الرعية َ" تنازلت له عن كل شيء و لم يتنازل هو ـ الحاكم ـ لها عن أي شيءٍ . و جاز للرعية أن تسأل : لماذا علينا أن نعطيه الشطر الذي علينا في العقد الاجتماعي و لا يعطينا في المقابل الشطر الذي عليه ؟!.. الحاكم العربي يتقوّى على " الرعية " بالشطر الذي أعطته إياه ... و لست مخطئاً إذا قلت ُ : أن الحاكم العربي صار أخطر من أي شيء ٍ على محكوميه . فهو أخطر من الزلزال و الأعاصير و أخطر من الشهبِ و النيازك ، و أخطر حتى من السيدا " الايدز " و من الجمرة الخبيثة و السارس ، و أخطر حتى من انفلونزا الطيور ... لقد صار الحاكم العربي في مخيلة شعبه أقل خطورة من الموت فقط . و أكثر خطورة من أي شيء آخر . و مادام الحال كذلك أ ليس من الأجدر للشعوب العربية أن تسترجعَ ما منحته للحاكم إن استمرّ في عدم منحها ما عليه من التزامات !؟.. بل الأدهى من ذلك أ ليس شطر" الرعية " المسلوب من العقد الاجتماعي هو الذي جعل الحاكم العربي يستبد ... و هذا الاستبداد هو الذي جعل العم " بوش " و علوجه يحتلون بلادًا عربية بحجة تخليصها من " حكامها " المستبدين !؟... ألا يعد تفريط العربي في حقه و قسمته من العقد الاجتماعي أحد أسباب عودة الاستعمار إلى الديار العربية ؟... فلولا تفريط الفرد العربي في حقه لما تمكن الحاكم العربي من الاستبداد . و لو لم يكن الحاكم العربي مستبداً لما جاء " بوش " ليطلّ على العرب من شرفات عواصم الشرق ( هذا طبعا إذا أخذتُ بالرواية الرسمية الأمريكية لأسباب غزو العراق . و هي رواية تختصر كل شيء في استبداد نظام حكم صدام حسين ، بعد انهيار رواية أسلحة الدمار الشامل ). و كتحصيل حاصل فإن الشعوب العربية (الغلابة ) هم أسباب عودة الاستعمار إلى تلك الديار ِ ، لأنهم لم يعرفوا كيف ينتزعون حقوقهم من حكامهم . بل لابدّ من إنصاف هؤلاء الحكام ، و عدم تحميلهم مسؤولية عودة الاستعمار كاملة ً . بل يتحملون نصف المسؤولية و تتحمّل الشعوب العربية النصف الآخر ...! و اليوم و بعد مرور ثلاثة قرون و نصف لم يرقَ الفكر السياسي العربي و الوعي القومي إلى مستوى فكر العقد الاجتماعي . فعندما تتحايل مؤسسة الحكم للأنظمة العربية على العقد القائم مع شعوبها و تؤسس لحكمٍ عائليّ ٍ ، ألا يعدّ هذا انقلابًا على ثوابت العقد الاجتماعي ، الأمر الذي يستوجب فسخه و مساءلة المعتدين عليه مساءلة إن لم تكن جنائية ففكرية سياسية على الأقل !؟. ألا يعد تحويل السيادة للحاكم ، و جعله في البلاد العربية يأتي في المرتبة الثانية بعد الله ، و يتقهقر الوطن إلى ما دون الحاكم خرقاً لكل الثوابت و العقود التي لم يتجرأ عليها حتى الأنبياء و الرسل ؟. ألا يعد الحكم المطلق ، و الحكم مدى الحياة الذي يحول الحاكم إلى عالة بسبب مرضه الذي يفقده التحكم في وظائفه البيولوجية تعديّــًا على العقود و المواثيق ؟. حتى الدين اوجب تغيير الحاكم حين يعجز عن أداء وظائفه ، و لكن غياب العقد أقرّ بقاءه في الحكم حتى حين يردّ إلى أرذل العمر . و لابد للعرب أن يتَحدّوا العالم إذا أرادوا أن يكون لهم عقد اجتماعي ، حين لا يريدون عودة الاستعمار إلى الديار العربية ، هو ألاّ يسمحوا بأن يحكمهم من يدخل في غيبوبة طويلة ، أو من يقضي حاجته في حفّاظة " بامبرز " للكبار طبعًا )، أو من يمرض بالزهايمر" Alzheimer " فلا يتحكم في عضلاته فكيف له أن يتحكم في شعبه ؟. أو من تصدر القرارات الحاسمة من غرفة نومه ، فيتيح لحريمه تسيير دفة الحكم من خلف الستار . حينها يدرك العرب أنهم قد استرجعوا بعضّا من الحقوق الضائعة . ... يتبع |
|
04-01-2009, 11:19 PM | #6 |
عضـو مُـبـدع
|
.../ ...
ألا يعد التواطؤ مع المحتل و خيانة القضية القومية و الدسيسة للأخ و الصديق أعمالاً تتنافى مع العقد الاجتماعي الذي أعطت الشعوب العربية بموجبه السلطة للحاكم .. إن الشعوب َ العربية لم تفوّض الحاكم ليخونَ ، و لم تفوضه ليبيع أرضًا أو قضية ً ،كما أن ّ تلك الشعوب لم تفوّض الحاكم العربي كذلك ليغدر بأخٍ أو جار ٍ ... لكن حين تتحوّل بلاد العرب إلى سجون لشرفاء و إشراف العرب و لمقاتلي العرب الذين وقعوا فريسة بين مخالب المخبرات المركزية الأمريكية ، من حق العرب أن يتساءلوا إن كانوا حقـّاً قد تنازلوا عن حريتهم الوهمية اللامحدودة من أجل الحصول عن حرية منتظمة و أكيدة ، أم من أجل عبودية منتظمة و أكيدة تجعلهم أسرى وطن ٍ صار هو الآخر أسير حكامه ... إن نظام الحكم العربي التقى مع " بوش" و المحافظين الجدد في أمر ٍ يبدو من الأهمية توضيحه و هو نبذها لنظرية العقد الاجتماعي و اقتباسهما من نظرية " توماس هوبز " المؤيدة للحكم المطلق ، أو نظرية العصور القديمة كما سميتُها مجازًا . لكن العربي اقتبس من " هوبز " فكرة الحكم المطلق للحاكم و علوه على الحق كما ذكرت ، أما " بوش" و المحافظون الجدد فقد اقتبسوا من " هوبز " نظرية التنـّين ، أو ما يعرف بنظرية التفرّد بالقوة في العالم ، و التي تتحول فيها الدولة إلى تنـّين ٍ قادر ٍ على القمع و التخويف لردع " الشر " لتحقيق الأمان . و الفرق بين الحاكم العربي و " بوش" هو أن الأول أخذ من "هوبز " لفنسه ، في حين أخذ الثاني من "هوبز" لبلده .. و لن أقول أن ذلك هو الفرق ، فالقارئ اذكي من أن أعلمه أبجديات القراءة ... إن شهوة الحاكم العربي هي الجياد الأصلية التي يظن أنها ترفعه على صهواتها ليحتلّ أكبر أماكن التاريخ . أما إنجازاته فعادة ما تكون قليلة و لا تكاد تذكر . و على الأمة العربية أن تفكر بجديّة ٍ إن كان عليها التضحية لأجل حاكم أشبع التاريخ شهوات الانجاز . لأن هذا الحاكم و في المقابل لو قُدّر عليه و خُيّر بأن يُضحي بذاته أو بالإنسانية كلها (حتى لا أقول بشعبه ) لأختار بلا تردد ٍ التضحية بالإنسانية . و خلاصة القول هي : إذا كان قد عرف العقد الاجتماعي منذ أزيد من ثلاثة قرون و نصف ، و هو عقد نظّم العلاقة بين الحاكم و المحكوم ، فإن عقد العرب لم ينعقدْ بعدُ ، بل ظلت عقدته هي الحكم الشمولي المستبد الذي يمنع كل تغيير ٍ ، و يرخي على البلاد العربية سدوله بليل ٍ طويل ٍ لا ينجلي بصبح ٍ و ما الإصباح عنه بأمثل . انتهى ملحوظة : يجب أن ينظر إلى المقال على أنه طرح ٌ فكريّ ٌ . |
|
05-01-2009, 02:46 AM | #7 |
عضـو مُـبـدع
|
يا اختاه أشكر لكِ متابعتكِ
دمتِ أختا فاضلة. تحياتي |
|
06-01-2009, 12:41 AM | #8 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
حياك الله أخى قسوره لهذا الطرح الفكرى الراقى ..
وددتُ ( لو أُتيحت لك فرصه ) بالحديث عن موقف الخلافة الإسلاميه من هذا العقد الذى لم ينعقد .... ولك منى كل شكر وتقدير .... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|