عالمُ الجن في أجساد النساء! / حليمة مظفر
أعادني مقال الدكتور حمزة المزيني البديع حول خرافية المجتمع هذا الخميس، إلى ذكريات "مريرة" و قرار "مغامر" لا أعلم كيف ورطتُ نفسي فيه!! لولا فضولي الصحافي، للكشف عن"عالم الجن في أجساد النساء"؛ خلال حضوري جلسات أحد شيوخ الرقية المعروفين، ورصدي لكل ما يدور فيه، دون التعريف بهويتي الصحافية، وكنتُ أقدم رجلا وأؤخر أخرى، وليس في عقلي سوى حكايات الجن "المخيفة" في مجالس المشايخ، وكم تخيلت أن أرجع لبيتي ومعي مخلوق هلامي يريني عينيه آخر الليل!!.
المهم، عزمت وتوكلت على الله وقرأت المعوذات، وحين وصلت أذهلني العدد الغفير من النساء وتزاحمهن أمام بيت الشيخ في الشارع، فالباب مغلق، لحضورهن قبل الموعد المحدد؛ ولم يكن من بد للانضمام إليهن على الرصيف، وعندما أذن الشيخ المعالج ـ الموقر ـ بإدخال النساء، تدافعن للداخل، وتذكرت أني لم أكن أمشي بل يتم دفعي للأمام، ولأني لا أعرف "البروتوكولات" لحضوري أول مرة، مشيت معهن حتى عرفت أن الزحام سببه رغبتهن في الدخول للجلسة الأولى، كي لا ينتظر أزواجهن وآباؤهن طويلا في الشارع، إذ يصل انتظارهم لما بعد العاشرة ليلا، ولهذا وجدت تفسيرا لمشاهدتي بعض رجالهم"يبسط" بثلاجة القهوة حتى خروج نسائهم.
وفي لحظات امتلأت الصالة الخارجية، والممر المؤدي لمجلس الرقية التي امتلأت هي بالدفعة الأولى من النساء، وفي الممر المزدحم حاولت الاقتراب من حجرة القراءة قدر المستطاع؛ كي أكتشف ما يحدث داخلها لعدم تمكني من دخولها مع الدفعة الأولى، ولكن أقفل الباب، فسألت إحداهن واقفة بجانبي اطمأننت لها: لماذا أقفل الباب!؟
أجابت ولا أرى سوى خيط من عينيها بسبب نقابها: حتى لا تهرب النساء أثناء القراءة.
|