|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
06-06-2009, 07:46 AM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
بيت شعر واحد فيه أربعة وعشرون فعل أمر
في "التبيان في شرح الديوان"، ديوان أبي الطيّب المتنبّي [ت 354هـ]" (3/ 85- 86) لأبي البقاء العكبريّ [ت 616 هـ]:
قال المتنبّي في مدح سيف الدولة الحمدانيّ [ت 356هـ]: أَقِلْ أَنِلْ أَقْطِعْ احملْ علِّ سلِّ أعِدْ *** زدْ هِشَّ بِشَّ تفضّلْ أَدْنِ سَرِّ صِلِ قال العكبريّ شارحًا: الغريب: أمره بأربعة عشر أمرًا في بيت واحد. (أَقِلْ) من الإقالة وأقلته من عثرته وأقلته من البيع عند الندم فيه. (أَنِلْ) من الإنالة نلته وأنلته. (أَقْطِعْ) من الإقطاع أقطعته أرض كذا. (احمِلْ) من قولهم: حملته على فرس. ومنه حديث عمر ابن الخطّاب: "حملت على فرس في سبيل الله تعالى". وقوله (علِّ) من العلوّ والرفعة. و(سلّ) من السلوّ. و(أعِدْ) من الإعادة. و(زِدْ) من الزيادة. و(هِشَّ) من قوله: هششتُ إلى كذا وهو التهلّل نحو الشيء. و(بِشَّ) من البشاشة وهي الطلاقة، بششت بالرجل أبشّ. (تفضَّلْ) من الإفضال. (أَدْنِ) من الدنوّ. (سرّ) من السرور [قال أسعد: انظر الشرح]. (صِلِ) من الصلة وهي العطيّة. المعنى: يقول: أقلْ مَن استنهَضَكَ من عثرته، وأنِلْ من استعان بفضلك على قِلَّتِهِ وفقره، وأقْطِعِ الضياعَ لمن أمَّلَكَ وقصدَكَ، واحمِلْ على سوابق الخيل من استحملك، وعلِّ قدرَ مَنِ اعتلق بك، وسلِّ عن كلّ ذي همٍّ همّه بما تجدّده من بِرّك وتسبغه من فضلك، وأعدْ ذلك وأدِمْهُ وجدّدْهُ، وزدْ في غدك ما تفضّلت به في يومك، وهشّ ورحّب بمن قصدك، وأظهرِ البشاشة لمن اعتمدك، ودُمْ على ما عُهِدَ من تفضّلك، وأَدْنِ الوافدَ عليك، وسرّه بمتابعة إحسانك، وصل الجميع بتطوّلك وإنعامك. فوقّع سيف الدولة تحت (أقِلْ): أقلناك، وتحت (أنِل): يحمل إليك من الدراهم ما تحبّ، وتحت (أَقْطِع): أقطعناك ضيعة كذا بباب حلب، وتحت (احمل): تحمل إليك الفرس الفلانيّة، وتحت (علِّ): قد فعلنا، وتحت (سلّ): قد فعلنا فاسلُ، وتحت (أعد): أعدناك إلى حالك، وتحت (زد): يزاد كذا وكذا، وتحت (تفضّل): قد فعلنا، وتحت (أدنِ): أدنيناك، وتحت (سرّ): سررناك، قال أبو الفتح: قال أبو الطيّب: إنّما أردت من التسرية فأمر له بجارية، وتحت (صل): قد فعلنا. وكان بحضرة شيخ يضحك منه يقال له: المعقليّ، حسد المتنبّي على ما أعطاه سبف الدولة، فقال: يا مولاي! هلّا قلت له لمّا قال: هشّ بشّ هئ هئ تحكي الضحك لأنّك قد وقّعت له بما أراد فهلّا ضحكت؟! فضحك سيف الدولة منه وقال: اذهب يا ملعون. وقد حذا في هذا حذو أبي العميثل بقوله: يا من يؤمّل أن تكون خلالـــه *** كخلال عبد الله أنصت واسمــعِ اصدق وعفّ وبرَّ وانصر واحتمل *** واحلم وكافِ ودارِ واصبر واشجع ويروى: وابذل واشجع. والأصل فيه قول امرئ القيس: أفاد وجاد وساد وزاد *** وذاد وقاد وعاد وأفضل. (3/ 89- 90): ولمّا أنشد: أقل أنل أُنْ صن احمل علّ سلّ أعد *** زد هشّ بشّ هب اغفر أدنِ سرّ صل فرآهم يستكثرون الحروف فقال: عش ابق اسم سد قد جد مر انه ر ف اسر نل*** غظ ارم صب احم اغز اسب رع زع دِ لِ اثن نل وهذا دعاءٌ لو سكتّ كفيتُه *** لأنّي سألت الله فيك وقد فعل. الغريب: أمره في هذا البيت بأربعة وعشرين أمرًا زاد على البيت الأوّل عشرة: (عش) من العيش و(ابق) من البقاء و(اسمُ) من السموّ و(سُد) من السيادة و(قُد) من قود الخيل و(جد) من الجود و(مر) من الأمر و(انهَ) من النهي و(رِ) من الورْي وهو داء في الجوف يقال: وَرَاه الله و(فِ) من الوفاء و(اسر) من سرى يسري و(نل) من النيل وهو العطاء و(غظ) من الغيظ و(ارم) من الرمي و(صب) من صاب السهم الهدف يصيبه صيبًا و(احم) من الحماية و(اغز) من الغزو و(اسب) من السبي و(رع) من الروع وهو الإفزاع و(زع) من وزعته إذا كففته و(دِ) من الدية و(لِ) من الولاية و(اثن) من ثنيته و(نل) من نلته أنوله إذا أعطيته وروى ابن جُنيّ (بل) من الوابل وهو أشدّ المطر يقال: وبلت السماء فهي وابلة والأرض موبولة ومأبولة. المعنى: يقول: عش في نعمة سالمة حتّى تفني أعداءك وابق في عزّ مؤبّد حتّى تحيّي أولياءك واسمُ أي اعلُ على كلّ الملوك بالقهر والغلبة وسد أهل زمانك بالكرم والفضل والشجاعة وقُد الجيش إلى أعدائك وجد بعطائك على أوليائك ومُر مسموعًا أمرك وانه غير مخالف نهيك ورِ أعداءك بظهورك عليهم أي أصب رئاتهم بإيجاعك لهم وفِ لأوليائك بإحسانك إليهم وبنعمتك عليهم واسرِ إلى أعدائك بجيوشك لتستأصلهم ونل ما تبغيه بسعدك وإقدامك وتأييدك لأنّك مؤيّد بالنصر وغظ بظهورك من يحسدك وارمِ ببأسك من يخالفك وصب من تعتمده برميك واحم ذمارك بهيبتك وببأسك واسب بجيوشك حريم أعدائك ورع بمخافتك أمنهم وزع أي كفّ بوقائعك مسلطهم ودِ احمل الديات متفضّلًا على تبعك وحشمك ولِ الأمصار مشكورًا في ولايتك وثن الأعداء عنها بحمايتك ونل عفاتك بجودك وأمطر عليهم سحائب فضلك وعلى الرواية الأخرى: نوّلهم ما يطلبون من عطائك الجزيل. وجمع ديك الجنّ في مصراع بيت أربع استفهامات في قوله: أنّى ولِمْ وعلامَ ذاك وفيما؟ وقد قال البحتريّ أيضًا: بِمَهْ وفيمَ الجفاءُ منك بدا *** أو ممَّ أو عمّ أو علامَ لِمَهْ؟ المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|