المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

التحليل النفسي للقول الشائع " الشيطان شاطر "

كثيراً ما نسمع قول البعض بأن الشيطان شاطر ، فهل هناك معنى نفسي وراء هذه المقولة الشهيرة الدارجة على ألسنة الناس ؟؟ .. بداية فإنه يتم قول هذه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-05-2009, 01:03 AM   #1
micha
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية micha
micha غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24854
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
 المشاركات : 3,051 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue
التحليل النفسي للقول الشائع " الشيطان شاطر "



كثيراً ما نسمع قول البعض بأن الشيطان شاطر ، فهل هناك معنى نفسي وراء هذه المقولة الشهيرة الدارجة على ألسنة الناس ؟؟ ..

بداية فإنه يتم قول هذه المقولة عندما يفكر الإنسان في معصية أو يقع في ارتكاب شيء محرم الإتيان به شرعاً .. وبالتالي فالإنسان يريد أن ينفي عن نفسه القيام متعمداً بالفعل الآثم الذي ارتكبه بنفسه ، بأن ينسبه إلى الشيطان مستخدماً في ذلك ميكانيزمـــات ( الإنكار والإسقاط والإبدال والتبرير والتعميم والتضخيم ) .

• ويبدو ميكانيزم الإنكار في رفض الإنسان أن يعترف بكونه المفكر أو الفاعل للمعصية ، فهو ينكر فعلته ، وينفي تعمد الإتيان بالفعل المحرم .

• بينما يبدو ميكانيزم الإسقاط في أن الإنسان ينسب المعصية للشــيطان ــ والتي عبر عنها بالشطارة ــ وإن كان هو أداته الفاعلة ، حيث يقذف الإنسان بالرغبة المحرمة إلى الخارج وينسبها للشيطان ( العاصي لربه ) فأصبحت الرغبة في ارتكاب فعل محرم هي رغبة الشـــيطان ( وإن كان الإنسان هو الفاعل لها ) ..

• ومن العجيب أن يتم التعبير بالشطارة كبديل للمعصية ( ميكانيزم الإبدال ) ، فالإنسان هنا ينفي التفكير في المعصية أو تعمد القيام بها ، لأنها تحتاج إلى مهارة أو شطارة في التخطيط وجرأة على فعل الشر ، وهذه الخصائص تتمثل على خير وجه لدى الشيطان لكونه رمز لكل شر ..

• ومن ثم يكون الشيطان شاطر لكونه أوقع الإنسان في المعصية ، وكأن لسان حال الإنسـان يقول : ماذا أفعل وأنا ضعيف أمام غواية الشيطان ( وهنا تم استخدام ميكانيزم التبرير ) ، فلولا أن الشيطان شاطر ويستطيع غواية الإنسان وفتنته ، ما كان الإنسان فكر في معصية الله أو ارتكب الأفعال المحرمة ( ويتبدى هنا الشعور بالذنب ) ..

• والشعور بالذنب يجعل الإنسان يعيد حساباته على المستوى اللاشعوري ، فيبادر بإنكار نوازعه الشريرة ثم إسقاطها على الشيطان ، فيصبح الشيطان هو العاصي لربه وليس الإنسان .. ويصبح الشيطان شاطر إذ استطاع غواية الإنسان ( حيث نجح في أن يوسوس له ) ليحقق رغبة محرمة ومحظورة على الإنسان ( رغم محاولات الإنسان الصادقة والمستميتة لقمعها ) ليوقعه في المعصية ليصبح الإنسان كالشيطان عاص لربه ، وهذا شأن الفجار إذ يحاولون إيقاع الأتقياء في المعصية ( حتى يكون مفيش حد أحسن من حد .. ومن باب لا تعايرني ولا عايرك .. ) ، وهنا يبدو ميكانيزم التعميم حيث الجميع خطاءون ، كما يتضح ميكانيزم التضخيم في جعل الشيطان شاطر على الدوام . إذ ينجح في وسوسته لكل البشر على السواء ، وبشكل مطلق ..

• والإنسان إذ ينكر قيامه بذاته بفعل شيئ محرم بنسبه إلى الشيطان وإسقاطه عليه ، فهو ضمناً ينفي رغبته الشريرة ، ويتملص من مسئوليته عن ارتكاب الجرم .. ومع ذلك فالرغبة الشريرة موجودة لدى كل منا ، ولا نستطيع أن ننكرها ، وهي موجودة في حالة كمون وتأهب للانقضاض في حالة تهيؤ الظروف الخارجية .. وهذا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق " .. كما أن القوى الخيرة ليست بمعزل عن قوى الشر بداخلنا ، فكليهما يتواجدان في نفس واحدة ، وفي هذا يقول المولى عز وجل : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " ( الشمس : 7 – 8 )، وعلى هذا فإن الشيطان فينا جميعاً ولكن من الأيسر أن نراه في الآخرين ، وبالتالي يكون الشيطان ( رمز الشر والغواية ) الذي بخارج نفوسنا هو العاصي لربه ، وليس ذلك الكامن بداخلنا .

• غير أن الشيطان يدافع عن نفسه ، ويقذف بذنوب البشر في وجوههم باعتبارهم الراغبون فيها ، والقائمون بها ، والمسئولون عنها ، وأن عليهم أن يتحملوا نتاج أفعالهم ، فيذكر الله في قرآنه الكريم ما يقوله الشيطان إزاء ذنوب البشر وما يرتكبونه من معاصي ، حيث يقول المولى عز وجل : " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم " ( إبراهيم : 22 ) . وكأن الشيطان بلسان حالنا يقول : أن كل إناء بما فيه ينضح .. وبالتالي فإن وسوسة الشيطان ما هي سوى أحد ميسرات الوقوع في المعصية ، والتي تأتي على هوى الإنسان لوجود هذه الرغبات المنحرفة لديه وتمنيه لو تحققت .. وتكون الوسوسة آنذاك بمثابة الظلام الذي ييسر للحرامي الســرقة ، وزحام الأتوبيسات الذي ييسر للمنحرف الاحتكاك الجنسي ، والمظاهرات التي تتيح للبعض القيام بالتدمير والعدوان والسلب والنهب ..

• وعلى هذا فإن القرآن والسنة يؤكدان على أن القوى الشريرة تكون بداخل الإنسان وليست بخارجة ، وهي موجودة جنباً بجنب مع القوى الخيرة ، وهي كما القوى الخيرة في حالة ديناميكية ، تتصاعد وتهبط ، وليس على الإنسان إنكارها لكونها من طبيعة البشر ..

• ويلاحظ أن الإنسان عندما ينكر ويسقط ويبدل ويعمم ويضخم ويبرر ارتكابه لفعل معصية ما ، فإنه لا ينفي التفكير فيها ، ذلك أن نفي الفعل لا يتضمن بالضرورة نفي الرغبة ، وإن عوملت الرغبة معاملة الفعل ..
فالإنسان وإن كان يرى أن الشيطان هو السبب أو الفاعل الحقيقي للمعصية ، إلا إنه يشعر بالذنب لمجرد التفكير فيها ، وبصرف النظر عن فعلها ..

• وكثير من الناس وخاصة المرضى النفسيين إنما يشعرون بالذنب ويعاقبون أنفسـهم بالمعاناة من الأعراض المرضية لمجرد وجود رغبات شريرة لديهم لم تصل بعد إلى مرتبة الفعل .. وعلى هذا فإن الرغبات الشريرة لدى الإنسان لها فعالية شديدة في توافق الإنسان أو اضطرابه ، فقد تلح الرغبة وتؤدي إلى أن يرتكب الإنسان الأفعال المنحرفة ، أو يتم كبتها ويحدث صراع نفسي يتزايد على أثره الشعور بالذنب لوجود هذه الرغبات المنافية للخلق والدين وعادات المجتمع ــ ذلك لأن الرغبة لدى الإنسان تساوي الفعل ــ فيزداد القلق نتيجة الصراع النفسي ، ويتبع ذلك أن تزداد مشاعر الذنب فيتم التخلص من الصراع النفسي بسبب سطوته وعدم قدرة الإنسان على تحمله بأن يتم كبتــه ، ثم يتحول الصراع إلى أعراض نفسية ( قلق ، وساوس ، اكتئاب ، مخاوف ) . أو أن يتم تحويله إلى أعراض جسمية فتظهر الأعراض الهستيرية ، والأمراض السيكوسوماتية .

• ومقولة " الشيطان شاطر " لها مدلول آخر ، حيث نجد أنها تعبر عن سياق الفهلوة والتملص من المسئولية وعدم الاعتراف بخطأ الذات ، فالشطارة هنا هي شطارة الإنسان الذي يحلو له الهروب من مواجهة الذات والاعتراف بالأخطاء إذ يلفقها بالآخرين ، ولعل الشيطان بما هو مكمن الشرور هو بمثابة الآخر الذي نسقط عليه رغباتنا الشريرة ، وهو مهيأ لذلك بغوايته وتعاليه ، وإصراره على معصية الخالق ، ويمكن أن نخلص من ذلك بأن الإنسان ــ بسياق الفهلوة ــ هو الشاطر وليس الشيطان ، ذلك أن الشيطان خاب إذ جاهر بالمعصية وأصر عليها ، بينما الإنسان شاطر إذ يفعل المعصية ويتوب عنها ، بل الإنسان هو الشاطر إذ يرتكب المعصية ويقوم بتلفيقها للشيطان ..



أ د. عـادل كمـال خضـر
أستاذ علم النفس الإكلينيكي
كلية الآداب _ جامعة بنـها

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 30-05-2009, 01:15 AM   #2
الساكن
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية الساكن
الساكن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27629
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 12-05-2024 (12:54 AM)
 المشاركات : 1,599 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


موضوع رائع ونقل أروع ............................جزاك الله خير ..........لعلنا نستفيد


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2009, 01:15 AM   #3
micha
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية micha
micha غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24854
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
 المشاركات : 3,051 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساكن مشاهدة المشاركة
موضوع رائع ونقل أروع ............................جزاك الله خير ..........لعلنا نستفيد
الاروع هو وجودك الكريم اخي الساكن

لك مني اجمل التحيات


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2009, 07:07 AM   #4
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


مميزة ياكل الغلاااا.!


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 12:37 AM   #5
micha
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية micha
micha غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24854
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
 المشاركات : 3,051 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء مشاهدة المشاركة
مميزة ياكل الغلاااا.!
عزيزتي نجلاء نورتي صفحتي بهدا المرور المميز

عسا لاننحرم منه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا