المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

تَقْطَاب كربي (فرط القطب المرضي الكربي)

السلام عليكم تَقْطَاب كربي التقطاب الكربي: هو فرط القطب المرضي الكربي، حيث يتداخل عصب ما على بعضه البعض، ويحدث في جل مواطن الجسد، ولكن هناك مواطن حسَّاسة أكثر من غيرها،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-07-2009, 02:55 AM   #1
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
تَقْطَاب كربي (فرط القطب المرضي الكربي)



السلام عليكم

تَقْطَاب كربي

التقطاب الكربي: هو فرط القطب المرضي الكربي، حيث يتداخل عصب ما على بعضه البعض، ويحدث في جل مواطن الجسد، ولكن هناك مواطن حسَّاسة أكثر من غيرها، فالمواطن التي ما دون الرقبة، ليست من حيث الحَسَاسِيَّة مثل التي ما فوق الرقبة، فالتي فوق الرقبة تتفاوت في درجة الحَسَاسِيَّة أيضا، فما كان في فروة الرأس ليس كالذي في الحاجب، وما في الحاجب ليس كالذي في اللبت، وإذا علمنا أنَّ الفرع الكربي متعلق بالتهجاريين نَعْلَم أنَّ الأسباب التي تًفْضِي إلى التهجار هي تلك التي تكون في المواطن الحَسَّاسة، فـ"التقطاب" عندما يكون في اللبت يُفْضِي إلى تهجار، بل الذي مصاب بتقطاب في اللبت مصاب بتلحاس أيضا، ومن هنا نَعْلَم أنَّ أسباب التهجار تتظافر لتثبيت التهجار..
لمزيد من التوضيح، إليكم ما يلي:

مَقْطَبَة أكُرُوفية: من أسباب كثيرة منها الخارجة:
برامج تلفازية فيها توتر، تُفْضِي إلى مقطبات، وذلك لأنَّ الجسد مليء بالتروات، وبهذا فالجديد من التروات يبحث عن أكثر؛ فيكون المقطبات في حالتنا هذه..
مثال على المقطبة الأكروانية:
كان خالد يبني إضافة لبيت مع شاهر، وقد كان خالد يعاني من تضياق، وكان جسده مليء بالتروات، ولهذا كان يبتعد عن مكالمة كثير من الناس إذا كانوا جماعة، فهو لا يَسْكُن إلا مع واحد، آنما يعاني تضياقا، وقد جاء رجولان إلى حيث يعمل، وانتبه لمجيئهم، فابتعد وأخذ معه خارطة البيت، وأخذ ينظر إليها، لكي يوهم من جاء أنَّه مشغول؛ ولذلك لن يكون معهم، وقد كان ينظر للخارطة مع تنزيل شفته السفلية، وَجِدَّة مَقْطَبِيَّة (تقطب في الوجه عندما يكون صاحبه جدي، فيبحث عن حل لمسألة أو واقف متعجبا إلخ)، حيث كان ينظر وهو متقطب وفكره الذي يُرَوْرِت جسده، متجه إليهم؛ وبهذا يكون خالد إثْغُرَانيا - وهذا كله سبب المَقْطَبَة الإكْرُفانية -؛ وقد ارتفعت حُمَّى الشفة السفلية، ثم العلوية عبر انتقال الحُمَّى إليها، وانتاج حُمَّى جديدة بعد أنْ أصيبت بحُمَّى من الشفة السفلية؛ فنتج عن تفاعل وجود حُمَّى وانتاج حُمَّى جديدة:"تحماما"؛ فأنتج التحمام تجفافا، وتدباقا، وقد ظن خالدا أنَّ تحمام الشفة ولوازمة لن تلبث كثيرا، وستزول بعد مدة قليلة، ولكن خاب ظنِّه، وتمنى لو ترك العمل بعد حُدُوث التحمام مباشرة، لكي يَزُول التحمام ولوازمة، ومن ثم يمكنه أنْ يعود إذا أُحْتِيج إليه، ولكنه تمني فحسب، والحياة لا تسير بالتمني..
هذا وقد استمر خالد في العمل، اثنى عشرة يوما بعد حُدُوث التحمام، وهو تشفاذي ممريحي (إبعاد الشفة العليا عن الشفة السفلية بما في ذلك الصامغان، إلا جزء صغير منها)، وهذا جعله ينتقل بتسراع إلى مَقْطَبَة مُكْرِيوية، وكان التشفاذ الممريحي مقصودا من خالد، لئلا يحتاج أنْ يلحس شفته كل ثبلن ثوان – بلى كل ثانية -، وهذا التشفاذ جعله تعباسي، وتقطابي..
التشفاذ يجعل صاحبه دائما متوترا، فالحفاظ على ابتعاد الشفتان عن بعضهما ليس هينا، ثم أن الجزء الذي تبقى الشفتان فيه ملتصقة، في أطراف الصامغات، كان دائم الانتاج لمدبقات، حيث تُحْتَاج أنْ تُلحَس، ولكنَّه لم يفعل أمام الناس، فصار خالد يَشْعُر كما لو أنَّ في الشفة العليا حديدة مغروزة هناك، وهذا الشعور سببه محمات مكريحية، حيث كادت شفتاه أنْ تحترق، بل احترقت أجزاء منها؛ وهذا زاد تعباسه، وتقطابه خصوصا اللبت، فإبعاد الشفتان التوتري عن بعضها جعل أعصاب اللبت نازلة إلى الأسفل، وهذا النزول كان تقطبي، فصارت أعصاب اللبتان دائمة التقطب، وما هي إلا ستة أيام حتى أصيبت أعصاب اللبتان بتقطاب، وخلال ستة أيام تالية – مباشرة - كانت أعصاب الفنيكين والعنفقة قد أصيبت بتقطاب؛ وهذا جعل خالدا يخرج من العمل، لأنَّه أصِيب بمَقْطَبَة مُكْرِيحية، ودخل غرفته، ولبث فيها عشرين يوما لا يرى أحد ولا حتى الشمس، وعندما كان يريد أنْ يبول لا يخرج من غرفته إنْ سَمِع أصواتا في الغرف المجاورة، بل يبول في عبوات وضعها في غرفته، ثم ذهب إلى مصر، ليبحث عن شيخ قرأ عنه أنَّه قاهر الجن، ليقهر جِنَّه - كما كان يَعْتَقد، ولكن كان لديه شكوك في اعتقاده هذا -، فهاتف خالد صاحب سيارة ليجيء، فيأخذه وأمه إلى معبر رفع، فركب خالد وأمه السيارة، وجلست أمه على أحد الكراسي الأمامية الخلفية، وجلس خالد على أحد الكراسي الخلفية الخلفية، فتحركت السيارة متجهة لمعبر رفع، حيث كان خالد يوهم السائق - الذي كان معه في الصف عينه، عندما كانوا في الإعدادية - أنَّه ليس متوترا، بل مشغول بقراءة كتاب، ولكن السائق شعر بتوتر خالد، وقد وتَّر خالدا، وبعد أنْ قرأ خالد عدة صفحات رغم توتره، وصلُوا معبر رفع، ولكن لم يَسْمَح الجنود له بالعبور، فالمنطقة خطرة، ويحتاج سيارة مصفحة للوصول إلى المعبر، ولا يُمْكنهم توفير مُصَفَّحة له ليعبر؛ فتوتر، ولكنَّه حاول أنْ يَدْخُل بالسيارة التي وصل بها، ولكنَّهم لم يُدْخِلوه، حتى بعد مرور ساعة من وقوفه بجانب حاجزهم؛ فطلب من صاحب السيارة أنْ يُوصله بئر السبع، ولكن صاحب السيارة تذمر، وقال: لا يمكنني أنْ أوصلك، دون أنْ تضيف مالا على المتفق عليه، فأضاف له، وسافروا، ووصلوا إلى محطة بئر السبع المركزية، فنزل هو وأمه، وأعطى السائق 250 شاقلا، وتقدم خالد وأمه إلى المحطة التي تخرج منها الحافلة إلى أم رشرش، ولكن خالدا كان تشفاذي، وهذا لم يكن يُرِيح الذين ينتظرون الحافلة على المحطة، ولم يبالِ خالدا بشعورهم؛ وذلك لأنَّ حياته ستسير وهو بالحال الذي يُقْلِقهم، فعليهم أنْ يَحْتَمِلوا، ولكن أمِّه لم تكن متوترة كتوتر باقي الذين على المحطة؛ فهي تنظر إليه على أنَّه طِفلها الصغير – الذي بلع 25-26 سنة تقريبا آنها - الذي يحتاج رعاية، وسيبقى كذلك ما دُمْتُ حية، إلى جانب أنَّها تعرف عن مرضه أكثر من غيرها، وهذا شَفَع لها، فنظرتها له على أنَّه مريض يُبْعِد عنها التوتر، أو على الأقل يجعله قليلا، علما أنَّه هو الذي ينظم عملية سفرهما، فهو الذي يدفع المال، وهو الذي يقول أين يجب أنْ يذهبوا، وبعد نصف ساعة من انتظارهم تقريبا على المحطة، وصلت الحافلة فركبوا، وقضى سفره نوما في الحافلة، ولمَّا وصلُوا أم رشرش، أومَأت له ولأمه يهودية لديها بيت تريد تأجيره، فسألها خالد: كم ثمن المبيت لليلة واحدة، فقالت: 100 شاقل على كل واحد، هذا يعني 200 عليه وأمه، ولكنَّه رأى أنَّ الثمن مرتفعا، رغم أنَّ الساعة تقترب من العصر، فتوجه وأمه إلى المعبر إلى مصر، فوصلا إلى القسم الإسرائيلي من المعبر، وجلسا قليلا، وانتقلا إلى القسم المصري من المعبر بعد أنْ دفع ثمن العبور 150 شاقلا عليه وأمه، وفي المعبر المصري مَرَّا بعد ختم الجوازات بسرعة، فجلس هو وأمه على محطة تبتعد 150 مترا تقريبا، لكي يسافرا إلى القاهرة، حيث كان العصر قد ولىَّ، وبدأ المغرب يتنفس، فجلسا على المحطة، وبعد نصف ساعة من جلوسهما، سَمِعَ هاتفه يرن، فنظر إلى الرقم ولم يعرف صاحبه، وعندما قال: مرحبا، وسَمِعَ صوت بنت أراد أنْ يخطبها، قبل أنْ يصاب بمحمات الشفتين بشهر تقريبا، وسألته: أين أنت؟
قال: في بئر السبع – على ما يذكر -، ولكنَّه لم يَقُل أنَّه في مصر..
سألته عن مسألة الخطبة: فقال: أنَّه لا يستطيع الإقدام على هذه الخطوة، لأسباب لا مجال لتفصيلها لها..
فقالت: وهل كنت تلعب عليَّ عندما كنت تريد خطبتي؟
فقال: لم أكن ألعب، ولكن حالي قد اختلف تماما، والإقدام على هذه الخطوة يزيد حالي سوءا، وأنهيا تهاتفهما، فسألته أُمَّه: مَنْ هاتفك؟
فقال: هي التي كنت قد تقدمت إلى خطبتها، حيث قلتُ لها: أنني لست على استعداد للإقدام على خطوة الخطوبة، فحالي لا يسمح لي..
فقالت: دع عنك هذا الكلام واخطبها!
فقال: يا أُمِّي أنا مريض، فلو خطبتها، وتزوجتها، لأُصِيبت بالمرض بعد مدة قصيرة، ثم أنني وأنا في هذا الحال لا أتحمل أنْ أكون مع أحد لوقت قليل، فما بالك لو تزوجت، فهي ستكون في وجهي جل ساعات اليوم، وكل الليل، ولو استطعت أنْ أعيش معها بحالي هذا، لكان معجزة، ولكن للأسف نحن لسنا في عصر المعجزات، فكل شيء يُحْدُث طبيعيا، ففصل العلل عن معلولاتها، لتحل معلولا جديدة لها، ليست من قدرتي، فهي للأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – وحدهم، وقد خُتِمت النبوة بمحمَّد – صلى الله عليه وسلم -، الذي أعلن استئثار معقال الإنسان بإيجاد الحلول لمشاكله، وهنا سكتا، وقد كانت – أمه – ماسكة سبحة تُسَبِّح بها، حيث شكل الغروب الجميل، فهي امرأة تقية، تحب الدين، وأهل الدين، وتحثه على الصلاة، ولكنه كسول، كما أنَّ مرضه يجعل الصلاة ثقيلة فوق ثقل الجسد، بحيث يصبح الثقل بعضه فوق بعض..
وفي هذه الأثناء وصلت الحافلة، حيث كانت الساعة قد بلغت السادسة تقريبا، فركبا فيها، ونام في الحافلة جل وقت سفرهما، وعندما وصلت الحافلة محطة الحافلات في القاهرة توقفت، ليَنْزِل الرُّكَّاب، فتوجه هو وأمه إلى خارج المحطة، ليبحث عن سيارة توصله لمكان يستطيع منه استئجار بيت، فوجد سيارة كان بجانبها شرطي، فجلسا فيها، وسأله الشرطي: إلى أين تريدان الذهاب؟
فقال: أريد البحث عن بيت لنبيت فيه..
فقال له: اذهب إلى كذا وكذا، ولمَّا انتهى من كلامه، قال: أين الحَلَوَان، ولم يفهم خالد مقصد الشرطي، حيث قال له خالد: لا يوجد عندي عُرس، وهنا توجه صاحب السيارة وقال له: اعطه بعض المال، ولم يكن معه فكة، فأعطاه عشرين جنيها، ووضعها في محفظته، ولم يرُد من العشرين جنيا أي جنية، وهنا قد تحركت السيارة للبحث عن بيت، وسأل خالدٌ صاحبَ السيارة، لماذا أخذ مني عشرون جنيها؟ فقال صاحب السيارة، من قال لك أنْ تعطيه؟!
قال خالد: أنا غريب، فقد ظننت أنَّه يتوجب عليَّ اعطاءه مالا، فهو شرطي قريب من محطة، ثم لماذا لم تقل لي أنَّه لا يتوجب عليَّ إعطاءه ولا حتى فلسا واحدا؟
قال صاحب السيارة: لو فعلت سيؤثر على رزقي، فهو شرطي، وأنا سائق سيارة لا أكثر، فيمكن له ألا يجعلني أصف حيث المكان الذي يوجد فيه، وربما فعل ما يمكن أنْ يوقف رزقي تماما، فسكت خالد، وقال: متى سنصل؟
قال بعد عدة دقائق، فتوتر خالد، فهو يريد أنْ يصل بسرعة، وقد وصلوا إلى مكان لتأجير بيوت، وهناك استأجر خالد بيتا لخمسة أيام، بثمن 500 جنية، هو وأمه، وبعد ربع ساعة تقريبا، دخلا البيت الذي أستأجره خالد، حيث كان في الطابق الرابع – أو الثالث لا يذكر بالضبط -، وكان مكونا من صالة متوسطة الحجم، ومطبخ صغير جدا، وحمَّام متوسط الحجم، وغرفتان، فذهب خالد إلى الغرف، فسأل أمه أي الغرف تريدين؟ فاختارت واحدة، واخذ خالد الثانية، ونام فيها حيث كانت الساعة قد اقتربت من الثالثة صباحا، ولم يستيقظ إلا على الساعة الحادية عشرة صباحا، فوجد أمه تصلي، وذهب إلى حانوت في الطابق الأول، بجانب البناية التي سكن فيها، حيث دخل الحانوت وجَمَعَ ما أراد أنْ يشتريه أمام البائع، الذي يبدو في الخامسة والأربعين من عمره، ولم يظهر على خالد ما يشير إلى مرضه أمام البائع، وقد دفع خالد ثمن الطعام، وعاد إلى البيت، فوجد أمه جالسة تشاهد برنامج في التلفاز، ودخل المطبع ليجهز الطعام، وبعد أنْ جهزَّه، وضعه على طاولة في الصالة، وبدآ يأكلا هو وأمه، وبعد دقيقتين من بدء الأكل، هاتفه الذي استأجر منه البيت، وقال: كيف أموركم، هل كل شيء يسير على ما يرام؟
قال خالد، بلى شكرا لك، وقد أنهيا تهاتفهم، ثم عاد خالد ليتمم إفطاره، وبعد أنْ تمم أفطاره، سمع رنينا بجانب الباب، فذهب ليفتح الباب، ووجد بنتا، لم تَنَل من الجمال شيئا، فسألها خالد: ماذا تريدين؟
قالت: أرسلني الذي استأجرتم منه البيت لتنظيف البيت.

يتبع
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 02:57 AM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فقال خالد: تفضلي، ودخلت فرتبت بعض الملابس، وتَذَكَّر خالد محفظته التي فيها ماله التي في الغرفة التي نام فيها، فهو لا يعرف البنت، فهو في بيته الذي في منطقته التي جاء منها إلى مصر لا يأمن أحدا على محفظته، فكيف بهذه البنت التي لا يعرفها؟!، فذهب إلى الغرفة، وأخذ المحفظة ووضعها في جيبه، ولمَّا انتهت الخادمة من ترتيب وتنظيف ما رأت أنَّه بحاجة إلى ترتيب وتنظيف، طلبت من خالد مالا مقابل خدمتها، فقال خالد: ولكنني لم أطلب خادمة، فجلست على كرسي في الصالة، تنظر إلى خالد، فسألها خالد كم أجركِ؟
قالت: أنتم ستبقون في البيت خمسة أيام، ويكفيني عليها 300 جنية!
فقال خالد: ماذا؟!، واستدرك قائلا: أنا لا أريد خادمة، سأعطيك مقابل عملك الآن، ولا تعودي في الغد، فأنا خادم نفسي!
قالت الخادمة: كم تريد أنْ تعطيني على خدمتكم خمسة أيام.
قال خالد: 10 جنيها يوميا تقريبا، أي خمسين جنيها على خمسة أيام!
قالت الخادمة: هذا قليل جدا!
فقال لها خالد: خذي هذه خمسة عشر جنيها، ولا تعودي لي، فسأخدم نفسي بنفسي، وأخذتها وذهبت..
بعد أنْ ذهبت الخادمة، خرج خالد وأمه، وأوقف خالد سيارة، وقال لصاحب السيارة، نريدك أنْ توصلنا إلى المحلة الكبرى، فركبا السيارة وأمه، وسارت السيارة بهم إلى المحلة الكبرى، وعندما وصلوا إليها، اتصل خالد برقم مِهتاف الذي يلقبونه بقاهر الجن، ولكن لا أحد يجيب عليه، وقد قضوا ثلاث ساعات يبحثوا عن الملقب بقاهر الجن، دون جدوى، فالناس الذين يسكنون المحلة لا يعلمون عنه شيئا، أو على الأقل الذين سألوهم، وهذا جعل سائق السيارة يقول: لا أستطيع أنْ أقضي نهاري معك في البحث، فقال له خالد: سأزيدك أجرا لا تخف، ثم بحثوا أكثر، ولكن بلا جدوى، ولمَّا استيأس من العثور عليه، قال لصاحب السيارة: ارجعنا إلى مدينة نصر، حيث نسكن.. ولمَّا وصلا إلى مدينة نصر، دخل خالد وأمه إلى البيت الذي استأجره متعبين: جلسا على كنبات، وفتح خالد التلفاز ليرى ما يمكن أنْ يُسَلِّي، وبعد عدة دقائق ذهبت أمه لتصلي، أما هو فقد ذهب لينام من شدة التعب الذي حصل له في السفر إلى المحلة الكبرى ومنها إلى مدينة نصر، فالسيارة التي سافر فيها ليست مريحة، فالجلوس فيها دون السفر متعب، فكيف بالجلوس والسفر فيها؟!
رنينا بجانب الباب أيقظ خالدا، فذهب ليفتحه، فوجد الخدامة التي رتبت البيت في الصباح، ولكن معها بنت أخرى تبدو أكبر منها سنا، فالتي جاءت في الصباح تبدو فوق الخامسة والعشرين ودون الخامسة والثلاثين، أما التي جاءت معها عندما جاءت في المرة الثانية، فتبدو فوق السابعة والثلاثين ودون الخامسة والأربعين..
سألها خالد: ماذا تريدين، ألم أقل لك أنني لا أريد خادمة، فأنا سأخدم نفسي، فتدخلت البنت التي جاءت معها، وقالت: هون عليك، فسنراعيك..
قال خالد: تفضلي، لأرى كيف ستراعيني!
ولمَّا دخلتا بدأت الكبيرة ترتب في الأغراض، علما أنَّه لا يوجد ما يستحق الترتيب، ولكنها تُحَرِّك مُرتَّبا فتعيد ترتيبه!..
قالت وهي ترتب: بكم تريد أنْ نخدمكم؟
قال خالد: لا أدري، كم تريدي؟
قالت: 250 جنيها!
قال خالد: لا أريد من يخدمني، أو إنْ أردت أنْ تدخدميننا، فسبعين جنيها كافية لكن.
قالت أنتظر: سعري النهائي 100 جنيها، وهنا تدخلت أم خالد، حيث قالت: هذا كثير، يكفيكن خمسة عشرة جنيها يوميا، ثم كم دقيقة ستعملن في البيت، فعملكن لا يتجاوز الخمسين دقيقة يوميا، فرضيت البنت، وبدأتا في تنظيف الحمَّام والمطبخ، وهو تنظيف فوق تنظيف، ورتبتا بعض ما يجب أنْ يُرَتَّب من وجهة نظرهن، ثم خرجن من المنزل، وبعد ساعة ونصف من خروجهن رَنَّ جرس المنزل، ففتح خالد الباب، فإذا به شخص ينظف أمام المنزل، ويأخذ الزبالة التي أمام الأبواب، فسأله خالد: ماذا تريد؟ قال هل لديك زبالة، فدخل خالد إلى المطبخ، وأخذ قرطاسا صغيرا وأعطاه الرجل، ووضعه الرجل في قرطاس كبير، ولكنه لم يذهب، بل بقيَّ واقفا أمام الباب ينظر إلى خالد، فسأله خالد: هل تريد شيء؟
قال: بلى، أريد ثمن أخذي الزبالة.
قال خالد: كم تريد؟
قال الرجل: خمس جنيهات..
مد خالد يده إلى جيبه وأعطاه خمس جنيهات، وفي صباح اليوم التالي، جاء الرجل نفسه يطلب الزبالة، فقال: خالد بكم تنقلها، قال الرجل بخمس جنيهات، قال خالد: دعك منها، فسأنقلها بنفسي، فأنا سأخدم نفسي بنفسي، ما دمت في البيت!، ولمَّا سمع الرجل كلام خالد ذهب ولم يعُد..
خرج خالد وأمه من البيت ليبحث خالد عن قاهر الجن، فأوقف سيارة، وقال: أريد أنْ أبحث عن شخص، ولم يفصح خالد للرجل، فلم يكن يريد أنْ يُعْلِم أنَّ هناك من يعاني من مرض الروت، ولكن الرجل أحسَّ ببداهته، من خلال تكالم خالد مع أمه، أنهم يبحثان عمَّن يَدَّعُون أنَّ لهم علاقة بالجن..
قال السائق: أنَّ قريبة له تعرف شخصا قويا بهذا الشأن، ولكن الذي تعرفه في طنطا!.
قال خالد: خذنا إليه، ولكن السائق قال: طنطا بعيدة عن القاهرة، فهل أنت قادر على دفع أجرتي؟!
قال خالد: كم تريد..
قال السائق: 200 جنية.
قال خالد: هذا كثير، وبعد أخذ ورد، رضيَّ بـ 150 جنيا، ذهابنا وإيابا، لا بل أنْ عليك أنْ تقضي نهارك معنا 150 جنيها، فنحن لا نعلم شيئا، خصوصا أننا قد نبحث عن غير الذي تعرفه هناك..
ذهب سائق السيارة ليحصل على ترخيص للسفر بسيارته خارج القاهرة، ولمَّا حصل عليها، جاء معه رجلا، أراد أنْ يُسَلِّيه في الطريق الطويلة، ولمَّا وصل إلى طنطا - بعد عدة ساعات من السفر، بسيارة تجعل السليم مريضا -، بدأ يبحث عن الرجل الذي يعرفه، وسأل عنه كثير من الناس هناك، ولم يعرفوه، ولكن بعض الناس الذين سألهم، قالوا له يوجد رجل يعمل بنفس العمل، ولكن عمله واضح، وحاصل على براءة اختراج لدواء يعالج به كثير من الأمراض، ومن ضمنها ما يسمى بالأمراض النفسيه، ووصل إليه، فجلسوا جميعم في محل المعالج، المقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم للذكور، وهو في بداية المحل..
2- قسم للإناث، وهو الذي يلي قسم الرجال، وهو معتم بعض الشيء، فهو مفصول عن قسم الرجال بحائط، بإرتفاع مترين تقريبا، وطوله أزْيَد من مترين تقريبا، والفتحة الباقية بابا للدخول والخروج، فهو الباب الذي يدخل الرجال منه إلى القسم الثالث:
3- قسم للمعالج، وهو الذي يلي قسم الإناث، وطوله تقريبا ثلاثة أمتار، وكذلك عرضه، وطول أزيد بقليل من بقية الأقسام..
ولمَّا دخل خالد وأمه إلى القسم الثالث، وجلس على كنبة مريحة جدا، مجاورة للباب، وأمه جلست على كنبة مقابلة للباب، أما المعالج فكرسيه معاكس لإتجاه الباب، حيث كان يسأل أمه عن حاله، وما مرضه، وكيف يتصرف، ثم سأل خالد، عن مصابه، فقال خالد: أشعر بحمى شديدة، وأشعر بضيق، وأشعر بخنق بعض الأحيان، وفي شفتي حمى شديدة، ووجهي مشدود، قال هذا وهو تشفاذي وهذا ما جعل المعالج يُكْثِر من لحس يمين فمزه، ولمَّا انتهى من كلامه، قال لأم خالد: أنَّ خالدا سَيُشْفَى بإذن الله، ولمَّا سمعت أم خالد هذا الكلام من المعالج بكت، فمرض أبنها لا يريحها، وهل هناك أم ترتاح إذا كان ابنها مريضا؟!، فوجود شخص في البيت يجعل أهل البيت يكثرون من الكلام عن المرض: لنذهب إلى ذاك المعالج، بل المعالج الآخر أفضل، لا سمعت من صديق أنَّه لا ينفع، بل غيره أفضل، وهذا الدواء جيد، لا بل ذاك أفضل، وهكذا لا يكلوا ولا يملُّوا من الكلام عن المرض..
بعد أنْ بكت قالت: بارك الله فيك، فالمرض يؤلمه ويؤلمنا أيضا، مع اختلاف بين الألمين..
سألَ المعالجُ خالدا: هل قُرِأت الرقية الشرعية عليك؟
قال خالد: قُرِأت عليَّ كثيرا، بحيث من كثرتها أجد صعوبة في إحصائها، ولكنها لم تُجْدِي نفعا!
قال المعالج: ولكن الذين يقرؤون يختلفون، فالذي يتمثل الآيات المقروءة؛ تُرْجَى منه نتيجة مقبولة! - يبدو أنه كان يقصد نفسه -..
فقال خالد: إنْ شاءَ اللهُ يكون خيرا..
وبعد أنْ قال خالد: إن شاء الله يكون خيرا، بدأ المعالج في قراءت رقيته الشرعية، ولكن خالدا على ما يبدو لا تنفع معه لا رقية شرعية، ولا غير شرعية!!!!!..
وقد رأى المعالج، أنَّ خالد لا يتحرك، ولا يستجيب للرقية، فخالد يسمع الآيات، وينتظر ما الذي يمكن أنْ تُحْدِثه، حتى أنَّه حاول أنْ تُؤثر الآيات فيه، فَتُحْدِث حركة أو ما يريده المعالج بالضبط، ولكن أقصى ما كان يُوصل إليه رفة في بعض المواطن، وهي على الأغلب من تدخل خالد، فلولا تدخل خالد لَمَا حَدَثَت الرفة ، فهو عندما يَسْتَمع للقارِي فإنَّه يركز كثيرا على معاني الآيات، ويجد صعوبة في تسليم نفسه للقارِي، فقد حاول كثيرا تسليم نفسه، ولكن بلا جدوى، وربما عدم تسليم نفسه لهم هو الذي جعله بمنآ عن تأثيرهم فيه..
رؤية المعالج لخالد في دَبَمه (الدَبَم: عدم استجابة المريض للراقي) - فهو ليس مثل الجمقيين (الجمق: استجابة المريض للراقي، فيتحرك ويخنق إلخ) - جعلته (المعالج) يقوم ويفتح مِقطار ووضع بعض النقاط منه على عرتمة خالد والموطن المحاذية لها من مقطاره، وكان يشبه رائحة الشومر، فقال له: كيف تَشْعُر، أشْعُر كما كنت أشْعُر عندما جئتك، فلا جديد غير الجديد الذي لا يمكن أنْ يُحْدِث جديدا، أقصد أنَّ الدواء الذي ظننتَ أنَّه يمكن أنْ يًؤتي ثمارا بسرعة، لم يؤتِ ثمارا، ولكن هذا لا يعني أنَّه لا يمكن أنْ يؤتي ثمارا، فربما لا بد من تعاطيه أياما كثيرة ليؤتي ثمارا..
وفي هذه الأثناء سأله خالد: أين يمكن أنْ أجد الرجل الذي أتيت من أجله، يقصد قاهر الجن كما يلقبونه، فهو يظن أنَّه يمكن أنْ يقهر جنه!!!!!..
قال المعالج: الرجل الذي تبحث عنه مشعوذ، ولا يتبع الدين في كل عمله، بل الآيات التي يقرأها، لإيهام الناس أنَّه يعمل بالقرآن، وليس بما يخالفه، من كفريات!..
وبعد دقائق قليلة، جاء المعالج بعبوتين تسع كل واحدة لترين، ملئية بسائل يميل لونه إلى الزرقة، وهو الدواء الذي يزعم أنَّه أشْفَى ما يزيد على نصف مليون شخص، من أمراض كثيرة، أي أنَّ دواءه يَقَضي على أكثر من مرض، وليس مرضا واحدا.. ووضع مع العبوة مقطارة صغيرة، وقال له: عُد بعد أن تنهيها، أي بعد ثلاثة أيام تقريبا، وسأله خالد كم ثمنها: على ما يذكر خالد أنَّ الرجل قال أنَّ ثمنها 500 جنية..
سلمه خالد 500 جنية – على ما يذكر – وخرج هو وأمه، فوجد ساق السيارة التي جاءوا فيها من القاهرة، في قسم الذكور، وقال له خالد، فلنذهب، فركبوا السيارة، وتحركوا، فقال خالد للسائق: نحن جائعون، فبحث عن مطعم، ولمَّا وجد مطعما، صف قريبا منه، ونزلوا جميعهم ليأكلوا، فطلبوا طعاما، ولم يكن خالد يعتقد أنَّ يجب أنْ يدفع ثمن طعام السائق ومرافقه، ولكنه قال: لا بأس، فلا أريد أنْ أتمشكل معهم، فليمر اليوم على خير، وأكلوا جميعهم، فكان ثمن الأربعة 50 جنية تقريبا، ودفعها خالد، وركبوا السيارة وتحركوا إلى القاهرة، وممَّا قاله خالد في الطريق لصاحب السيارة، أنَّ الطعام لم يكن لذيذا، فقال السائق: لا أظن أنَّه لم يكن لذيذا، فهو في جميع الأحوال مقبول..
فقال خالد: ربما لأنني لم أعتد على أكل المصريين بعد..
فقال السائق: ربما يكون كلامك صحيحا..
فقال خالد: لا شك في صحته، فالإنسان لكي يعتاد على طعام غير الطعام الذي اعتاد عليه، يجب أنْ يمر بمدة يتكيف فيها مع الطعام الذي لم يعتد عليه، ثم أنَّه مع مرور الوقت يمكن أنْ يميل إلى المأكولات التي تقترب من التي اعتاد عليها، عن طريق الخبرة..
بعد أن قال خالد كلامه السابق، خرج عن الموضوع، وقال: الأجواء حارة جدا، كما أنَّ السيارة تزيد حرارة الأجواء..
فرد السائق: إنْ شاء الله سنصل إلى القاهرة قريبا، فأعمرها، ولمَّا وصلوا القاهرة صارت السيارة، تصدر أصواتا من كل ناحيه منها، فهي ليست للسفر البعيد..
ولمَّا وصلوا إلى مدينة نصر، نزلت أم خالد، ونزل خالد فأعطى السائق بقية ماله، وذهب السائق، وذهب خالد وأمه إلى البيت، وأغلق خالد الباب، ثم دخل إلى الصالة وشرب من دواء الرجل، ووضع على أنفه منه، وذهبت أمه لتصلي، أما خالد فدخل إلى غرفته ونام، بعد وعثاء السفر، وبعد عدة دقائق سمع خالد رنينا بجانب الباب، فذهب وفتح الباب، فوجد الخادمة، ودخلت، وجلس خالد على الكنبة، أما الخادمة فبدأت تُرَتِّبُ المُرَتَّب، وتُنَظِّم المُنَظَّم، وتُكَنِّس المُكَنَّس، ولما شَعَرَت أنَّها أنْهَت عملها، اقتربت من خالد، حيث جلست على الأرض، ووضعت يدها على ساق خالد، إلى أنْ وصلت إلى فخذه، فقال لها خالد: ماذا تريدي؟
قالت: أريد أنْ أريحك!!!!!..

يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 02:59 AM   #3
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فقال لها خالد: استحي يا بنت، أنظري إلى أمي فهي تصلي هناك، ألا تخشين أنْ تراك، ولكنَّها لم تبالِ، لا بوجود أمه، ولا بصلاتها، وهذا ما جعل خالد يقول لها: ابتعدي عني، ثم أنَّ رائحة ملابسها الكريهة، يُكْثِر من قول ابتعدي عني، فيبدو أنَّها تنام بملابسها، وتعمل بها، فلا تغسلها، بعكس أختها الكبيرة، فملابسها ذات رائحة جميلة، ولكن رغم أنَّ خالدا قال لها ابتعدي وأكْثَر من قول ابتعدي لها؛ إلا أنَّه تمنى لو لم تكن أمه معه في هذه اللحظة، علما أنَّ قُبْح الخادمة، ورائحة ملابسها، لا يستحقان أُمْنِيَته التي تَمَنَّاها، وفي هذه الأثناء أنهت أمه الصلاة، وجاءت إلى الصالة فجلست، وبدأوا يشاهدون برنامجا في التلفاز، وبعد عدة دقائق سمعوا رنينا بجانب الباب، فقام خالد ليرى من الرَّان، ولمَّا فتح الباب، وجد أخت الخدامه، فدخلت وبدأت تُرَتِّبُ المُرَتَّب، وتُنَظِّم المُنَظَّم، وتُكَنِّس المُكَنَّس، وتُنَظِّف المُنَظَّف، ثم ذهبتا، وعلى الساعة التاسعة تقريبا، ذهب خالد إلى الحانوت ليشترى طعاما، فدخل خالد الحانوت، وبدأ يلتفت إلى الرفوف، ليختار ما يراه مناسبا للشراء، فوضع عبوة منجو في قرطاس، ولبنية أيضا، ثم سأل صاحبَ الحانوت، أين الجبنة؟
قال: في آخر وسط الحانوت، وأشَّر بأصبعه إلى مكانها، كما أنَّه كان يتحرك صوبها، فطلبَ منه خالد أنْ يعطيه ست قطعات، وفعل، ولمَّا انتهى خالد من تجميع ما أراد شراءه، أخذها إلى المحاسب، بل إلى المحاسبة، فاليوم بعكس أمس يوجد محاسبة لا محاسب، وهي تبدو بنت المحاسب الذي اشترى منه خالد في الليلة الفائتة، وكانت لابسة حجابا جميلا، وقميصا آخاذا، وإزارا طويلا جذابا، وقد كان لون وجهها أسمر جميل..
لمَّا وضع خالدٌ أغراضه أمام المحاسبة، بدأت تحسب ثمنها، وشَعَر خالد أنَّه نسيَّ شيئا، فسألها عن مكان الطونة، فأجابته، ولمَّا عاد ومعه الطونة، سألته: هل أنت من ليبيا، وكانت ابتسامة خيفة على مُحَيَّاها؟
فقال: لا، بل أنا فلسطيني، قالها بتساوق مع ابتسامة خفيفة تعلو محياه، رغم أنَّه قليلا ما يبتسم، فالتحضاك يمكن أنْ يخرج من كمونه، كما أنَّ التشفاذ الذي يمكن أن يسْكُن قليلا، يمكن أنْ يهب هبة لا تبقي ابتسامه ولا تذر، لا بل لا تبقى وجها محايدا ولا تذر.. ولمَّا انتهت من الحساب، دفع خالد الثمن وذهب، ولكن لم يذهب كل خالد من الحانوت، ففكره بقيَّ مربوطا مع البنت المحاسبة في الحانوت، حيث كان يقول في نفسه، هذا هو الجمال الحقيقي، فالذين يؤثرون البياض على السَّمَار ذوي ذوق معقور، فالسَّمَار يَجْذِب أصحاب الذوق السليم، ثم أنَّ تفضيلهم البياض على غيره سببه قرين البياض، وليس البياض من حيث هو كذلك – ولكن هناك استثناءات -، فهم لمَّا رأوا الحضارة دَالت إلى البِيض؛ أفْضَى إلى اقترن البيض بالحضارة، والسُّمر بالتخلف، علما أنَّ ليس جميعهم كذلك، ولكن الكثرة غلبت القلة في عملية الإقتران، فالسمَّر الذي لديهم حضارة قلة، بعكس البيض فهم كثيرون..
هذا الإقتران مَهَّد وما زال يُمَهِّد للأبيض لاستدمار الأسمر الذي أضْعَفه اقتران الحضارة بالأبيض، من حيث عَلِمَ أو لم يَعْلَم، ومن حيث أراد أو لم يُرِد: فالذي اقترنت الخضارة بالأبيض من حيث أراد، يتمنى بل يسعى لأنْ يأخذ الأسمر المتخلف خير وشر حضارة الأبيض، أما الذي اقترنت عنده الحضارة بالأبيض من حيث لم يرد؛ أرادوا نقل خيرها دون شرها، ولو قام الذين ماتوا من هؤلاء لرأوا أنَّ شر حضارة الأبيض قد غزت واستدمرت نفس الأسمر، أمَّا خيرها فلم ينالوا منها شيئا..
هذا الفرع من الاقتران يَحْدُث في ناحية أخرى من نواحي الحياة، فقد اقترن إحياء وتقوية اللسان العربي في المجتمع والجامعات، بجَمَاعات تدعوا إلى التمسك بالتراث، وأنَّ التراث فيه كل شيء، بل وصل الأمر ببعضهم إلى القول: لم يُبْقِ السلف للخلف شيئا ليقولوه!!!!!، كما أنَّ هناك جماعة ممَّن يُسَمِّون مفكرين، قد سعوا لترويج أنَّ الأسمر أو الشرقي صوفي ذوقي صاحب تجارب لا تتجاوز نفسه، بعكس الأبيض الغربي المُجَرِّد الذي تُعَمَّم أحكامة بيسر، فهو يُجَرِّد الأشياء من موادها، ثم لا يجد صعوبة في تعميم أحكامه، والعلم والتقدم والتحضر يقوم على الأحكام العامة لا الخاصة، فالأحكام الخاصة لا يمكن أنْ يقوم عليها دليل، ولو قام عليها دليلا، لَمَا استطاع صاحب التجربة أنْ يعبر ليوضح دليله، فيبقى مطويا في نفسه، ومن هذا شأنه فهو مُخيف عندما يدعو إلى دعوة، خصوصا إذا كانت دعوته إحياء اللسان الذي هو وسيلة لفهم الأشياء؛ فإنَّ تُرْجِمَت الأحكام العامة إلى لسانه العربي، فإنَّه لا فرق بينه وبين من يدعو إلى التنوام الكهفي، فهذا اللسان لسان صوفي والمتخلفون يتكلمون به، ويحمل جل ما يمكن أنْ يُعيق التقدم.. يا لهم من حمقى!!!!!، فالإنسان يخرج من بطن أمه – عليها السلام – فيبدأ يجرد الأشياء، فاللغة تحتوى على تجريد منقطع النظير، ونظرته إلى الطبيعة تجعله يجرد الأشياء بيسر، ولكنه قد لا يكتب ما يقوله، فالتقدم يمر بأطوار، وهناك أطوار قد نُسِبَت إلى شعب دون آخر ظلما وعدوانا، وبهذا جعلوا السابقين عليهم حمقى يقفزون على الأشجار، مثل القرود، ولكن يبدو أنَّ تحت التراب ما يزيل حماقاتهم التي يتمسكون بها، ثم لنفترض جدلا أنَّ كلامهم صحيحا، أليس النظر إلى المحسوس والتعامل معه كما هو أيسر في تطوير الإنسان نحو الأفضل، فالتجريد يمكن أن يورد المهالك، بحيث تجعل للأشياء - التي كانت محسوسة – وجودا خارج موادها، كأنَّه وجود حقيقي، غير مكتسب عن طريق قياس التمثيل، والاستقراء؛ وبهذا يبقى صاحبها عندها، مكتف بها، وقانع بما تمنحه له من لذَّه، ويترك المحسوس، الذي لا يمكن التقدم بدونه، فالتخلف قرين التجريد، والتقدم قرين المحسوس، فالتجريد يمكن أنْ يدخل إلى غير مكانه فيورد أصحابه موارد التخلف، بعكس المحسوس الذي يتعامل معه الإنسان مباشرة، فيعرف عن طريق مباشرته المحسوسات ما إذا كان ما يسعى إلى إيجاده صحيحا أو غير صحيح؛ وبهذا فإنَّ تعميم الأحكام في المحسوس يجب أنْ يكون بعد التجربة الحسية، لا قبلها، وبهذا فإنَّ الذي يتعامل مع المحسوس مباشرة يصل إلى أحكام تجريدة موثوقة بعكس غيره، الذي يمكن أنْ ينظر إلى بيت فيقول: أنَّ طوله عشرة أمتار، فيقول آخر ممن يتبع نفس منهجه فيقول: بل ثمانية، وهذا الكلام هو عين التخلف، فيجب أنْ يذهبا إلى البيت ليقيساه ليعرفا كم متر طوله، ولكنهم مقتنعون بتجريداتهم التي عمموها، فأوردهم تعميمها المهالك؛ نستنج أنَّ الذي يعمم بعد التجربة هو الذي يمكنه أنْ يتقدم، أما الذي يعمم أحكامه قبل التجربة فهو فاشل، ولا يرجى منه غير الفشل؛ ومن هنا نستنتج أنَّ الذي يجرب أقدر على التجريد من الذي يقنع بنزع المجرد من المحسوس قبل التجريب، وتصوره له أوضح؛ وهذا يعني أنَّ الذين يجردون الأشياء ويكتفون بها متخلفون، لأنَّهم اكتفوا بشيء واحد، وهو المجرد، ونبذوا ما جُرِّدَ منه، رغم أنَّ المجرد ما كان ليوجد لولا المادة التي جُرِّد منها؛ وبهذا فإنَّ التجريد لاحق، ومادة المجرد سابق، ولا يمكن أنْ يكون اللاحق حقيقي ما لم تبقى علاقته مع السابق على ما هي عليه بلا انفصال؛ وبهذا يندفع قول الحمقى.. معذرة أخي، قالها خالد لشخص في الطريق عندما كانت الأفكار السابقة تجول وتصول في نفسه، فقد كاد أنَّ يقع على شخص جالس على كرس، وفي يده سِبْحَة يُسَبِّح بها.. واستأنف مسيره، وقال في نفسه: عجيب أمري، لقد أخذتني هذه السمراء الحسناء إلى أفكار بعيدة، كدتُ بسببها أن أقع على الرجُل، الذي يُسَبِّح بمِسْبَحَته في هدوء، وربما يتأمل في خلق الله.. ولمَّا وصل إلى البيت، فتح القرطاس، وجهز الطعام وأكلوا، وشرب من دواء الرجل، ووضع على عرتمته من المقطار، ودخلت أمه لتتوضَّى لتصلي، أما خالد فذهب لينام، واستيقظ صباح اليوم الرابع على الساعة الحادية عشرة صباحا، على صوت السيارات التي لا تعرف الليل، فليلها نهار، ولم يخرج من البيت حتى الساعة السادسة مساء، وبعد السادسة بقليل رنَّ جرس البيت فإذا بثلاث بنات، بنتان يعرفُهن، فهن الخدمتان، أما الثالثة فجديدة، وقد كانت أجمل من الخادمتان الثانيتان، فَلَوْنها قمحي، ومنديلها لا يُغَطِّي كل شعرها، فوغُرَّتها مكشوفة، وقميصها جميل، أمَّا إزارها فكان جميل، فهو يَبَدأ من الأعلى ملاصق للصلب، وكلما نزل اتَّسَع ، ولم يكن يُغَطِي كل ساقيها، بل الثُلْث العلوي فقط، أما عندما تضحك فتأخذ باللب.. فقال لهن تفضلن، فدخلن البيت ينظفن، علما أنَّ لا شيء يحتاج تنظيف، إنما عملهن تنظيف فوق تنظيف، ولم يكن خالدا يأمنهن على شيء، فقد كانت محفظته دوما في جيبه، فهنَّ يحملن ظنونا أنَّ الذي يجيء سياحة – ظنهن – يكون معه أموالا كثيرة؛ ولذلك تجدهن يحركن كل شيء، حتى الشيء الذي يجد الرجال الأشداء صعوبة في تحريكه، يحركنه بيُسْرٍ، كأنَّهن آلات ضخمة مصنوعة للتحريك والنقل، بحثا عن كُنُوز، فهن يظنَّ أنَّ السياح لا يأتمونهن على شيء، ولذلك لا بد أنْ يُخْفُوا أموالهم في مواطن صعبة المِراس..
الخدامة القديمة ذهبت إلى غرفة خالد بمرافقة البنت الجديدة، وأم خالد ذهبت لتُصَلِّي، أما البنت الكبيرة بقيت في الصالة تمسح الطاولة، وقد تقدمت إلى خالد بغياب أمه، وقالت: هل تريد بنات؟........
قال لها خالد: اذهبي مع أمي لتحويل خمسمائة شاقل إلى جنيهات، وأَعْطَى أمه خمسمائة شاقل، وقد ذهبنَّ ثلاثتهن مع أمه، ولكنهن أخذن الأموال من أمه، عندما نزلت لحويل الأموال، ولكنهن عُدْنَ دون جنيهات، بل ادَّعت الكبيرة أنَّ مائتا شاقل وقعن منهن، فبحثن عنها كثيرا ولم يجدنها، فندم خالد، من إرسالهن مع أمه، فهن لصَّات محترفات، فهي تريد أنْ تبيع أجساد أُخْتَيْها، ومن كان هذا فعله، لا يبال بسرقة أموال الناس..
في اليوم الخامس على الساعة التاسعة ونصف صباحا – تقريبا -، هاتفَ خالدٌ الرجلَ الذي استأجر منه البيت، وقال له: أريد أنْ أخرج من البيت بعد ساعة ونصف تقريبا، فارسل شخص يأخذ مفاتيح البيت..
فقال: بعد قليل ستجيء الخدامه تنظف البيت، فاعطها المفاتيح، عندما تخرج، وقد أعطاها خالد المفاتيح، وخرج خالد وأمه، ومعهما جميع أغراضهم، وذهبا يبحثا عن وسيلة نقل توصلهم إلى طنطا، فركبا سيارة، وسأل خالدٌ صاحبَ السيارة، كيف يمكنني الوصول إلى طنطا؟
فقال السائق: عبر القطار، فقلت وأين القطار؟
قال: سآخذكم إلى هناك، ولمَّا وصل السائق إلى هناك، سأله خالد: أين سأذهب بالضبط، فنزل معه وقال له: من هذه البوابة، ووصل معه إلى البوابة، وقال: اشترى بطاقة سفر من هناك، وأشار بيدة إلى مكان تُباع تذاكر السفر فيه..
تقدم خالد مع أمه إلى المكان الذي تُباع فيه بطاقات سفر، واشترى تذكرتا سفر إلى طنطا بثلاثين جنية تقريبا، درجة ثانية، وسأل خالدٌ أحد الأشخاص من الواقفين، أين موقف القطار الذي يتجه إلى طنطا؟

يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 03:03 AM   #4
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فقال له: أقصى الشمال، حيث كان وجهه يقابل سكك الحديد، في زاوية 180 درجة..
فقال له: شكرا، وتوجه هو وأمه ليجلسا على أحد المقاعد، ونظر إلى الساعة المعلقة في المحطة، ثم نظر إلى التذاكر، فوجد القطار سيتحرك بعد ساعة، فقال لأمه ابقي مكانك ولا تتحركي، فنحن في منطقة لا نعرفها، ولمَّا تَحَرَّك قليلا، قال لها: لنذهب معا، فهو يخاف ألا يلتقيا، وذهبا لشراء طعاما، ووجد خالدٌ كتب على واجهة المحل الذي أراد أنْ يشري منه طعاما، ففرح؛ فهو يحب القراءة، ولكن وجدها مرتفعة السعر، حيث كثير منها بسعر 30 جنيها، وقال: أعان الله المصريين، فكيف يسطيعون شراء كتب بإسعار يمكنها إتعاب أصحاب الميزانيات الجيدة، فالذي يحصل على 1000 جنية، لا يمكنه شراء كتاب، بل سيكره الكتب، وبعد أنْ جالت الأفكار السابقة في نفسه، توجه لكتب صغيرة، واشترى منها كتابان، كل واحد منها بإثنى عشرة جنيا، كما اشرى شرابا وحلويات له ولأمه، ورجعوا إلى المقاعد التي جاؤوا منها، ليسافروا إلى طنطا، ففتح خالدٌ شرابه، الذي ربما كان برتقالا، وشرب منه قليلا، وفتح أحد الكتابان، وبدأ يقرأ، كما تكلم هو وأمه عن الأسعار المرتفعة، وعن صعوبة حياة السواد الأعظم من المصريين؛ فالأسعار مرتفعة، والأجور منخفضة، وفي هذه الأثناء، جاء القطار، ولكن لم يستقبل ركاب، إلا بعد خمس دقائق تقريبا من وقوفه، فركبا، وتحرك القطار، وكانت الكراسي تتحرك حركة غير مريحة، فهي تدور بزاوية 20 درجة تقريبا في كل اتجاه، ولمَّا وصل القطار إلى محطة طنطا، نزلوا وتحركوا خارج المحطة، وأخذوا سيارة فوصلتهم إلى مكان المعالج، وجلس خالد على كرسي في قسم الرجال، أما أمه فتوجهت لقسم النساء، وسأله المعالج: ماذا تقرأ؟
قال خالد: تفسير عصري للقرءان، للدكتور مصطفى محمود.. مؤلف لم يقرأ له خالد من قبل، ولم يكن يعرفه، فهذه أول مرة يقرأ له، فقد عرفه من خلال كتبه..
قال المعالج: الدكتور مصطى محمود كاتب جيد، ولكن له أراء تخالف السنة، فهو يُنْكِر شفاعة النبي مُحَمَّد – عليه الصلاة والسلام -، ولكن المشايخ ردوا عليه، وبينوا خطأه.. ولم يرُد خالد على مسألة إنكار الشفاعة، فلم يكن قد قرأ عنها بعد، ولم يكن وقتها منتميا لأهل العدل التوحيد؛ ولهذا لم يكن لديه موقف منها.. ودخلوا مواضيع ثقافية أخرى، وبعد 20 دقيقة تقريبا، دخل خالدٌ وأمه إلى قسم المعالج، وقال المعالج: كيف حالكم؟ ورد خالد وأمه: الحمد لله..
وسأله المعالج: هل تشعر بتحسن؟
فقال خالد: لم أشْعُر بأي تحسن مع الدواء؟
فقال المعالج: ستَشْعُر بإذن الله بتحسن عمَّا قريب!، فمسك المعالج مقطارا ووضع بجانب أنف خالد عدة نقاط، وكانت رائحتها قوية ويتخللها بعض الجمال.. ثم أعطاه عبوتان ومقطار، ودفع خالد 300 جنية ثمنها – على ما يذكر -، وسأل خالدٌ المعالجَ عن إمكانية استئجار بيت في طنطا؟
فقال المعالج: يوجد لصوص كثيرون، فعندما يعرفوا أنَّ غريبا يسكن في المنطقة، يظنوه سائح، والسائح لا يأت إلا والمال ينقط منه تنقيط!!!!!، فالأفضل لك أنْ تسكن في مكان آمن، وخرج خالد وأمه، وأوقفوا سيارة لتوصلهم إلى فندق، وفعل، ولمَّا دخولوا الفندق الذي وصلوا إليه، جلسوا على كنبات جميلة، وكان شكل الفندق جميلا، ثم قام خالد وتقدم ليسأل عن ثمن تأجير غرفة لكل يوم، فقال الرجل: أين جوازات سفركم؟
ذهب خالد يجيبها من مِحماله، ولمَّا قدمها خالد للرجل، بدأ الرجل ينظر إلى خالد نظرة غريبة، فجواز خالد وأمه اسرئيليان!!!!!
فقال خالد: وما المشكلة؟
قال: قرار تأجيركم يعود لمدير الفندق، ولمَّا جاء مدير الفندق، تكلم معه خالد، وقال نحن فلسطينيان، وانظر إلى لباس أمي، فلباسها تتميز الفلسطينيات به، وذهب خالد ومدير الفندق إلى حيث المكان الذي تجلس في أم خالد، وقال لها: مدير الفندق، نحن لا نأمن الإسرائليين..
فقالت: والله نحن عرب.. فذهب المدير للمستقبِل، وقال له: أسمح لك بتأجيرهم!
سأله خالد: كم ثمن الغرفة لي ولأمي لكل يوم؟
قال المستقبل: 250 جنية!!، ولا يمكن أنْ أقلل من السعر، فهذا سعرنا النهائي.. ولمَّا رأى خالد أنَّه لا يقدر على أسعارهم، توجه هو وأمه إلى محطة القطار، وقال للبائع: أريد تذكرتان درجة أولى، فقال البائع: الدرجة الأولى سيتأخر، ولكن بعد خمس دقائق سيجيء قطار ويتجة إلى القاهر، فقال خالد: لا بأس، اعطني تذكرتان، فأعطاه البائع، ولمَّا وصلوا إلى مكان الإنتظار وجدوا القطار يُحَمِّل، فركبوا فيه، ولكن الحركة كانت صعبة، فلا يوجد مكان إلا وفيه شخص جالس فيه، أو واقف عليه، وهذا ما جعله يغضب، فهو قادر على البقاء واقف في الزحمة، ولكن أمه ربما تجد صعوبة، فهي طاعنة في السن؛ ولذلك كان يتقدم ببطء إلى مكان الكرسي، لكي إذا قام شخص يجعل أمه تجلس على المعقد الخالي، وقد حصل، ولمَّا نزل الذي في المعقد الثاني، جلس خالد عليه، فإذا به خشبي يكاد يكسر الظهر، فالسفر من طنطا إلى القاهرة يقضي على ثلاث ساعات، وهي كافية لتُشْعِر صاحبها بأنَّه عمِلا عمَلا شاق ليوم تام، ولمَّا وصلوا، إلى محطة القاهرة كان التعب قد أنهكهم، وقد أرخى الليل سدوله، فخرجوا ليبحث خالد عن سيارة، فهو يريد أنْ يستأجر بيتا، فأوقف سيارة وركبا فيها، وطلب خالدٌ من الرجل أنْ يوصله لمكان يستأجر فيه شقة، فقال السائق الأمكنة كثيرة، والأسعار تختلف بإختلاف الأمكنة، وقال: مدينة نصر جيدة، والزمالك جيدة، وكذلك المهندسين، فقال خالد: خذنا إلى هناك، ووقف بجانب بيت المسؤول عنه صعيدي، وسأله عن شقة للتأجير؟
قال: البيت عندي مليء، ولكن يمكنني أنْ أجد لك شقة جيدة، فقال: تفضل، فركبَ الصعيدي بجانب السائق، ووجه السائق إلى المكان الذي فيه الشقة، ولمَّا وصلوا البيت، المكون من عشرين طابقا تقريبا، كلم الصعيدي1 الذي جاء مع خالد في السيارة، صعيدي2 مسؤول عن البيت، فقال الصعيدي2، من أين هم؟ قال الصعيدي1: هم من فلسطين، فقال خالد: ولكن جوازاتنا سفرنا اسرائلية، فقال صاحب البيت: نحن نعرف أنَّ الفلسطينين 48 حاصلون على جوازات سفر اسرائلية، فلا تقلقوا، فقال خالد: أين الشقة: فذهب إلى المنقال: خالد وأمه، والصعيد1 وامرأة صعيدية لتريهم الشقة، وتكلم الصعيدي1 مع الصعيديَّة، وكانت عيون الصعايدة محدجة، بعكس بنت كانت معهم في المنقال، وكذلك أم خالد لم تكن محدجة، فسأل خالد نفسه: ما مشكلة هؤلاء الصعايدة، فلا تكاد تجد لهم كلاما بعيدا عن الغضب، فهم عندما يغضبون، يغضبون بتسراع، وكثير من أيامهم يقضونها عابسين، فالمرأة الصعيدية مخيفة عندما تحدج في الصعيدي1، وانقطعت أفكار خالد التي جالت في نفسه، عندما وصل المنقال إلى الطابق الخامس عشر، ففتحت المرأة الشقة، وكانت كبيرة، فهي مكونة من ثلاثة غُرف كبيرة، وصالة تتجاوز الستين متر مربع مع مدخل البيت، فلا يوجد فاصل بينهما، أما المطلخ فصغير وغير جميل، أما الحَمَّام فطول ثلاثة أمتار ونصف تقريبا، وعرضه، مترين ونصف تقريبا، ولم يكن المرحاض يعمل كما يجب، ولكنهم أصلحوه، ولكن الأداة المتحركة التي يُقْعَد عليها كانت مكسورة، ولهذا لم يكن الذي يقضي حاجته فيها إلا متذمرا..
قالت الصعيدية: التلفاز يعمل جيدا، فيوجد الكثير من القنوات الفضائية التي يمكنكم مشاهدتها..
قال خالد: أريد الشقة لعشرة أيام، فكم تكلفني؟
قالت الصعيدية 1400 جنية، ولكن الصعيدي1 نزل السعر إلى 1000 بعد أخذ ورد، ووافق خالد، ثم أخذه الصعيدي جانبا في الصالة، وقال: أين أجرتي؟
فقال خالد في نفسه: تبا لك من صعيدي، ولكن لو تكلمت كثيرا فربما يغضب، فالصعايدة إذا غضبوا فلا يمكن تحملهم، فعليَّ أنْ أسأله كم يريد، وقد فعل.
قال الصعدي1: 40 جنيها!
فقال خالد: هذا كثير!
فقال الصعيدي1: لا بأس سأراعيك اعطني عشرين جنيها..
فأعطاه خالد عشرين جنيها، وأعطى المرأة عندما نزلوا إلى الطابق الأول 1000 جنية ثمن استئجار الشقة لعشرة أيام، وعاد إلى الشقة في الطابق 15..
وبعد ثلاثة أيام أشترى خالد تذكرتان، درجة أولى، فالظهر لا يتحمل غيره، للذهاب إلى طنطا، وتقدم هو وأمه، فسأل شخص مسؤول عن ختم التذاكر، هل هذا القطار سيسافر إلى طنطا على الساعة الحادية عشر؟ فقال نعم.
وركبوا وجلسوا على مقعدين، وعندما جاء الذي يختم التذاكر، نظر إلى التذكرتين، وقال: ليس هذا هو القطار الذي يجب عليكم السفر فيه، فالقطار الذي كان يجب عليكم السفر فيه قد سافر، ولذلك يجب ألا تجلسا هنا، فقام خالد وأمه، وتحيرا، فأين يجلسا، فقال خالد لتجلس أمي على الأقل على كرسي فردي، أما أنا فيمكنني البقاء واقفا، ثم ختم التذاكرتان، لأنَّما لم يعودا صالحين في نظره، وطلب من خالد ثمن السفر إلى طنطا، فقال له خالد: أمحُ ختمك من التذكرتين وسأدفع لك..
فقال: إنْ لم تدفع سأخبر الشرطة عنك!
فقال خالد: اخبرها عني، فلا أكترث، وجاء شرطيان دون أنْ يناديهم، فقد كانا قريبين، وطلب من خالد دفع ثمن السفر في حضور الشرطيين..
فقال خالد: أمحُ ختمك، وسأدفع لك، فليس بينك وبين الدفع إلا محو خمتك، ولمَّا وجد خالدا مصر على محو الختم في مقابل الدفع، ملَّ وذهب عنه، وذهب الشرطيان إلى حال سبيلهما..
عندما وصلا المعالج، جلسا، وتكلم خالد مع المعالج، فقال: أي يمكنني أنْ أجد قاهر الجن؟
فقال المعالج: لقد حُكِم عليه بالسجب 10 سنوات لتزويره صكات – ربما نُقل هذا الخبر إليه، كما نقله إلى خالد -، ثم دخل إليه وأعطاه عبوتان ومقطار، وأنهاها، وعادا إليه بعد ثلاثة أيام، فأخذ عبوتان وعادا إلى القاهرة، ثم ذهبا إليه بعد ثلاثة أيام، وقالا له: سنسافر إلى أم رشرش غدا، فأعطى خالدا خمس عبوات من دوائة وخمسة مقطارات - على ما يذكر –، فسأله خالد عن ثمنها، فقال: 2300 جنية، فقال خالد: لا يوجد معي إلا 300، فيكفي أنْ تعطيني بـ 300 جنية، فقال المعالج: يمكنكم إرسالهم عبر وسترن يونيون، فقال خالد: هل لديك بريد رقمي، فقال: لا، وقال خالد: سأهاتفك عندما أصل، وهاتفه خالدٌ بعد عدة أيام من وصوله بيته، وقال: سأرسل لك مَالَك، ولكن طريقة حياة خالد معقدة، فهو عندما عاد إلى البيت الذي يعيش فيه، دخل غرفته ولم يخرج منها، فقد أنهى الدواء، دون أدنى فائدة، وما زال خالد يتذكر الرجل، ويقول: يمكنني أنْ أقترض مالا لأسُدُّ الرجل ماله، فحياته المعقدة، وفقره، أخَّرا إرسال 2000 جنية للمعالج..

مَقْطَبَة مُكْرِيفية: هي تروات يجعل العصب يتداخل، ويتحرك، ويَحْدُث خارج إطار حَدَث توتاري..

تَقْطَاب مُكْرِيفي: تداخل عصب معين على بعضه كثيرا ولكن بفترات، أي أنَّه ليس دائما، فهناك مدد يفتر التقطاب فيها، ومن هنا سميت تقطاب.. إذا بكى الإنسان وانلوت الشفة السفلية -كثير ما تنلوي عندما يبكي الإنسان -، عندما يكون الوجه مترروت، خصوصا أعصاب الوجه، فمن الممكن أنْ يصاب بهذا التقطاب..

تَفْكَاك مُبْكِيفات (المقطبات الكربية الخفيفة): فرط فكفكة تروات يسبب تقطابا خفيفا.. يمكن أنْ تكون المقطبات مسبوقة أو ملحوقة أو مساوقة لأهاف أو تأهاف..
تفكاك النبك: تحليل تقطاب موجود في النبك، ويكون تحليله براحة أصابع إحدى اليدين، حيث توضع راحة الأصابع على النبك، ثم يُضغط بالأصابع هناك، فتُنزَّل الأصابع وتُرفَّع، وبهذا تُزال، أو تُخفف المقطبات، وليس بالضرورة التروات، فالمقطبات أحد تشكلات التروات.. ولكن إنْ كان باللسان فالتفوان يكون متعبا؛ وذلك لبعد النبك عن اللسان..

يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 03:05 AM   #5
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


تفوان العنفقة: تَفْكَاك تروات العنفقة: المكان الذي بين الشفة السفلى والذقن.
العنفقة مكان محبوب للمقطبات، فهي تكاد تتقطب بشم رائحة المقطبات، فهي في هذا الفرع تصاب بمقطبات تحدث وتزول بسرعة، إلا إذا اكترث المريض، فيجعل العنفقة تتحرك بسهولة بسبب المقطبات..

تفوان الفنيك: فتَفْكَاك تروات الفنيك (يمين العنفقة وشمالها).
التفوان هنا يَحْدُث بتكثار، وذلك لأنَّ الفنيك موطن يَكْثر التروات فيه، كما أنَّ أقل الأسباب يمكن أنْ تجعله يتقطب؛ ولذلك إنْ لم يكن المريض حَذِرا، فسيكون مطية لمقطبات الفنيك، فعليه أنْ يبتعد عن الموترات؛ فالتفكاك سيشعره بالملل ومزيد من الحزن..

تفوان البجك: فكفكة روت مرضي كثير – ليس حادا - في موطن بجك: بؤرة خلف بؤرة لبت.
هذا التفوان يَحْدُث عندما يجيء التروات من القدب، والنبك، وهو لا يَحْدُث كثيرا في هذا الفرع..

تفوان الظفل: فكفكة كثيرة لمقطبات موجودة في الظفل: موطن في الفك التحتاني، تحت لبت، بعد قدب..
التفوان هنا يَحْدُث إذا كان عصب اللبت مصابا بتَقْطَاب مُكْرِيوي أو تَقْطَاب مُكْرِيحي، وقليل ما يَحْدُث إذا لم يكن اللبت مصاب بتقطاب من الفرعين السابقين..

مثال على: المَقْطَبَة الأكُجُوطية:..
كان فارِش يعاني من مُبْكِيحيات (مقطبات ترواتية كربية حادة)، في كثير من جسده، وخصوصا في الوجه، وفي ما بين الفكين، والفك التحتاني بالأخص، وبعد أربعة أشهر، زالت المُبْكِيحيات من كثير من مواطن جسده، وتحديدا من الوجه، ولاحظ أبا فارِش أنَّ ابنه بدأ يَخْرُج؛ ولذلك لم يُمَانع أنْ يناديه ليخدمه خدمة، ولكن فارِش لم يكن يريد الخروج بالطريقة التي فعلها أباه، فأصيب بتوتار حاد، بحيث زالت نتائج الأربعة أشهر التي قضاها - ليخرج من الفوكليين -، في أقل من عشرة ثوان، حيث اجتاح التحمام الشفتان، وخصوصا العليا منها، وقد كاد التحمام أنْ يحرقها من حدته، وحَزِن فارِش على أنَّه قَضَى أربعة أشهر لإزالة المُبْكِيحيات، فإذا بها تزول في عشرة ثوان، فالتحمام الذي أصاب الشفتان بعد أنْ كاد يزول تماما، قد عاد ليشوي شفته، فهو يحتاج أربعة أشهر، بنظام دقيق: ليُزِيل ملحسات الشفتين، ولكنَّه لم ينجح في المرة الثانية في إزالة ملحسات الشفتين، فالمدة طويلة، والنظام الذي يجب اتباعه على طول المدة الطويلة صعب جدا، فيجب ألا يأتي إليه أي شخص فيفاعله، بل حتى الغذاء الذي يجيئه من عند أهله يجب وضعه عند الباب، ثم يذهب الذي جابه، كأنَّه لم يأتِ، ولكن لأنَّ هذا النظام لا يمكن أنْ يحصله، فقد تركه، فالناس تظن أنْ تهجار المرض يزيد مرضه - ولكنهم لا يعلمون شيئا عن هذا المرض، فنحن نكشف لهم هذا العلم في هذا الكتاب - وظنهم هذا يجعل فارِش قابع في تهجاره، بحيث لا تتوفر له فرصة لأنَّ يتَّبِع النظام الذي اتبعه سابقا؛ ليخرج من تهجاره، أو ليكون على تخوم الخروج من تهجاره..
في خضم حال فارِش المسلوف، كان فارِش يقوم كل ليلة تقريبا، ليُبَلبط ستة أمتار مربع تقريبا، في البيت الذي يسكنه، فكان يخلط خلطته (أسمنت ورمل) – داخل البيت - دون أنْ يُصْدِر أي صوت يمكن أنْ يخرج خارج البيت، فإذا شَعَرَ أنَّه أصدر صوتا وهو يُحَرِّك أدواته؛ فإنَّه يتوتر؛ فيرتفع التحمام، ويُزَاد تجفاف الشفة، ويتصبب تعراقا، ويتحرك التروات ليشكل مقطبات.. وقد كان كل صوت كفيل بإحْدَاث ما أسلفت في السطور السابقة، فإذا سمع حَرَكَة خارج البيت؛ ظن أنَّ أحد جيرانه سمع الأصوات، فجاء لينهره، ويقول له: تبا لك، اذهب ونم!.. ولكن الأصوات التي كانت تَحْدُث خارج البيت من الهِرَر، وليست من الجيران، ثم لو حَدَثَ وجاء أحد الجيران، فإنِّ فارِش سينسب هذه الأصوات إلى هِرَر تبحث عن طعام لها، فهي مزعجة، خصوصا عندما تُصْدِر أصواتها الغريبة، وإذا قال له: ولكنك قائم، وهذا دليل على أنك – أنت – مُصْدَر الأصوات!
فإنَّ فارِش سيقول: لقد قمتُ الآنَ، على إثر حُدُوث الأصوات المزعجة، التي تُصْدِرها الهرر، فاذهب ونم، فقد طردتها!.. وربما يقول: أنا ليلي نهار ونهاري ليل، وهذا صحيح إلى حد كبير، مع هذا المريض!.. ولكن لا شيء من هواجس فارِش قد تحقق واقعيا، ولأنَّ لا شيء منها (الهواجس) قد تحقق واقعيا، فلم يتوقف عن عمله، حيث كان عندما يدق على البلاط الذي يبلطه، بمدقاق جلدي، ولم يكن يَدُق عليه إلا بالميل؛ فأصوات المدقاق الجلدي بالميل منخفضة جدا، حتى أنَّ فارِش يحاول أنْ يرفع من شدتها، لتكون عدد الدقات أقل، فعندما تكون الأصوات منخفضة؛ فإنَّه يحتاج لعدد أزيد من الدقات مما لو كانت الأصوات مرتفعة، وعندما يحاول أنْ تكون الدقات أشد؛ فإنَّه يتوجس خشية، فقد يسمع جاره أصوات الدقات، وخشيته هذه تجعل التحمام يشتد، وكذلك المقطبات، بحيث لو سَمِعَ صوتا خارج البيت؛ فإنَّ أعصاب وجهه تُعْتَرى بتأهاف، ولأنَّ الهرر لم تكن قليله، إلى جانب هواجسه من أنْ يَسْمَع جاره أصوات الدقات، كما أنَّ تحريك فارِش لمدقاقه أو أي شيء من أدواته، أو سماع صوات صادر من تلفازه،؛ يجعل التأهاف يتكرر، فيشتد التقطاب من اتجاه، ويرتفع حُدُوث التأهافات من اتجاه آخر، فأحيانا يسمع صوت من التلفاز فيظن أنَّه صوت جاره، بل قد لا يَحْدُث شك من أنَّ الصوت لجاره؛ وسبب هذا استحضاره صوت جاره في نفسه، فإذا ما سَمِع صوت يماثل صوته، أو يحتوي شبه من صوته؛ فإنَّ الصوت الجاري في النفس يتغلب؛ وذلك لتشابه الأصوات، فيقوم ليبحث عنه، ويحضر له حجه تخرجه مما قد لا يعود عليه بما لا يريد من جاره.. هذه الهواجس جعلته يتسرع في عمله، حيث ارتفعت نسبة ميل البلاط، فقد بلعت 2 سم في متر واحد، تحت باب الصالة، بل أنَّ الميل لم يحدث في الميل من فوق فحسب، فقد حَدَثَ في الجانب، حيث عندما أراد أنَّ يمسك البلاط ببعضه بجانب عامود؛ وجد أنَّ الميل تجاوز 2 سم؛ وهذا جعله يَضُم الموطن الذي حصل فيه الميل الجانبي إلى الحمَّام؛ فيُلْغى الباب الذي كان يريده حيث حَصَل الميل الجانبي..

يتبع


 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 03:05 AM   #6
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


بعد أنْ مرَّ فارِش بما أسلفنا، صار عندما يحاول أنْ ينام يكون تحزانيا، فلم يَعُد قادرا على النوم بوجود تحمام شديد؛ وبعد عدة أيام من صعوبة النوم؛ تَحَوَّل نومه من النهار إلى اليل، فبعد أنْ كان ينام في النهار، صار ينام في الليل، وهذا جعله يعمل في النهار، وعمله في النهار أيقظ عنده هواجس جديدة، منها أنْ يجيء أحد إليه وهو يعمل، فهو لا يستطيع أنْ يكالم أحد وهو في حاله الذي علمتم، كما أنَّه لا يستطيع أنْ يعمل بوجود شخص ينظر إليه كيف الحال وهو يعمل؟!؛ وهذا الهاجس رفع تحمامه أكثر، وكذلك تقطابه، خصوصا في وجهه، وتأهافات داخل التقطابات.. المثال السابق وضح لنا معنى المَقْطَبَة اكْرُوانية..

تَقْطَاب اكرُوَاني: فو فرط تداخل عصب معين في موطن معين، في لحظة توتارية، أي أنَّ التروات المستوطن أفضى بحالة توترية إلى توتار، لتُفْضِي إلى تقطب وسطي..

مَقْطَبَة مُكْرِيوية: هي تروات يجعل العصب يتداخل، ويتحرك أيضا..
تَقْطَاب مُكْرِيوي: هو فرط تداخل عصب معين على بعضه البعض، مع تحرك يطرأ عليه من المقطبات..
هذا التقطاب يجعل المريض تجهاميا، بل مخيفا أحيانا، ولذلك فهو خطر على الناس، لأنَّ احتمال اصابتهم بالروات عندما يكون تقطابي مكريوي بينهم مرتفعة جدا، وقد يجعلُ المُصَابَ حديثا، يدخلُ المرضَ بطفرات..

تَفْكَاك مُبْكِيوات: فرط فكفكة تروات يسبب تقطبا كربيا وسطيا، لكي يخفف أو يشتت..
تفوان اللبت: تَفْكَاك تروات اللبِت: وضع اللسان مكان اللبت من داخل الفم، وتحريكه كثيرا، لكي يشتت المقطبات التي فيه.
لا نحتاج أن نكرر التفوان فعودوا إلى السابق وضيفوا المُبْكِيوات، فيكون أشد..

من الأسباب الخارجية: مَقْطَبَة أكُجُوحية:
أ- عند مشاهدة برنامجا تلفازيا به مشاهد موتريه..
ب- عند مُشَاهَدة برنامج تلفازي يتحرك المُصَوَّر ويتحرك المِصَوَّار، فإنَّ المَشَاهِد المُتَحَرِّكة بعنف، تُفْضِي إلى توتر المريض، حيث يزاد التروات بسرعة، بحيث تسير المُنْوِيمات (هي تشكل جديد للتروات يفضي إلى نوم) في الجسد، والفجتلة على وجه الخصوص، فهي عندما تكون تحت جلدة الرأس، فإنَّ المريض يشعر أنَّه بحاجة للنوم..
الذين يتعرضون للمنويمات ينامون كثيرا، بحيث يكون نهارهم وليلهم مُقْضَى في النوم، مثلهم في هذا مثل الفوقليين الذين لا يعرفون سلوك المرض، فيحزنوا، ويعضبوا، ويفكروا في مرضهم كثيرا، خصوصا الأماكن المتألمة، لتنتشر بهذا المنويمات؛ فيقضوا نهارهم وليلهم في النوم، ولكن بعد أنْ يتعلموا عن سلوك المرض، بالتجربة، أو بالكلام، فإنَّ قدرتهم على تجنب المنويمات تكون واضحة، ولكن بشأن الفوكليين الذين يتعرضون لمنويمات، فمن الممكن أنْ يتعرضوا لها وتملأ جسدهم، وخصوصا الرأس، دون أن يكترثوا؛ فلا يناموا؛ وذلك لأكتسابهم قوة جبارة في معاملة المرض، بحيث إذا زاد المرض قوة، ازدادوا هم أيضا قوة، فما كان يعيقهم في السابق، فإنَّه بلا أهمية، ولكن هذا لا يعني خروج المريض التهجاري مثلا، فهذه مسألة أخرى، لا بد فيها من زوال الكثير من التروات من الجسد، ليتحقق خروجه..

مَقْطَبَة مُكْرِيحية: هي تروات موجود في عصب ما، من أعضاء الجسد عموما، والوجه خصوصا؛ يُفْضِي إلى تقطاب العصب الموجود فيه..
صاحب هذه المقطبة من التهجاريين الكرمليين..

تَقْطَاب مُكْرِيحي: هو فرط قطب مرضي، وشديد جدا، بحيث لا يكف العصب المصاب بالمَقْطَبات عن التحرك..
المُصَابُ بهذا التقطاب يكون تجهامي؛ ولذلك فإنَّه من اتجاه يبدو مخيفا لمن يراه لأول مرة، فإنْ كان الذي يراه يعرفه؛ فإنَّه مُعَرَّض لخطر الإصابة بهذا المرض؛ وذلك لأنَّ الذي يجلس مع الترواتيين عموما، والتقطابيون خصوصا؛ يفرز روت بسرعة، فإنْ وصل الروت إلى حالة المرض، وهذا وارد جدا لمن يخالط المرضى كثيرا، فهو من ضمن المرضى..
الذي يُخَالِط المرضى يظن أنَّهم حَمْقَى، وليس منهم خطر بشأن انتقال العدوى، ما دامت لا تنتقل عبر التنفس، أو بالطرق المعروفة في انتقال العدوى، فلا حاجة للخوف، فهم يمكن أنْ يكونوا مسلين، ولكن سرعان ما يَكتشف الطامة الكبرى؛ فالإنسان يصاب بعبوس في الشتاء، مع الظلام النسبي للأجواء، وكذلك عندما يكون مع إنسان غير مريض يعاني من حزن، فما بالكم إذا كان مع ترواتي مكروب؟!؛ فلا شك أنََّّه سيدخل إلى المرض بطفرات، أقصد بسرعة تبدو قفزية، بحيث يشعر اليوم بعرض، فإذا به بعد عدة أيام يشعر بعرض جديد، وهكذا تتوالى الأعراض.. ثم لو أصيب المريض الجديد بأعراض قليلة ولم يعد يُخَالِط مرضى، فإنَّ الروات الذي أصيب به كفيل بأداء المهمة على الوجه الصحيح؛ وذلك لأنَّه يتحرك فيَكْثُر عند التعرض لمحزنة، أو مغضبة، أو مكظمة، وهذا يجعل إمكانية تشكله مرتفعة، وبهذا يرزح تحت وطأة هذا المرض الخبيث..

تَفْكَاك مُبْكِيحات: هو تشتيت المُقْطِيبات من المكان التي هي فيه.. المَقْطَبات المُكْرِيحية: مثقلية، ومشددية، ومرفِّية، ومعرقية..
تَفْكَاك: التَفْكَاك يكون باللسان، باللسان إنْ كان داخل الفم باللسان، وإلا فبالأصابع..
تفوان اللبت: تَفْكَاك تروات اللبِت باللسان من الداخل: هذا التفوان سببه: أنَّ المقطيبات تُشْعِر المريض أنَّ الموطن المصاب بالتقطاب المُكْرِيحي يُنَزِّلُ اللُبتان إلى الأسفل، بالإضافة إلى بعض المواطن المجاورة؛ ولذلك فلا يكف المريض عن التفوان، فالعصب في حركة مستمرة، حيث يُشْعِره بتحزان دائم، وتعباس، وتجهام..

تفوان العنفقة: تَفْكَاك تروات العنفقة: المكان الذي بين الشفة السفلى والذقن.
العنفقة في هذا الفرع تكون مصابة بتحراك؛ ولذلك فإنَّها تكاد تستهلك كل وقت المريض، وتمنعه من التركيز في أي شيء، إلا هي، ولكن أحيانا أوضاع الحياة تجبر المريض على ما ليس منه بد، كأن يخرج للعمل، ليؤمن لنفسه مَعْيَشَات إنْ لم تكن الدولة التي يسكن فيها قادرة على منحه قليل من المال، ليعيش بها؛ وبهذا يَنْشُر المريض داءه حيث حل وفي مدة قليلة، رغم أنَّه في بداية اختلاطه بالناس، سيستخفون به، ويحسوبنه مجنونا، أو قعذا، ولكن سرعان ما يكتشفوا خطأهم، ومن ثم يكونوا عرضة للإصابة بسرعة، ويا ويلهم، إنْ وقف منهم المريض موقف المُعلم، فعندما يكون قسط المريض من العلم يجعله مركزا أو أحد المراكز بينهم، فإنَّ اصابتهم بهذا المرض تسراعية؛ ولهذا فالحذر الحذر من الاختلاط بترواتي – أو رواتي - يقرأ كتبا كثيرة، ولا تجعل موقفك أمام المريض موقف المُتَعَلِّم من مُعَلِّم، فالمُتَعَلِّم ضعيفا أمام المُعلِّم، حيث يتجلى هذا بوضوح مع هذا المرض..

تفوان الفنيك: تَفْكَاك تروات الفنيك (يمين العنفقة وشمالها).

تفوان البجك: تَفْكَاك تروات البجك: بؤرة خلف بؤرة لبت.

تفوان الظفل: تَفْكَاك تروات الظفل: موطن في الفك التحتاني، تحت لبت، بعد قدب..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا