|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
06-10-2010, 09:28 AM | #1 | |||
مراقب عام
|
مقال رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
مقال يكتب بماء الذهب مقال رائع من روائع الدكتور مصطفى محمود العذاب ليس له طبقة الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب. و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور والسخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مرالشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق. و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة. و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفهالحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعهللمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار. و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته. و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات. كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق. و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر مايحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأىعدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد ولا بحقد و لا بزهو و لا بغرور. إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيهاتسكن الحسرات و الآهات الملتاعة. و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق. و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب. و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزةالأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنامن الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرةبين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرعمنه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات و الهيئات و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة وشقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيهالحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحبالخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءهاو تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمةالكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله. و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي فيالعالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهلالرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم. أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب. إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها. و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت. فذلك هو المسرح الظاهر الخادع. و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكريةالتي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوتأمامنا المتخم و المحروم. أما وراء الكواليس. أما على مسرح القلوب. أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق والحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدلمطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوىالخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميانو يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوضالصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائرالمترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدانالمسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيمو النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليومالموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة. و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذابعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريهعليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهمأيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحابالعقول بمجادلاتهم. أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبةفمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض،ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لايرتوي و جوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك. )من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له) منقول من بريدي
المصدر: نفساني
|
|||
|
06-10-2010, 02:29 PM | #3 |
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم
|
رحم الله الدكتور مصطفى محمود رحمة واسعة .......
وغفر له وعفا عنه وتجاوز عن سيئاته ..... فعلا يعد من افضل علماء هذا العصر ... الذين استطاعوا ربط العلم بالدين ....... |
|
06-10-2010, 04:33 PM | #4 |
مراقب عام
|
شكراً أخي قلم مجاهدة أحسن الله إليكِ |
|
06-10-2010, 04:33 PM | #5 | |
مراقب عام
|
اقتباس:
شكراً أستاذ صلاح على ردودك الطيبة |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|