|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
19-12-2010, 09:19 PM | #1 | |||
عضو فعال
|
الشخصية المثالية والزائفة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . وبعد أحبتي الكرام : إن التغيير الذي ينبغي أن نشده جميعا هو تغيير مفاهيم خاطئة هي عند البعض من المسلمات, وترسيخ المفاهيم الإسلامية الأصيلة في نفوس المجتمع , ولا يتم ذلك إلا بإعادة بناء الشخصية وتربيتها وتزكيتها بهذا الدين العظيم، وإن عملية بناء النفس عند الجادين المخلصين لا تعرف التوقف ولا التعثر، بل هي مستمرة عندهم حتى يأتيهم الأجل. ولا تتضح معالم شخصية المسلم إلا بجهد عظيم متواصل، هذا وإن بناء النفس المحكم يقوم على أسس ثابتة دعا إليها الشرع وبينها, فلا يقاس بما تملكه الشخصية من رصيد في بنك, ولا بما ترتديه من أشمغة وغطر وعمائم ،ولا بما تنتعله من أحذية فاخرة الصنع,وإن كانت هذه مقاييس هي عند البعض معتبرة , إلا أنها في الحقيقة لا وزن لها في تميز الشخصية ومكانتها ، إخوتاه : إن الشخصية المكتسبة بالغنى أو الترف تمر بمراحل مختلفة من الحياة فلا يأمن صاحبها أن يذهب غناه ويبقى في حضيض البؤس والشقاء فتضمحل تلك الشخصية بلا أثر، بينما الشخصية المثلى المستمدة من أسس العقيدة والسنة لن تزول ماحيي صاحبها وإن أكل الرغيف بالملح . "الشخصيـــة الزائفــــة " هذه الشخصية تتبع خطى كفار قريش، عندما قالوا: للنبي صلى الله عليه وسلم لا نجلس معك وعندك أولئك الفقراء والعبيد وهم يقصدون بلالا وصهيبا وسلمان الفارسي وغيرهم حيث قالوا :"أما يؤذيك ريح هؤلاء ونحن سادات مضر وأشرافها فإن أسلمنا أسلم الناس وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء فنحهم عنك حتى نتبعك أو اجعل لنا مجلسا ولهم مجلسا" فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم .أن يخصص لهم جلسة تخصهم دون غيرهم فجاء التصريح من الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} الأنعام : 52؛ قال الشنقيطي رحمه الله : فنهى الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن طرد ضعفاء المسلمين وفقرائهم الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، وأمره في آية أخرى أن يصبر نفسه معهم، وأن لا تعدو عيناه عنهم إلى أهل الجاه والمنزلة في الدنيا، ونهاه عن إطاعة الكفرة في ذلك وهي قوله تعالى : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } الكهف:28 ؛ وبهذا نعلم علم يقين. أن شخصية المسلم لا تقاس بماله ولا بجاهه ولا بلونه. وإنما تقاس وتعرف بقدر إيمانه بربه وحبه للخير وأهله . فإذا كانت شخصيته كذلك فإن نسبه من باب أولى فليس بين الفقر والوضاعة نسب وإلا لقلنا بوضاعة أشراف قريش وساداتها من الفقراء . "الشخصيــة المثاليـــة " تمتاز الشخصية المثالية بأنها شخصية تتمتع بحس إنساني يقظ، وضمير متفتح، يميل دوما إلى التعاطف والرحمة. وينفر من القسوة والشدة. هذه الشخصية تتخذ من الصدق رمزا لها ومن الأمانة والأخلاق الفاضلة شعارا نبيلا لها. فالمسلم الملتزم شديد الخوف من الله رقيق القلب، متفتح العاطفة؛ سريع التفاعل والتعاون في مجالات البر والإحسان إلى الآخرين يهرع إلى إنقاذهم في شدائدهم، ويهب إلى مواساتهم في محنهم، ويشاطرهم في أفراحهم، لا يقسوا ولا يجفوا، مستوحيا هذه الشخصية من مواقف القرآن الكريم، رافضا أن يكون من أولئك القساة الجفاة الذين لا يؤلفون، ولا يألفون أحدا، ولا ترق قلوبهم، ولا يحسون بإحساس الآخرين، ولا يشاركونهم في أفراحهم، ولا يشاطرونهم أحزانهم. أولئك الذين ماتت عندهم العواطف الإنسانية النبيلة.وأجدبت من معاني الخير حياتهم.فنظروا للإنسانية بنظرة الهون والإحتقار وقاسوا الثوابت والقيم بمقاييس ما أنزل الله بها من سلطان. قال تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة } البقرة : 74؛ وقد اعتنى الإسلام بتربية الضمير، وتنمية الحس الوجداني وما ذاك إلا لكون الضمير الحي والحس الوجداني هو الطريق إلى التفاعل والترابط البشري السليم، وهو القاعدة النفسية التي تشاد عليها أسس العلاقات والروابط الإنسانية العظمى ، وقد حثت الأحاديث المتعددة على ذلك، وحببته وزينته , ولعل من أبرز مظاهر يقظة الضمير، مظهر الإحساس بالذنب والشعور بالخطيئة، ومحاسبة النفس عليها؛ تمهيدا لرفضها والإنابة منها، والتوبة من العود إليها.والندم على ماسلف من الوقوع فيها. إخوتاه : تتجلى هذه الظاهرة بأسمى صورها في شخصية المسلم، عندما يعيش بوعيه وإحساسه. فيشعر المسلم صاحب الشخصية دوما بأن على عاتقه مسئولية كبرى، ودور تاريخي مهم يجب عليه أن ينهض به ويؤديه.من إصلاح للبشرية وسعي في قيادتها نحو شاطئ العدل والسلام. فهو يؤمن دوما. بأنه داعية خير، ورائد إصلاح، متمم لمسيرة الأنبياء في تبليغ رسالة الإيمان وإنقاذ البشرية.وإخراجها من ظلم الجهل إلى شمس العلم والمعرفة، وهولا يكتفي بإصلاح نفسه وذويه فقط.لا يعرف الإنكماش والعزلة والإبتعاد عن أوضاع مجتمعه وذويه.ولا يرضى أن يكون منقادا بغير قيادة الإيمان ولجامه. إخوتـاه : إن تميّز الشخصية الإسلامية ليختلف كل الإختلاف عن تميز الشخصية غير الإسلامية؛ لأنها تختلف عنها في الدوافع والمحفّزات. وكذا في الغايات والأهداف.فينتج عن هذا الإختلاف، إختلاف في التصرف، ونوعية المواقف والممارسات؛ لذا فإننا نشاهد التباين واضحا بين سلوك المسلم الملتزم، وغيره من الشخصيات الأخرى في موقفه من قضية معينة أو تقويمه لها؛؛ فالشخصية المسلم. مثلا. حينما يمارس عملا "ما " فإنه يخلص فيه، ويؤديه على أكمل وجه. من حيث الدقة والإتقان، وهو يفعل ذلك. لأنه يؤمن بأن الإخلاص في العمل واجب حتمي أمرت به شريعة الإسلام، فيقوم به بحثا عن رضا الله سبحانه وتعالى، وأداء لواجبه أمام خالقه؛ بخلاف الشخصية غير الإسلامية، فإن صاحبها لا يهمه الإخلاص في العمل تعبدا لله . بل هو يحافظ عليه إذا دعت الضرورة لذلك من أجل التفوق والمنافسة وجلب الأنظار إليه ، أو لتحقيق ربح مادي أكبر، ولولا الخوف على وظيفته ومرتبه لما ألزم نفسه بالإتقان والإخلاص يوما، إخوتـاه: إن الشخصية المثالية هي اليد التي ترسم لوحة الواقع بصبغة السلوك في جميع عناصر الحياة. وهي التي تظهر صورتها منعكسة على مرآة الحياة؛ وأخيرا : فإن بناء الشخصية المثالية يتطلب منا أن نكون أصحاب عقيدة قوية.أصحاب عاطفة إنسانية نبيلة نقية من أي انحراف.أصحاب سلوك سوي يسير وفقا لمنهج متوازن.أصحاب إرادة قوية.أصحاب صبر وقوة وتحمل للشدائد.عند ها أخي الفاضل ستكون صاحب الشخصية المثالية ذات العقلية الإيجابية. السائرة نحو الأفضل بإذن الله أسأل الله أن يرزقنا وإياكم نفوسا زكية. وهمما عالية. وأجساما على المصائب صابرة. إنه سميع قريب مجيب الدعاء،، " أترككم في حفظ الله ورعايته "
المصدر: نفساني
|
|||
|
20-12-2010, 01:11 AM | #2 |
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم
|
اهلا بك اخى الكريم حامل المسك ...
وشرفنا جدا انضمامك للمنتدى اخى الكريم ... ونشكرك على هذا الموضوع المميز ... جزاك الله خير الجزاء ... |
|
20-12-2010, 03:15 PM | #4 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
كلام بغايه الروعه
الله يبارك فيك ويحميك ويسعدنا انضمامك لنا اخي الكريم شكراااااا جزيلاااااااااااا |
|
21-12-2010, 09:42 AM | #6 |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
حامل المسك
اسم على مسمى لما تحمله مواضيعك بمضمونها المسك فالزائف يزول تأخذه الريح .. وما بُني على اساس صحيح ومتين لا يحركه اعصار... المثالية تُزرع في النفس من خلال العقيدة الصحيحة والمنشأ السليم فلا خوف عليها او منها.. والزائفة ترحل باحثة عن مكان يلائمها فلا مكان ثابت لها لأن لا ثبات لها..ولا قواعد مشكور من القلب على موضوعك القيم اخي دمت بخير تحياتي... |
|
24-01-2011, 03:54 PM | #8 |
عضو فعال
|
أسعد الله مسائكم : صباحكم جميعا
أشكركم جميعا على مروركم وتعليقاتكم النيرة والتي استضاء بها وازدان وشكــــرا **** ** * |
|
25-01-2011, 01:08 AM | #9 |
نائب المشرف العام سابقا
|
مساءك معطر بالمسك الذي تحمله اخي وقد اعتنى الإسلام بتربية الضمير، وتنمية الحس الوجداني وما ذاك إلا لكون الضمير الحي والحس الوجداني هو الطريق إلى التفاعل والترابط البشري السليم، وهو القاعدة النفسية التي تشاد عليها أسس العلاقات والروابط الإنسانية العظمى ،هذا يلخص المثالية الانسانية العقائدية
التي يجب علينا التحلي بها لتسهيل حياتنا وعلاقاتنا وعكس افضل صورة عن ديننا |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|