المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

بدر شـــــــــاكر الســــــياب...

"بدرشاكر السياب".. هارب إلى الله بقلم :علي محمد الغريب قليلون هم الذين يعرفون السيرة الحقيقية للشاعر العراقي "بدر شاكر السياب"، وما مرت به من منعطفات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-03-2003, 03:01 PM   #1
النشمي
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية النشمي
النشمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1344
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 16-08-2022 (03:23 AM)
 المشاركات : 658 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
بدر شـــــــــاكر الســــــياب...



"بدرشاكر السياب".. هارب إلى الله


بقلم :علي محمد الغريب


قليلون هم الذين يعرفون السيرة الحقيقية للشاعر العراقي "بدر شاكر السياب"، وما مرت به من منعطفات ومنحنيات كادت أن تهلكه، لولا أن تداركه برهان ربه فخلع عنه كل أفكاره، وتبرأ من كل نزواته السابقة وانتهت حياته وفق تصورات نقية للغيبيات والإيمان بالقضاء والقدر، فقد كانت محنته الصحية التي دامت فترة ليست بالقصيرة فرصة لمراجعة الذات، وموعظة للصبر على الألم، وتطهيراً للنفس، ويتضحهذا جلياً في قصيدته "سفر أيوب" التي سنعرضها فيما بعد.

جيكور
ولد بدر شاكر السياب عام 1926م في قرية "جيكور" جنوب محافظة "البصرة" التي أصبحت أشهر قرية في الأدب العربي الحديث؛ إذ تغنى بها الشاعر وبجدولها الصغير "بويب" المتفرع من شط العرب ووصفها بأنها جنة ذات نخيل، وما زال بيت الشاعر السياب هناك، وقد أكلت السنون العديد من أجزائه، ومازال شباك غرفته الطينية في القرية يطل على النهر الصغير الجميل الذي قال عنه إنه "الدانوب" في نظره.

كانت طفولته سعيدة، يحب مراقبة السفن والمراكب وهي تصعد إلى البصرة أو تنحدر إلى الخليج العربي، وتركت حكايات جدته انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسدها شعراً فيما بعد.

أتم السياب دراسته في مدرسة "المحمودية" في قضاء "أبي الخصيب" المعروفة بشناشيلها ذات النوافذ الزجاجية الملونة والمزينة بالخشب المحفور بالزخارف العربية. أنهى دراسته الثانوية في ثانوية البصرة للبنين وكان من الطلاب البارزين فيها. التحق بدار المعلمين العالية في بغداد ودرس فيها اللغة الإنجليزية وبرز من خلال النشاطات والمجالس الأدبية التي كانت تقام في بغداد، وفي دار المعلمين العالية بدأت شهرة السياب تزداد وكانت قصائده تتداول بين الطلاب.

وتأثر السياب بالأدب الأوروبي، وكان "بودلير" أول شاعر غربي يتعرف على شعره، من خلال ديوانه "أزهار الشر"، وكان الشعراء الإنجليز الرومانسيون من أمثال "كيت" و"بايرون" و"ودرورث" من مصادره المهمة الأخرى.

كنت شيوعياً
عمل السياب بعد تخرجه مدرساً في عدد من مدارس العراق، منها ثانوية الأعظمية، ثم موظفاً في مصلحة الموانئ العراقية بوظيفة رئيس ملاحظين، لكنه جوبه مرات عديدة بالفصل لمواقفه السياسية.

كانت الحركات اليسارية العربية في العراق أيام الخمسينيات والستينيات مشتعلة كما كان الحال في الكثير من الأقطار العربية وقتئذ، وقد انضم السياب إلى إحدى هذه الحركات وكان واحداً من أبرز العاملين فيها.

وقد انعكس فكره على شعره ويبدو ذلك واضحاً في كثير من قصائد تلك الفترة؛ إذ اتسمت بالبعد عن مقتضى الإيمان الحق، وأخذته موجة الشيوعية التي لوحق بسببها من الحكومة. ويوم أن كان يبحث عن فرصة للعيش بعيداً عن أعين رجال الأمن وهم يطاردونه، تحدث معه المفارقة التي كانت من أسباب تحوله عن أفكاره الشيوعية، ولعلها كانت مفارقة كبيرة باعثة على الأسى والضحك أن يكون "بدر شاكر السياب" مطارداً حتى من قبل رفاقه الذين يشاطرونه الانتماء الشيوعي، ولا يشاطرونه حسه الوطني، ما جعله يكتشف زيف الدعوى، وانقسام الشيوعيين فيما بينهم؛ فهذا من طبقة وذاك من طبقة أخرى، وقد أثبت هذا في كتابه "كنت شيوعياً" الذي ألفه عن تلك الفترة معترفاً بنفسه على ممارسات الشيوعيين بعضهم ضد بعض، فهم يقسمون الناس إلى "برجوازية" و"بيتي برجوزاية"! وهو ما جعله ينفر منهم، وقد كان اعتناقه أفكارهم من منظور إصلاحي فإذا به يجد الحال على عكس ما أراد، فانقلب عليهم وانقلبوا عليه.

مرضه
أصيب السياب بداء عضال، كان هو الجسر الذي عبر من فوقه إلى التوبة وتفجرت من خلاله المعاني الإيمانية في نفسه، فها هو بعدما يئس الأطباء من شفائه، وبعدما تخلى عنه كل من حوله من "الرفاق"، يعود إلى ذاته مؤملاً فيما عند الله سبحانه من رحمة ومغفرة، وينظر لمحنته في أحلك لحظاتها نظرة المتفائل الواثق من موعود الله سبحان وتعالى.

ويكتب السياب قصيدته "سفر أيوب" مودعاً إياها ما تختلج به نفسه من رضاء ويقين.. والقصيدة إضافة لكونها تعطينا رؤية واضحة لنفسية الشاعر الراضية الضارعة إلى الله في غير تضجر ولا سخط، فإنها دعوة لطيفة لكل أديب شرد بعيداً عن دروب الهدى كي يؤوب إليها وسيجد الأبواب مفتوحة للتوبة والعودة إلى الله.

سفر أيوب
لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبدّ الألم

لك الحمد، إن الرزايا عطاء

وإن المصيبات بعض الكرم

ألم تُعطني أنت هذا الظلام

وأعطيتني أنت هذا السّحر؟

فهل تشكر الأرض قطر المطر

وتغضب إن لم يجدها الغمام؟

*****
شهور طوال وهذي الجراح

تمزّق جنبي مثل المدى

ولا يهدأ الداء عند الصباح

ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى

ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:

لك الحمد، إن الرزايا ندى

وإنّ الجراح هدايا الحبيب

أضمّ إلى الصّدر باقاتها

هداياك في خافقي لا تغيب

هداياك مقبولة. هاتها

*****
أشد جراحي وأهتف

بالعائدين:

ألا فانظروا واحسدوني

فهذى هدايا حبيبي

جميل هو السّهدُ أرعى سماك

بعينيّ حتى تغيب النجوم

ويلمس شبّاك داري سناك

جميل هو الليل أصداء بوم

وأبواق سيارة من بعيد

وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد

أساطير آبائها للوليد

وغابات ليل السُّهاد الغيوم

تحجّبُ وجه السماء

وتجلوه تحت القمر

وإن صاح أيوب كان النداء:

لك الحمد يا رامياً بالقدر

ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء

وفاته
اشتد الألم على بدر، وكانت حالته الصحية تزداد سوءاً كل يوم، حتى فقد القدرة على الوقوف وقد بدأت تظهر له قرحة سريرية جعلت تتوسع لطول رقاده في السرير، ولم يعد قادراً على ضبط الإخراج لضعف الأعصاب والعضلات الضابطة في جذعه الأسفل.

أثناء هذه المحنة كان بدر هدفاً لحملات صحفية بسبب تناقضاته السياسية في الماضي وموقفه غير الملتزم(!شـــــــــاكر الســــــياب... 26-140.gif في الحاضر. وكانت علاقاته السابقة بـ "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" ومجلة "جوار" اللتين كانتا تتبنيان ـ بتوجيه من المخابرات الأمريكية ـ استقطاب النخب الثقافية العليا في العالم إلى الخطاب الليبرالي، للحيلولة دون تأثير الشيوعية لمصالح أمريكية من الأمور التي راح يغمزه بها الشيوعيون بعدما تيقنوا من تفلته منهم إلى الأبد!

ثم أتت المرحلة الأخيرة من حياته التي ترك فيها كل ما عدا الشعر الذاتي، لتجعل معظم من عرفوه في السابق ـ حتى المقربين إليه ـ يحكمون عليه أقسى الحكم بسبب ما كان يكتبه من أشعار تفيض فيها روحه بالإيمان وترنو إلى العفو! لكن بدراً لم يكن يهتم بهم، وكان يندب أيامه السابقة، ويتحسر على عمره الضائع!

قال في رسالة إلى صديق: "لا أكتب هذه الأيام إلا شعراًَ ذاتياً خالصاً. لعلي أعيش هذه الأيام آخر أيام حياتي. إنني أنتج خير ما أنتجته حتى الآن. من يدري؟ لا تظن أنني متشائم، العكس هو الصحيح، لكن موقفي من الموت قد تغير".

وبرغم المحنة التي كان يعانيها السياب لم يستطع منع الشعر من التدفق على لسانه، فقال فيما قال من أواخر شعره، يرثي لحال زوجته "إقبال" فيقول:

إقبال مدي لي يديك من الدجى ومن الفلاة

جسي جراحي وامسحيها بالمحبة والحنان

بك أفكر لا بنفسي: مات حبك في ضحاه

وطوى الزمان بساط عرسك والصبا في عنفوان

في أوائل ديسمبر عام 1964م ازداد تدهور حالة بدر، فلم يكن يتعرف على كثيرين من أصدقائه ومعارفه عندما كانوا يزورونه.

وبدأت تنتابه، بالإضافة إلى ذلك، حالات إغماء وفقدان وعي كانت تدوم لساعات، فإذا صحا كان كامل الوعي متمالكا لقواه العقلية لا ينقصه شيء سوى قواه الجسدية.

وفي يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر عام 1964م دخل في غيبوبة طويلة فاضت معها روحه إلى بارئها في الساعة الثالثة بعد الظهر.




المصدر ..... لها أون لاين
http://www.lahaonline.com/FacPeople/...03.doc_cvt.htm
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 21-03-2003, 04:43 AM   #2
سيف الله
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سيف الله
سيف الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3387
 تاريخ التسجيل :  01 2003
 أخر زيارة : 15-06-2003 (12:02 AM)
 المشاركات : 854 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 21-03-2003, 07:09 AM   #3
أبو مروان
................


الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 328
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
 المشاركات : 3,914 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أخي النشمي أسعد الله صباحك بكل خير ..
أسمح لي أن أضيف هذه المعلومة :

مشاكل بدر شاكر السياب الصحية
لقد كان بدر يعاني من مشاكل نفسانية وجسمانية قبل أن يصاب بالمرض العضال، مرض الأعصاب الذي أودى بحياته. وكانت عقدة الموت من المشاكل النفسية التي سيطرت على تفكير بدر منذ سن مبكرة. فقد ذكر ذلك في بعض أشعاره:
عيـوني بآفــاقـــه ســـاهرات وحولي يبيت الـــورى رقَّدا
بأرجائه ألتقي بالـممات كأني على موعد بالردى
وتذكر كتب الطب النفسي أن بعض الشباب في المرحلة الأخيرة من فترة المراهقة تسيطر عليهم أفكار عن فلسفة الحياة والغرض منها، كما تسيطر على بعضهم فكرة الموت أو الخوف منه ، وقد سيطرت على بدر تلك العقدة، عقدة الموت سيطرةً كبيرة منذ أيام المراهقة. كتب السياب سنة 1948 وهو صغير وقبل أن يصاب بالمرض القاتل باثنتي عشرة سنة في قصيدة (في ليالي الخريف): كيف يطغى علي المسا والـمَلال !؟
في ضلوعي ظلام القبور السجين في ضلوعي يصيح الردى بالتراب الذي كان أمي: "غدا سوف يأتي فلا تقلقي بالنحيب عالم الموت حيث السكون الرهيب". سوف أمضي كما جئت واحسرتاه!
كان هاجسه الموتَ والحزن منذ كان في المرحلة الثانوية، وقد ظهر مدى انشغاله بفكرة الموت آنذاك وقبل أن يصاب بالمرض العضال في كتاباته المدرسية لدروس الإنشاء. ومن ذلك موضوع كتبه بعنوان (ضال في غابة جنة الليل) يقول فيه :
"أولئك الناس الذين ضلوا مثلي ثم تلاشوا أمام ظلمات الليل...إني أسمع حشرجتهم ...وأرى جماجمهم الصفراء تطل علي بمحاجر كأنها قبور مظلمة، وكأني أسمع نداءً خفياً من أولئك الأموات ، إنهم يقولون: إني ضيفهم الليلة، يا للهول"(1). كما كتب موضوع إنشاء غريباً وكأن القدر يعده لمرضه الذي سيحار الأطباء في علاجه حيث كان الموضوع الذي اختاره عن (طبيب ذاع صيته...أصيب بداء حار فيه الأطباء) وكأنه يتنبأ بما سوف يصيبه عندما يكبر. لقد تقمص بالفعل شخصية المريض في بعض أجزاء الموضوع قائلاً: " كم أتحسر على تلك القرية النائية الجميلة بحقولها الخضراء التي تتسابق فيها الجداول التي واصلت بين ضفافها جسور صغيرة من جذوع النخل، هذه الجسور تشبه قلبي، قلبي الذي تعبر عليه حوادث الزمان ونوائبه، وهو معروض على ينبوع الحب ولكنه يرى المياه ولا يشربها" . والواضح من وصفه للقرية أنها هي قريته جيكور التي كان يحن إليها. هذا التقمص للضال الذي يترصده الموت والطبيب المريض الذي قضي عليه بالموت من الأمور السهلة عليه لكثرة ما يفكر فيها ، فالموت قد طغى على تفكيره منذ الصغر. وتنبأ أنه سيموت وهو صغير..... ومشكلته النفسية الأخرى شعوره باليأس وقد ازداد يأسه بعد أن فصل من الكلية فكتب لصديقه خالد: " كم عاهدت نفسي في سكون الليل العميق أن أخفت نغمة اليأس في أشعاري وأمحو صورة الموت من أفكاري...ولكنني واحسرتاه عدت بصفقة الخاسر، وحظ الخائب، وقد نذرت نفسي للألم والشقاء واليأس والفناء؛ وما أجهلَ من لامني على أن سميت مجموعة أشعاري "الأزهار الذابلة" ليته كان معي ليرى أن كل الكون: الأرض والسماء والتراب والماء والصخر والهواء ، أزهاره ذابلة في عينيَّ الشاحبتين ونفسي الهامدة الخامدة". (من رسالة إلى خالد في كانون الثاني 1946 ولكن كان ليأسه أسباب كثيرة فقد كان يتألم من الطرد والفشل المتلاحق في الحب والفقر والفراغ والبطالة. لذلك كان يكتب أشعاراً تقطر ألماً وحسرة منذ سن مبكرة قبل المرض.ألم يقل في إحدى قصائده؟:
كم بات يلتمس الحنانَ فما رأى طيفَ الحنان وفاتَه ما ينشد
وكم عبر عن حيرته واضطراب خواطره كما قال في لقاء بين شاعرين:
الشاعر الغرّيد لاقى شاعرا
هذا يُرى شبِقاً وهذا طاهرا
وبقيت مضطربَ الخواطر والهوى
بين الفضــيلة والرذيلة حائرا
ذلك الشعور باليأس والحيرة والإثم جعله يطلب العون والشفاعة من نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) عندما اتجه إليه بالمدح ...
نبيَّ الهدى كن لي لدى الله شافعاً فإني لكل الناس عان محيـــــر
تمرست بالآثـام حتى تهدمــــت ضلوعي وحتى جنتي ليس تثمر
الخـمـــــــــــــــــــــــــــــــر:
أما بالنسبة لشربه الخمر فالواضح من سيرته أنه مسرف في الشرب، وإن كان الذين دافعوا عنه قالوا أنه لم يسرف في الشرب ولكنه لنحوله فالقليل من الشرب يسكره، وقالوا: "قليل" من الشراب يتركه فاقد الوعي مدة ساعات. وهذا الدفاع ضعيف ولا يتفق مع المعلومات الطبية عن الخمر. فالشخص الذي يتعاطى شرب الخمر يجد نفسه في حاجة إلى زيادة كمية الخمر، فيضاعفها بمرور الزمن ليحصل على نفس التأثير. فالذي يسكره أو يفقده الوعي كأس واحدة في بداية تعاطيه الخمر يحتاج إلى كؤوس عديدة بعد سنوات من التعاطي ليسكر أو يفقد الوعي. وكونه يفقد الوعي بعد الشرب يدل على إسرافه في الشرب وقديكون لجوؤه إلى الخمر هروباً من معاناته النفسية التي ذكرتها أعلاه وتذبذبه الفكري.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نحافـــــــة مفرطــة وفــقـــــــر دم:
لقد كان بدر نحيفاً منذ طفولته ولم يكسُ اللحم عظمه، بسبب الفقر صغيراً ومرض السل في الشباب. كما أن التدخين الذي يقلل شهية الإنسان للأكل أنحله. كما أصيب بفقر دم ناشئٍ عن سوء التغذية وجهله بأمور الصحة أدى إلى شحوب لونه. والذي يؤكد أن التغذية هي السبب في فقر دمه وهزاله أنه في نهاية 1948 بعد حصوله على راتب 50 ديناراً أصبح "يتمتع بصحة جيدة واكتسى باللحم وغاب عنه شحوبه الملازم له" نقلا عن محمــ ود عبطة

الـتدخـــــــــــــــــــين:
كان السياب مدخناً شرهاً، قال عنه بلند الحيدري "كان يشرب من غير إسراف ويدخن بكثرة" ولا عجب أن يكون كذلك والتدخين منتشر في عائلته ومحيطه الاجتماعي ، ولم ير بدر بأساً في تلك العادة بل قد كان يفخر بها ويذكرها في أشعاره، فقد ذكر أن جد أبيه كان يدخن وهو يروي لهم القصص. قال في قصيدة (إرم ذات العماد):
من خللِ الدُّخان من سيكارة
من خلل الدخان، حدثنا جدُّ أبي
فقال : "يا صغارْ".....
أما عن تدخينه هو فقد قال في: قصيدة "ليلى" :
" التبغُ صحرائي أهيم على رفارفها الحزينة ". كما قال في قصيدة أخرى، قصيدة (رسالة) : رسالة منكِ كاد القلب يلثمـــها لولا الضلوعُ التي تثنيه أن يثبا لكنها تحمل الطيب الذي سكرت روحي به ليل بتنـــا نرقب الشـهبا في غابة من دخان التبغ أزرعــــها وغابة من عبيـــر منك قد ســـربا وفي قصيدة (فرار 1953) قال: في ليلة كانت شرايينها فحما وكانت أرضها من لحود يأكل من أقدامنا طينها... لكننا واحسرتا لن نعود أواه ُ لو سيكارةٌ في فمي رغم الدجى يا عراق!
وهكذا تبين أشعاره إدمانه على التبغ الذي أضعف جسمه، ولا نعلم إن كان للتدخين علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمرضه الذي قضى عليه، ولكني أعلم أنَّ هناك آخرين أصيبوا بنفس مرض السياب وكانوا مدخنين.

د. حجـر أحمـد حجـر البنعـلي
من موقع مجلة الصحة القطرية ..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا