المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

نصُّ مقالة : (الدَّخينةُ) للارفعي عرضٌ وتحليل:

الأديب الشاعر: مصطفى صادق الرافعي الطنطاوي: مولده:ولد عام:(1297هـ) -(1880م) في طنطا بمصر، من أسرة شآمية الأصل من طرابلس. و توفي بها عام: (1356هـ) - (1937م)،عن عمر ناهز :59عاماً. نشأته و

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-05-2011, 07:02 PM   #1
القضاعي
عضو


الصورة الرمزية القضاعي
القضاعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21466
 تاريخ التسجيل :  10 2007
 أخر زيارة : 26-05-2011 (09:48 PM)
 المشاركات : 11 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
نصُّ مقالة : (الدَّخينةُ) للارفعي عرضٌ وتحليل:



الأديب الشاعر: مصطفى صادق الرافعي الطنطاوي:
مولده:ولد عام:(1297هـ) -(1880م) في طنطا بمصر، من أسرة شآمية الأصل من طرابلس.
و توفي بها عام: (1356هـ) - (1937م)،عن عمر ناهز :59عاماً.
نشأته و تعلمه: حفظ القرآن الكريم، وتلقي كثيراً من العلوم الإسلامية من والده الذي كان رئيساً للمحكمة، ولم يتجاوز في المدارس النظامية المرحلة الابتدائية.
ثم أصيب بالصمم المبكر الذي مكنه من التفرغ تماماً للقراءة التي عكف عليها،حتى صقلت مواهبه، فظهر شاعراً حفيَ بتقدير الأئمة في عصره.
فقرض ديوانه البارودي وحافظ إبراهيم من الشعراء، مجموعة من الشيوخ و الساسة و الأدباء كتابهم وشعراؤهم،كلُّ ذلك احتفاء بشاعريته .
مؤلفاته:له عدة مؤلفات منها:
1-تاريخ الأدب كتابه المسمى: تأريخ آداب العرب في ثلاث مجلدات،و يعد من المراجع المهمة في تأريخ الأدب الحديث لصدق لهجته ،وحرصه على الدفاع عن الأدب العربي في وجه المناوئين به ،من الأعداء و أذناب الأعداء المتربصين بالأمة العربية شراً.
2-وحي القلم. و هي مقالات له جمعها في ثلاثة أجزاء ،تجلت فيها بلاغته وبيانه.
3-تحت راية القرآن، وهو كتاب دافع في عن القرآن الكريم و البلاغة العربية.
4- الحب و الجمال . 5- حديث القمر . 6-رسائل الاحزان . 8- أوراق الورد. 9-السحاب الأحمر. 10- المساكين. . 11- وحي الهجرة . 12-درس من النبوة .
13- حقيقة المسلم. 14- الله أكبر .
ودخل المعركة بين القديم والجديد، فكان من ثمراته كتابه: 15- على السَّفُّود. و هو "سيخ الشواء" .
ثم جمعت مقالاته الإسلامية في كتب عدة أو موسوعة كاملة،عرفت باسمه.
واليوم نأخذ نصاً أدبياً تجلت فيه بلاغته وفصاحته ،في موضوع يهمُّ الأمة العربية التي تكالب عليها الأعداء من كل صوبٍ ، وهو نصًّ لم أكنْ لأقع عليه لولا توفيق الله ثم تدريسي إياه وزملائي في السنة المنهجية لقسم الأدب و البلاغة عام : (1405هـ) بالجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور مصطفى محمد يونس رحمه الله.
(وكان نشر في مجلة عربية غير معرفةٌ لديَّ)،هكذا قال أستاذنا،و لم أكن لأسأله إذ ذاك. ولم يطبع في كتبه-بعدَ التحري عنه فيها- فقد سألت المتخصصين في فنِّهِ ،فلم يرشدني أحدٌ منهم على مكانه، وما زلت أطمح أن أجد له أثراً حتى يتمَّ توثيقه ،و إلا فلا يهمنا ذلك ،فهو وثيقةٌ أدبية رائعةٌ بغضِّ النظر لمن هو؟ ،لجماله الأدبي الأخاذ.
والنَّصُّ: (الدَخِيْنَة)،
قال مصطفى صادق الرافعي:(رأيتُ الدَّخِيْنَةَِ في يَدِ مُرْتَكِبِها ،و قدَّمَهَا إليهِ صديقُهُ ، فأشعَلَها ،كالهازىء بها ، وهو حينَ امتصَّ دُخانها، امتصهُ عابِثاً، وحينَ أرسلَهُ في الجوِّ، أرسلَهُ ضباباً لاهِياً ، حتى إذا ما رماها، أصبحَ هو في يدِها ، بعدَ أنْ كانتْ في يدِهِ ، فلمْ يَعُدْ يُطِيقُ فِرَاقَها، فإنْ حاولَ هاجمتْهُ في كلِّ قَطرةٍ من دمائهِ، ويضْطَرُ إلى العودةِ إليها،و هوَ يُردِدُ "وداوني بالتي كانتْ هي الداءُ"، فإذا فَمُةُ نَتِنٌ، ولسانُهُ جَافٌ قَذِرٌ، وصدْرُهُ مُتَداعٍٍ ، وقَلْبُهُ مُضْطَرِبٌ ، وإذا بِدَمِهِ يَحْتَرِقُ...).
و نحاول هنا أن نعرض لبعض منه بالتحليل:
أ-حول النص:
1-مقدمة تعرضت للحديث عن الدَّخينة، وتتلخص في: أنه رأى جسم الجريمة في يد مرتكبها، منذ أن قُدِّمت إليه ، إلى أن ذهبت في تاريخ التراب.
والجمال في هذه المقدمة أنه خرج بها عن جفافِ الموضوع، فلم يبدأ كلامه مقرراً : (الدَّخِيْنَةُ سُمُّ ضارٌ)، وإنما مهدَ له كما ترى بعدة صور حتى دخل إلى لب الموضوع.
2- أنه عرض موضوعه عرضَ مصورٍٍ هادئٍ ، لا يكادُ ينتهي من رسمِ صورةٍ حتى يهرعَ إلى رسمِ أخرى، إلى أن أصبح الموضوع مجموعة صورٍ حيةٍ ناطقة.
ب- صور النص:
في البيت صور جزئية:
1-"رأيت الدخينة": التعبير بـ"رأيت" فهو لا يدخل شخصاً في الموضوع ،فهو الذي رأى لا غيره.
2-ورؤيته منصبة على شيء بعينه، هو محور الموضوع، ولو قال مثلاً: “رأيت شاباً بيده دخينة“، لما بلغ الهدف الذي يرجوه.
3- "تمتص" صورة هادئة من المصِّ، وهي صورة مذكِرة برحلة :"ألف مِيْلٍ" للطفل، كما عبر أصحاب التحليل النفس، وإذا كان الطفل يتعلق بمصدر غذائه الذي فيه قوام حياته، وهو لم يفقه شيئاً بعد، فإن هذا الشاب الذي يدعي أنه فقه كل شيء يتعلق بشيء آخر من أسباب هلاكه.
من الصور الكُلَّيَةِ :
نجدها في وصفِ حالةِ الشابِّ الذي راحَ ضحيةَ شهوته ،فأتى بخمس صورٍ، في جمل قصيرةٍ، موحيةٍ بالاشمئزازِ و النَّفْرَةِ من هذه الدخينة، التي جنتْ على هذا الشاب :ألا وهي:
"فإذا فمة نتنٌ" وتوحي بتعفن فمه ، ونتنِ رائحته،يكرهه من يجالسه من زوجة وولدٍ وصديق.
"ولسانه جافٌ قذرٌ" فتوحي بالنفرة من منظر لسانه وقذارته.
"وصدره متداعٍ"فتوحي بضعف صدره ، وكونه عرضة للأورام و الأسقام.
"وقلبُهُ مضطربٌ"فتوحي بالحالة السيئة من التعب و الارهاق الذين يعلوانه،فيضيق نفسه،و يعلو نباحه،الذي يحذر اللصوص من الاقتراب من بيته ،كما قال بعض من يذكر فوائد التدخينِ من بابِ الاستهزاءِ.
"وإذا بدمه يحترق"،وهو نتيجة طبيعية لفساد دمهِ، وفسادِ الكرياتِ الحمراءِ و البضاءِ ،من حالِ الاضطرابِ الكُلِّي ِّ الحاصلِ في جسده.
فمن سمع هذا الوصف لا شك أنه سيتراجع عن المضي قدماً في تعاطي الدخينةَ مرة أخرى.
وبعد: فالرافعي له أسلوبه المتميز،من أساليب أدباء عصرنا الحديث، أسلوب يعنى بانتقاء العبارة، وتخير الألفاظ المناسبة لعمق المعنى.
وفي هذا، يبدوا أديبنا وكأنما هو مالك لرصيد ضخم من جواهر اللغة وطرائق التعبير، يتصرف فيها كما يشاء ، فيقدم أو يوخر و يستعمل أو يهمل، لا يحكم إلا سليقته و ذوقه، وهو مصور للكلمات، رسام بالعبارات.
و إذا كان الجاحظ يرى الشعر لا غنى له عن التصوير، فإن الرافعي يرى الكتابة كذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:22 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا