لكل عالمه الخاص

لكل عالمه الخاص

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته




هناك وراء القضبان يعيش أناس في عالم آخر .. عالم مختلف عن ما نتصوره .. عالم يعيش حياة الغابة لا مكان فيه للضعيف.
ففي السجن أناس ينهش بعضهم بعضا .. أناس يمتص بعضهم دماء وأموال بعض.
وفي السجن تابع ومتبوع ورئيس ومرؤوس .. فيه تسلط واستعباد .. ففي السجن حكومة أخرى تحكمه من الداخل وتحكم قبضتها عليه.
وفي السجن البورصة مختلفة فالمائة ريال لا تعادل عشرة ريالات وقيمة السيجارة الواحدة قد تتجاوز الخمسة ريالات وهناك سوق رائجة للمخدرات وقد تجد هناك أصنافا كنت تسمع عنها وانت خارج السجن وقد تتعرف هناك على مروجين لم تكن لتعرفهم لولا دخولك السجن.

المستشفى .. عالم آخر





في المستشفى فروق .. فهناك مريض يرجى برؤه وآخر ينتظر موته .. وهناك مريض متفائل رغم مرضه العضال وهناك متشائم رغم أن شكواه عارضه .. وهناك من هو في غيبوبة منذ سنين واخر لديه زيارة دورية.
والأهم من ذلك أنك بصحة وعافية بين أهلك وبنيك وآخر رهين الإعاقة حبيس المستشفى أنت تمشي وهو لا يقدر أن يحرك اصبعه .. أنت تأكل وهو يسقى طعامه بأنبوب عن طريق أنفه .. أنت تتنفس الهواء الطلق وهو لا يستغني ولو لثانية عن انبوبة الأكسجين .. وانت تدرك ما يدور حولك وهو فاقد للإدراك .
لو قدر لك زيارة مستشفى النقاهة ستجد أمنية الكثير : أن يسجدوا لله ولو لمرة واحدة .. انظر إلى حالي وحالك مع أمنيتهم (ستجد تفريطنا باديا للعيان) .



في قسم الشرطة



تدخل وانت تحمل الدنيا على رأسك فما هي إلا دقائق معدودة حتى تنزلها من فوق رأسك وتهون عليك مصيبتك حينما ترى مصائب غيرك.
يدخل أحدهم يريد أن يبلغ عن سيارته المسروقة من أمام بيته وكل الهموم قد اجتمعت ثم حامت على رأسه .. فيرى الآخر قد أتى ليبلغ عن سرقة سيارته وبداخلها زوجته فتهون عليه مصيبته حين رأى مصيبة غيره.



الصلاة





في الصلاة شتان بين القلوب .. فقلب خارج المسجد هائم في الدنيا وأدرانها متنقل من مكان إلى مكان حتى تقضى الصلاة حينها يعود رشد صاحبه إليه فينتبه ويذكر أنه كان في الصلاة.
والقلب الآخر يفر من صاحبه فيرده إليه .. وهما هكذا بين فر وكر.
وقلب ثالث فقد خزمه صاحبه بخزام التقوى وألجمه بلجام المراقبة وأحضره بين يدي بارئه وخالقه .



البرزخ





في البرزخ حياة جديدة ليست كالحياة السالفة .. في البرزخ حياة أخرى ستقضيها بشكل مختلف عما اعتدت عليه .. في البرزخ حياة ستقضيها على ما قدرت لك وبناءا على ما قدمت في دنياك شئت أم أبيت .. في البرزخ لن يكون لك الخيار .. في البرزخ لن تستطيع أن تسجد أو تركع أو تسبح أو تذكر الله .. في البرزخ أنت لست في الدنيا ستقول بأنك حر كما تقول الآن .. في البرزخ جنة أو نار فاختر لنفسك من الآن فأنت الآن في دار الاختيار.



جيران القبور



هيهات بين أصحاب القبور .. قبور تستعر على أهلها وقبور أهلها يتنعمون .. فصاحب قبر فرحت الأرض باحتضانه لأنه ولي من أولياء الله كم سعى على ظهرها سائرا في فجاجها متنقل من طاعة لأخرى .. كم أرضى ربه على ظهرها .. كم سجد له على ظهرها .. كم أظهر شعائر دينه على ظهرها .. كم بلت دموعه ثراها خوفا لربه ورجاءا لما عنده .. كم سار على ظهرا صلة لرحمه أو دعوة إلى دينه أو إصلاحا بين الناس .. وآخر ضمته في جوفها حتى تخالفت أضلاعه .. كم تمنت يوما أن تبتلعه غضبا وغيضا .. كم سعى على ظهرها ليفسد فيها .. كم عصى ربه على ظهرها .. كم آذى الناس على ظهرها .. كم وكم وكم .. عالم مختلف رغم قرب الجوار …

مما راق لي

المصدر: نفساني

موضوع قوي جدا يا أبو يوسف

ويا ليث الواحد يتعض من هذة الحروف الرائعه والمعبرة عن واقعنا الأليم

سلمت الأنامل يا طيب

و سلمت من كل مكروه ياطيب