كلنا تحت أختبار

كلنا تحت أختبار

كليهما تحت أختبار

ولكن من منهم سينجح في الأختبار ومن منهم سوف يفشل

نعم أحبائي أن كل واحد منّا في هذه الدنيا وضِع تحت ظرف معّين يختص به وما هذا الظرف سوى أختبار من الله عز وجل
فقد يكون هذا الأختبار إما غناً أو فقراً أومرضاً أو حتى جمالاً
أو قبحاً أو علماً أو غيره
فالفقير ابتلاه الله عزوجل بالفقر ليرى أيصبر ويسعى من اجل توفير لقمة الحلال أم يتجه الى الطرق المحرمه كالتجاره فيما حرم الله كالمخدرات أو السرقه أوالاساليب الملتويه المحرمه فان سلك هذا الطريق فقد فشل في الأختبار وباء بسخط الله والعياذ بالله
وكذلك الغني فهو بهذا المال تحت أختبار والمسكين لايعلم فان قام بإداء ماعليه من واجبات دينه كالزكاه والصدقه وإعانة المحتاجين وكفالة الإيتام والأرامل وبناء المساجد والدعوه الى الله ودعم كل وجوه الخير فقد افلح .وإن قام بعكس ذلك من تكبر وتغطرس بهذا المال وبذله فيما حرم الله كالخمور والمعازف والعلاقات المحرمه وظلم به الآخرين وسلب به الحقوق ووظفه فيما يغضب الله فقد اخفق في اختباره وباء بسخط الله
كذلك من وهبه الله الجمال وحسن الخلقه فهو الآخر وُضِع تحت أختبار هل سينجح أم سيخفق هو الآخر
فإن شكر الله على نعمة الجمال وأثنى عليه وتواضع به وعلم ان ذلك من الله فقد نجح في اختباره وان هو تكبر به وأختال به بين الناس واحتقر من هو دونه في ذلك وكانه هو الذي وهبه لنفسه فقد اخفق في هذا الامتحان وباء بغضب الله نعوذ بالله من ذلك
وكذلك من وُهِب قبحاً في منظره فهو تحت أختبار فإن صبر في ذلك واحتسب وصبر على إيذاء الناس وسخريتهم فقد افلح . وان سخط من ذلك وجزع واعترض على ارادة الله وعدم الرضا فقد فشل في هذا الاختبار وخسر مااعده الله له من الأجر العظيم لو انه صبر على ذلك
وكذلك صاحب العلم فإن وظّف علمه في طاعة الله وتوعية الناس بأمور دينهم وعمل بعلمه فيما يرضي الله تعالى فقد افلح ونجح في هذا الامتحان وان تكبر بعلمه واحتقر من هو أقل منه في العلم ووظف علمه فيما يسخط الله فقد اغضب ربه وباء بسخطه وفشل في هذا الاختبار
وقس على ذلك عزيزي في جميع أمورنا وأحوالنا كلنا تحت أختبار ليميز الله الخبيث من الطيب ليجزئ من افلح في أمتحانه بالجزاء الأوفر ويجعل مقته وغضبه على كل من أخفق في أختباره نسأل الله أن لانكون منهم ويجعلنا من اولئك اللذين صبروا وأفلحوا وظفروا بما عنده من كريم الجزاء وعظيم الثواب
فالعاقل منّا يجب عليه أن يستشعر بأن الحال أوالظرف الذي هو به ماهو الا أختبار وأمتحان من الله سبحانه مهما كان نوع وشكل هذا الاختبار وليحرص على أن يكون من اللذين قال فيهم الله عز وجل ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاااااااااااااااااز)

نسأل الله عز وجل أن نكون من الفائزيـــــــن

م-ن

المصدر: نفساني