|
|
||||||||||
ملتقى التجارب الشخصية للحالات الأخرى في حياة كل منا لحظات ومواقف تنقله إما إلى الأحسن و إما إلى الأسوأ، شارك معنا بنقاط التحول في حياتك فقد تكون نقاط تحول للأخرين |
|
أدوات الموضوع |
29-11-2003, 08:06 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
تجربتي مع الظل البشوش &&
اتفقنا على اللقاء في منتدى نفساني وكانت الساعة الصفر تماما. كانت حروفه التي عرفته فيه تشبه صورة رجلا طويل القامة* فاحم الشعر* أرنبة أنفه تُضفي على ملامحه هالة من الكاريزمية* عيناه قويتان توحي بأنه قادم من عصر زرقاء اليمامة* متأنّقا في لباسه حيث ينساب على كتفيه بُرْنُسا يذكّرني بوطني الجريح. شاربه يؤهله بطلا لفيلم تاريخي.. التقينا في الماسنجر وأخترنا موضوعا ساخنا طلبنا " ميراندا" وشايا بالحليب من أشباحنا المختيأين في أعماقنا
تجاذبنا أطراف الحديث.. كان صاحب ثقافة عالية* استطعت أن أستشفها من حديثه عن مستقبل الأنسان والتمسك بمعتقداته وثوابته !! ارتشف شايه بسعادة بالغة.. اكتشفت من نغمةالشاي الممزوجة بلحن الشفاه أنه خرج من السجن لتوّه* مما جعلني أحجم عن الحديث في هذا الموضوع احتراما لمشاعره* ورغبة في عدم التدخّل فيما لايعنيني.. هذا ما تعلّمته في المدرسة النموذجية راح صديقي يحدّثني عن الإنسان في العالم الاسلامي.. ماذا يقرأ.. كيف يكتب.. كان يبدو أنه منجذب إلى هذا العالم الغريب بكلّ قواه.. هكذا بدأ حديثه: - الإنسان في مصر مثلا اصطدم بفكرة فوكوياما* بداية الإنسان قاطعته بزهوٍ منفعل: - بل "نهاية التاريخ....". سمع ألى حديثي المقتضب ونظر إليّ مشفقا * فالجهل كان سمة تلازمني* في مثل هذه اللقاءات العابرة والجلسات السريعةوالمحادثات العفوية .. هذا ما قرأته في لهجة حروفه التي حاول أن ينتزعهما بوليس الهوتميل * على أمل الحصول على ملفات تُعد في غاية الخطورة.. فمن عينيه تطلّ روحه القوية وشخصيته الطموح. وقال في أسطر خمسة سريعة لم تجعلني أقاطعه - يا صديقي لقد قلت في الشوارع والمقاهي والفنادق والملتقيات والندوات والمؤتمرات* ولازلت أكرّر* بأنّ نهاية التاريخ اغتراب في غاية الجمال* ابتدعه فلاسفة ما قبل التاريخ. . فالبريطانيون مثلا يعرفون كيف تفكّر أمريكا. .هم ينظرون بمنظار مقلوب * فهذه طريقتهم في التفكير لتصيّد الحقائق. والعرب يعرفون أن مصر مثلا هي ثقل العالم العربي قوميا والسعودية هي ثقلها الديني أنتظر ياصديقي : - نعم هذا صحيح.. أشهد أمام اللّه الواحد القهار بأن هذا المبعوث من سجنه* تطرّق إلى هذا الموضوع في كلّ الغرف البالتوكيةالتي اشتغلت بها.. أسمعته بعباراتي المشهور أثناء غضبي : يا بيه* كانت المجالس العامة عندنا في الخليج قديما وحديثا مثل المحافل الدولية.. كان الإثراء النقدي الناضج يغلب على الثراء النقدي الفاحش والتفاخر بالسفر .. كانت أجواء التحدّي الثقافي والفكري ميييييح بدل مانراه اليوم من علوّ شأن الثرثرة والتحدّي العضلي.. نطق مساعده المثقف الذي ترتسم على وجهه ملامح الفقر العالمي: أفقت من دهشتي* ومن كلام هذا المجنون الذي يرمينا نحن معشر الأعضاء المسالمين بالكذب.. تجاهلته تماما* ثم حوّلت نظري إلى ما يحدث أمامي.. وصحت مثل المعتوه: - نعم .. نعم* ما أروع تلك الجلسات* لكن كيف لنا أن نصدّق أقوال هؤلاء الفلاسفة والتاريخ لم ينته بعد؟. نحن نؤمن بالله.. نهاية التاريخ معناها القيامة ولاشيء آخر. لم أتمالك نفسي.. بكيت بكاءً قليلا * لأني مثله أتعّذب بألم الظلمة الدينية التي لم نعرف لماذا نحن نلهو ونلعب بعيدا عن آخرتنا * لكني أتعذّب في صمت وهو يتعذب بألم * وحينها أدركت أن صديقي المفكّر قد هدّه زمن الغربة الطويلعن دينه .. غربة وطنه المهيض الجناحين* ومعاناة ناسوته* الذين لايعرفون عن إنسان العرب وتاريخ أئمة الدين وعلمائه شيئا مما حدّثني عنه!!! ثمّ قفل عائدا إلى سجنه وهو يردّد* نحن الغرباء.. فطوبى لنا.. و﴿تبّت يدا أبي لهبْ﴾* وأكمل محدثي الندم والندب على حظه العاثر ﴿ وقلت في نفسي : وتبّ ما أغنى عنه ماله وما كسبْ﴾.. ثمّ مشى صاحبي لأغلاف المحادثة وهويُسرع الخطى نحو باب الأغلاق لتَشْمِعِهِ* بأمر من فوح الرجوع الى الله ..وحمدت الله ربي العظيم أن عصمني من نفسي ومن الشرذمة القذرة التي ترقص على أنغام ناشزة كانت حولي * تنبعث من حنجرة وطن الأنسان البسيطفي النزع الأخير من عمره!!! فكانت هذه تجربتي مع محدثي المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|