تجارة العقول بين الربح والخساره(الجزء الثاني)

تجارة العقول بين الربح والخساره(الجزء الثاني)

تجارة العقول بين الربح والخساره(الجزء الثاني)
تطرقت في الجزء الاول عن تجارة بالعقول بين الربح والخساره ووجدنا اننا نملك الكثير من التجار الذين لا زالو يتلاعبون في عقولنا البشريه دون أي حد لهذه المهازل بل انهم اصبحوا افة مرغوبه لكثير من الاسر دون رقيب او حسيب ..هذه الاسر التي لا تعلم انها سوف تجني على ذلك الابن او تلك الفتاه حينما تجدها بلا ثقافه وبلا علوم حتى وان كانت تحمل من الشهادات بارصدة عاليه وكانها تريد خداع نفسها بذلك ..وبالتالي نحن من سيدفع الثمن كمثل كل مره نتحمل اخطائه وفشله وجهله ويصبح عالة على المجتمع

وحينما وجدت نفسي اكتب ذلك المقال وطرحته للنقاش كان من واجبي ان اطرح القضيه شامله حتى اكون منصفا بحقوق تجارنا ..لذلك قررت ان اطرح الجزء الثاني من هه القضيه وهي التي افكت في الامه العربيه
انها ليست قضيه خليجيه فقط بل انني اكاد اجزم انها قضيه كل ماهو عربي في أي بلد عربي ..
فحينما ارتداد بعض المكتبات ..او اتصفح بعض الجرائد ..او اشاهد بعض القنوات ..يصيبني الملل رغم ان الكثير والكثير من الاجيال التي تتحمس لمتابعة هذه الامور
للاسف تدني مستوى الثقافه في بلداننا العربيه فاصبحت مجرد كتب تتحدث عن المديح او التاريخ والذي لابد ان يكون معرضا للمزايده او المناقضه او التغيير
لا ارى في مكاتبنا سوى القليل والقليل من كتبنا القيمه والتي ان تصفحناها بداخل المكتبه نرى كمبية الغبر التي تحمله مغلافاتها بل ان البعض منها تكون وجبة لذيذه لبعض جردان المكتبه وحينما اذهب الى خانات الكتب التافهه والتي لا تحمل سوى الجذب بالغلاف اما بالعنوان او بماهو يخص الغرب او القصص الغراميه والتي لا تتماشا اصلا مع حياتنا وكل المحال تطبيقها لدينا بنفس صيغها
ارى الغالب من المجتمع ينهال على مثل هذه الامور واكاد اجزم ان البعض منهم لم يقرا بها حرفا بل اكتفى بما تحمله من مناضر او صور وان كان منهم نوعية لا باس بها فسوف يتفضلون مشكورين بقراتها ..ولكن دون أي فائده تنمي عقله وثقافته .فتحولت المكتبه التي صممت لبيع الكتب القيمه الى مجرد محلات لبيع الاكسسوارات والصور اللاصقه والالعاب ..
فان قلت في نفسك لعل الجرائد تكفي ..فما اكثر مهازلها ..وما اكثر الاقلام الزائفه التي تخط فيها سطورا لا تعبر الا مديحا لسلطه او ذما لشركة منافسه ..او حربا اعلاميه بين شخص واخر
وكم هي ذكيه حينما تعلم اننا مرغمين عليها ليس لاننا نريد الثقافه بل لاننا نريد ان نشعر اننا نقرا ..حتى وان كانت مجرد اعلانات دعائيه في هذه الصحف
اما ان ترى ماهو يدافع عن وطنه او ارضه او شرفه او شرف ابنائه وان يحمي مجتمعه من تخطبطات التزوير والغش والخداع والتلاعب فللاسف تجده في زوايته مجهوله من تلك المجله لا تجمل أي علامات جذب لها لانها مجرد فراغ تم ملئه دون أي اهتمام..!!!
نعم هذا ما يريده الكثير من اعداء العرب والدين وقد نالوا مرادهم ..!!
فها نحن نبتسم لما نحن فيه.... وكم كان من الاجدر ان نبكي الف مره لما هو لنا..رغما عنا
ها نحن نقرا ما يريدوننا ان نقرا !
ونتعلم ما يريدون ان نتعلم !!!
وفي النهايه نبصق على الواقع ونعترض عليه باللسان لا بالاحاسيس ولا المشاعر
افكارنا ,مشاعرنا وطموحاتنا قد تحطمت جراء عقولنا المتبلده التي لا تفكر الا بامورنا السطحيه
من هو وراء هذه الافعال ..جردنا حتى من القراءه وحتى من كتابة بضع سطور صادقه تخرج من القلب
لا يهم ابدا ..ابدا ان نكتب بصيغه او لحن ..وليس العلم ان نعرف ماهي الحروف وكيف انطقها
لا يجب ان نكترث كيف نكتب او لمن نكتب ..بل انه من الواجب ان نعرف ماذا سنكتب ماذا سيجر هذا القلم الضعيف الذي لاحول له ولا قوه ..وكاني اشعر بماسيه حينما يكتب به البعض... وكاني اسمع صراخه من كل حرف يريد الحق فلا يظهر ..يريد الامان ..فلا يكون
لا تحاسبوا طالبا قد فشل ..ولا تحاسبوا خطا من مراهقه ..او من منحرف ..او من متخلف ..
ولكن ابحثوا عن الاصل في المشكله فمن يخطيء انما اخطا من عقله ومن فشل انما فشل بعقله ومن اخطات فهي بتصرفها الناتج عن عقلها وكذلك الانحراف او الجهل ..ذلك العقل الذي لم يكن الا جزء اجوف في الجسد بدون أي معرفه وتعمق علمي ..
كثير من الاميين الذين لم يعرفوا القراءه ولا الكتابه تفوقوا علينا نحن المتعلمين لانهم كانوا ينمون عقولهم على ثقافات بسيطه تخلوا من التقليد او الانتهاك او سلب حقوق البشريه فنجحوا (حتى وان كانت لا تتناسب معنا) الان ولكن كان لحياتهم متعه وسعاده ونجاح
كم اتمنى ان اقف بالمكتبه وارى تلك الكتب المصفوفه والتي تتحدث عن البشريه (بواقعهم )دون اختلاف ودون خجل ..بتجاربهم دون غيرة او حسد ..بامالهم ..دون ضعف والامهم التي عانوها حينما قالوا الحق
وشعورهم بين الالم والحقيقه ..الذي كان الالم يتبدل سعاده مع كل جرح ينزف دما كل هذا ..من اجل الحق
كم كنت اتمنى ان تكون مناهج الطلاب مبتكره من اجل الطلاب مصنفه من اجل الطالب
الذي يريد العلم وللطالب الذي يجب ان نرغبه به ..المدارس الخاصه تصرح انها تبتكر وتخلف من الطالب انسانا اخر .!!
اهي هي تلك المدارس فانا لم ارى الا كتبا ومناهج لنفس مناهج المدارس المجانيه ..ولا يفرق عنها
سوى ان بالالى تدفع والثانيه تاخذها بالمجان وان حصل اختلاف يكون بالغلاف الملون ويحمل اسم المدرسه كنوع من التطوير !!
كثير من المدارس الخاصه تصر على ان يكون الشرح والوسائل الايضاحيه من الطالب حتى يتعلم !! ثم تضعها في الصالات والممرات للتزين او انها وبعد ان يتكد ذلك الطالب مبالغ طائله لدى الخطاط والرسام يكون مصيرها اخر السنه في سلة المهملات وقد حكم عليها حرقا من قبل البلديه (لمنع التلوث)!!
وبعد ان تم اعلان القطاع التعليمي بالرفض لاي طالب يقوم بهذه الاعمال ونشرها في الصحف والاعلام كقرارات من الوزراه بداو بخطط لاستنزاف ذلك الطالب واستخدام طريقة (الضحك على الدقون ) فيبدا المدرس بالثناء والشكر على ذلك الطالب وانه مخلص لمدرسته وانه طالب محبوب وانه وانه حتى يكون مثلا يحتذي له الجميع من الطلاب ثم يطلب من جميع الطلاب اعمالا معينه للشرح او التوضيح دون امر !!
وانا لو كنت طالبا لما استطعت ان ارفض طلبا يطلبني هو الاستاذ حتى وان كان مجرد طلب يخلو من صيغى الامر فان طنت في مرحلة مبكره سوف اخذ هذا من مجال فرد العضلات اما الطلاب
وان كنت في مراحل متقدمه سوف ابدا بالشك والريبه بان هذا المعلم سوف يكون لي بالمرصاد في اختباراتي ومناهجي او زيادتي بالدرجات على اقل تعبير ..
اين الرقابه ..نحن شعب لا نزال نرجوا الرقابه الصارمه تجاه هذه الامور ..ويجب ان يكون لدينا الابتكار في حلول لهذه المشاكل ..
لماذا الطالب لا يحاسب بشده في مجال الرسم ..او الفنون .. او القران .في كل التخصصات
مع اني ارى الكثير والكثير يعتبرون هذه المواد مع انها هامه في حياتنا الان مجرد تجميع درجات ورفع للمعدل ..ويفشلون بها في الجامعات وتعتبر من اصعب المواد حتى القران !!
لماذا لا تكون احد الحلول المحايده ان يكون هناك ورش للعمل تنطلق منها الوسائل التعليميه والايضاحيه للمدرسين والمدرسات وهم من يقومون بصنعها بمشاركة الطلاب
مالفائده ان قدم الطالب بدفع مبالغ للخطاط والرسام ويحضرها دون ان يعرف كيف م انجازها

من الذي يريد ان يحول قطاع التعليم من مجان الى خاص بالتدريج ؟!! اليس هذا السوال محل شك وريبه .. من الذي يريد فشل الطلاب وخلوهم من الابتكار والمعرفه ..
اسئله كثيره جدا تدور في ذهني يخالطها نوعا من الحزن والخوف من المستقبل ويقف الف الف استفهام بمخيلتي تكون في الاجزاء القادمه
وتستمر الحياة ..
تحياتي للجميع
اخوكم فيصل

المصدر: نفساني