|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
09-03-2004, 06:57 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
علمتني الجروح ما لم أجده في الكتب ??????
أحــبــتـــي..
دعوة للتأمل للحظات.. فالتأمل قد يفتح لنا أبوابا مغلقة.. وتحن معه قلوب قاسية.. كنا صغارا.. لا نعرف من حياتنا سوى حضن أمهاتنا.. ولا نرى من العالم سوى ساحة بيتنا.. ولا نعرف من الوجوه سوى وجه والدنا الطيب.. ولا نسمع من الأخبار سوى ما تنقله والدتنا من زواج ابن عم.. وولادة خالة.. وسفر قريب.. أقصى ما نتمنى لعبة.. ثم نومة هانئة.. قلوبنا بيضاء.. نرى العالم يشع نقاء.. لا نعرف من يشاركنا عالمنا.. لا نعرف أمتنا ولا قادتنا.. ولا حتى حدودنا.. كبرنا وكبرت عقولنا.. أشياء تغيرت.. ورؤى تبدلت.. وأحلام تبددت.. رميت جسدي المتعب.. أتنقل بين القنوات.. أتابع عالما طالما غاب عني وأنا صغير.. أتنقل بين أخبار أمتي.. وأخبار من يشاركها العالم.. لأرى جراح شهداء الأقصى.. لأرى دجلة والفرات تسيل دما.. لأرى أمتي دويلات وكل دويلة من أختها خائفة وبعدوها مستعينة.. لأرى أمتي شعوبا ساذجة مستعبدة.. لأرى حثالة تعتلي المنابر والصفوة تكتم أصواتها.. لأرى الحق صامت والباطل يتكلم على ألسنة شياطين من جلدتنا.. لأرى النفاق والرياء وشراء الضمائر. لأرى دروسا تعلمتها في مقرر التاريخ كانت مجرد حبر على ورق.. أقفلت التلفزيون.. بعد أن كاد يغمى علي.. دخلت غرفتي أمسكت قلمي الذي بدا يائسا حاقدا على عالمي.. وأخذت أفرغ ما في قلبي من حسرة حروفا.. أخذت أكتب هذه الكلمات : علمتني الجروح ما لم أجده في الكتب الثانية ظهرا.. شمس حارقة .. ونسمة هواء لافحة .. وعيون تنادي .. وأنا صامت..بعت الكلام لهم.. واشتريت راحتي.. أراقبهم ولا يدفعني لكلامهم شيء سوى النقد.. يا أرذل الخلق .. وأقبح المخلوقات.. يا عار الإنسانية.. ونقمة البشرية.. ليتني حيوان.. طائر.. أو ما شاء الله .. ولكن أن أنتمي إليكم .. فهذا الجرح الذي لن يشفيه زمن ولا عمر.. يا قلوبا من حجر.. يا عيونا لا يملأها إلا التراب.. يا أفواها لو أكلت لحم الصغار ما ضرها.. وكيف يضرها وهي نشأت على الكراهية الدفينة.. ورؤية الأم ذاهلة حزينة.. يا غرورا زاد غرورا .. ويا عيونا عميت من سنين.. ويا رغبات لم يقودها دليل.. ويا كسورا لم يجبرها تعاقب الليالي.. ويا نظرات مكسورة.. وآهات حائرة مكنونة.. يا عيونا ذلت.. وعيونا عزت.. وبينهما من السنين عبر.. ومن خفايا التاريخ سير.. يا زمان الغربة.. ويا سنين العجائب.. يا حلم الموت الذي حلمه الآلاف.. يا قبر الفضائح والذنوب.. ويا نهاية الحياة الدنيئة.. يا راحة فوقك يا رمال..أو راحة تحتك يا رمال.. وبين أحضانك يا رمال.. تتضح الحقائق.. ويكشف المستور.. يا تناهيد الرغبات البسيطة.. التي قتلها في مهدها طمعهم.. ونثر دمعها ظلمهم.. وبقيت محمولة بين جوفه..لا ظلام الشتاء سلبها.. ولا وهج الصيف أذابها.. يحملها إلى ما شاء الله.. مادامت الروح هائمة.. والعيون تائهة.. وحتى القرار.. وحتى اندمال الجروح.. وحتى أجد الجواب.. وحتى أرد للباكية ابنها.. وللغالية حقها.. وللقتيلة ثأرها.. حتى ذلك الحين ..أنا صامت.. وسأظل صامتا.. بعت الكلام لهم.. واشتريت عقلي.. ووهبت نفسي للجروح تعلمني.. وقد علمتني الجروح.. نعم علمتني الجروح ما لم أجده في الكتب.. وبعد كل هذا.. ألا تتمنى مثلي أن تعود طفلا ترى العالم أبيضا لا تعرف منه سوى حضن أمك ووجه أبيك.. وتغيب عن بالك الكثير من الحقائق المرة ؟؟ تقبلو تحياتي المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|