ضياع امرأة

ضياع امرأة

حائرة هي.. ضائعة هي..بعد ان فقدت أغلى حب تألمت من نزيف دموعها .. عانت من قسوة الظلم و الغضب و التعب.. عانت من قسوة قدرها و ضعفها و حزنها..
ما زالت لا تفهم كيف انتزع ما اعتبرته حقا لها في الحياة من بين ضلوعها.. في كل ليلة تتساءل " ماذا تراه يفعل الآن؟" تفكر بآلامه تتمنى لو تستطيع الذهاب اليه لتغسل دموعه لكن ذلك مستحيل و .. تعذبت!
بودها لو تهرب من كل ذكرياتها معه فما زالت تراه في كل مكان: بين حروف كتابها .. بين قطرات الماء حين تستحم.. كأنها تشتم رائحته عن بعد.. تسمع ضحكته..
كانت تعلم ان عليها المضي في الدرب الذي رسمه لها قدرها علمت انها يجب ان تستسلم و ترضى و .. انكسرت!! سبب الزلزال انهيارا لكيانها و وجدانها..
ليتها تفقد ذاكرتها دفعة واحدة لتنسى هذا الحزن..
كان ألمها هذه المرة "القشة التي قصمت الظهر".. لذا قررت ان تبدأ رحلة البحث عن نفسها من جديد و تبدأ "مشروعا للترميم". أوصدت زاوية في قلبها و ودت لو بإمكانها رميها في اعماق البحر الحزين لكن.. ما زالت رسائل الحب و كتاب الذكريات و صور حبيبة الى نفسها و ورود جفت موجودة في ذلك الدرج الصغير الذي ما عادت قادرة على فتحه.. كيف السبيل إلى الهرب من كل هذا..
راقبت انهيار كيانها بصمت.. بقيت متفرجة على انهيار طموحها و رغبتها في الانجاز.. هجرت الوانها و فرشاتها و كراستها و ظلت تتفرج عليهم.. تركت مكياجها و اكسسوارتها ساكنين على تسريحتها و ظلت تتفرج فقط.. أحست بالمرض ينتشر في جسدها و تركت ذلك المغص القاتل يقطع أوصالها دون أن تبحث عن دواء.. لا يهم.. لم يعد هناك شيء مهم.. غرق المرح وسط سيل دموعها و لم تمد له يد العون حتى.. قررت اعطاء عقلها اجازة.. أعفته من كل الأفكار و التساؤلات.. ما عادت لتأبه لشيء بعد أن قتل الظلم و الحقد و الغضب أجمل أحلامها..

*********************

كان يحبها.. لطالما أحبها ذلك "الرجل الآخر".. كان يعلم انها ليست له كان يستمع لذكرياتها عن حبها و حنينها بأسى لكنه فضل البقاء.. رأى القهر يعتصر فؤادها بعد ان مات حلمها مسح دموعها في كل مرة بكت فيها أمامه رثى لحالها اذ كانت تبكي كل يوم .. افتقد ضحكتها و هو يراها تنهار أمامه.. حاول ان يفرحها ما بوسعه: حقق لها كثيرا مما تحب ..
صنع شمعدانا ملأه بالورود المجففة الوردية التي تحبها كان يعلم مدى تعلقها بالشموع و .. ابتسمت.
اهداها عطرا تحبه.. و ابتسمت.
اصطحبها لمشاهدة شروق الشمس كان يعلم كم يؤثر فيها ذلك و يفجر فيها الحياة.. كانت دائما تتمنى لو بوسعها الرقص على سطح الماء.. لذا جعلها تراقب النور البيض حين يشق ظلام الليل و شروق الشمس الدافئ و هي واقفة على سطح موج البحر و.. ابتسمت.
ناولها عصير الفراولة..كان يعلم مدى عشقها للفراولة و ابتسمت.
كان يعلم حاجتها لحضن ما.. و احتضنها.. لم تمانع و ابتسمت.
شجعته ابتسامته فأخبرها أخيرا كم يحبها.. و لم تعرف ماذا تفعل و ماذا تقول.. لقد هربت من احباطها اليه حيث كانت تعلم انه سيضحكها لكنها لم تتصور يوما ان حدسها كان صحيحا "صحيح اذا حدسك يا امرأة" تساءلت ماذا عساها ان تفعل الان.. لا يمكنها ان تحبه و لا الارتباط به.. ارادت ان تفكر بالصح و الخطأ و عن ظروف حياته التي لا تجعله مناسبا لها لكنها تذكرت انها قررت اعطاء عقلها اجازة مفتوحة.. تأملته و شعرت بالشفقة من اجله.. وافقت ان تعطي الفرصة لنفسها و اعتبرته جزأ من مشروع ترميم كيانها و أخبرته بصراحة جارحة ان قلبها ليس بيدها و اشترطت ان لا يقيدها بالتزام او ارتباط او وعد و لدهشتها قبل!
أراد ان يحبها فقط و احتفظ بالأمل انها قد تتغير يوما ما.. اقترب ليقبلها لم تمانع و تألمت حينئذ مجددا و تساءلت " يا الهي الا تكفيني ذنوبي" لكنها لم تعترض او تقاوم .. راودها الأمل بأنها قد تنسى و تتعافى على يديه.. ثم راودها الألم من اجله..سألته ماذا عساه يقاسي حين تستعيد عقلها و تقرر الرحيل؟ الا يكفي عذاب رجل واحد!!! لكنه راض.. طلب منها ان تعيش لحظاتها كيفما تشاء .. اراد ان يحبها و يسعدها فقط حتى لو لم تبادله كل هذا.

***************

تساءلت ما الذي يصيبها.. تساءلت كيف فقدت نفسها على هذا النحو.. أي قدر هذا الذي ألقى حبها في قلب رجلين.. ماذا تسمي هذا القدر هل تعتبر نفسها محظوظة أم تعيسة؟ فكرت بأنها لن تحب مرة ثانية ابداً.. لم تشأ أن تقاسي الم فقدان الحب مجددا.. تتساءل دائما ثم تقرر ان ترحم عقلها المجهد للحظات قليلة.. و تعود.. و تعود لتملأ الحيرة و الضعف و اليأس و القهر و العجز قلبها النازف.. و ما زالت تنتظر الرحمة اذ ما عاد بوسعها ان ترحم نفسها من كل مشاعرها التائهة..

**************

المصدر: نفساني

rosalino

قصه جميله جدا

لكن دعينى أسئلك هل هذا الرجل الثانى حقا يحبها؟

دعينى افكر معك كيف حال المحب؟

ماذا يفعل حين يرى محبوبته فى حالة ضعف؟

هل يستغل ضعفها؟

أم سينكر نفسه كحبيب ويرتدى زى الفارس النبيل الذى ينقذ محبوبته؟

وينتظر حتى تبرأ تماما وتصل لبر الآمان؟


هل المحب حقا سيقبل مرأة أوقفت عقلها؟

أم سيسعى معها ليعيد ثقتها بنفسها وعقلها وقلبها؟


هل المحب حقا الذى يخاف على محبوبته يطلب منها ان تعيش لحظاتها كما تشاء حتى وان دمرت نفسها؟


بصراحة يا أختى لا أرى فى ذلك الرجل الثانى محب حقا أرى فيه ذئبا إستغل فريسه

ولا حتى أقول عليه ثعلب لأن الثعلب يراوغ ولا يأكل الفريسة السهلة ويجد متعته فى المراوغة.

أما هذا فليس الا ذئبا جائعا يلتهم ما أمامه


تحياتى لك يا أختى

تحياتي لك ايتها المبدعة دائما جانين
اتفق معك في أن ابشع ما يمكن لرجل ان يفعله بامرأة هو استغلال ضعفها ،،،
هناك الكثير مما قد يؤدي الى كسر امرأة: الظلم ، القسوة، الاهمال ، فقد شخص عزيز او ابن، الخيانة..... الخ فما الذي برأيكم قد يؤدي الى انكسار المرأة؟