|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
16-02-2008, 11:49 AM | #1 | |||
V I P
|
نحن العرب قساة جفاة
كتب الدكتور عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة»، وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر، نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق، وتصحّر في النفوس، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه، الشرطي صاحب عبارات مؤذية، الأستاذ جافٍ مع طلابه، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية. المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا. في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة، وكلما قلت: ما السبب؟ قالوا: الحضارة ترقق الطباع، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا، احترام متبادل، عبارات راقية، أساليب حضارية في التعامل، بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا، أين منهج القرآن: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن»، «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما»، «فاصفح الصفح الجميل»، «ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير». وفي الحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، و«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، و«لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا». عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف، يقول عالم هندي: (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة). المصدر: نفساني
|
|||
|
16-02-2008, 11:57 AM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
صبحك الله بالخير أخى العزيز / خريف العمر .....
بارك الله فيك ؛ وبارك لنا فيما نقلت عمن " شاهد " ؛ فليس من شاهد كمن سمع ..... وأعاننا الله على " امتصاص " مالدى الغرب من خيرات ؛ وعلى عدم " الذوبان " فيما لديهم من موبقات ....... وتقبل منى أجمل التحيات ..................... اسامه |
|
16-02-2008, 01:32 PM | #3 | |
V I P
|
الاخ الكريم اسامة
اشكر لك مداخلتك وخاصة ان القافية كانت موزونة تماما اقتباس:
|
|
|
16-02-2008, 03:24 PM | #4 |
V I P
|
شكر على الموضوع
وسلمت يمناك وعندي أقتراح ليش ما نزل موضوع يتكلم عن <إعادة تأهيل> أخلا قنا وطباعنا وخاصة الجافة اللي انا منهم, <أترك الأمر للأخصائين>احنا فعلا بحاجة للتغير للأفضل وهذا لايعني أننا لا نملك شيء قال تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) التغير يبدأ من الداخل نحن نسعى للكمال ولكن الكمال لله وحده منورين |
|
18-02-2008, 09:43 AM | #6 |
V I P
|
الاخ الكريم مرهف الاحساس
اعجبني جدا مصطلح (اعادة تاهيل) لاخلاقنا وطباعنا .. فهو فعلا مانحتاج اليه الان شكرا لمرورك ومشاركتك تقبل تحياتي |
|
18-02-2008, 09:49 AM | #7 |
V I P
|
الاخت خواطر العشاق
اشكر لك مرورك ومشاركتك تقبلي تحياتي |
|
18-02-2008, 11:05 AM | #8 |
مراقبه إداريه سابقة
|
أستاذي خريف العمر ....
نعم طرح جيد ، والذي سأقوله أن الغلط من البعض الذين لا يهتمون ، ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم حض على حسن الخلق والتحاب في الله وغير ذلك لو تذكروا وعملوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :" خصلتان ما إن تجمل الخلائق بمثلهما حسن الخلق وطو الصمت " .رواه عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي في كتاب الصمت . وقوله صلى الله عليه وسلم :" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ." يعني صاحب الخلق الحسن ومن وصف بأن خلقه القرءان حض المؤمنين على حسن الخلق . ( وطبعاً هناك أكثر من هذه الأحاديث ) . تقبل مداخلتي البسيطة أستاذي وتحياتي العطرة . |
|
18-02-2008, 11:27 AM | #9 | |
V I P
|
اقتباس:
اشكرك على هذه المداخلة الرائعة التى تدل على وعيك وثقافتك وحسن اطلاعك تقبلي تحياتي |
|
|
23-02-2008, 01:20 AM | #10 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
المشكلة ديننا دين المعاملة واليسر
ونحن اصبحنا كالالات بلا مشاعر واشغلتنا الحياة المادية الغرب اسوءالشعوب اخلاقا ولكن حسن المعاملة من فن التعامل والاتيكيت والحضارة والرقي طبعا مش الكل الاغلبية يعني مافيش صدق نحن نحمل قلوبا صافية عامرة ولكن نستخدمها وقت الحاجة او مخزنة لما هو اشد |
|
23-02-2008, 09:58 AM | #11 | |
V I P
|
اقتباس:
|
|
|
03-10-2010, 12:05 AM | #12 |
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم
|
كلام الدكتور عائض غاية فى الروعة والمنطقية .....
جزاه الله خير الجزاء ....... واشكرك اخى الكريم خريف العمر على النقل ........ طالت غيبتك ..... |
|
03-10-2010, 04:33 AM | #13 | |
V I P
|
اقتباس:
اشكرك اخي الكريم صلاح مهما نغيب لانستطيع ان نبتعد عن نفساني تقبل تحياتي وتقديري |
|
|
03-10-2010, 05:59 AM | #14 |
عضومجلس إدارة في نفساني
حـلم واقعـــــى
|
قال النبي صلى الله عليه وسلم "حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار "
إن من أعطي الرفق والخلق فقد أعطي الخير كله والراحه وحسن حاله فى دنياه وآخرته .. تشكر خريف العمر على موضوعك .. وجعله في مزان حسناااااااااااااااتك . |
|
03-10-2010, 07:43 AM | #15 |
عـضو أسـاسـي
|
قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، وطاؤه كساء انبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفاً، هي حقيبته إذا ركب ووسادته إذا نزل وعليه قميص من كرابيس قد رسم وتخرق جنبه. فقال: ادعوا لي رأس القوم، فدعوا له الجلومس، فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني ثوباً أو قميصاً. فأتي بقميص كتان فقال: ما هذا؟ قالوا: كتان. قال: وما الكتان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسل ورقع وأتى به فنزع قميصهم ولبس قميصه. فقال له الجلومس: أنت ملك العرب وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل، فلو لبست شيئاً غير هذا وركبت برذوناً لكان ذلك أعظم في أعين الروم. فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً. فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه بها فقال: احبسوا احبسوا، ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فأتي بجمله فركبه.
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|