|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
17-05-2008, 11:34 PM | #1 | |||
عضو جديد
|
أمومة من نوع آخر..!
[size=4] .
أمومة من نوع آخر ..![/size] بداية دوامتي اليومية تبدأ من ساعة الإشراق أصحو على صراخ أطفالي وحاجاتهم اليومية والفوضى التي لا تنتهي , صحوت اليوم على صوت مناغاة ابنتي الصغيرة وجمال عينيها التي تقتلني ببراءتها وملمس يديها الناعمتين عندها ضممتها لصدري وتدفقت كل جداول الأمومة كنهر جار لأحضاني في أعذب لحظات الحب , ..أعشق الطفولة والكتابة و أحب أن أدون مذكراتي اليومية, يأخذ الروتين معظم وقتي في المنزل والعمل ولكن اليوم سوف أحكي لكم عن يوم غريب في حياتي ....آه نسيت أن أخبركم أنني أعمل أخصائية اجتماعية في إحدى دور الرعاية الاجتماعية , في الأسبوع الماضي أحضر للدار طفل عمره عام ونصف اسمه محمد مع أخت له عمرها أربع سنوات وكان كثير البكاء و علمت أن أمه وأباه تم إيداعهم في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات وقد لاحظت الحاضنات على الطفل وجود تقرحات شديدة حول فمه تمنعه من الرضاعة بصورة سليمة , و أنا في السيارة في طريقي للعمل أراجع مفكرة الأعمال اليومية فأتذكر أن لديّ اليوم مقابلة في السجن مع أم الطفلين لعمل البحث الاجتماعي .. أتأمل الطريق وأسرح في الوجوه المارة والازدحام الشديد وإشارات المرور التي أصبحت كجلطة في قلب المدينة فتســد شرايينها المنسابة عبر المدى والقاطنة بدلال على شاطئ جميل .. لا يشدني عن جماله اليوم سوى شعور باضطراب يختلج مشاعري لا أعرف له سبب ..! ربما خوفاً من مقابلة سجينة ..؟ لا ..فلقد قابلت العديد من السجينات ..ولكن هذه المرة التهمة تجارة مخدرات ..ترتسم في مخيلتي صورة لامرأة قاسية ... و.. , ويقطع تأملاتي توقف السيارة أمام مقر عملي ,أقف عند المكتب وأبدأ بلملمة أوراقي استعدادا للمقابلة بعد أن أجريت جولتي الصباحية على أروقة الدار وتفقدت الأطفال في الحضانة ...وهاهو محمد ذو العينيين الجميلتين والشعر المنسدل الناعم يمد يديه لي بعد أن صافحته بابتسامة فأحمله وأضمه لصدري وأتفقد آثار التقرحات حول فمه والتي حرمته من جمال ابتسامته, ثم يدس رأسه في حضني ويبكي بحرقة عندما حملته الحاضنة وأجاهد حينها في إخفاء دمعة أطلت من عيني , وفي السجن تستقبلني الأخصائية وماهي إلا لحظات حتى تم إحضار الأم ..لا أعلم لماذا سرى في جسمي رعشة عندما شاهدتها ..امرأة أربعينية طويلة ممشوقة القوام مائلة للسمرة تشد شعرها بمنديل طويل ووجها ذو ملامح جامدة ترتدي ملابس السجن ذات اللون السماوي وقد شمرت عن ساعديها ..تدخل بصمت وبدون أن تلقي السلام وتجلس على الكرسي المقابل لي في المكتب , أحاول أن ابتسم لتلطيف الأجواء ..أسألها عن أحوالها ..وترد علي بإجابات مختصرة .. وأتساءل في نفسي كيف لم تسألني عن أحوال طفليها في الدار..؟! . ثم أبادرها قائلة : - لديك طفلان جميلان في رعاية الدار . - نعم ..ولم تفرقنا سوى الأيام ..! - ألم تشتاقي إليهما ؟ - أحيانا ً ..ولكن من الأفضل أن يقيما في الدار . - كيف كانت علاقتك بأطفالك ..؟ - كأي علاقة طبيعية تربط بين كل أم وأبناؤها.. - هل كنت تتولين جميع أمور رعايتهم في المنزل ..؟ - لا.. أحياناً الخادمة ..وفي الأحيان الأخرى الأقارب .. لم أكن استطيع التواجد في المنزل طيلة أيام الأسبوع ..وأحيانا يمر الأسبوع دون أن أراهم وأحيانا أخرى أنشغل عنهم بأمور الحياة..!! أتابع حديثها بصمت واستغراب , ثم أبدأ بطرح أسئلة البحثالاجتماعي وأدون الإجابات في الاستمارة الخاصة عن تاريخ الميلاد ظروف الحمل والولادة وأمراض الطفولة ..الترتيب بين الأخوة ..الخ .. بطريقة آلية دون أن أرفع رأسي وأنظر إليها ..وأتذكر التقرحات حول فم الطفل ..وأسألها : هل الطفل مصاب بحساسية ما ؟ فتجيب : لا : هل يعاني من التهاب جرثومي أو فيروسي في منطقة حول الفم ؟ ..فتجيب : لا : منذ متى لاحظت ظهور التقرحات حول فمه..؟ فتجيب ..لا أعلم أرفع رأسي وأنظر إليها باستغراب وأسألها عن سبب التقرحات ..؟ فتجيب : ..لا أعلم ..ثم ألاحظ ارتباكها ونظراتها التي تجوب أرجاء الغرفة وتردد ..وما شأنك أنت .. ! وتحاول النهوض من مقعدها ...أحاول تهدئتها وأوضح أن معرفة السبب ضروري للعلاج ...ثم تصمت قليلاً وتطرق برأسها للأسفل وبصوت منخفض ..لقد كنت أسقيه خمراً في قنينة الرضاعة ..!! . . المصدر: نفساني
|
|||
|
18-05-2008, 09:24 AM | #3 |
مراقبه إداريه سابقة
|
لا حول ولا قوة إلا بالله،،،،،،،،
حسبي الله ونعم الوكيل،،،،،،،، نعم عزيزتي وجـــد،،،،،،،،،، الحياة مليئة بالمفاجآت والأمور العجيبة الغريبة،،،،،،،،، التي تحصل من البعض،،،،،،،،،، هذه الأم لم تكن ترعى أطفالها بالطريقة والعناية الصحيحة،،،،،،،، صدقيني أخيتي لو نظرت أكثر فأكثر لرأيت أكثر من هذه المشاكل،،،،،،،،، الشىء الكثير الكثير الذي يحزن ويؤلم القلب،،،،،،،،، شكراً لك على طرحك وتقبلي مروري وتحياتي العطرة،،،،،،،،،،،،، |
|
18-05-2008, 11:50 AM | #4 |
عضو نشط
|
لاحول ولاقوة الا بالله
صراحه في قصص بالفعل يكاد العقل لايصدقها من هولها ! قصة مؤلمة جدا00 اتوقع اكيد ان امها مريضه نفسيا أو مغرر بها لو كانت صاحيه لمافعلت بأطفالها ونفسها ذلك ! ومن المؤكد انها تسقيه خمر وهي سكرانه فيه امه بدون سكر ستفعل ذلك وين الرحمة والأمومه ؟! الله يعافيهم ولا يبلانا يارب مع الف شكر لك اخيتي وجــــد |
|
18-05-2008, 11:11 PM | #5 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
أولاً : مرحباً بالأُخت الجديده / وجد القلوب .....
ويبدو أن المُلتقى الأدبى قد كسب كاتبه مُتميزه ؛ تُجيد السرد والتعبير ؛ وتنتقى موضوعات حيويه ومُفيده ... فهنيئاً للمُلتقى وقُرائه ؛ وتننتظر منكِ مثل هذا المستوى الرائع دوماً .. أما عن هذه الأُم ؛ فمثلُها فى هذه المجالات مثل تجارة المخدرات أو البغايا أو قتلة الأزواج أو السارقات أو غير ذلك من المنحرفات تجدين الكثيرات والكثيرات ممن نزعن ( أو نُزِعت عنهن ) عاطفة الأمومه الحقه أثناء اندفاعهن فى هذه الطرق الملتويه المُجرمه ..... فليس بالغريب ما فعلته ؛ وربما تفعل أكثر منه ؛ بعد أن تحولت من ( إنسان ) يتصف بالمكرمات ؛ الى ( شيطان ) ينشر الشرور والموبقات ... وليتكِ ـ إتماماً لفائده وإنصافاً للحقيقه ـ تُكملين لنا الواقعه بسرد الدوافع التى حملت هذه البائسه على سلوك تلك الطريق المُهلكه .... ولكِ منا أجمل تحيه وتقدير ..... |
|
01-06-2008, 07:22 PM | #6 |
عضو جديد
|
.
عزيزاتي ... همس أنثى ,وردة الحب الصافي , دموع ... كل الشكر والتقدير لمروركم الكريم , عافانا الله وأياكم مما ابتلى به بعض خلقه . تحياتي ومودتي . |
|
01-06-2008, 07:30 PM | #7 |
مراقبه إداريه سابقة
|
ءامين عزيزتي،،،،،،،وجد القلوب،،،،،،،،
شكراً لك أنت أيضاً،،،،،،،، تقبلي تحياتي العطرة،،،،،،،،، |
|
01-06-2008, 07:37 PM | #8 |
عضو جديد
|
.
الأخ أسامه السيد .. كل الشكر والإمتنان لترحيبك الحار وإطراءك , وأتمنى أن أكون دائما ًعند حسن الظن بي . وأشيد بصدق وصفك لهذه المرأة ومن هم على شاكلتها ممن نزعت منهن عاطفة الأمومة . .؟!! و لكن ليس الهدف هنا في عرض القصة سرد الدوافع والأسباب بقدر ماهو وصف الحدث بإسلوب أدبي . وتقبل تحياتي وامتناني . . .. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|