مساهمة الطب النفسي في علاج الصرع واحتوائه..الجزء الثاني

مساهمة الطب النفسي في علاج الصرع واحتوائه..الجزء الثاني

- أن مريض الهستيريا مخلص فيما يدعيه من مرض، إن

المريض بالعمي الهستيري على سبيل المثال قد يتمكن من قراءة

كتاب أو صحيفة لكنه لا يستطيع أن يتبين طريقة لوحده، وكذلك

المصاب بالشلل الهستيري قد يستطيع تحريك ساقيه وهو مستلق

في الفراش، ولكنه لا يستطيع الوقوف ويمشي عليهما، في كلتا

الحالتين فإن المريض صادق ولا يمثل دورا وإنما طبيعة مرضه، وعند

تشخيص أعراض الهستيريا يجب التأكد من أن المرض ليس عضويا،

فإن المريض بأعراض الهستيريا يبدوا عليه الاطمئنان والقبول نوعا ما

بالمرض، أما إذا كان المريض قلقا جدا بما أصابه فإن مرضه إذن

عضوين وعند التشخيص للمرض يجب التأكد من أن المرض هستيريا

حقيقية وليس مصطنعا، فقد يتظاهر أشخاص بأنهم مصابون

بالهستيريا بدافع شعوري قصدي من اجل غايات معينة، بينما

للهستيريا الحقيقية أعراض تظهر بطريقة لا شعورية وهي وسيلة

دفاعية وغاية المريض هي الحصول على اهتمام خاص والهروب من

وضع مؤلم، إن الذي يميز الأعراض الحقيقية من المصطنعة هو أن

مريض الهستيريا الحقيقي يتقبل الإيحاء بسهولة.

تشخيص الصرع:

إن دراسة أعراض النوبات الصرعية ومعرفة ما إذا كان نوع النوبة

صرعي نحتاج على القيام بتشخيص كامل عن طريق فحص المريض

فحصا إكلينيكيا شاملا ودقيقا، ويكون استجواب المريض والاستماع

إلى أهله ومن لهم دراية تامة به والكيفية التي حدثت بها تلك

النـوبات، وتسلسل أعراضها، ويحتاج الطبيب المختص والقائم

بالتشخيص على معرفة العناصر التالية:

السوابق العائلية.

السوابق الشخصية للمصاب من مرحلة الحمل إلى يوم الفحص.
-
معرفة الوقت الذي بدأت فيه النوبة، وإلى وصف كامل لسلوك

الشخص مع ذكر الأعراض التي تظهر أثناء النوبة.
-
كما يمثل الفحص النورولوجي جزء هام في عملية التشخيص، لأنه

يهدف إلى تحديد نوع النوبة.
-
لان النوبة الصرعية قد تؤدي إلى توقف النمو النفسي والحركي،

وبعض خاصيات التطور عند الرضيع.
-
دون أن ننسى تخطيط المخ الكهربائي E.E.G الذي يسمح بالتقاط

الموجات الكهربائية الصغيرة الصادرة عن قشرة المخ، وبمراقبة

النشاط الكهربائي للمخ، ويتم ذلك بواسطة أقطاب صغيرة électrodes
تثبت على رأس المريض حيث تعطى قدرا كبيرا من المعلومات

للطبيب وتعد تسجيلات رسام المخ الكهربائي ذات اهمية كبيرة في

تشخيص إيجابي للصرع وتحديد نوبة الصرع، كما يلعب دور في مراقبة

المريض خاصة عند تغيير الاعراض أو تكرار النوبات عندما يوقف

المريض العلاج، الفائدة من هذا الإختبار E.E.G ليس فقط البحث عن

وجود خلل صرعي ولكن إظهار موقعه .

الشخصية الصرعية:

إن الشخصية الصرعية رغم توترها في جوهرها سوية لكنها تعاني

تبدلات ملحوظة سواء قبل النوبة أو بعدها، فقد حاول كلارك أن يقدم

لنا وصفا لشخصية مريض الصرع، وقد حدد سمات الشخصية

الصرعية في السمات الأربعة الآتية:
 الشذوذ والانحراف أي البعد في العادي والمألوف.
 فقر الانفعالات.
 شدة الحساسية.
 الجمود وعدم المرونة وعدم القدرة على تغيير اتجاهاته.

وتبعا لرأي كلارك فإن هذه السمات تميز شخصية المريض وأن هذه

السمات ليست سبب حدوث المرض بل هي ناتجة عنه.

كما أن شخصية المريض بالصرع تتأثر بما يلقاه من المحيطين به من

فرط الوقاية والحماية الزائدة، ما يقلل من ثقته بنفسه، وما يجب

الإشارة إليه أنه لا وجود لنمط معين من أنماط الشخصية ينتج عنه

الصرع .

الصرع والحالة النفسية:

ليس الصرع في حد ذاته أحد الأمراض النفسية، لكن في الغالب يكون

أي مريض بالصرع لديه بعض المشكلات النفسية نتيجة للمرض،

وهذه الآثار النفسية للصرع تتراوح بين رد الفعل المعتاد من الانفعال

النفسي اتجاه هذه الحالة، وما تسببه من معاناة للمريض أثناء النوبات

وفيما بينها نتيجة الانتظار والترقب لحدوثها وبين آثار نفسية عميقة.

تأثر الإصابة بالصرع تأثير مباشر على الحالة النفسية، فلفظ الصرع

يمثل كابوس مخيف ويزداد لدى المريض الشعور بالقلق والخوف

والتوتر، فالمخاوف التي تحيط بانطباعات الناس عن هذا المرض يكون

تأثيرها في بعض الأحيان بكثير من تأثير النوبة نفسها.

إن بعض المرضى الصرعيين تبدوا عليهم مظاهر الاضطراب النفسي

الذي يكون مصاحب للنوبات، ففي حالة النوبة النفسية يمكن أن

يتحرك المريض دون وعي وينتقل من مكان على آخر وهو في حالة

من الخوف والقلق تحت تأثير خيالات تتراءى له وتزيد من انفعاله، وقد

يقدم دون إدراك على القيام ببعض الأفعال الغريبة، مثل العدوان على

الآخرين وإيذاء نفسه، ولا يذكر أي شيء من تلك بعد انتهاء النوبة.

كما يمكن للنوبة أن تحدث نتيجة للإجهاد والانفعال بحيث يسقط

المصاب عند مواجهة أي موقف فيه ضغط نفسي، وبالتالي فغن

الانفعال النفسي يتسبب بحدوث نوبات الصرع. الفارقي:

أثر النوبة الصرعية عند الطفل:

عندما يصاب الطفل بالنوبة الصرعية يمر بخبرات كثيرة وغريبة

وليست عادية، كما تحدث للطفل أشياء جديدة وغير مفهومة تماما

بالنسبة له فهو يحس بأنه في حالة طبية، كما أنه لا يفهم تماما لماذا

أصبح مريضا وقد يشعر برغبة قوية في البقاء بمفرده غالبا ما يزداد

شعور القلق لدى الطفل نتيجة القلق الوالدين الذين يشعران بالذنب

فيما يتعلق دورهما في إصابة الطفل بالمرض أو فشلهما في الوقاية

من الإصابة منه.

لاحظ الكثير من الدارسين أن الوالدين يشكلان أكثر المصادر للقلق

وضوحا بين الأطفال المصابين بمرض الصرع، لعل من أبرز الاستجابات

للأطفال استجابات الشعور بالذنب والحزن والاعتقاد بأن المرض نوع

من العنف تحمل تبريرات الوالدين وتفسيراتهم في بعض الأحيان على

مضاعفة مشاعر الخوف عند الطفل والاعتقاد بأن المرض نوع من

العقاب ما يردده الوالدين كثيرا من الإصابة بالبرد تحدث لأن الطفل لم

يطع والديه عندما يطلب الوالدين من الطفل ارتداء ملابسه، كما أن

الطفل كلما كان اصغر سنا كلما زادت سرعته النكوص للإصابة

بالمرض، كما أن شعوره بالضعف يؤدي به إلى الاعتماد على الآخرين،

وزيادة على ذلك فإن الأطفال المصابين بمرض الصرع يميلون إلى

التمرد والعصيان ولوم الآخرين واتهامهم بالتقصير والعجز في إزالة

المرض عنهم.

وهناك آثار نفسية وسلوكية تحدث نتيجة النوبات الصرعية وهناك

عوامل تساعد على سوء الحالة النفسية، مثلا اتجاهات الوالدين

والأشخاص من لهم أهمية في حياة الطفل الذين قد يحاولون إخفاء

حقيقة أن الطفل مصاب بنوبات مرض الصرع، والذين يشعرون بالخجل

اتجاه إصابة الطفل بهذه النوبة الصرعية نظرة الناس للأطفال

المصابين بالصرع على أنهم متخلفون عقليا، وترتب على هذا فرض

القيود على هؤلاء الأطفال وحرمانهم من حقوقهم.

ردود الطفل الناتجة عن تناول قدر زائد من العقاقير ما يؤدي إلى وجود

آثار جانبية انفعالية.

القلق من حدوث الإصابة أو النوبة قد يؤدي إلى الخـوف من الإصابـة

بالأذى أو بالـوفاة، وهناك من يعانون من حالات نفسية، وهذا راجع

إلى:
 قلق الآخرين الذي يتبع النوبة.
 القلق الزائد من جانب الأسرة.
 ردود الفعل القوية من جانب الأطفال الآخرين اتجاه النوبة
 الحاجة إلى تكرار الزيارات إلى الأطفال.
 الانقطاع عن البرامج الدراسية والحياة الأسرية والمواقف الاجتماعية نتيجة المشكلات الصحية .

العلاج النفسي

إن المعالجة الشاملة للصرع تأخذ بالحسبان الأبعاد النفسية

والاجتماعية للصرع، فإن الصعوبات النفسية والاجتماعية التي يعاني

منها الفرد المصاب بالصرع لا تقل خطورة عن المشكلة الطبية ذاتها

ولا بد أن أساليب التدخل للعلاج النفسي متنوعة ومتعددة، وقد

شهدت السنوات القليلة الماضية تزايد لاهتمام باستخدام أساليب

تعديل السلوك لمعالجة المشكلات الناجمة عن الصرع، ومن هذه

الأساليب:
 التعزيز (الإيجابي والسلبي).

 الضبط الذاتي وأساليب تعديل السلوك الهرني.

 الوسائل الفيزيولوجية النفسية (التغذية الراجعة البيولوجية).

يتبع....

المصدر: نفساني

\
\

متابعـــــــــه

\
\

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء الهاجري

\
\
متابعـــــــــه
\
\

شكرا لاهتمامك

وأنا أيضا متابعه
وهذا الجزء دفعني للبحث عن الأجزاء السابقة
وقرائتها
وبانتظار الجديد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجريئة

وأنا أيضا متابعه
وهذا الجزء دفعني للبحث عن الأجزاء السابقة
وقرائتها
وبانتظار الجديد

اهلا وسهلا باختي الجريئة

شكرا على مروركم العطر تحياتي