الطفل والاعلان التلفزيوني

الطفل والاعلان التلفزيوني

الطفل والإعلان التلفزيوني :
يعد الإعلان عنصر من عناصر الاتصال الرئيسية ، وتعددت أشكاله منذ القدم،فقد عرفت حضارة وادي الرافدين وحضارة وادي النيل أقدم أنواع الإعلان إلا إنه يرجع الفضل في الشكل الحديث للإعلان إلى الدول الغربية التي أجادت فنون وأساليب الإعلان. والإعلان بشكل عام هو تعريف الجمهور بسلعة أو خدمة بهدف جذبهم لها، وذلك في مقابل مادي معين، أى هذا الشكل يرتبط بالأساس بالعمليات التسويقية ونجاحه يتوقف على العائد المادي للسلعة أو الخدمة المعلن عنها. لذا فإن للإعلان أهمية بالغة في القدرة على السيطرة علي الأفراد والتأثير فيهم، بل وأصبح الإعلان يستخدم لتحقيق أهداف إنسانية وتنموية مثل حملات التبرع والدعم ..الخ.
والإعلان هو نقل أو انتقـال للمعلومات والأفكار والاتجاهــــات أو العواطف مـن شخص ( جهة ) أو جماعة لآخر أو للآخرين مـــن خلال رمـــوز معينة عبر رسالة معـــده بشكل (فني وعلمي) ومن خلال مؤثرات ذات تقنية متقدمه، ولذلك ويلعب الإعلان بمختلف أشكاله ووسائله دورا فعالا ومؤثرا في أيامنا هذه، بسبب تقنياته الحديثة وقدرته الواســعة علي الانتشــار بين فئات المجتمــع بمـختلف مستوياتهـــــا الثقافيـة والفكريـة والاجتماعيـة، وقد أبرز خبراء علم النفس ‌ أهمية‌ الاتصال التأثيرية في‌ سلّم‌ المعرفة‌ والتطور في‌ المجتمع‌ بل‌ وحتى‌ علي‌ استمراره‌ وديمومته‌.
وإذا ما تحدثنا عن الإعلان وتأثيره في الطفل فلا يمكن أن نفصل بين الإعلان الموجه للطفل وذلك الموجه للكبار، خاصة وأن الإعلانات تعد فقرة ذات نسبة مشاهدة عالية لما تتضمنه من أساليب وفنون جذابة من أغاني وتحريك وألوان وغيره من الأمور المبهجة.فالطفل الذي يتراوح عمره بين (5) الى (12) سنه يتابع الإعلانات مده تصل الى (5) ساعات يوميا ( كمعدل يومي لمشاهده ) صور وأغاني وكلمات تملا عقل الطفل بكمية من المعلومات المقدمه بشكل جذاب تنافس المعلومات المفيده في عقل الطفل ، وتفرض نفسها فوق خياله واحلامه ...( لتشكل سلوكه ) وليكون قوة ضغط داخل اسرته لارغامها على شراء مايريده استجابة لدعوة اعلانية ...وكل ذلك نتيجة لاستخدام امهر العقول العلمية واحدث ما ابدعته التكنولوجية المعاصره من اجل غرس صور اعلانية في عقول الاطفال وتشكل سلوكهم ووجدانهم وتدفعهم نحو حياة قوامها الاستهلاك الجنوني للسلع المعلن عنها بغض النظر عن كونها مفيدة او ضاره ..وفوق تلك المشاكل تشير البحوث العلمية ما للاعلانات التجارية من طابع يميل لاستخدام العنف سلوكا للحصول على تحقيق الهدف ، في اشاره الى ان افضل الطرق لتحقيق اهدافكم تحقق عن طريق العنف ...لذا فمن المهم عند رصد تأثير العنف ولا نفصل بين هذا الإعلان وذاك، وإن كانت حتى الإعلانات الموجه للأطفال لا تخلو من العنف مثل:
-إعلانات عن أفلام فيديو وبلاي ستيشين.
-إعلانات عن منتجات غذائية تحول الأطفال إلى أبطال لهم قوة جبارة مع الآخرين.
-إعلانات عن ألعاب ودمى تعتمد على العنف.
وتشير كثير من الدراسات إلى ارتفاع معدل تعامل الطفل مع ذلك الجهاز السحري الذي يبدأ في إتاحة فرص اتصاله بالعالم الخارجي منذ سنواته الأولى من العمر لتصل لدى البعض منهم إلى (23( ساعه أسبوعياً أي ما يقرب من (3) ساعات يومياً. وأن الطفل الذي لم يتجاوز الثالثة من العمر يقضى سدس ساعات يقظته في مشاهدة التليفزيون، وبعد التحاقه بالمدرسة يقضى أمام التليفزيون ما يعادل ساعات وجوده بالمدرسة مع اختلاف ظروف ودوافع التعرض اذ يكون التعرض للتليفزيون برغبته وكوسيلة للتسلية وتصبح له برامجه المفضلة والشخصيات التي يرتبط بها عبر الشاشة خاصة من خلال الدراما أو الإعلانات.
ولا شك أن الإعلانات التلفزيونية تؤثر في سلوكيات الأطفال تأثيرا كبيرا وشعوراً بالرغبة في اقتناء السلع باي شكل دون الاكتراث لتاثيرها في نمو شخصية الطفل فهو يؤثر في فكر الأطفال ويؤثر في إحكام القيم لديهم، فالإعلانات التليفزيونية تؤثر بشكل أو بآخر في التنشئة الاجتماعية و في القيم و المعتقدات اذ يقلد الأطفال حركات وأسلوب الإعلان لأن الطفل يستهويه التمثيل و التقليد و كل الخوف أن يحتوى الإعلان على العنف أو الإسفاف أو ما يخدش الآداب العامة و الحياء، لأنه ثمة ارتباطا بين العنف المقدم و السلوك العدوانى للطفل.
ولكن بالتأكيد سيظل الأطفال يشاهدون التليفزيون، وستظل الإعلانات من أكثر المواد مشاهدة للأطفال الذي قد تحتوى على مشاهد عنف، ولكن دورنا كأولياء أمور ومعلمين أن نختار البرنامج التليفزيوني طبقاً لأعمارهم، و أن نعلمهم أن يكونوا هم نفسهم ناقدين لما يرونه، مع حفزهم على أن يتفاعلوا مع ما يشاهدونه، وتوضيح علاقة التليفزيون بالحياة اليومية، وأخيرا تجنب مشاهدة كل البرامج الخاصة بالكبار.
1. الإفراط في مشاهدة التلفاز يشتت الانتباه التلميذ في المدارس ويضعف التحصيل الدراسي.
2. يحرم الطفل من الإقبال على الأنشطة الحيوية التي تساعد على نموه معرفيًّا ووجدانيًّا.
3. الإعلانات تحمل قيمًا سلبية مثل: الشراهة والتبذير والتفاخر والمباهاة والعنف الذي يظهر من خلال إعلانات الأفلام، والتركيز على جذب الجنس الآخر.
4. ترشيد مشاهدة الأطفال للتلفاز، بحيث تكون البرامج المشاهدة من النوعية المناسبة لهم، والتي تنمي عقولهم ومعارفهم وتفتح مواهبهم.
5. تجنب التعامل مع التلفاز كجليس أطفال، بل يجب أن يشارك الأهل أطفالهم في مشاهدة البرامج ومناقشتهم فيها.
6. تشجيع الأطفال على القيام بنشاطات متنوعة تنمي قدراتهم العقلية والوجدانية كبديل لمشاهدة التلفاز.
وهناك دراسات تناولت تأثير الإعلانات التلفازية في قيم وسلوكيات الأطفال، أجريت مؤخرا ، أن الأطفال دون السابعة الذين يشاهدون الكثير من إعلانات التلفاز يكتسبون عادات سلوكية ذميمة مثل الطمع والإلحاح في طلب السلع المعلن عنها في التلفاز بصورة متكررة، قد تزيد خمس مرات عن أولئك الذين يشاهدون عددا أقل من هذه الإعلانات.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين شاهدوا إعلانات التلفاز التجارية بكثافة مفرطة طالبوا بألعاب وهدايا في الاعياد أكثر من الأطفال الذين شاهدوا الإعلانات لمدة أقل، وطلب الطفل من الفئة الأولى ما بين خمسة أو ستة هدايا، بينما أولئك من الفئة الثانية طلبوا هدية واحدة فقط.
وأشار الباحثون إلى أنهم أحصوا 127 إعلانا عن ألعاب وأطعمة للأطفال في ثلاث ساعات ليوم واحد، بإحدى قنوات التلفاز ، ووجدوا أن متوسط مشاهدة الطفل للتلفاز يبلغ ساعتين ونصف الساعة يوميا، وأن 63 بالمائة من الأطفال يملكون أجهزة تلفاز خاصة بهم وحدهم ،
ومن هنا فإننا نؤكد على ضرورة ترشيد مشاهدة الأطفال للتلفاز، بحيث تكون البرامج المشاهدة من النوعية المناسبة لهم، والتي تخدم تنمية عقولهم وتفتح مواهبهم، وتنمي معارفهم، فهناك بلا شك برامج كثيرة ومتنوعة تقدم المعلومة المفيدة والترفيه المعتدل والثقافة البناءة للأطفال، ولكن الأمر يحتاج الى توعية الطفل وتوجيهه تجاه هذه النوعيات من البرامج.
كما يجب ألا تزيد مشاهدة الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين للتلفاز عن ساعتين في اليوم، ولا يشاهد التلفاز مطلقا من نقصت أعمارهم عن عامين، وأن يتم تعليم الطفل العادات السليمة للمشاهدة، ومنها تجنب المشاهدة أثناء تناول الطعام.
وألا يكون التلفاز هو الوسيلة الترفيهية الوحيدة للأطفال، ولكن يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة داخل البيت وخارجه، مثل إقامة الرحلات، واستخدام الألعاب، وممارسة الرياضة، والهوايات، والقراءة والأعمال الروتينية، ويمكن تحديد أمسيات لممارسة أنشطة خاصة بالأسرة. وأن يكون الآباء قدوة حسنة للطفل بقضاء وقت فراغهم في القراءة، وممارسة الرياضة، والحديث مع الآخرين، أو في أي أنشطة أخرى بدلاً من مشاهدة التلفاز.
وهناك مجموعة من القواعد المقترحة في هذا الصدد، منها ما يلي:
1) أن يقوم الآباء والأمهات بتوعية الأطفال تجاه الحملات الإعلانية الخاصة بسلع الأطفال، بحيث يتبنى الطفل عادات غذائية صحية، وأن يصبح مستهلكًا ذكيًّا وذلك بأن يدرك مساوئ تلك المنتجات.
2) تجنيب المداومة على مشاهدة التلفاز والجلوس إليه طويلا، بل يجب أن يشارك الأهل أطفالهم في مشاهدة البرامج ومناقشتها معهم عند الحاجة؛ لتعضيد الجوانب المفيدة في البرامج ومعاونة الأطفال على تجاوز جوانبها الضارة دون أن تترك بصمات سلبية على المخ أو الوجدان، وتزداد أهمية هذه المشاركة في حالة الأطفال الأصغر من عشر سنوات الذين قد يصعب عليهم – في براءتهم – التفرقة بين الحقيقة والخيال في البرامج ؛ ومن ثَمَّ يزيد احتمال تضررهم عقليًّا أو وجدانيًّا من المضامين غير المناسبة للأطفال. وتساعد المشاركة في المشاهدة على أن يبلور الأطفال توجهاً نقديًّا رشيداً تجاه التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى.
3) تشجيع الأطفال على القيام بنشاطات متنوعة تنمي قدراتهم العقلية والوجدانية كبديل لمشاهدة التلفاز، خاصة بمشاركة الأهل لهم فيها.
4) أن يقوم الآباء والأمهات بقضاء أوقات كافية مع أطفالهم، واختيار ما يناسبهم، ويوافقهم من البرامج التلفازية، مع محاولة توجيههم للبرامج التعليمية وتجنب البرامج المحتوية على مضامين غير مناسبة، وتلك التي يتضارب توقيتها مع نشاطات الحياة العادية (مثل الواجبات والدراسة)، وإذا تعذر هذا التوافق، فيجب أن يجد الأهل وسيلة تمنع الأطفال من تشغيل جهاز التلفاز دون رضاهم.
5) تحديد وقت مشاهدة التلفاز بما لا يتعدى ساعتين في اليوم لجميع أفراد الأسرة، ومساعدة الأطفال، عن طريق ضرب المثال، على أن يطوروا معايير إيجابية لانتقاء البرامج التي يشاهدونها.
6) تجنب جميع أفراد الأسرة تناول الطعام، أو الوجبات الخفيفة، أمام التلفاز.

المصدر: نفساني

شكرا جزيلا لك اخي النسر الابيض على هذا الموضوع القيم والرائع

ولكن حبذا لو تغير الخط ..فقد اتعب نظري اثناء القراءة..

رغم ما وجدته من صعوبه فى القراءه ( كما ألمحت أُختى الوقار ) فقد

استفدتُ من مقالكِ أخى الكريم ؛ كما هو المأمول من مقال يكتبه دكتور

جامعى مُتخصص مثلك ...

حياك الله ؛ ودامت لنا موضوعاتك الهادفه والنافعه للجميع ...

.
ليست المشكلة فقط في الإعلانات بل حتى في البرامج المعروضة للأطفال ,, فبعض الأباء يضع أطفاله أمام شاشة التلفاز يشاهد القنوات المخصصة للأطفال ظناً منه أن كل مايعرض فيها مناسب للأطفال ,,
ومثال على تأثير هذه البرامج أو الإعلانات على الأطفال هو طلبهم بقتناء جميع السلع المتعلقة بإحدى الشخصيات المعروضة في هذا الإعلانات والبرامج كشنط مدرسية أو ألعاب .. إلخ ,, هذا طبعاً غير تأثيرها على تفكيرهم وأخلاقهم ,,

جزاك الله خير أخي الكريم النسر الأبيض على الموضوع القيم ,,

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوقااار

شكرا جزيلا لك اخي النسر الابيض على هذا الموضوع القيم والرائع
ولكن حبذا لو تغير الخط ..فقد اتعب نظري اثناء القراءة..

(( شكرا لمروركم الكريم ...وعذرا لنوع الخط المستخدم ..وقد ابدلته مع امتناني لكم ))

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه السيد

رغم ما وجدته من صعوبه فى القراءه ( كما ألمحت أُختى الوقار ) فقد
استفدتُ من مقالكِ أخى الكريم ؛ كما هو المأمول من مقال يكتبه دكتور
جامعى مُتخصص مثلك ...
حياك الله ؛ ودامت لنا موضوعاتك الهادفه والنافعه للجميع ...

(( تقديري العالي لكم اخي الغالي اسامه السيد وبارك الله فيكم ...اسعدني مروركم ))

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noooor

.
ليست المشكلة فقط في الإعلانات بل حتى في البرامج المعروضة للأطفال ,, فبعض الأباء يضع أطفاله أمام شاشة التلفاز يشاهد القنوات المخصصة للأطفال ظناً منه أن كل مايعرض فيها مناسب للأطفال ,,
ومثال على تأثير هذه البرامج أو الإعلانات على الأطفال هو طلبهم بقتناء جميع السلع المتعلقة بإحدى الشخصيات المعروضة في هذا الإعلانات والبرامج كشنط مدرسية أو ألعاب .. إلخ ,, هذا طبعاً غير تأثيرها على تفكيرهم وأخلاقهم ,,
جزاك الله خير أخي الكريم النسر الأبيض على الموضوع القيم ,,

(( سلاما من الله عليكم اختنا الكريمه نور ...
نعم انا اتفق معك تماما الكثير من الاباء يعمدون الى وضع ابناءهم امام التلفاز للتخلص منه بغض النظر عما يعرضه من مواد قد تكون مخالفه لعادتنا وقيمنا او قد تكون هدامه لكل المفاهيم الاسريه ....وكما يقال : الطفل اسفنجه يمتص كل شيء....والطفل صفحة بيضاء ....نرجو ....ونتمنى ان تكتب بكتابات مسؤوله وذات اهداف تربوية بناءة ))