سكيولوجية الحشد

سكيولوجية الحشد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعزائي اعضاء منتدى نفساني


اتمنى انكم تفيدوني بموضوع ( سكيولوجية الحشد )

وتذكرون لي اسماء مراجع تحتوي على هذا الموضوع

واكون شاكرهـ لكم ..

و جزاكم الله خير ..

المصدر: نفساني

معقوله مافي احد يعرف ؟؟؟

حياك الله خـ ج ـل بيننا عضواً جديداً ..

أرجو لك طيب الإقامه ؛ ودوام التواصُل ...

وعُذراً لعدم الإدلاء بدلوى وتلبية طلبك ..

فللحقيقة ليست لدى معلومه عن هذا الموضوع ممكن تفيدك ..

لذا أعتذر عن عدم التعقيب ..

يسر الله لك من يقدر على إفادتك وارشادك ...

لا اعلم مَن مِن الممكن يفيدك فيما تريدين ..اصل حتى الكلمه بحد ذاتها جديده علي ...

تحياتي لكِ...

بقلم ياسر خاطر


يعبّر مصطلح (ثقافة الحشد) في معظم الأحوال عن سلوك البشر في المواقف الجماعية خاصة وإن شمل في الآونة الأخيرة -إذ دققنا النظر- جميع حالات البشر كجماعة من سلوك تفكيري وأخلاقي وكعادات يومية أيضا وليس في مواقف التجمعات فقط, فيُعتبر الإعلام من الأسباب الأساسية في تغلل ثقافة الحشد وتوصيلها إلى المنازل ومن ثم جعل البشر في حالة دائمة من الحشد (الفكري) ويوما بعد يوم كنتيجة لتطور الإعلام من الراديو فالتلفاز فالقنوات الفضائية والانترنت تختفي الوحدة والفردية أو كما تقال بمعنى أخر يتحول كوكب الأرض إلى قرية صغيرة وكل إنسان على الكوكب يعبر عن جزء من فرد في تلك القرية

وإذا حاولنا البحث في أساسيات ثقافة الحشد لتقريبها من الأذهان لوجدنا أنها اقرب إلى سلوك القطيع فالقطيع يقضي كل احتياجاته البيولوجية جماعيا، ولا يشعر بالاطمئنان إلا ضمن القطيع لكنه سرعان ما يتفرق ويهرب فُرادى، فالهرب للنجاة بالنفس هو السلوك الفردي الوحيد الذي يُتقنه القطيع بصورة غريزية ولكن الفردية هي سمة من سمات الإنسان والذي يختلف بها عن القطيع ولا يمتلكها القطيع إلا في حال الهرب للنجاة... فلا يمكن لأي كائن حي في القطيع أن يتخيل نفسه خارج القطيع فلا قيمة له إلا ضمن القطيع و يشعر غريزياً أن الأضعف والأقل حظاً سوف يَمضي إلى قَدره دون أن يحميه القطيع لذا فهو خارج القطيع عديم الإرادة سهل الافتراس وسريع الاستسلام يساق القطيع جماعة ويذبح فردا فردا فيعلو صوت القطيع ولا يقول شيئا ولا يفكر كل فرد إلا في إن السكين لم يصل إلى رقبته بعد وبمرور الوقت يخبو الصوت حتى ينعدم ويصاب القطيع بنوع من الجمود والبرود تجاه ذبحه لذا فقد قال الأديب والمربي الفرنسي آلان في كتابه " أحاديث عن التربية": "القسوة تتضاعف بفعل الحشد (القطيع) ولذا فهو يَمضي لحضور عذابات يخاف منها."
وأكثر ما يعبر عن هذا قول الشاعر تميم البرغوثي
في العالم العربي تعيش، بتبص في الساعة وخايف نشرة الأخبار تفوت علشان تشوف ع الشاشة ناس، في العالم العربي،تموت

ولدى القطيع خوف هستيري وعدم الثقة بكل ما يراه جديدا من الأشياء والكائنات الأخرى ولدينا هاهنا من الأفكار الأخرى , وربما نعانيه دوما حينما نحاول الاختلاف عن من حولنا ويظهر منهم على أشكال مختلفة من الرفض التام أقلها السخرية حتى وإن كنا على صواب، فالقطيع لا يملك قدرة التمييز بين الصديق والعدو، النافع والضار، بين الخطر الحقيقي وما يُشبهه، فسلوكه يَخلو دوما من التمييز.

وسلوك القطيع هي غريزة حيوانية لها مكانها بين غرائز الإنسان وهي ليست في إطار النظام المدرك لدى الإنسان وإنما تتسرب من الجزء اللاواعي من البشر حيث أطلق عليها -احتراما للإنسان- (ثقافة الحشد) أو سيكولوجيا الحشد, وهي أقرب في مفهومنا إلى التعصب فيعتبر التعصب بكافة أنواعه نوع من ثقافة الحشد والتصرف بلا أي عقلانية أو على أي أساس منطقي إلا ارضاء إلى غريزة القطيع التي تجعلك بلا وعي تهتف مع الحشد وتهلل له وتدافع عنه.
وربما هذا هو الشعور الذي يخالجنا عند العبور بأي مظاهرة بالرغبة في الدخول والهتاف والصراخ وأيضا بالعراك في حين إننا لا نعرف أحدا من المتظاهرين بل وربما في أحيان كثيرة لا نعلم بهدف المظاهرة أو الغاية منها ولكن ما يمنعنا في أغلب الوقت هو القطيع الأكبر الذي وجدنا فيه بسبب الإعلام وأصبنا باللا مبالاة بسببه ولا ألوم الإعلام هنا إنما ألوم الاستخدام الخاطئ لها وأيضا القطيع الأصغر بقليل الذي وجدنا به والمريض بمرض الخوف وهو القطيع الرعوي حيث يتم رعينا فيه كـ(رعية) ولا يميز الراعي بها كوننا بشرا أو غنما وان كان يفضل اكر بكثير كوننا غنما



في وجود الإنسان وسط حشد من أقرانه شعور كبير بالأمان وعدم الخوف غريزيا ومن هنا تبدأ المشاعر المكبوتة في الظهور ولا يفكر في عواقبها فمن صفات الحشد غلبة العاطفة على العقل أو محاولات التفكير عموما وعادة ما تبدأ المشاعر المكبوتة في الخروج من قلة في الحشد وغالبا ما تكون هستيرية لتنتشر بين باقي الحشد كالنار في الهشيم وبسرعة خيالية تجد أن الحشد كتلة واحدة تنفعل وتتحرك وتتحد معا , ولكن إن طبقنا هذا الشعور على الحشد الأكبر بعيدا عن حشود التجمعات واقصد هنا المجتمع ككل فكل فرد في حد ذاته يخاف الخروج عن الحشد ثقافيا أو فكريا أو عمليا ويحرك الحشد هنا الشخصيات البارزة وتختلف تلك الشخصيات باختلاف المجتمع ذاته فهناك مجتمعات تحركها الشخصيات السياسية وهناك مجتمعات يحركها رجال الصناعة وبالطبع مجتمعات يحركها رجال الغناء والتمثيل وكلنا يعرف الفارق بين كل هذه المجتمعات ونعرف بالطبع من يحرك عقول الحشد من حولنا الذي ينتظر بفارغ الصبر صدور احد الألبومات الغنائية لأحد المطربين والذي يتميز بوجود الكثير من العقلاء الذين لا ينتظرون الألبوم لسماعه بل لتقليد قصة شعر المغني الجديدة.

تحاول السلطة الواعية دوما تلاشي وإخفاء الحشود من أن تقف في مواجهتها لان الحشد لا يمكن التكهن بخطوته المقبلة المتقلبة كمثال الحشود التي كانت تقف وتهلل في ساحات الإعدام لإعدام المجرمين م تهلل مرة أخرى بعد الإعدام في فرح ونشوة ولا تتعجب عندما تهلل في حالة هروب المحكوم عليه بالإعدام ,وأيضا لا يتوقف الحشد من تلقاء نفسه فلابد من تغير خارجي عن الحشد يوقفه ففي حالة التجمعات نعلم أن استخدام القوة هو الحل المتواجد باستمرار وهناك أيضا حلول أخرى ولكن لا تعتبر جذرية ولا تستخدم في اغلب الأحيان مثل دس بعض العناصر لتغيير تفكير الحشد فكما قلنا تبدأ هستيريا الحشد من فرد أو اثنين فيمكن دس بعض الأفراد لتحويل هذه الهستيريا إلى اتجاه أخر ولكن هذا الحل فيه بعض المخاطرة بالفشل ولكن ما ينجح دوما هو تشتيت الحشد من قبل تواجده في الأصل وذلك عن طريق الترهيب أو الترغيب أو كلاهما أو بجذب الأنظار في اتجاه أخر وهو ما يعرف بأسلوب (الجرافة ) حيث يتم إبهار أنظارك بشئ في جهة اليمين بينما يتم اللعب في جهة اليسار وهو ما نراه من أحداث تغلب الرأي العام في نفس توقيتات أحداث هامة تخص أناس مهمين لا يريدون لفت الأنظار إليهم في جهة اليسار وذلك طبع غالب في مجتمعاتنا الميمونة
ولذلك يلعب أصحاب السلطة على وتر حشد المجتمع والرأي العام ككل كي يتحاشوا وجود حشود وكتل تقف في مواجهتهم وأيضا وبدون أسباب منطقية تجد أن معارضة السلطة تعارض بعضها البعض وتجد الكثير من الوجوه تتبدل أمام شاشات الإعلام وخلفها ولا تتعجب من ظهور حركات معارضة كل يوم أربعاء من نهاية كل شهر .

في العدد القادم:
للحشد وثقافته تأثيرات خارجية عميقة وغزيرة ولكن أهمها ما يحرك الحشد وفي محاولة التحليل هنا للحشد في إطار المجتمع ككل فان أساس ما يحرك الحشد /المجتمع هو من يحكم ومن يتحكم وما يتحكم ,و يكون السؤال هو:هل قرارات الحكم في المباريات هي المؤثر الأول في ردود فعل الحشود المشجعة للفريقين؟





المراجع:
سيكولوجية الجماهير جوستاف لوبون
سيكولوجية الجماهير دراسة بحثية لـ أ.د محمد المهدي
سلوك القطيع وسيكولوجية الحشد رائد الدبس

جزاك الله خير نجلاء الهاجري