المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

المواطنـة..والتقارب بين السنة والشيعة

يبرز دور العامل السياسي بوضوح في التأثير سلبياً على العلاقة بين المذهبين السني والشيعي منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها المذهب الشيعي يتشكل وفقاً لرؤى سياسية وفقهية خاصة بالخلافة والإمامة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-04-2009, 09:43 AM   #1
سيدة القصر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27062
 تاريخ التسجيل :  02 2009
 أخر زيارة : 05-01-2010 (12:48 AM)
 المشاركات : 269 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
المواطنـة..والتقارب بين السنة والشيعة



يبرز دور العامل السياسي بوضوح في التأثير سلبياً على العلاقة بين المذهبين السني والشيعي منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها المذهب الشيعي يتشكل وفقاً لرؤى سياسية وفقهية خاصة بالخلافة والإمامة.
وفي الوقت الراهن تتعرض العلاقة لمأزق حقيقي في إطار الصراع بين محورين في المنطقة: الاعتدال والممانعة، حيث يتزايد تكفير الشيعة وتصويرهم ككتلة واحدة لها ميول انفصالية أو انقلابية وأنهم أداة للمشروع الإيراني بما يؤثر على مواطنتهم وحقوقهم المدنية عموماً ومشروع الدولة الوطنية الديمقراطية على وجه التحديد.

ومن المفارقة أنه يتم توظيف بعض العلماء والمرجعيات لخدمة هذه الصراعات السياسية، حيث يشارك بعضهم في شق الصف الوطني، وزيادة الهوة بين أهل المذهبين من خلال تركيز الحديث في العقيدة والسياسية – أو (التكفير) و(المؤامرات) التي يقوم بها كل طرف تجاه الطرف الآخر - وهو ما لا يعني سوى أنهم يدفعون الأوضاع – بقصد أو بدون قصد – إلى مزيد من الطائفية التي تمثل بيئة صالحة لتكرار مأساة الحروب الدينية في أوروبا التي سبقت عصر التنوير.

المتغيـر الخارجـي

حول دور المتغير الخارجي في إفساد العلاقة بين المذهبين من أجل تحقيق مصالحه يمكننا أن نلاحظ أن الدور الخارجي كان واضحاً في إشعال الصراع الإيراني – السعودي عقب قيام الثورة الإيرانية، والحرب الإيرانية العراقية في عقد الثمانينيات من القرن العشرين.

ومن المفارقة أنه بعد أحداث 11 سبتمبر ظهر مشروع غربي لترويج الديمقراطية والمواطنة في منطقتنا لكن أياً منهما لم يتحقق حتى الآن ليس لأن الأمريكيون يدعمون الاستبداد كما يتصور البعض وإنما لأنهم يلعبون اللعبة البريطانية القديمة من حيث التحكم في خيوط الصراع وتكوين تحالفات وعلاقات مع النظم والمعارضات على السواء!.

إن المشروع الديمقراطي الغربي لم يلغ مشروعاً قديما تتبناه (إسرائيل) في منطقتنا في إطار ما يعرف بنظرية المجتمعات الفسيفسائية أو مجتمعات الموزاييك، التي تذهب إلى أن المنطقة عبارة عن مجموعات دينية وطائفية وعرقية ولغوية لا يربط بينها جميعًا أي رابط وطني أو قومي، وبالتالي فإن التداعي المنطقي هو خلق دول أو دويلات تضم كل منها أغلبية من إحدى هذه الطوائف أو الجماعات اللغوية – العرقية.

وتشير التجربة التاريخية إلى أن التدخل الاستعماري في منطقتنا قد أدى إلى أن تأخذ صراعات الأقليات أشكال ثلاثة هي:

الأول: الصراع بين الأقليات بعضها البعض بتأثير الرغبة في زيادة نفوذها وامتيازاتها كما جرى في مذابح الدروز والموارنة عام 1860، وهو ما يمكن إعادة إنتاجه في صراع بين تحالف يقوده حزب الله ويسعى لحماية المقاومة وتحالف آخر تدعمه (دول الاعتدال) والولايات المتحدة.

الثاني: الصراع بين الأقلية وبين الدولة طلباً للانفصال مثل تحالف الأرمن مع روسيا ضد الدولة العثمانية عام 1894، ويتم الحديث عن محاولة تطبيق هذا النموذج الآن لدى شيعة العراق والخليج في إطار التخويف مما يسمى المد الشيعي في المنطقة.

أما الثالث: فيتمثل في الصراع بين الأقليات وبين السلطات الاستعمارية ذاتها بعد أن تسعى هذه السلطات إلى فصل الأقلية عن محيطها الاجتماعي مثلما قامت فرنسا بإصدار الظهير البربري في المغرب بهدف استقطاب الأقلية البربرية وفرنستها، ومثلما حاولت أن تفعل بريطانيا مع شيعة البحرين، حتى أدركت قياداتهم الأمر وثاروا ضد بريطانيا انتصارا لهويتهم الوطنية العروبية.

دور علمـاء الديـن

سعى العديد من علماء الدين دوماً إلى تحقيق الأخوة الإسلامية وحل الإشكال السني الشيعي، ولعل المثال الأبرز على ذلك فتوى الشيخ شلتوت التي يقصد بها أن الشيعي مسلم وإذا تحول سني إلى التشيع أو تسنن الشيعي – وفقا لقناعته الذاتية وليس بتأثير أحد ترغيباً أو ترهيباً – يظل مسلماً، لكن الملاحظ أن الطرفان الآن وصلا إلى قناعة بعدم جدوى التقريب أو أنه لعب في الوقت الضائع، وبدلاً من دراسة أسباب الفشل يقوم كل طرف بإلقاء اللوم على عاتق الطرف الآخر!.

وفي هذا الإطار تبرز وجهتا نظر فيما يتعلق بدور العلماء: الأولى: ترى أن الاجتهادات الفقهية هدفت دائماً إلى نهضة المسلمين، ووحدة مذاهبهم، ومقاومة أعدائهم، وأن دورهم يظل حيوياً لوقف فتنة التكفير واستباحة الدماء وتحقيق العدل. الثانية: تؤكد أن من مصلحة علماء الدين من الطرفين أن يستمر الصراع لأن دورهم سينتهي عند انتهاء ذلك الصراع وإصلاح العلاقة بين الطرفين بما يقتضيه ذلك من التصالح وتحقيق مصالح الطرفين معا في إطار وطني مدني.

وسواء تبنينا وجهة النظر هذه أو تلك فإن التجربة تشير إلى أن آراؤهم تستخدم في غير ما يحبون حيث تعمق كثير من الفتاوى التعصب والخوف المتبادل من كل طرف تجاه الطرف الآخر وتتشكل بناً عليها صوراً ذهنية سلبية تؤدي إلى تكريس الطائفية وتمهيد التربة للاختراق الخارجي وإحداث مزيد من الفتن بين المذاهب بعضها وبعض، وبين أهل المذهب الشيعي وبين النظام السياسي في دول الخليج.

فمن جهة يتم الترويج لوجهة نظر متعصبة في أوساط السنة تؤكد على أن الشيعة (كفار) وليسوا مسلمين من الناحية العقيدية، وأنهم ينضوون في إطار مشروع إيراني لهز الاستقرار في دولهم ويتبنون العنف ضد الحكم والشعب على السواء.

ومن جهة أخرى يسود في أوساط الشيعة أن جميع السنة بما فيهم الليبراليين والإخوان المسلمين الذين لا يكفرونهم أصبحوا يتبنون الرؤى الفقهية السلفية المتشددة التي (تشيطن) الشيعي وتجعل كل ما يصدر عنه هو (الخطأ).
وما يغذي التعصب والطائفية أن الحديث عن العلاقة يتم في إطار سياسي وعقيدي، لا في إطار وطنى ومدني، فيجد الشيعي نفسه بين موقفين:

الأول: الغضب نظراً لانتهاك ما يراه حقوقاً أساسية له، ووجود تمييز ضده، وهو ما يغذي شعور المظلومية المتضخم عنده بالأساس، مما يجعله يتصور أن جميع حقوقه منتهكة ولابد أن يتمرد ويغضب.. لكن ذلك لا يعني أنه يغضب لدرجة استعمال آليات العنف والقتل على اعتبار أن حفظ النفس عنده بمثابة أولوية قصوى لا ينتهكها سوى عند تفجير أو استهداف المزارات المقدسة – مثلما جرى في العراق.

الثاني: الدفاع الدائم عن معتقداته الدينية والسياسية، حيث يقضي حياته في الدفاع عن إسلاميته ووطنيته دون جدوى، فكل يوم يخرج كتاب أو كاتب يقول أن الشيعة يعتقدون أن الوحي نزل على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الخطأ، وأنهم لا يؤمنون سوى بمصحف فاطمة وأنهم موالون لإيران، ويستعملون التقية لإخفاء مؤامراتهم.. إلخ، ومهما حاول الشيعي أن ينفي هذه المغالطات وأنه لم يعد بحاجة إلى تقية يخفي بها عقيدته خوفاً على حياته، على أساس أنه مواطن في دول تسعى إلى تعزيز انتماءه الوطني، فإن التهم الموجهة إليه تبقى على حالها وهي: الكفر والخيانة والتقية!.

المواطنـة هي الحـل

إذا كان الشيعة مطالبون بمعالجة الشعور بالمظلومية الذي يتضخم يوما بعد يوم والذي يجعلهم يرون بعض أشكال التمييز والانتهاكات لحريتهم الدينية على أنها انتهاكات يتسع نطاقها باستمرار، فيندفعون باتجاه العودة الدائمة للتاريخ والسقوط في مستنقع الحزن والرغبة العارمة في التمرد دون النظر للنتائج المترتبة على الغضب والتي لا تحقق لهم في الغالب أي مردود إيجابي.

فإن السنة عليهم ألا يعتبرون أن الشيعة كتلة واحدة تقودهم مرجعياتهم الدينية، نظراً لوجود تنوع كبير ديني وعلماني – متعايش - داخل المذهب الشيعي، فضلاً عن أن دور المرجعيات لا يظهر بوضوح سوى في ظروف الأزمات فقط وبالتالي فإن العدل مطلوب في هذه النقطة حتى لا يستخدم خطأ شخص أو حدث تاريخي معين لتصوير الشيعة على أنهم كفار وخونة ومتآمرين.

لقد آن أوان التخلي عن التقية السياسية التي يتقنها سياسيون وعلماء وإسلاميون من الطرفين، حيث يعلنون أهمية تنقية أجواء العلاقة وتعزيز التعايش والعدل بما يعزز الانتماء الوطني لجميع المواطنين، بينما هم في نفس الوقت يضمرون التعصب والطائفية ولا ينقذون الناس من براثنه التي يقعون في شباكها صباح مساء.

لقد آن الأوان لنبذ التعصب الذي يقوم على أحكام مسبقة تفتقد للموضوعية وتتسم بالتعميم أو التبسيط المخل، وتقوم على أساس مجموعة من القوالب النمطية والتصنيفات الجاهزة والأحكام الحدية والاستقطابية، وتوجه نحو جماعة معينة أو أشخاص معينين بحكم عضويتهم فى الجماعة، نظراً لأن هذا التعصب يصادر حق أفراد هذه الجماعة في الاختلاف ويكرس السياق الثقافي والاجتماعي الذي يشعر الشخص فيه بانتهاك حقوقه الإنسانية وعدم فاعليته الاجتماعية والسياسية بما يعني استمرار التحصن بالطائفة وتأخير ظهور الدولة الديمقراطية الحديثة.

لقد آن أوان الامتثال للتوجيه الإسلامي بأن الناس جميعًا أسرة واحدة يرجع نسبهم إلى أب واحد وأم واحدة، وقد ورد فى القرآن الكريم قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، أي أنه أقر بأن اختلاف الناس حقيقة كونية وإنسانية وبدأ يقيم نظامه السياسي والاجتماعي والثقافي على أساس هذا الاختلاف والتنوع {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا}، وأن خيرية أمة المسلمين {كنتم خير أمة أخرجت للناس} تشير إلى أنه كان من قبلكم لا يأمن هذا في بلاد هذا، ولا هذا في بلاد هذا فكلما أمن فيكم الأحمر والأسود فأنتم خير الناس للناس.

وختاماً... لقد آن أوان الاستفادة من تجارب الدول والحضارات الإنسانية الأخرى التي نجحت في تعزيز هويتها الوطنية وتحقيق المواطنة وخصوصاً بين السود والبيض في التجربة الأمريكية التي احتاجت نضالاً طويلاً ومريراً بدأ بسن القوانين وانتهى بالنجاح التاريخي للرئيس باراك أوباما، مروراً بتطبيق القوانين والعمل الثقافي والمدني.

إن المسئولية تقع بالأساس على الدولة ومؤسسات المجتمع.. وما زال بإمكان علماء الدين والقوى الدينية التي تسير في الاتجاه المعاكس.. أن يلحقوا بالركب ويشاركوا في إقامة المواطنة ودولة العدل والحريات.



صادق الصادق
ناشط ومفكر سعودي
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 28-04-2009, 11:04 PM   #2
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


حيَّاك الله وبارك فيك لنقل هذا المقال السياسى الرائع والمُتنوَِر عن
ضرورة تفعيل وتعميق ( المواطنه ) أو ( الوحده الوطنيه ) أو ( روح الإنتماء
للوطن ) بين فئات وفصائل الشعب بشكل عام ؛ ومُحاولة رأب الصدع
فيما يعن من خلافات وإختلافات ؛ وتهدئة بؤر الإحتقان داخل المُجتمع
نزعاً لفتيل الطايفيه ؛ وقضاءً على شبحها البغيض ...


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا