تهجار كربي (فرط الهجر المرضي الكربي)

تهجار كربي (فرط الهجر المرضي الكربي)

السلام عليكم

تهجار كربي

التهجار الكربي: هو فرط ابتعاد المريض عن الناس، بحيث يبقى في غرفته أو بيته، ولا يُرى إلا كل عدة شهور مرة واحدة، بإستثناء لو اعتاد على شخص واحد، الذي لا يمكن أنْ يَسْلَم من المريض فهو معرض للعدوى، عن طريق التفاعل..
من أهم الأسباب التي تُفْضِي التهجار الكربي هي التلحاس، فـ"التلحاس" يمكن أنْ يجعل المريض يعيش وحده بعيدا عن الناس، فلا يراهم ولا يَرَوه، ولا تعجبوا من هذا فتقولوا أنه ضعيف، فلا تقل: ضعيف قبل أنْ تجرب بنفسك، ولكن نصيحة مني لا تتمنى أنْ تصاب بـ"التلحاس" لتثبت قوتك، فلا يوجد قوي عند التلحاس، ثم أنْ الأشياء تعرف بالتجريب لا قبل التجريب، فالمريض جرب وأنت أيها المُدَّعِي لم تجرب التلحاس، بل أنت عندما تَرَى تلحاسي تتوتر وتفقد تركيزك فيما أنت مُرَكِّزٌ فيه..
لمزيد من التوضيح، إليكم ما يلي:

مَهْجَرة أكُجُوطية:..
هي أسباب توترية، خارج الذي تحصل معه هذه المهجرة، وتتقاطع مع قوة التوتر البدئي الخفيف بعض الأحيان، خصوصا التي لا تتعلق بمثور.. ولكن لأن صاحبها، ينتمي إلى الفوكليين؛ فإن النتيجة تكون توتارية من هذا الفرع..
أمثلة على المهجرة الأكُجُوطية – بل على كل المهجرات بتفاوت في التأثير -:

1- مُشاهدة برامج مرئية تحتوي على قدر خفيف من توتر ممتد، تُفْضِي إلى توتار..

2- الإعلانات السريعة في التلفاز، والمشباك، فهي تستهلك طاقة تكثارية..

3- حفظ شيء معين في الذَّكِرَة، يستهلك الكثير من الطاقة؛ لذلك فهو مؤذ لهذه الفئة..

4- مشاهدة الأغاني الطويلة التي تجعل مغنيها يصاب بالتوتر قبل أنْ يَبْدَأ الغناء؛ فهو أو بعضه ينعكس عليه..

5- مُشاهدة الصور الجنسية، أو الأفلام الجنسية، فهي مفضية توتار، حيث يبدأ من تحت الشعور، ليصل إلى الشعور، فيظن الذي أصيب بهذا أنَّه ظهر بلا مقدمات، ولو علم أنَّه يعمل تحت الشعور، لوصله أنَّ المقدمات لا يشعر بها، وما يشعر به هو النتيجة، هذا في البداية، أما لو كانت له بعض الخبرة، فإنَّه يعلم أنَّه يُحْدِث أعراضا لا يبالي بها من ليست له خبرة، فيقوم هاربا، هروبه من الأسد..
التمناء (فرط الاستمناء) من أشد الأشياء التي تُفْضِي إلى محدجات، وهذه الآخيرة مَهْجَرَة كربية هنا، خصوصا إذا اقترنت بتلحاس..

6- التعجال في تحصيل الشيء، فلو كنت على المشباك، فأنت أمام عالم لو أردت أنْ تقرأ العناوين التي داخله، لأحتجت عمرا يزيد على عمرك أعمارا، لتنهي قراءتها، فإنْ وصلك هذا العقل، ووجهت وقتك إلى قدر محدود من المتوفر، أو ممَّا تريد، فإنَّ المسألة باقية، فالتعجال يمكن أن يكون أيضا داخل موضوع واحد، فالحذر من التعجال.. نحن هنا لا نتناول العجلة بل التعجال فالعجلة تختلف عن التعجال، ثم أنَّ العجلة فروع، ومن هذه الفروع: عجلة سيدنا موسى – عليه الصلاة والسلام -، فقد قال الله له: “وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)" طه. نفهم من الآية أنَّ عجلة سيدنا موسى سببها تحصيل رضى الله، فهي إنْ كان فيها توتر؛ فهو قليل، وقد لا يتجاوز ما تحتاجه (العجلة) من مَجْهَدَات، هذا إنْ خَلَت من غضب وأمثاله، وإلا فإنَّ فائض المجهدات يُزاد، ويُفَرَّغ عبر الحك، أو المسح، إلخ.. الرسل لا يُصابون بالتعجال – لنتذكر دائما المرضي وليس غيره -، وإلا فالرسالة تسقط عنهم، والذين يَدَّعُون أنَّ الرُّسُل أُصِيبوا بسِحْر؛ فصاروا يقومون بشيء ثم لا يعلمون أنَّهم قاموا به، كِذبيانيون، فالرُّسُل معصومون من الله، ونسيانهم لا يتجاوز نسيان بقية الناس، والنسيان إنْ حصل لهم، فلا يطال الرسالة، فهم معصومون من الله في تأديتها ما داوموا قائمين عليها، أمَّا بعد أنْ يموتوا فيمكن أنْ تُحَرَّف الرسالة، كما حَدَث مع أهل الكتاب، فهم أهل كتاب وليسوا أهل كتاب إلاهي، والفرق واضح.. وقد كان نتيجة التحريفات كلام لا يقبله عاقل، مثل: "آمن ثم استدل"، فهذا الكلام لا يَخْرُج إلا من صاحب عقل بسيط، أو قل: صاحب عقل بسَّاط، أعني أنَّه يريد أنْ يجعل من عقول الناس عقول بسيطة لا تخوض معركة فكرية ضد الشيء الذي جعل القائل يقول:”آمن ثم استدل"، فعندما يؤمن الإنسان؛ فإنَّ مقدرته على الاستدلال تقل بشأن الشيء الذي آمن به، والذي طُلِبَ من أجله الإيمان قبل الاستدلال، أو قل إنَّه يكبل معقاله، ولكن لا يمكن للإنسان إلا أنْ ينقلب على هذا القول، فقد حل محله:”استدل ثم آمن"، وآية عظيمة خرج من صلبها القول السابق، وهي قوله تعالى:”قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.. (20)" العنكبوت.
ولكن بشأن الكتب التي لدى أهل الكتاب: فيمكن أنْ يكون فيها بعض الكلمات الإلاهية، فالمحرف ليس مجنونا ليحرف كل شيء.. وعلى كل حال فالكلمات الإلاهية المتبقية يمكن أنْ يستقل به العقل المستقل عن الوحي، بل ويجعلها شيئا لا يُذْكَر أما انتاجه، الذي لولاه لمَا كُلِّفَ الإنسان.. يبدو أننا خرجنا عن موضوعنا قليلا هنا، ربما كانت العجلة في أنْ يستقل عقل الإنسان عما يعيق حركته في اكتشاف “كيف بدأ الخلق” هي السبب..

التعجال والقراءة

أحيانا يبدأ تهجاري مكريوي يقرأ كتابا، فإذا به يحاول أنْ ينهي قراءته بتعجال، فالكتب التي لم يقرأها كثيرة، وهذا يجعل التروات تَكْثُر في السَّفِلات والوَسِطَات، والسبب في أنَّ التروات يكون في السَّفِلات والوَسِطَات كثيرا، وفي الرأس والعيون قليلا: هو أنَّ الحروف لا توتر العيون، بل التوتر يحدث بعد العيون، بعكس ما لو شَاهَد المريض برنامج تلفازي به توتر، فآنها يَحْدُث التوتر في العيون بسرعة وكذلك في الفجتلة، ولكن هناك اختلاف في موترات العيون، فلو كانت موترات العيون مجرد حركات سريعة من سيارات – مثلا -، فإنَّها تسبب توترا أقل من التوتر الذي يكون من إنسان متوتر في برنامج تلفازي؛ فالتوتر إذا كان من إنسان فإنَّه يؤثر أكثر..


7- الأصوات المرتفعة مفضية توتار.. عندما يتوتر الشخص من التصوات (فرط سرعة صوت)؛ فإنَّ التوتار – هنا – المُحْدَث يختلف إنْ كان مع الترواتي شخص آخر، أو أنَّه بين عدة أشخاص، أو كان وحده؛ فهو يقل إذا كان وحده، ويُزاد إنْ كان معه شخص آخر، أو موجود بين عدة أشخاص؛ وذلك لأنَّه تصواتسي، أي أنَّ الذي يُصَاب بتوتار من التصوات يكره أنْ يَحْدُث تصوات وهو بينهم، ولهذا يبتعد عنهم، أي يهجرهم، وإنْ لم يبتعد عنهم؛ فإنَّ مرضه يُزَاد..
في كل حال، التصوات موترة، وهو يُفْضِي في المكروب إلى توتار لوجود تروات؛ وذلك لأنَّ المريض يساوق التصوات، ويبدو أنَّه لا سبيل لأنَّ يُقْلِع عن سواق التصوات إلا بالابتعاد عن التصوات، ثم لو حاول ألاَّ يساوق التصوات فإنَّه سيوجه التوتار وجهة مختلفة، وهذا التوجيه عملية فكرية؛ ولذلك فهو يقلل من التركيز على التصوات ، ولكن كما ترون فالتوتار لا يزول بل يُوَجَّه..
إذا كان الذي يتعرض التصوات خبيرا في سلوك المرض؛ فإنَّه يحاول التقليل من حدته، على الأقل ممَّا يمكن أنْ يُحْدِثَه في الشكل الخارجي، من تعباس، أو تحراك.. ولكن في كل الأحوال التصوات موترة..

مَهْجَرة إكْرُوانية: هو التلحاس وكذلك التشفاذ ويمكن الترفاف، ويمكن التحمام، وغيره من الأعراض التي تحدث عندما يكون في الدم تتراو، حيث يُفْضِي إلى تهجار إكرواني:

تَهْجَار إكرُوَاني: فرط الهجر المرضي التوتري المفرط، والكربي، والوسطي..

مَهْجَرة مُكْرِيوية: بالجملة هي التلحاس الحاصل من ملحسات كربية، وما يمكن أنْ يلازمها من تحداج وغيره..

تَهْجَار مُكْرِيوي: فرط الهجر المرضي الترواتي، الكربي الوسطي..
التهجاري المكريوي يمكن أنْ يعود إلى التهجار المكريحي في أقل من دقيقة، بل هذا ينطبق على التهجاري المكريفي أيضا، أي لو لم يبقَ على التهجاري إلاَّ عدة أيام ليخرج من تهجاره المكريفي، فيمكن بوسطة شيء لا يريد التهجاري حُدُوثه – كالخروج عندما لا يريد أن يخرج - أنْ يُوغِل في التهجار؛ فالتهجاري إنْ مرَّ بمثل هذه التجربة فإنَّه كثيرا ما يتوقف عما يمكن أنْ يجعله يَخْرُج من تهجاره، فمحاولة الخروج من التهجار الكربي تستغرق من أربعة ألى ستة أشهر، ولمَّا كان الناس الذي حول المريض لا يفهمون هذا المرض؛ فإنَّهم يجيئون إليه ويمكن أن يلحوا عليه في الخروج، فهم يظنون أنَّ خروجه سيجعله يُشْفَى، والصحيح هو العكس، فأحيانا خروجه لمرة واحدة إلى مصرف - مثلا -، تجعل المريض يزيل آثارها من جسده في مدة قد تتجاوز أسبوعان، وأحيانا شهر، فما بالك لو كَثَّر من الخروج؛ بلا شك لن يستطيع أنْ يرى أحدا عنده، فمجيء شخص واحد أحيانا يجعل المريض يغطي فمه لأنَّ اللحس لا يتوقف، وهذا يجعل المريض يتوتر، ولا تقولا: فليحاول الاَّ يتوتر؛ وذلك لأنَّه قد حاول ويحاول، ولكن الفائدة قُلَيْلِية، إذا كان هذا يَحْدُث بمجرد مجيء شخص واحد إليه والتكلم معه عدة كلمات، فما بالك لو كانوا أكثر من واحد، بل ما بالك لو أصرَّ الذي جاءه أنْ يَخْرُج معه؟!..

المصدر: نفساني

يعطيك العافيه.!