المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

التفسير الصحيح لحُدُوث الوسواس القهري

السلام عليكم التفسير الصحيح لحُدُوث الوسواس القهري اعْلَمُوا أنَّ مواضيعنا تدور حول مصطلح هو مفتاح اﻷمراض التي نتناولها، والمصطلح هو الـ"رَّوْت"، والـ"رَّوْت" مادة تنفرز في اﻷعصاب، وهي تنفرز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-09-2009, 12:33 AM   #1
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
التفسير الصحيح لحُدُوث الوسواس القهري



السلام عليكم

التفسير الصحيح لحُدُوث الوسواس القهري

اعْلَمُوا أنَّ مواضيعنا تدور حول مصطلح هو مفتاح اﻷمراض التي نتناولها، والمصطلح هو الـ"رَّوْت"، والـ"رَّوْت" مادة تنفرز في اﻷعصاب، وهي تنفرز آنَ الغضب بكثرة؛ وذلك ﻷنَّ الفكرة الغضبية تجعل صاحبها يرتفع إلى اﻷعلى من كثرة الـ"رَّوْت" في الأعصاب - وكذلك الترو في الدم -، ولكن آنَ الحزن فإنَّ الـ"رَّوْت" ينفرز ببطء؛ وذلك ﻷنَّ الفكرة الحزنية تجعل الـ"رَّوْت" ينفرز ببطء - وكذلك الترو في الدم -.. موضوعنا هذا لن يكون استثناء عن مواضيعنا التي يكون الـ"رَّوْت" فيها مركزا أو أحد المراكز.

عندما يتوتر اﻹنسان بشدة؛ فإنَّ الفكرة التي تدور في رأس المتوتِّر تُبْطَأ، أي تصير بطيئة، إلى أنْ يأتي حال يُكَرِّر المتوتِّر فكرة مفردة؛ ذلك أنَّ التوتر جعل الفكرة التي تلي الفكرة المفردة بطيئة؛ وهذا يعني أنَّها تتأخر عن الدخول إلى مكانها في المخ لكي يَشْعُر الذي يفكر بها بوضوحها، ومن الممكن أنْ تَدْخُل إلى المكان الصحيح لتُعالَج، ولكن لكثرة الروت في نفس المكان؛ فإنَّها لا تكون واضحة، فالروت يُشَوِّش عليها؛ ولهذا يضطر الذي يفكر أنْ يُكَرِّر الفكرة السابقة.

لِنُوَضِّح الكلام السابق أكثر:
لنفترض أنْ شخصا اسمه حالم لا يعاني من أي مرض من الأمراض التي نتناولها، وطلبنا منه أنْ يتكلم بالكلمات التي في الاقتباس التالي: "ذهب خالد إلى الحانوت ليشتري كتابا."، ولكن قبل أنْ يتكلم حالم بقليل عرَّضْناه لتوتر شديد، وبعد أنْ تَعَرَّض لتَوَتُّر شديد بدأ حالم يتكلم.
سؤال كيف سيكون حال الكلمات التي سيتكلم بها حالم؟
دون أدنى شك أنَّ إحدى الكلمات أو اكثر سَتَتَكَرَّر مرة أو أكثر، وعلى افتراض أنَّ الكلمة التي تكررت مرة هي خالد، فستكون الجملة السابقة كالتالي:
"ذهب خالد خالد إلى الحانوت ليشتري كتابا."
هذا بشأن تكرار الكلمة، ولكن ماذا عن بقية الكلمات؟
دون أدنى شك سَيَحْدُث فيها تأتأة، والتأتأة هنا - هي - مُقَدِّمَة لتَكْرير كلمة أو كلمات، أو حروف.

مدى تكرير الكلمات يتوقف على شدة التوتر، فكلما اشتد التوتر الذي يُسَبِّب تكرير الكلمات؛ فإنَّ عدد تكرير الكلمات يرتفع، فيمكن أنْ تكون الجملة السابقة على الشكل التالي:
"ذهب خالد خالد إلى الحانوت الحانوت ليشتري كتابا كتابا."

أرجو أنْ تنظروا إلى البرامج التلفازية التي يَحْدُث فيها توتر لتروا كيف يَحْدُث التكرير مباشرة.

لنفترض أنَّ حالما لا يريد أنْ يقول أين خالد، ولكن تحت الضغط تكلم إلى أنْ وصل إلى الحرف إلى، ولم يُكْمِل، بل بقي يُكَرِّر الحرف إلى، أي أنَّ الحملة التالية:"ذهب خالد إلى الحانوت ليشتري كتابا خطيرا."، ستكون كالتالي:"ذهب خالد إلى إلى إلى إلى إلى."، هذا على افتراض أنَّ الحرف قد تَكَرَّر خمس مرات، ولكن هل التكرير هنا من الوسواس القهري؟ لا، رغم التوتر، فقد كان بإمْكَانه أنْ يُكْمِل الجملة، ويُكَرِّر، أو يُتَأتِئ تحت التوتر الشديد، ولكنه لم يفعل.

تكرير الكلمات يمكن أنْ يَحْدُث في أصحاب الذاكرة الضعيفة، ونحن لا نتناول هذا الموضوع هنا، على الأقل حتى هذا الوقت.

تناولنا حُدُوث تكرير الكلمات لدى إنسان لا يعاني من أي مرض من التي تُسَمَّى بالخطأ نفسية، وهي رَوْتِيَّة كما أكَّدْنَا في مقالاتنا أكثر من مرة.. أمَّا اﻵن فلننتقل إلى حُدُوث تكرير الكلمات لدى إنسان يعاني من المرض الذي تناولناه في مقالاتنا السابقة:

إذا كان المريض الذي نطلب منه أنْ يتكلَّم بالكلمات التي في الاقتباس التالي يعاني من مرض خفيف، أي يوجد في جسده روت خفيف - وخصوصا في المواطن العلوية (الرأس..) -، وفي نفس الوقت عَرَّضْناه لتوتر؛ فإنَّ التوتر يَحْدُث بسرعة؛ وذلك ﻷنَّ الجسد فيه روت من اتجاه، ويُنْتَج فيه روت من اتجاه آخر؛ وبهذا فالتوتر الذي يَحْدُث يكون شديد، وهذا توتر مرضي (وُتَار)؛ ولهذا فإنَّ تكرير الكلمات يَكْثُر، فالجملة التي في الاقتباس التالي:"ذهب خالد إلى الحانوت ليشتري كتابا." قد تصير كالتالي:"ذهب ذهب خالد إلى إلى الحانوت الحانوت ليشتري كتابا كتابا."، ولكن هذا يَحْدُث في حال توتري، وإلا فإنَّ المريض لا يكرر الكلمات خارج اﻷحوال التوترية الشديدة، ولكن لو كان المريض يفكر بمرضه كثيرا، ويبقى فكره يدور حول مرضه، فإنَّ الروت المرضي (رُوَات) يَكْثُر، عبر توتر بطيئ؛ وبهذا فلو فَكَّر المريض في شيء يهمه كثيرا؛ فإنَّ الفكرة تبقى تدور في ذهنه لمدة طويلة، فإذا أراد أنْ يوقفها وتوتر؛ فإنَّها تُزاد تَشَبُّثَا وتبقى تدور؛ ولهذا لا بد من الهدوء إذا أراد أحد القضاء على فكرة تتكرر في الذهن كثيرا.
أحيانا يَشْعُر المريض بشيء يجعله يتنفس بقوة (فُسَان..)، وهذا يجعله يظن أنَّ الموت مُقْبِل عليه؛ فيخاف من الموت، والخوف حال توتري، والتوتر يزيد الروت المرضي، بحيث يتفاعل الروت المرضي مع الروت المنفرز آنَ الخوف؛ ليشتد الروت المرضي؛ وهذا يجعل فكرة الخوف من الموت تتكرر كثيرا، ولمَّا كان الروت المرضي الذي يجعل المريض يتنفس بشدة لا يزول بسرعة – على اﻷقل حتى هذا الوقت -؛ فإنَّ فكرة الخوف من الموت تُسَيْطِر على المريض، وتبقى تتكرر في ذهنه، ولكي يتخلص من تكرير فكرة الموت عليه أنْ يَعْلَم أنَّ الهواء الذي يستنشقه - عندما يشهق بشدة – لا يحتاج إلا إلى جزء قليل منه؛ ﻷنَّ الذي سبَّب التنفس الشديد هو روت مرضي مُتَمَكِّن في اﻷعصاب التي في المواطن الوسطى (قشرة البطن والصدر والظهر والعنق)، وهو لا يؤدي إلى الموت إلا في العجزة الذين لم تبقى فيهم أدنى قوة، وبهذا لا بد أنْ يزول الخوف من المريض بعد أنْ يَعْلَم الحقيقة بشأن تنفسه الذي يخيفه، وعندما يزول الخوف؛ فإنَّ تكرير فكرة الموت يزول.

في بعض اﻷحيان يكون الروت المرضي كثير جدا، بحيث لا يحتاج إلا إلى توتر قليل جدا، ليَحْدُث تكرير كلمات؛ ولهذا نجد المرضى الذين يعلمون جيدا سلوك المرض، لا يتكلمون وهم في هذا الحال ما استطاعوا إلى ذلك سبيل، خوفا من تكرير الكلمات؛ وبهذا يتحاشون الحرج الذي يمكن أنْ يَشْعُرُوا به وهم في هذا الحال.

المرضى الذين لا يجعلون اﻷفكار تتكرر في أذهانهم، ولكن أجسادهم ملئية بالروت المرضي، يصابون بهيذ مرضي (هُيَاذ) وهو التكلُّم بكلمات غير مرتبة ولا تعني شيئا، حيث يكون المريض على علم تام بأنَّه قالها ومتى قالها، وفي أي حال كان آنَما قالها، وهذا الحال قريب من حال تكرير اﻷفكار تكريرا مرضيا؛ ولكن ﻷنَّ المرضى هنا يفصلون المرض عن الأفكار التي يمكن أنْ تتعلق بالمرض، وذلك للخبرة التي اكتسبوها وهم مرضى؛ فإنَّهم لا يصابون بالتكرير المرضي لفكرة معينة.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 12-09-2009, 06:46 PM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
الوسواس القهري والصراع بين صحة وفساد شيء ما



السلام عليكم

موضوع متعلق بالموضوع السابق:

معلوم أنَّ الأفكار التي تدور في الذهن تتشوش آنَ التوتر في غير المريض، بحيث يميل إلى تكرير الفكرة الواضحة، ولكن ماذا يَحْدُث في مريض مصاب بالأمراض التي تُسَمَّى نفسية؛ يَحْدُث ما ورد في المثال التالي:
لو قال س من الناس أنَّ ب قائم، ولكن ك من الناس يقول أنَّ ب جالس، وتكون مع صاحب الرأي الذي يقول أنَّه قائم، ولكنَّك تري الجدال الدائر بين س وبين ك، فإنَّك تغضب من قول ك، وغضبك من قول ك يزيد التوتر، وهذا يجعل قول ك يستحوذ على جزء كبير من الفكر، فيبقى قول ك يدور في الذهن، ومن كثرة دورانه، يغضب المريض، وعندما يغضب المريض من تشبث قول ك في الذهن؛ فإنَّ قول ك يزداد تشبثا، وهنا:
1- إمَّا أنْ يعزل مسألة ب عن المرض، بحيث يَحْدُث المرض دون أنَّ يَتَدَّخل في صحة أو فساد قيام ب، وهنا يتوجب أنْ ينخفض التوتر، ويقل تشبث صحة قول ك إلى أنْ تزول.
2- وإمَّا أنْ يقر المريض بقول ك رغم أنَّ المريض متأكد من أنَّه خطأ، وعلى افتراض أنَّه اختار قول ك؛ فإنَّ الصراع الدائر بين صحة أو فساد قيام ب - الصراع - يهدأ، ولكن اﻷمر لن ينتهي، ﻷنَّ الصحيح هو قيام ب؛ وهنا يبدأ صراع مرة أخرى بين صحة أو فساد قيام ب؛ وﻷنَّ مسألة صحة قول س هو الصحيح، فلا يهدأ الصراع إلا بالميل إليه، وهكذا يبقى المريض في دائرة يدور فيها دون توقف.
عندمنا تتشيث فكرة معينة ويميل المريض إلى صحتها رغم علمه بفسادها؛ فإنَّه يُوَرِّط نفسه، فمن الممكن أنْ يقتل إنسان، أو يسرق، أو يخالف جميع المبادئ اﻷخلاقية التي يتفق عليه عقلاء العالم، كل هذا تحت تشبث الفكرة، التي تُعَزَّز في وقت الغضب، أو التوتر عموما.
لكي يتجنب اﻹنسان تشبث اﻷفكار، فلا بد من عزل الأفكار عن المرض، وإنْ كانت فكرة معينة قد تشبثت فلا بد من أنْ يهدأ؛ ﻷنَّ الفكرة تتراجع عن التشبث وقت الهدوء، ثم لا بد أنْ تُعالج الفكرة المتشبثة بمبادئ العقل، فإنْ خالفت مبادئ العقل؛ فلا بد من رفضها، فلو قال لك م من الناس: أنَّ الكل أصغر من الجزء، فلا بد من الإقرار بفساد قوله، ﻷنَّه خالف مبادئ العقل، ولو قال لك: أنَّ حميد رافع يده وفي نفس الوقت يقول أنَّه خافض يده، فلا يُصَدَّق؛ ﻷنَّه يخالف مبادئ العقول، فالنقيضان هنا لا يجتمعان.
إذا قال أحد من الناس أنَّ:
س = ك
س = م
وفي نفس الوقت
ك لا تساوي م
فلا بد من القول لصاحب هذه المعادلة بأنَّك فاسد الفكر، وتضرب بمبادئ العقل عرض الحائط، ومن يضرب بمبادئ العقل عرض الحائط، فهو ساقط الفكر.


 

رد مع اقتباس
قديم 14-09-2009, 07:36 AM   #3
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
المثير وقرين المثير



السلام عليكم

المثير وقرين المثير

لقد تكلَّم ابن سينا عن مسألة المثير (مثورة (شيء يسبب إثارة)) والقرين (شيء يكون مع المثير)، حيث قال:"قرين الملذوذ ملذوذ، وقرين المؤلم مؤلم".
ماذا يعني بكلامه هذا؟
لنجيب من خلال مثال:
عندما يُحَاور الملحد، فإنَّ المؤمن الذي يُحاوِر الملحد يتألم؛ ﻷنَّ الملحد يريد أنْ يهدم معتقداته، والتألم يتفاوت من إنسان إلى آخر، حيث يمكن للمرضى بالمرض الذي نتكلم عنه أنْ يَشْعُروا به بشدة؛ وذلك لوجود المرض في أعصابهم، ثم يُضَاف إليه توتر، فيشتد المرض الذي في اﻷعصاب، على اﻷقل لمدة معينة؛ وهذا يجعل معتقدات المؤمن تُشَكِّل له مصدر ألم؛ وذلك لشدة النقد الحاصل من الخصم، حتى ولو كان النقد مجرد تشويش لا أكثر؛ حيث تبدأ مسألة معينة تؤلمه، ثم مع الوقت يتشعب اﻷلم، لينتقل إلى مسآئل لا يقترب النقد لها، وهنا يمكن للمؤمن - المريض بالتأكيد - بمجرد أنْ يرى أو يسمع شيء يعتقده؛ فإنَّه يتألم، ويجد في نفسه نفورا منه، ويمكن أنْ يجد في نفسه ميلا لأقوال الملحد، بل ربما لا يمكن تسكيت الألم إلا بإتباع الملحد فيما يقول.. أقول للمرضى: لا تجعلوا المرض يوجه منهجكم في الحياة، ولا بد من إخضاع كل شيء للعقل الذي من مهماته في هذا الحال كشف ما يُحْدِثه المرض والتوتر من انحراف.

لا بد من أنْ يعي المريض هذه الخطوات؛ ﻷنها تُشَكِّل خطرا على معتقده، فعليه أنْ يبتعد عن محاورتهم ويترك الساحة للعلماء، ثم عليه أنْ يسمع ويقرأ كلام العلماء؛ ﻷنَّه يقلل التوتر، وهذا علاج بالضد.
وفي جميع اﻷحوال على المريض أنْ يترك هذه المسآئل؛ ﻷنَّها تزيد مرضه، ويمكن أنْ يراها أو يقرأها في أوقات متباعدة، فإذا زاد المرض الذي يحصل من التوتر بالتأكيد، فلا بد من ترك الساحة، فالصحة أولى.


 

رد مع اقتباس
قديم 25-09-2009, 04:28 PM   #4
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم

إمكانية تغيير اتجاه فكري تحت ضغط شديد

عندما ينشغل إنسان ما بشيء ما كثيرا؛ فإنَّ الشيء الذي يُشْغِله يسيطر على مساحة كبيرة من فكره، بحيث تبقى تتكرر في ذهنه لوقت طويل، ويتجلى هذا بوضوح عندما يكرر – إنسان ما – قاعدة نحوية – مثلا - يريد حفظها؛ فكلما كرر القاعدة النحوية؛ فإنَّها تسيطر على جزء أكبر من مساحة فكره، حتى يأتي وقت يجد القاعدة النحوية تتكرر في ذهنه رغما عنه، وهذا يَظْهَر بوضوح عندما يكرر المكرر القاعدة النحوية كثيرا ثم يذهب مباشرة إلى النوم، فيستيقظ في الصباح فيجد أنَّ القاعدة النحوية تتكرر في ذهنه دون أنْ يكررها إراديا، فهي صارت تتكرر جبرا، وليس عجيبا إذا علمتَ أنَّها ستزداد تشبثا وتكرارا إذا تَوَتَّر الذي تتكرر القاعدة النحوية في ذهنه، فالتوتر يُعَزِّز تكرارها.. إذا أُرِيد القضاء على تكرارها فلا بد الصبر عليها إلى أنْ يتوقف التكرار، أو أنْ يحفظ المكرر قاعدة نحوية أخرى أو شيء آخر، وعليه ألا يتوتر إذا تداخلت القاعدة النحوية التي تتكرر قهرا، مع القاعدة النحوية التالية التي يكررها، فإذا شَعَرَ إنَّ التداخل قد توقف بين القاعدتين النحويتين في ذهنه، من حيث التكرر، فهنا لا بد أنْ يتوقف، أو يكرر القاعدة النحوية التالية قليلا، وبعدها فليتوقف؛ وبهذا يتوقف تكرار الذي يتكرر جبرا وقهرا.

إنَّ الذي حَدَثَ مع الذي كرر قاعدة نحوية إلى مرحلة تكرارها جبرا وقهرا، يمكن أنْ يَحْدُث في إنسان فاضل لم يسرق قد، وليس في حاجة أنْ يسرق، فكل ما عليه هو أنْ يكرر "أنا سأسرقه" إلى أنْ تتكرر جبرا وقهرا، ولكي يجعل تكرارها يشتد ويزداد تشبثا، فلا بد أنْ يغضب من تكرارها، أو من شيء آخر يجعل الغضب يدوم طويلا، وهنا:
1-إمَّا أنْ ينخضع لأوامر العقل بأنْ لا يسرقه، رغم تكرار وتشبث:”انا سأسرقه" في ذهنه.
2- وإمَّا أنْ "يسرقه"، فإذا سرقه؛ سيهدأ تكرار "أنا سأسرقه" إلى أنْ يزول التكرار من ذهنه، ولكن إنْ ندم على سرقته؛ فهنا تبدأ فكرة الندم تتكرر.. إذا أراد أنْ يزول تكرار فكرة الندم: فعليه أنْ يُرْجِع ما سرقه بطريقة ما، وإنْ استطاع: فعليه إزالة آثار السرقة من الذي سرق منه غرضه.

المثالان السابقان يوضحان أنْ الفكرة التي تتكرر هي أساس المعادلة؛ وهذا يعني أنَّ الفكرة التي يمكن أنْ تتكرر يمكن أنْ تتعلق بقتل، أو باختراق في زمن المشباك (النت)، أو بهروب، أو بضرب، أو بجرح، إلخ.

لننتقل إلى مسألة أخرى غير بعيدة عمَّا قلناه في السطور السابقة، كلنا يعلم أنْ أصحاب اﻷديان والاتجاهات الفكرية المختلفة لم يتوقفوا عن الصراع على اﻷقل على المستوى الفكري، وهو الذي يهمنا، وقد كان الصراع يتم بين علماء، أمَّا في هذا الوقت فصار العوام يدخلون على خط الصراع وبشدة، في عصر المشباك (النت)، وهم ليسوا مثل العلماء فالعلماء مزودون بحجج تجعلهم أقوياء في صراعهم مع غيرهم، أو في مخاصمتهم مع غيرهم، وهي أقل شدة من كلمة صراع، ولكن العوام لا يوجد لديهم حجج في أذهانهم، ولا بد لهم من الكثير من الوقت ليحصلوا على حجة تشد من موقفهم، وهذا ما لا يصبر عليه كثير من العوام، وهنا تبدأ العوام تتوتر، حيث ترى أنَّ اﻵخر يمتلك حجة أمَّا هم فلا يمتلكونها؛ وهذا يجعل حجة الخصم تسيطر عليهم، حتى لو كانت حجة الخصم فاسدة من أساسها، فالخصم بقيَّ صامد على ما يعتقد، وهنا أمام العامي:
1- أنْ يقول يوجد لدينا حجة ولكن أنا لا أعرفها؛ ولهذا فإنِّي أنسحب، ولا ينتظر رد من عالم؛ وبهذا يقل التوتر.
2- أنْ يقول يوجد لدينا حجة ولكن أنا لا أعرفها؛ ولهذا فإنِّي أنسحب؛ ولكن ينتظر رد عالم، ولكن العالم لم يرد ردا مقنعا؛ وهذا يجعل العامي يزداد توترا؛ ولا يقل التوتر إلا إذا مال لأقوال خصمه السابق، فهو لم يعُد خصمه، وهنا يمكن أنْ يَشْعُر العامي بفرحة عميقة.

3- أنْ لا يجد في ذهنه حجة، ومع هذا لا ينسحب من المخاصمة، فيستمع أو يقرأ أو يرى حجج الخصم، أو على اﻷقل صمود الخصم، أو تشبث الخصم بأقواله التي قد تكون مناقضة لمبادئ العقل؛ وهنا يمكن للعامي أنْ يميل إلى معتقد خصمه، فالعامي يسيره التوتر – في هذا الحال -، وسيطرة معتقد خصمه عليه في حال التوتر؛ تجعل معتقد خصمه قويا في ذهنه، وهنا:
أ- إمَّا أنْ يترك التفكير في مخاصمة خصمة؛ فيزول التوتر وأثر التوتر، ولو بعد حين.

ب- وإمَّا أنْ يديم التفكير في الذي يوتره، ومن ثم يميل إلى قول خصمة ليهدأ التفكير، فالتوتر وآثاره، ثم يزول، ولكن يمكن أنْ يبدأ التوتر مرة أُخرى من مخاصمة الذين كان ينتمي إليهم؛ ولهذا يوجد احتمال أنْ يعود إلى ما كان عليه، فيهدأ، ويمكن أنْ ينتقل من اتجاه إلى آخر في أزمنة متفاوتة؛ وهذا يجعل حياة المتنقل جحيما، أو شبيهة بالجحيم.

لنوضح هذا بمثال:
لنفترض أنَّ ص عامي من الناس على دين ج، ويوجد دين ف، وأصحاب دين ف يوجهون لدينه نقدا، وأصحاب دين ج يوجهون نقدا لدين ف؛ فإنَّ ص يتوتر كثيرا بالنقد الموجه لدينه، ويرى أنَّ صمود الخصوم – على افتراض صمودهم -؛ لم يَحْدُث إلا ﻷنَّهم على حق، أو أنَّ لديهم حق، ويقرر اعتناق دين ف، حتى ولو كان دين الذي كان عليه أفضل لو وعاه، ولكن أنَّى لو أنْ يعيه وهو مساق من توتره، فتوتره يجعل أقوال أصحاب د ف تسيطر على تفكيره، فتستحوذ على الجزء اﻷكبر منه (تفكيره)، فلا يهدأ إلا بأنَّ يميل إليه، فإنْ مال إليه؛ فإنَّ التوتر يقل، ومن ثم يزول، ولكن إنْ داوم قراءة، أو سماع، أو مشاهدة نقد لدينه الجديد سيتوتر، وكلما داوم متابعة النقد فسيتوتر أكثر، إلى أنْ تسيطر أقوال أصحاب دين ج على فكره، فلا يهدأ إلاَّ إذا عاد للدين ج.. إذا ملَّ ص من من حاله فيمكن أنْ ينتحر، أو يترك ما كان عليه وما عليه خصمه، أو لا يقرأ، ولا يسمع، ولا يشاهد شيء يتناول بالنقد معتقده..

ج- وإمَّا أنْ يترك ما كان عليه وما عليه الخصم، ولا يميل إلى هذا ولا ذاك.. وهذا على ما يبدو استخدم بعض العقل، وهنا تتوقف فكرة خصمة عن السيطرة عليه، ويهدأ توتره وأثر توتره، ثم يزول، ولكن لا يوجد دليل على أنَّه لن يتوتر ممَّا هو عليه بسبب خصومه، فهذا الحياة لا يوجد فيها راحة، فاﻷديان والمذاهب التي داخلها، والمذاهب الفكرية التي خارجها في مخاصمة وصراع، ولا يبدو أنَّ مخاصماتهم وصراعاتهم ستنتهي.

د- وإمَّا أنْ يترك ما هو عليه وما عليه الخصم، ويبدأ بمخاصمة الاتجاهين أو أكثر من اتجاهين، وهنا تتوقف فكرة خصمة التي سيطرت عليه، ومن هنا يهدأ توتره وأثره، ثم يزول، ولكن لم ينتهِ اﻷمر، فالأفكار التي مال إليها لها خصوم، فماذا تابع انتقاهم فسيتوتر، وكلما زادت متابعته لانتقادهم يزيد توتره أكثر، وكما نعلم أنَّ شدة التوتر في هذا الحال تجعل فكرة الخصم تسيطر على صاحبنا المُنْتَقَدُ معتقدَه، وهنا إما أنْ ينتحر، أو أنْ يترك النقد، فلا يقرأه، ولا يسمعه، ولا يشاهده، أو يعتقد أفكار أخرى، ولن يُتْرَك حتى ولو صار أصم وأعمى وأبكم.


كل الكلام السابق في هذه المشاركة تناولنا فيه شأن أناس غير مرضى دائميين بما يُسَمَّى بالخطأ باﻷمراض النفسية، فهي على التحقيق روتية مرضية، ولكن الذي يحصل في المرضى يكون أشد، فكل ما يجب أنْ يكون هو تبديل فكرة بأخرى، خصوصا آنَ الوسواس القهري، وهذا يعني أنْ أصحاب الأحوال التي تناولناها فيما سلف يمكن أنْ يدخلوا إلى المرض الدائم بسهولة، فشدة توترهم تنذر ببقاء آثار التوتر في أعصابهم.


 

رد مع اقتباس
قديم 08-10-2009, 08:05 PM   #5
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
ما أسباب انعقاد اللسان واللعثمة؟



السلام عليكم

لا بد من العلم أنَّنا نتناول مواضيعنا تناولا طبيعيا، ولا نتناول الطَّبْعُوانيات (الماورائيات)، فهي خارج المعادلة.

ما أسباب انعقاد اللسان واللعثمة؟

أولا: ممكن أنْ يكون السبب فكرة تدور في الذهن، فتعيق حركة اللسان الطبيعية لمدة قليلة، هذا إنْ لم يكن في أعصاب اللسان والفم عموما مواد (روت مرضي) تُسبِّب انعقاد اللسان، وكذالك اللعثمة.

قد يسأل أحدكم: لديَّ صديق عندما يصلي ينعقد لسانه، ويتلعثم، فمَ السبب؟
نقول: ربما لدى صديقك شكوك في معتقده، فربما شاهد نقد لمعتقداته من قِبَل أصحاب معتقدات أخرى، وتألم كثيرا من النقد، حتى وصل الحال به إلى أنْ اقترنت معتقداته باﻷلم الذي سببه أصحاب المعتقدات اﻷخرى لصاحبك، فما أنْ يتذكَّر شيئا بشأن معتقده إلا ويجيئه اﻷلم؛ ذلك أنَّ قرين المؤلم: مؤلم، أقصد أنَّ الشيء الذي يقترن بالألم تحتفظ به الذاكرة، فإذا أُسْتُرْجِعَتِ ذكريات اقترنت سابقا بألم؛ فإنَّ ألمًَا يقترن بالذكريات المُسْتَرْجَعَة، ولكن الذي يَعْقِل هذا الحال؛ فإنَّه يعزل الألم عن اﻷفكار، على اﻷقل على مستوى الفكر، أو يعلم بخطأها رغم تشبثها في ذهنه، هذا إنْ تشبثت.. إذا كانت الفكرة متشبثة؛ فإنَّها يمكن أنْ تُسبِّب في صديقك موادا (روت مرضي) تقيم في أعصاب اللسان.

قد تسأل: وما سبب إقامة المواد التي تتكلم عنها في أعصاب اللسان؟

أقول:
ثانيا: السبب الذي يجعل المواد (الروت المرضي) تقيم في أعصاب اللسان هو: أنَّ صديقك عندما يريد أنْ يتلفظ بالكلام الذي يقترن باﻷلم؛ فإنَّه يجد صعوبة في لفظه باللسان، وهذه الصعوبة تزيد اﻷلم، وهي عملية توترية شديدة، وكلما تكرر هذا الحال في صديقك؛ فإنَّ المواد تتراكم وتشتد في أعصاب اللسان، ومن ثم تنتقل إلى المواطن المجاورة.
بعد أنْ تقيم المواد - التي نتكلم عنها - في اﻷعصاب؛ فإنَّ اللسان ممكن أنْ يواجه صعوبة في الحركة الطبيعية حتى بشأن ليس اﻷشياء التي لم تقترن بألم، بل والتي اقترنت بلذة أيضا.. هذا الحال كثير ما يكون إلى جانب لعاب كثير في الفم.

من هنا نقول: راقبوا ابناءكم الذين يدخلون المشباك (الإنترنت)، فإذا كانوا يدخلون المواقع التي تنتقد عقائدهم الدينية؛ فيمكن بسهولة أنْ يقعوا في هذا الحال، خصوصا، إذا لم يستطعوا مواجهة الناقد بسبب قلة علمهم بمعتقدهم، بغض النظر عن نوع المعتقد، فمعتقدات البشر في هذه الدنيا كثيرة.. ولا بد من مراقبة المواد الدراسية التي يدرسها صاحب هذا الحال، وهل اﻷساتذة يتنقدون العقائد الدينية، أو لا، وكذلك لا بد من مراقبة اﻷصحاب، فيمكن أنْ يكونوا من نفس الملة، ولكن لدى بعضهم شكوك، فيطرحونها كثيرا؛ فتقرن العقائد المنتقدة بألم، وربما يكون اﻷصحاب من ملل أخرى؛ وهنا يزداد الخطر، إنْ انتقدوا الدين ولم يجد صاحب المعتقد الذي يتعرض لنقد حجة، ﻷنَّه ليس عالما، على اﻷقل ليس عالما في المسألة التي تتعرض للنقد.

قد تسأل: هل يمكن أنْ تَحْدُث الحالة السابقة دون قرين مؤلم؟
أقول: بالتأكيد، فالتوتر وآثاره هما السبب، فيمكن في مريض معين أنْ تنتقل المواد من موطن معين إلى اللسان، ويمكن أنْ تُنْتَج في اللسان، خصوصا عندما تكون المواد قد ملأت أعصاب الجسد اﻷخرى.


ترتيب الحروف التي يصعب التلفظ بها عندما يكون إلى جانب ثقل اللسان لعاب كثير هي الحروف التي في السلم التالي:

سلم الحروف اللعكية:
الحروف اللِّثَوِيَّة (الظاء، والذاء والثاء)
الحروف الذَّلَقِيَّة (الراء، واللام، والنون)..
الحروف الأسَلِيَّة (الصاد، والسين، والزاء)
الحروف النِّطْعِيَّة (الطاء، والتاء، والدال)
الحروف الشَّجَرِيَّة (الجيم، والشين، والضاد)
الحروف الشَّفَهِيَّة (الفاء، والباء، والميم)
الحروف الهَوَائيَّة (الياء، والواو، والألف)
الحروف اللَّهَوِيَّة (القاف والكاف)
الحروف الحَلْقِيَّة (العين، والحاء، والهاء، والخاء، والغين)

أرجو زيارة الموضوع الذي على الرابط التالي رغم تعقيده:
http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=51718


 

رد مع اقتباس
قديم 24-12-2009, 01:51 PM   #6
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


مشاركة تابعة لهذا الموضوع:

المثير اللذيذ وأثره على توتر وآثار توتر جاذب وموصول بفكرة:
http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=54072


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:59 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا