استشارة

استشارة

استشاره
تقابلني بعض الحالات المحيرة حقا ، ولا أجد أمامها ألا التساؤل ماذا تريد هذه السائلة وقد سدت في وجهها جميع الطرق؟ هي تريد حلا لمشكلتها من لدن اختصاصي نفسي يملك قدرة خارقه في حل المشكلات العميقة والمزمنة وأنا واحد ممن نصب نفسه لهذه المواقف المحيرة التي لاأحسد عليها لأنها تتعلق بسمعتي في مجال الاستشارة النفسية ، إليكم هذه الحالة التي واجهتها ولم أستطع أن أقدم للسائلة حلا يقنعها، فماذا ستقول عني ؟ سترميني طبعا بالجهل وأنه لافائدة مني ، وستبحث عن مساعد آخر لعله يوصلهاإلى النتيجةالتي ترضيها .
الحالة:
اتصلت بي إحدى الأخوات الفاضلات وهي تبكي وتقول إنني متوترة وقلقه جدا والدموع تتساقط من عيوني ، بحثت عن إيميلك حتى وجدته ، عمرها27 سنه لم تتزوج بعد ولكنها وقعت في حب شاب يختلف عنها في النسب هي قبيلية وهو خضيري ، تقول إنني لاآكل ولا أشرب ولاأنام بسبب حبي لهذا الرجل والذي لاأستطيع أن أتزوجه لخلاف النسب بيننا فماذا أفعل ؟
التعليق على الحالة :
هذه الفتاة يبدو أنها وقعت في حب هذا الشاب وهي لاتدري مانتائج هذا الحب وتمسكت به حتى تمكن من قلبها ، يقول الشاعر /
لقد ثبتت في القلب منك محبة ****كما ثبتت في الراحتين الأصابع
لاشك أن حبا مثل هذا يصعب الخلاص منه ، وعلاجه بالزواج أو أن تتركه وهي لاتستطيع تركه تقول لو زل يوم لم يتصل بي أو أتصل به جن جنوني ،وذهبت للمستشفى، وانقلبت حياتي رأسا على عقب ، والحب كما يقولون ( جنون) وقيس بن الملوح عندما هام حبا بليلى لقب بالمجنون وقتله العشق لأنه لم يحصل على فتاته،ولم يتحقق حلمه... المشكلة في هذه الحالة أن الفتاة لاتستطيع أن تتزوج بهذا الشاب ولا تستطيع أن تتركه وأهلها لايعلمون عن هذا الحب شيئا ، ياترى لوعلم والدها بهذه القصة لاشك أنه سيصاب بصدمة قوية ربما يفقد حياته بسببها أو يصاب بالشلل ، وهذه مشكلة أخرى –أيضا- وحتى لو-لاقدر الله- حصل ماحصل وتوفي والدها فهي لن تستطيع الزواج به لوجود إخوتها وأعمامها وقبيلتها سيمنعون تحقق هذا الزواج ، الذي أريد أن أقوله أنه -مع الأسف الشديد- أن الفتاة إذا وقعت في المصيده بحثت عن الخلاص ، إنها تقول إن حبيبها هذا غير مخلص لها إنه يكلم فتيات أخريات ، وعلى الرغم من ذلك هي متمسكة به لأنها تحبه كما تزعم ، وهو- أيضا -تقول إنه متعلق بها كذلك ، والأدهى والأمر أن تذهب إليه في بيته عندما يكون خاليا وتبادله العشق والغرام والله أعلم ماوراء الأكمة .
المشكلة الحقيقية في بيوتنا قنابل موقوته بعض الناس لايعلمون عنها شيئا حتى يقع الفأس في الرأس وهي أن البنت تفعل ماتفعل ولا أحد يدري عنهاشيئا ، حتى تقع الكارثة ويفاجأ الأب والأم بهذا الحدث القاتل ، أنا في اعتقادي أن بعدنا عن بناتنا وعدم احساسنا بمايعانينه من فراغ وبمن يتصلن به عن طريق النت أو الماسنجر أو الشات أو الجوال هو الذي يدفع أمثال هذه الفتاة لأن تتصل بمن تريد دون حسيب او رقيب وبغفلة من والديها اللذان في الغالب لايحسنان التعامل مع التقنية الحديثه ، قد يكون بعد الوالدين عن البنت هو السبب القوي لتفعل ما شاءت دون أن تعلم بالنتائج الوخيمه ، فهل يستيقظ الآباء من سباتهم العميق ، وينتبهوا لبيوتهم التي قد يصيبها الدمار ، ويشعروا بناتهم وأبناءهم بالحب والعطف والحنان ، فغالبا البنت لاتفعل مافعلت إلا أن هناك خللا في التربية وسوء في التنشئة فإما قسوة زائدة أو إهمال زائد أو تدليل زائد وهذه هي النتائج المرة ، أصلح الله أبناءنا وبناتنا ووفقهم إلى مافيه صلاح دينهم ودنياهم والله أعلم .

المصدر: نفساني