المرشد ذلك الجندي المجهول

المرشد ذلك الجندي المجهول

المرشد ذلك الجندي المجهول

يتهمني بعض المرشدين أنني ضدهم ، وأنني أبحث عن الأخطاء التي يقعون فيها لأشهر بهم ، ويعلم الله أنني ما أردت من كتاباتي عن المرشدين وقضاياهم إلا نصرتهم ، ولأبين للناس أنهم جنود مجهولون مهما بذلوا من جهد لاينظر إليه ، وهذه مشكلة وزارة التربية والتعليم فالذي يعمل ويجد ويجتهد لاينظر إليه إلا عندما يخطيء خطأ بسيطا فتقوم القائمة عليه وهذا ماحصل بالفعل للمرشدين ، فقد ألصقت بهم تهما هم منها براء ،ولاأحد وقف معهم ولن أعدد مواقفي المشرفة مع المرشدين منذ أن كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض فمادح نفسه كذاب كما يقولون ولن امدح نفسي حتى لاأكون كذابا، أما الذي لايعمل فهو طبعا لايخطيء ويسكت عنه .
لما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض عايشت مواقف يندى لها الجبين من تهم تلصق ببعض المرشدين وهم منها براء لا لشيء إلا لأنهم مرشدون فدافعت عن كثير منهم وهم يعلمون ذلك وشكروني في أكثر من مناسبة ، فأنا شخصيا أعوذ بالله من كلمة أنا أنقد وضع الإرشاد في المملكة وأريد تطويره هذا ليس له علاقة بشخصيات المرشدين ، المرشد نفسه يريد أن يتطور الإرشاد لايريد أن يبقى مكانه تتقاذفه الأيدي من كل جانب كورقة في مهب الريح.
كل عمل لايناله التطوير يبقى جامدا ونحن لانريد العملية الإرشادية جامدة ، إن ما أكتبه عن الإرشاد هو واقع الإرشاد ، ليس هو الإرشاد الذي أريد أو يريده الغيورون على الإرشا د ، فمهلا يا أخي المرشد أنا معك وفي صفك ، لقد قال لي سعادة الأستاذ / عبدا لكريم الجربوع مدير عام التوجيه والإرشاد بوزارة التربية والتعليم ذات مره إن أحد المرشدين اتصل بي وقال لي : إن الأستاذ /إبراهيم الدر يعي أحبطنا فهو ينظر للإرشاد وهو لابس نظارة سوداء ، قلت له أبدا أنا لاأنظر للإرشاد ولا لغيره نظرة متشائمة أنا بطبيعتي والحمد لله متفائل رغم ماتواجهني من صعوبات ، قلت للأستاذ /عبدالكريم إذا تأمرني أن أتوقف عن الكتابة عن واقع الإرشاد توقفت ولكن يجب أن يتولى الكتابة غيري ، قال: لا نحن لانستطيع الاستغناء عن خبرتك وخلفيتك الإرشادية ، قلت له :هل تريدني أن أكتب عن إيجابيات الإرشاد فقط دون ذكر سلبياته ؟، طبعا سكت وأنا أعرف موقفه فهو مسئول والمسئولون في الغالب يخشون ذكر الحقائق ، وهذا توجه عام- مع الأسف- المفروض وضع النقاط على الحروف وإصلاح الخلل بغض النظر عن كرسي القيادة ، فإلى متى سنبقى نتغاضى عن أخطائنا ؟ ومتى سنطور أعمالنا إذا كنا ننهج هذا النهج ومتى سنكون عبيدا لهذه الكراسي الدوارة؟أنا أعرف الأستاذ/ عبدالكريم معرفة جيده فهو ابن الإرشاد وهو متخصص فيه فقد كان مرشدا لامعا ، ولكن الأمور ليست في يده دائما وهو خير من يمسك الإرشادولقد تحسن وضع الإرشاد في وقته كثيرا ولكن لانزال نطلب المزيد، والله المستعان0
عندا فكرت في الكتابة عن المرشد الطلابي بالمدرسة ، وأنا أميل إلى تسميته المرشد النفسي المدرسي ، لأن كلمة المرشد الطلابي أوحت للعاملين بالمدرسة من مدير ووكيل ومعلمين أن المرشد خاص بالطلاب ولا شأن له بالأمور الأخرى داخل المدرسة ، فأصبح يعمل في المدرسة وحيدا لايتعاون معه أحد من المدرسين ، كأن مشكلات الطلاب خاصة به وحده ، هذا التوجه مع الأسف الشديد يكاد أن يكون سائدا في مدارسنا ولعله من العقبات الكبيرة التي تواجه المرشد في عمله ، فمتابعة مايزيد على أكثر من 500 طالب بالمدرسة متابعة دقيقة فيها من المشقة مالله بع عليم ، الأب في الأسرة يعجز في كثير من الأحيان عن متابعة ثلاثة أو أربعة من أبنائه فما رأيك بمن أوكل إليه متابعة هذا العدد الضخم من الطلاب ، وحتى أسر الطلاب في الغالب لاتتعاون مع المدرسة ومن هنا تتضاعف الجهود على المرشد ويكون تأثيره الإيجابي ضعيفا في طلاب مدرسته ، انأ أعرف مجموعة كبيرة تعمل في المجال الإرشادي بكل جد وإخلاص ولكن عملهم لايظهر ، بل يبخل عليهم- أحيانا - بكلمة شكر أو كلمة طيبة من الإدارة ، يقول لي احد المرشدين :إن مدير مدرسته يحرجه كثيرا عندما يعطيه استمارة تقريره ليدون تقويمه عن نفسه ، وعندما يطلب منه المرشد أن يقومه هو أي المدير يعتذر ويقول: قوم نفسك أنت أنالا أعرف شيئا عن الإرشاد ، فإذا وصل الأمر بالإرشاد إلى هذا الحد فلماذا لاتتدخل إدارة الإرشاد بإسناد تقويم المرشد الطلابي إلى المشرف الزائر للمدرسة من إدارة التربية و التعليم قسم التوجيه والإرشاد وما قيمة المشرف إذا ، مدير المدرسة لايستطيع تقويم المرشد إلا في الحضور ومعاملته للطلاب أما من الناحية الفنية فلا يستطيع إلى ذلك إلا مشرف الإرشاد الزائر للمدرسة لأنه ادري الناس بما يعمل المرشد الطلابي مع الطلاب.

المصدر: نفساني