|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
01-06-2011, 10:30 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
اليد الساحره ... قصه قصيره
اليد الساحره
صبح الصباح محلاه **** والشمس جايه معاه وكل شىء ف الكون **** سبَّح بحمد الله أغنية نجاح سلام ... استمع إليها كل صباح ؛ وأنا اقف فى نافذتى المطلة على الطريق . ألمحها وهى آتيه من بعيد ؛ تحمل كيسا أبيض اللون ؛ نقش بجوانبه اسم محل بيـــــــع ملابس شهير ؛ تسير متلفعة بغطاء رأسها المزركش الجميل ؛ المتناسب دوماً مع ثوبها الطويل ؛ والذى لاتبدو منها فيه سوى يداها الجميلتان .. تضع الكيس جانباً ؛ ثم تنحنى لتفتح قفل باب محل البقالة الذى يديرة والدها ؛ عم مصطفى ؛ والذى تناوبه الوقوف به ساعات النهار الأولى ؛ ريثما ينتهى من عمله ويأتيها فى العشيه ؛ ثم ها هى ترفع بكلتا يديها الباب المعدنى التقيل ؛ تساعدها خبرة اكتسبتها على مدار شهرين كاملين ؛ هما عمر افتتاح هذا الحانوت أمام بيتى؛ ويعينها كذلك انزلاق الباب المتعرج على محوره.. تدخل ( سعاد) الى الحانوت ؛ وتقف خلف البنك كعادتها فى ذلك الوقت المبكر لتنتظر أول زبون .. مشهد أراه يتكرر أمامى يوما بعد يوم؛ عجيب أن حاز اهتمامى كله هذا الصباح ؛ وجعلنى ارقب تفاصيله بمتابعه دقيقه ؛ وجرت يدى على ذقنى متفكرا متأملاً ؛ فشعرت بخشونتها ؛ إذ لم أحلقها هذا الصباح كالمعتاد.. وفجأه ... قررت أن أكون أول زبون !! هبطت درجات السلم مسرعا ؛ وفى ثوان معدودات ؛ كنت أقف أمام سعاد ؛ تزين وجهى ابتسامه رقيقه؛ وينطلق لسانى بتحية الصباح : ــــ صباح الخير فردت بوجه محايد : ــــ صباح النور ؛ أى خدمه ؟ ـــــ علبة أمواس حلاقة لو سمحتى فاستدارت الى الأرفف خلفها ؛ وعينى تتابع يدها الجميله تتجه نحو المكان الذى اصطفت به علب الأمواس ؛ لتأتينى بواحده؛ تقدمها لى ؛ فأتناولها شاكراً ؛ وأنقدها ثمنها ؛ وأنصرف من أمامها ولا تزال ابتسامتى تزين وجهى؛ لكنها لم تبتسم !! أكملت ارتداء ثيابى ؛ وهبطت الدرج ثانية ميمما وجهى شطر عملى ؛ بعد أن تزودت من سعاد بنظره خاطفه؛ جعلتها محور تفكيرى طوال الطريق ؛ وها أنذا اجلس الى مكتبى فى المصلحه؛ اتابع عملى بنصف انتباه؛ فالنصف الآخر هناك؛ على رف محل البقاله يتابع اليد الرخصه وهو تتجول هنا وهناك .. لاأدرى ما الذى دهانى هذا الصباح؛ فقفزت فيه سعاد الى بؤرة تفكيرى هكذا؛ وتعملقت صورة يداها الجميلتان ؛ حتى احتلتا من البال كل هذا !!! ماإن حان وقت الإنصراف من العمل ؛ حتى كنت أول الخارجين من البوابه الرئيسيه ؛ متجها كعادتى نحو بيتى ؛ لكن عافت نفسى فى هذا اليوم ابتياع طعام من المحال التى تعودت عليها؛ فقد قررت أن يكون غدائى من تلك اليد البضه الجميله.. وصلت الى باب الحانوت ؛ وانتظرت حتى فرغت سعاد من قضاء طلب أحد الزبائن؛ ثم تقدمتُ منها محييا بإبتسامتى المألوفه؛ فإختلجت شفتاها هذه المره ؛ وطاف بهما ظل ابتسامه خفيفه ؛ مجيبة التحيه؛ متسائله فى نفس الوقت عما أريد ؛ فتخففت من تحفظى قائلا : ـــــ قررت أن يكون غدائى اليوم من دكانك؛ أما أشوف حتغدينى إيه؟ فأفتر ثغرها عن ابتسامه ؛ تخجل ضوء الشمس فى رابعة النهار ؛ وانطلقت منها ضحكه قصيره كأنها تغريد الطير قبل أن تقول : ـــــ بس كدا ؟ حاضر ثم التفتت الى أرففها العامره ؛ ووقفت هنيهه متفكره؛ ثم مدت يدها لتجلب علبة تونه ؛ وجبن وزيتون أسود؛ وحلاوه طحينيه؛ وبعض أرغفة الخبز؛ ثم لفت الجميع بمهارة وعنايه وناولتنى إياها ؛ ومازالت ابتسامتها تسبق يدها الممدوده باللفه؛ قائلة بصوتها الرخيم: ـــ تفضل؛ يارب زوقى يعجبك فقلت لها بنرة ذات معنى: ــ عاجبنى تناولت منى الثمن ؛ وقد اصطبغ خداها بحمرة الخجل ؛ فصارا أجمل من تفاح لبنان ؛ وتناولت مشترواتى وصعدت الى شقتى . تغيرت فيما تلت هذا اليوم من أيام عاداتى الغذائيه ؛ وصار طعامى المفضل هو ماأتناوله من يد سعاد؛ بل ؛ وتطورت عاداتى الإجتماعيه أيضا؛ فصرتُ اقضى شطرا من المساء على كرسى بالطوار أمام الدكان؛ اشاطر والدها ؛ عم مصطفى ؛ الحديث فى شؤون شتى ؛ بما يسمح له به فراغه بين الزبون والآخر؛ بعد زمن قضيته سجينا بين جدران بيتى ؛ يشهد على فيه أثاثه بالوحده والعزله؛ اللذان كنت اقطعهما بالتجول بين أجزائه حينا؛ وسماع المذياع حينا؛ والقراءه أحيانا .. مضت أيام أخرى جميله ؛ تنسمت فيها عبير الموده؛ والجيره؛ والصداقه؛ والحب .. ماذا؟؟ هكذا ؛ بلا سابق إنذار ؟؟ نعم ؛ أخيرا طرق الحب باب هذا القلب الذى عاش منطويا على ذاته سنين عددا؛ ونمت حوله أخيرا واحه وارفة الظلال من رقيق المشاعر ؛ وعذب الأمنيات. صارت سعاد شغلى الشاغل ؛ وتخايلت أمام عينى صورها الجميله تتابع تترى ؛ ويدها الكريمه تغذو معدتى يوما بعد يوم بشتى الأنواع التى يمتلىء بها دكانها؛ وتقود قلبى فى طريق جديد كل الجده؛ وكأنها يد هادية ؛ تفتح لى ابواب حياة سعيده هانئه.. حتى كان هذا الصباح .... لم استمع فيه الى نجاح سلام.. ولم اقف فى شرفتى اتناول القهوه... ولم تأت سعاد كعادتها لتفتح المحل صباحا.. فمنذ أمس ... وأمس فقط صارت سعاد زوجتى .. ( تمت) بقلمى المصدر: نفساني
|
|||
|
30-08-2011, 09:59 PM | #3 |
مراقبه إداريه سابقة
|
جميـــل أسامة،،،،
جميـل أن أرى كتابتك وتأليفك،،،، قصـــة حــلوة،،، خاصــة أن يـــد الحبيبـــة،،،، أي التي أحبها القلب من النظــرة الأولى،،، قادت حياة البطل لطريق جديد،،، غيـرت له حيــاته وجعلتـه سعيداً في حيــاته،،، ودي وتحيـــاتي،،، |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|