|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
06-09-2002, 07:58 PM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
بيتين من الشعر هزن أركان دوله
--------------------------------------------------------------------------------
سجن هارون الرشيد أبو العتاهية بسبب وشاية بعض الكذابين فوضعه في أحد السراديب اللتي لا يُسمع بها إلا خشخشة الحشرات ، ولا يُرى فيها غير الظلام السرمدي ... وضاقت عليهِ الأرض بما رحبت حيث لا أنيس ولا جليس ... سوى هموماً تحوم كالغربان فوق معالم تلك العزلة الكئيبة . ففكر بوسيلة تخرجهُ من ما هو فيه ، من ضيق وعُسر وعزلة ووحشة مزعجة ، وبما أنه شاعر فذ ، فمن الطبيعي أن يستغل موهبته هذهِ لكي يخرج إلى عالم النور . ففكر في نظم بيتين جميلين المعنى ، حتى يوصلهما إلى هارون الرشيد الذي أصدر بحقه حكم الحبس ، ولكن كيف يوصلهما للخارج وهو وحيداً في سردابه ! فتذكر السجان الذي يأتيه بالطعام كل يوم ، فأحب أن يتخذ منه جسراً يُوصل عن طريقة هذين البيتين للخارج ، رغم أن السجان لا يتكلم ولا يبتسم في وجه أبو العتاهية أبداً !! فلما دخل السجان على عادته إلى زنزانة أبو العتاهية وفي يديه الطعام والماء ، فقال أبو العتاهية : أما و الله إن الظلم شؤم وما زال المسىء هو الظلوم إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند الله تجتمع الخصوم فحفظهما السجان وانطلق بهما خارج السجن ، ومن هذا لهذا حتى وصلا هذين البيتين لهارون الرشيد وكان حيينها على سريرة يطلب النوم فقد دخلت عليهِ زوجته وقالت له : هل سمعت بماذا توعدك أبو العتاهية ؟!! فقال هارون : بماذا توعدني هذا الرجل ؟ فسمع منها هارون البيتين فاهتز جسده لهن وأخذ يرتجف من القوة الرهيبة التحذيرية اللتي طلا بها أبو العتاهية بيتيه !! فبكى هارون الرشيد عندما تذكر يوم وقوفه بين يدي الله جل جلالة ، فأمر بإطلاق سراح أبو العتاهية الداهية ، وأكرمه عن ما لاقى في حبسه . ------------------------------ رحم الله هارون الرشيد .. الملك العابد الزاهد ، ورحم الله أبو العتاهية الشاعر الذي لا يخش في الله لومه أحد فلولا عقلية هارون الرشيد المؤمنة ، وقلبه التقي ... لكان أبو العتاهية في معتقلة حتى آخر لحظة من حياته ! ولولا إدراك ومعرفة أبو العتاهية ( بوعي ) هارون ، لما حاول وتجرأ .. أن ينظم نصف بيت ! ولكن هل بهذا الزمن ( ذو سلطة ) يقبل أن يعضه أو ينصحه أحد ببضع أبيات ؟ أعتقد أن هذا التصور بعيد جداً فغالب من بيدهِ سلطه في هذا الزمن يحب المدح والثناء ولو كان كذباً وبهتاناً !! بل أن بعض الشعراء في الزمن هذا .. لا تستعجب منه إن جعل من ممدوحة هو الذي يُنزل المطر ويُخرج الفقع وهو الذي يجعل اللبن في الضرع ، وهو الذي بيده الأرواح والأعمار !! زمن ذل بهِ الشعر ... عندما أذل أهله أنفسهم .. بحثاً ولهثاً وراء الشيكات والبشوت الذهبية ! منقول ‘‘‘‘ المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|